#الحرب #في_الجنوب #مؤجلة فقط _ #ماهر_أبوطير
دعونا نتحدث بصراحة، لأن العاطفة تطغى على كل التحليلات السياسية، وتتداخل الدوافع هنا، فيما تغيب أحيانا الحقائق الأكبر، وسط المشهد اليومي لهذه الحرب الدموية التي نعيشها.
مذبحة رفح ستقع في كل الأحوال، سواء تم توقيع هدنة، أو لم يتم توقيع هدنة، ويقال هذا الكلام لمن يظن أن التمنع عن توقيع هدنة من جانب الفلسطينيين هو الذي سوف يتسبب بمذبحة في رفح، وهذا الكلان افتراء، فحتى إسرائيل ذاتها تجاهر بالقول إنها لن توقف الحرب، وستدخل رفح في كل الأحوال، قبل الهدنة، أو بعد الهدنة، لا فرق، وهنا مربط الفرس في كل الكلام.
إسرائيل لن تتراجع عن مذبحة رفح، وفي أحسن الأحوال قد تتراجع مؤقتا إذا وقعت هدنة، حتى تضمن تحرير أسراها، وتلعب على الوقت والعنصر البشري من خلال استغلال الهدنة للتخلص من الكتلة البشرية المتكدسة في رفح، للتخلص من لوم العالم، إذا تم الاجتياح، والسماح بعودة الفلسطينيين إلى الشمال، ليس محبة ولا كرما، بل لتخفيف الأعداد المتكدسة، لتخفيف عدد الضحايا لاحقا من الهجوم، وفي الوقت ذاته ستنصب إسرائيل الحواجز العسكرية للتفتيش على الأسماء المطلوبة بين العائدين إلى الشمال، بهدف تصفيتها أو اعتقالها، وفي توقيت لاحق ستعود الى رفح بعد تنقيتها بالمفهوم البشري من الناس العاديين، وستشن هجومها.
مقالات ذات صلة وراء الحدث 2024/05/07هذا يعني أن إسرائيل في كل الأحوال ستهاجم رفح، بهدنة أو بدون هدنة، لكن الفرق يكمن فقط في سعيها لتخفيف الخسائر البشرية خشية من موقف عواصم العالم، والرأي العام العالمي، وبالمناسبة لا تجد دولة ذات نفوذ تمنع إسرائيل عن المذبحة المقبلة، بل مجرد برقيات غضب وعتب، ومناشدات، فيما رئيس حكومة إسرائيل يهدد العالم علنا، بكونه سيمضي حتى النهاية.
حتى تهديدات إسرائيل بشأن الهجوم على رفح، طوال الفترة الماضية، كانت حقيقية، لكن كان لها دور وظيفي من أجل تحقيق استسلام كامل في شروط الهدنة، وهذا يعني أن المأزق يكمن أيضا لدى الجانب الفلسطيني، فهو يدرك في كل الأحوال أن هدنة مؤقتة ستؤدي لاحقا إلى خسارة كل أوراقه، من خلال تسليم الأسرى، واستمرار الحرب، ودخول رفح، فيما رفض الهدنة سيكون أيضا ذريعة لمخطط إسرائيلي قائم في كل الأحوال لاستباحة المنطقة، وهذا يعني أنه في الحالتين هناك مذبحة مقبلة على الطريق، بما يؤشر على المشروع الإسرائيلي أصلا.
من جهة ثانية لا يمكن لإسرائيل أن تشن حربا واسعة كما يتخيل البعض على رفح، والأرجح أن تكون حربا تدريجية، تقصف هذا الحي وذاك الحي، لدفع المدنيين إلى المغادرة وهو أمر نراه حاليا، إضافة إلى الدخول التدريجي البطيء على ذات طريقة دخول شمال غزة، وسط توقعات بحدوث مواجهات دموية في الوقت الذي تستكشف إسرائيل إمكانات المقاومة في تلك المنطقة، والمؤكد أن هناك استعدادات أيضا للوقوف في وجه جيش الاحتلال الذي لن يجد أمامه سوى الانتقام من المدنيين، بما يدفعنا اليوم لطرح السيناريوهات حول مصير أكثر من مليوني فلسطيني في كل قطاع غزة، أمام هذه الهمجية، وكيف يهدد المشهد مصر المجاورة لرفح نهايات المطاف، أمام وضع مأساوي غير مسبوق لا يوقفه أحد حتى الآن.
لكن دعونا نقرأ في مرة لاحقة كلف كل هذه الهمجية على إسرائيل داخليا ودوليا، وما سنراه من رد عليها داخل رفح، وربما من مناطق ثانية، بعد أن أثبتت إسرائيل كدولة عظمى أنها غير قادرة حتى الآن على الخروج من طين غزة، وأسرار غزة، وصبر أهل غزة أيضا.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الحرب في الجنوب مؤجلة فی کل الأحوال
إقرأ أيضاً:
بوريل من بيروت: على إسرائيل وحزب الله قبول مقترح الهدنة الأمريكي
حث مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إسرائيل و حزب الله، على قبول مقترح الهدنة الأمريكي، وسط المواجهة المفتوحة بين الطرفين منذ أكثر من شهرين.
وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي في بيروت بعد لقائه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه برّي: "نرى سبيلًا واحداً للمضي قدماً: وقف فوري لإطلاق النار، وتطبيق كامل لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، الذي أرسى وقفاً لإطلاق النار بين حزب الله واسرائيل في العام 2006".
واعتبر بوريل، أنّ "ما يحدث في بيروت يضع المجتمع الدولي أمام امتحان، وهذا النزاع قد اتخذ نطاقاً دوليّاً والمجتمع الدولي لا يمكن أن يبقى من دون تحرّك".
أضاف: " إنّ ثمن الحرب مرتفع للغاية، ولبنان على شفير الانهيار وعشرات القرى في الجنوب دُمّرت بالكامل، ويجب وقف إطلاق النار فوراً من جميع الأطراف وتطبيق القرار الـ1701".
وأضاف: "لا نزال ننتظر ردّاً حاسماً من تل أبيب على مقترح الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين".
وحول الفراغ الرئاسي في لبنان، قال بوريل: أدعو الاطراف السياسية في لبنان لتحمّل المسؤولية أمام الشعب وانتخاب رئيس للجمهورية.
وأضاف بوريل أنّ "الاتحاد الأوربي يدعم نشر الجيش اللبناني على طول الليطاني وانسحاب حزب الله وإسرائيل من المنطقة".
بوريل: ندعم شعب لبنان وجيشه ومؤسساته، وجاهزون لتخصيص 200 مليون يورو للقوات اللبنانية المسلحة، وعلى القادة اللبنانيين تحمل مسؤولياتهم السياسية بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية ووضع حد للفراغ في السلطة pic.twitter.com/7bxhBy5ly0
— TRT عربي (@TRTArabi) November 24, 2024وأشاد بعمل قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، معلناً دعم "الشعب والجيش اللبناني والمؤسسات في لبنان ومستعدون لتكريس 200 مليون يورو للجيش".
كما دعا "المجتمع الدولي لاتخاذ خطوات وإيقاف المجازر في غزة".