مع استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على القرى والبلدات الجنوبية وسيطرة الجيش الإسرائيلي على معبر رفح من الجانب الفلسطيني ما يقوّض إمكانية التوصل لاتفاق هدنة في غزة، تتزايد المخاوف في لبنان من إمكانية اتساع رقعة الحرب، كما تتزايد التساؤلات بشأن كيفية التعويض على المتضررين في الجنوب في ظل الأزمة المالية الخانقة التي يُعاني منها البلد.
قبل أيام أعلن حاكم مصرف لبنان بالإنابة الدكتور وسيم منصوري في لقاء مع الصحافيين الاقتصاديين أنّ اهتزاز سعر صرف الدولار في ظلّ الحرب القائمة في الجنوب واحتمال توسّع رقعتها أمر مستبعد، خصوصاً مع إصرار مصرف لبنان على "عدم تمويل الدولة وعدم المسّ بالتوظيفات الإلزامية".
لكنّه تابع قائلاً انه في حال احتاجت الدولة الى المال في حالات الظروف القاهرة وتفاقم رقعة الحرب فسوف يترتّب على "المركزي" تزويدها بالمال شرط أن يُقرّ ذلك بقانون صادر عن مجلس النواب فالحرب تندرج ضمن الإجراءات الاستثنائية". فكيف سيتم تأمين المال؟
في هذا الإطار، يؤكد خبير اقتصادي عبر "لبنان 24" ان "تمويل الدولة لا يتم إلا من خلال إقرار قانون في مجلس النواب"، محذرا من "مخاطر كبيرة سيتكبدها لبنان في حال توسع الحرب".
ولفت إلى ان "خسائر لبنان حاليا جراء الاعتداءات الإسرائيلية على الجنوب بلغت نحو 5 مليارات دولار وبالتالي لا بد من البحث عن مصادر للتمويل لأن الدولة اللبنانية هي من ستدفع التعويضات للمُتضررين".
وأشار إلى ان "الإجراءات الاستثنائية لمصرف لبنان في هذه الحالة هي إقرار قانون لتمويل الأضرار الناتجة عن الحرب".
وعن إمكانية حصول لبنان على هبات مالية خارجية كمصادر تمويل، يؤكد الخبير الاقتصادي ان "وضع أوروبا المالي صعب جدا فهي تواجه مشكلة جدية بسبب استمرار الحرب الأوكرانية ـ الروسية، أما أميركا فهي تعاني من دين عام تخطى 34 تريليون دولار لأول مرة في التاريخ وبالتالي لم يعد بإمكانها توزيع الأموال وبرنامج المساعدات الأميركية يتم التخطيط له مسبقا".
واعتبر انه "في حال أرادت أميركا دعم لبنان فحجم هذه المساعدة لن يكون كبيرا وقد يكون من خلال تقديم مساعدات إنسانية تشمل الدواء والغذاء وليس مبالغ مالية".
المصدر: لبنان 24
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
خبير عسكري: الانتخابات الأمريكية جمدت المساعي لوقف إطلاق النار في لبنان
قال العميد خالد حمادة، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن هناك تصعيد مستمر في المنطقة، وهذا التصعيد أصبح عبارة عن ضربات جوية يقوم بها جيش الاحتلال الإسرائيلي على مناطق متفرقة، سواء في الجنوب اللبناني أو مناطق أخرى، مثل البقاع والضاحية الجنوبية.
وأضاف «حمادة»، خلال مداخلة عبر شاشة قناة القاهرة الإخبارية، أنه لم يعد هناك جهدا بريا لجيش الاحتلال الإسرائيلي منذ ثلاثة أيام، ولا يبدو أن الاحتلال الإسرائيلي عازم على استكمال عملياته البرية، وهذا جاء بعد عدم وجود أي خطة للقيام بعمل بري بالرغم من كل الدمار الذي حدث في الجنوب اللبناني.
خسائر كبيرة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيليوتابع الخبير العسكري والاستراتيجي: «هناك خسائر كبيرة لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي بسبب العمليات البرية وخسائر أكبر بكثير للبنية التحتية اللبنانية»، لافتًا إلى أن الوضع الميداني في لبنان سيتمر على حاله في ظل عدم وجود أي مسعى دبلوماسي لإيقاف هذه الحرب، والانتخابات الامريكية ساهمت في تجميد المساعي لهذا الأمر.