حرب الخشخاش تشعل التوتر العرقي فى بدخشان شمال أفغانستان
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عرض أكثر من 100 من سكان منطقة دريم بدخشان شمال شرق أفغانستان، خلال احتجاجات واسعة لهم، جثة نظام الدين باي، وهو شخص قتل على يد أشخاص مرتبطين بطالبان.
وردد هؤلاء المتظاهرون شعارات مناهضة لطالبان البشتون واتهموهم بإطلاق النار على المدنيين ودخول المنازل السكنية بشكل غير قانوني.
وهتف المتظاهرون الذين تجمعوا حول جثمان نظام الدين باى "العدالة" وطالبوا باستسلام عناصر طالبان المتهمين بالقتل. وهتف عدد من المتظاهرين "الموت للإمارة".
ويقال إن حركة طالبان جاءت لتدمير حقول الخشخاش فى قرية قرلاك، لكن صاحب الحقل واجه مقاومة وقتل هذا الشخص على يد قوات طالبان.
ويزعم أحد المتظاهرين أن قوات طالبان أطلقت النار على المدنيين.
وقال أحد المتظاهرين: "هذه تظاهرتنا لحماية شرفنا وقيمنا. البشتون موجودون داخل منازلنا وخصوصياتنا. لقد تظاهر شعبنا وأمتنا لهذا السبب. نطلب من الحكومة (فى إشارة إلى طالبان) تسليم قاتلنا".
ويوصف دخول عناصر طالبان إلى المنازل والحقول بـ"الغزو" من قبل سكان مديرية دريم، ويطالبون حركة طالبان بوقف هذه الحالات فى أسرع وقت ممكن.
وقال أحد المتحدثين باسم سكان دريم: "أهلنا رأوا أن أعراضهم ودينهم قد انتهكوا فدخلوا المنازل وكسروا جدرانها. واضطر الناس إلى التحرك وحماية أنفسهم من هذه الخطوة الجبانة وغير المشروعة".
وبعد يوم من هذا الحادث، أطلقت قوات طالبان النار أيضًا على سكان منطقة "أرجو" فى بدخشان، وقالت مصادر محلية فى بدخشان لصحيفة ديلى إنفورميشن اليومية إن شخصًا واحدًا قُتل وأصيب خمسة آخرون على الأقل فى هذا الحادث. القتيل فى أرجون يدعى "عبد الباسط".
وقالت مصادر شعبية إن الصراع بين طالبان والسكان المحليين وقع فى قرية "غانده تشيشمي" بمنطقة أرجو بعد أن منعت حركة طالبان تدمير مزارع الأفيون. واحتج السكان المحليون على حركة طالبان فى أرجو بالمجارف والعصي.
وكتب ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم طالبان، على حسابه "x" أنه تم تعيين وفد قارى فسيح الدين، رئيس أركان جيش هذه المجموعة، للتحقيق فى عملية تدمير حقول الخشخاش وحل المشاكل الناتجة عنها فى بدخشان.
وقال إن من واجب هذه اللجنة التحقيق فى الأحداث الأخيرة التى وقعت فى بدخشان وتقديم تقريرها إلى رئيس وزراء هذه المجموعة.
وقال مجاهد: "تم زراعة نبات الخشخاش فى عدد من أقضية بدخشان وبدأت أيضًا عملية إتلافه للقضاء على هذه الظاهرة المعادية للإنسان والتهريب". ولا تستثنى أى منطقة من هذا الحكم.
وقال مجاهد إن بعض الأشخاص الذين وصفهم بأنهم "مجرمون" هاجموا قوات أمن طالبان التى كانت تشارك فى الحرب ضد نبات الخشخاش.
وتركز حركة طالبان على مكافحة زراعة الخشخاش، فى حين أنها حصلت خلال العقدين الماضيين على جزء من دخلها الحربى من زراعة المخدرات وتصنيعها ونقلها.
ومع ذلك، فى أبريل ٢٠٢٢، أصدر الملا هبة الله أخونزاده، زعيم حركة طالبان، مرسومًا بشأن زراعة المخدرات وإنتاجها وتهريبها واستهلاكها وبيعها فى أفغانستان.
وذلك على الرغم من أن وزارة الداخلية ومديرية استخبارات طالبان منعت أى نوع من التجمعات والمسيرات الاحتجاجية ضد هذه الجماعة. ولدى طالبان تاريخ فى اعتقال مرتكبى ومنظمى التجمعات والمسيرات الاحتجاجية.
الفرق بين جماعات طالبان
معظم سكان بدخشان من غير البشتون، لكن مع صعود حركة طالبان، حاولوا زيادة الوجود العسكرى لقوات البشتون فى هذه المحافظة.
وفى نفس العملية، تمت إزالة جزء من طالبان من أصل طاجيكستانى من المناصب المحلية المهمة والرئيسية، وبدلًا منهم، تم تعيين طالبان من أصل بشتونى ومعظمهم من المحافظات الجنوبية.
ولعبت حركة طالبان بدخشان، بقيادة قارى فصيح الدين، دورًا بارزًا فى تسهيل سقوط المقاطعات الشمالية الشرقية من الحكومة الأفغانية السابقة.
وكان عدد عناصر طالبان فى بدخشان كبيرا ومجهزين بأسلحة متطورة. وحتى كاميرات الرؤية الليلية. ولكن عندما وصلت طالبان إلى السلطة، نفذت تدريجيا عملية إضعاف طالبان الطاجيكية.
ورغم أن قارى فصيح الدين يعمل رئيسا لأركان جيش طالبان، إلا أنه لا يتمتع بصلاحية وقوة فى وزارة دفاع طالبان مقارنة بمنصبه العسكرى الرفيع. أما وزارة دفاع طالبان فهى حكر على حركة طالبان الباشتونية وأغلبها من الأقاليم الجنوبية ومركزها قندهار.
وبدعمه ونفوذه العسكريين فى بدخشان، تمكن قارى فسيح الدين من تعيين مولوى أمان الدين منصور، أحد المقربين منه، قائدًا لسلاح الجو التابع لطالبان، ولكن بعد فترة تمت إقالة أمان الدين منصور من منصبه وعُين قائدًا للقوات الجوية. حاكم بدخشان.
وبعد إقالة منصور من منصب قائد القوات الجوية لطالبان، تم إقالة نحو ٢٠٠ من عناصر طالبان من بدخشان من قيادة القوات الجوية لطالبان الشهر الماضي. كما تمت إقالة مولوى أمان الدين من منصب حاكم طالبان لبدخشان وتم تعيينه قائدًا للفيلق ٢١٧ بالجيش العمرى فى قندوز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الخشخاش المتظاهرون شرق أفغانستان طالبان عناصر طالبان حرکة طالبان طالبان من الدین من طالبان ا قائد ا
إقرأ أيضاً:
متحف الإثنوغرافيا في كابل.. نافذة على التنوع الثقافي في أفغانستان
في قلب العاصمة الأفغانية كابل، يقف متحف الإثنوغرافيا كأحد أهم المعالم الثقافية التي تحكي قصة تاريخ أفغانستان وتنوعها العرقي والثقافي.
هذا المتحف، الذي يقع في أكاديمية علوم أفغانستان، وتحت إشرافها المباشر، يعدّ منصة حيوية لحفظ التراث الثقافي وإبرازه للأجيال الحالية والمستقبلية.
مقتنيات تروي قصة أفغانستانيحتوي المتحف على مجموعة استثنائية من المعروضات التي تمثل تنوع الأنماط الثقافية في البلاد، بما في ذلك أزياء تقليدية قديمة، وأدوات فخارية تاريخية، بالإضافة إلى أنواع نادرة من الأسلحة التي استخدمت في الحروب التي خاضتها أفغانستان عبر العصور.
ومن بين أبرز المعروضات، بندقية عمرها أكثر من 200 عام، وسيف وخوذة حديدية كانت تستخدم في فترات الحرب المختلفة، فضلاً عن الزي العسكري الأفغاني الذي يعود إلى 50 عامًا مضت.
تعتبر هذه المقتنيات شاهدًا حيًّا على تاريخ طويل من الصراعات التي خاضها الشعب الأفغاني، خاصة في معاركه ضد الاحتلالات الأجنبية، مثل تلك التي دارت مع القوات البريطانية في القرن التاسع عشر، إضافة إلى الصراعات الداخلية التي مرت بها أفغانستان في العقود الأخيرة.
ويعكس المتحف من خلال هذه المقتنيات الأثرية والتاريخية حجم المعاناة والتضحيات التي قدمها الشعب الأفغاني على مر العصور، ويشدد على أهمية الحفاظ على هذا التاريخ ليس فقط للأجيال الحالية، بل كذلك لأجيال المستقبل التي قد لا تكون على دراية بكل هذه الأحداث.
يُدار المتحف تحت إشراف أكاديمية علوم أفغانستان، وهي إحدى المؤسسات الأكاديمية الرائدة في البلاد، ما يضمن للمتحف مكانة مرموقة في البيئة الثقافية والعلمية الأفغانية، ويعكس التزام الدولة بحفظ التراث الثقافي لأفغانستان.
إعلانبالإضافة إلى دوره في نقل هذا الإرث إلى الأجيال المقبلة. ومن خلال التعاون المستمر مع الأكاديميين والباحثين، يعمل المتحف على إجراء دراسات ومشاريع تهدف إلى تعميق الفهم حول التنوع الثقافي والإثني في البلاد.
تحدياترغم أهمية المتحف كمؤسسة ثقافية، فإنه يواجه عددًا من التحديات التي تؤثر على استدامته، أبرزها قلة التمويل وضعف الإمكانيات التقنية.
وفي حديثه للجزيرة نت، قال نور الله، مدير المتحف: "التحدي الأكبر الذي نواجهه هو التمويل المحدود، الذي يؤثر على قدرتنا على توسيع المجموعات المعروضة أو تحسين تقنيات الحفظ الخاصة بالقطع الأثرية القيّمة. وإذا توفرت الموارد، يمكننا توفير أفضل أساليب الحفاظ على هذه القطع، وتوسيع معروضاتنا لتشمل المزيد من القطع التاريخية التي تمثل جميع مناطق أفغانستان".
وأشار نور الله إلى أن المتحف يسعى جاهدا لتحديث طرق عرض المعروضات من خلال استخدام الوسائط الرقمية. وأضاف "نحن نواجه أيضًا تحديات متعلقة بالتكنولوجيا الحديثة التي يمكن أن تسهم في حفظ القطع الأثرية بشكل أفضل. هذه التقنيات تسهم في تقديم تجربة أفضل للزوار، خاصة عند استخدام الوسائط الرقمية لعرض بعض المقتنيات التي قد تكون هشة أو قديمة جدا".
شهد المتحف إقبالًا جيدًا من الزوار، الذين أعربوا عن تقديرهم الكبير للمقتنيات التي تعرضها قاعاته. الزوار من مختلف الأعمار والخلفيات يقدرون ما يقدمه المتحف من فرصة للتعرف على تاريخ أفغانستان وثقافاتها المتنوعة.
في هذا السياق، عبّر أحمد يوسفزي طالب في جامعة رنا الاهلية، أحد الزوار المحليين، عن إعجابه قائلاً: "المتحف يعكس تاريخنا بشكل رائع، فهو يقدم لنا نظرة متكاملة عن الهوية الثقافية للشعب الأفغاني، ويعتبر فرصة رائعة لفهم كيف تطورنا عبر العصور".
إعلانأما محمود باركزي، فقال: "كانت زيارتي للمتحف فرصة رائعة للتعرف على تاريخ أفغانستان وثقافاتها المتنوعة من خلال هذه المعروضات القيّمة. وأحببت رؤية الأسلحة القديمة والأزياء التقليدية، خاصة أنها تسلط الضوء على الفترات التاريخية المختلفة التي عاشها الشعب الأفغاني".
من جانبه، أضاف سيد مختار، طالب من جامعة كابل، "أشعر بالفخر لرؤية هذا الموروث الثقافي المعروض أمامنا. هذه المعروضات تساعدنا على فهم التنوع الإثني الذي يعكس ثقافاتنا المحلية المختلفة، بالإضافة إلى التاريخ الطويل الذي مرّ به بلدنا".
تُعدّ أكاديمية علوم أفغانستان هي المسؤولة عن إدارة متحف الإثنوغرافيا، الذي بدأ كمشروع في عام 2002م. وتم تخصيص هذا القصر الرائع -الحكومي سابقا- ليكون مقرًّا لهذا المتحف العلمي والبحثي المخصص لدراسة التراث الإثنوغرافي والفني بأفغانستان.
المتحف هو المكان الذي يجمع مختلف المقتنيات النادرة التي تمثل تنوع العرقيات في أفغانستان ويعنى بجمع وتحليل القطع الأثرية لتاريخها وثقافاتها. ويضمّ مجموعة متنوعة من القطع التي تعرض تاريخ البلاد، بما في ذلك آثار البازلت والمقتنيات الأثرية من الحقب المختلفة، بالإضافة إلى الأعمال الفنية الحديثة التي تسهم في إثراء الدراسات الأكاديمية والفنية في هذا المجال.
يحتوي المتحف على 3 أقسام رئيسية، كل منها يركز على جانب من جوانب التراث الثقافي والفني في أفغانستان:
أعمال إثنيات أفغانستان: يسلط هذا القسم الضوء على الموروث الثقافي المتنوع للعديد من الأقليات العرقية التي تعيش في أفغانستان، من خلال عرض الملابس التقليدية، والأدوات المنزلية، والفنون اليدوية التي تتنوع حسب المناطق. آثار تاريخية: يتضمن هذا القسم مجموعة من القطع الأثرية التاريخية التي تتراوح بين العملات القديمة، والأدوات الحربية القديمة، والقطع المعمارية التي تقدم لمحة عن تاريخ حضارات أفغانستان القديمة. الفن الحديث: يعكس هذا القسم تطور فنون الأرت المعاصرة في أفغانستان، بما في ذلك الأعمال الفنية التي تظهر تأثيرات الحركات الثقافية المعاصرة في البلاد، وكذلك المشاريع البحثية التي تسهم في تسليط الضوء على التغيرات الثقافية في أفغانستان. إعلان المتحف والحفاظ على التراث الثقافييبقى متحف الإثنوغرافيا في كابل من أهم المؤسسات الثقافية التي تسهم في حفظ التراث الأفغاني ونقله إلى العالم.
ومع التحديات التي يواجهها من قلة الموارد وضعف الإمكانيات، يظل المتحف نقطة التقاء بين الماضي والحاضر، حيث يتيح للزوار فرصة التعرف على تاريخ البلاد ومراحلها المفصلية من خلال عينات ملموسة من التراث الثقافي.
وفي ظل اهتمام الحكومة الأفغانية والمجتمع المحلي، من المتوقع أن يظل هذا المتحف شاهدًا حيًّا على ثراء التنوع الثقافي في أفغانستان، مع أفق واعد في تحسين الإمكانيات والتوسع ليظل مرجعًا ثقافيًّا هامًّا في المنطقة.