كتبت هيام قصيفي في" الاخبار": منذ أشهر والملف الرئاسي غائب عن طاولة البحث الجدي. الاعتياد اللبناني على غياب رئيس للجمهورية لم يعد ينحصر بما يحصل في غزة. أي مقاربة لملف لبنان، في العواصم العربية والغربية المعنية، لا يزال موضوع في خانة الانتظار ليس فقط بسبب ما يحصل في غزة، بل أيضاً بسبب المواقف التي تتمسك بها الدول الراعية لأي اتفاق رئاسي، والتي عادت إلى تشدّدها ولا سيما بعد حرب غزة.
في الأيام الأخيرة، وصلت ملاحظات وكلام سعودي من خارج لبنان (لا علاقة له بأي تحرك للدبلوماسية السعودية في بيروت)، يتعلق برؤية ما يتم تداوله حول خلاصات من ضمن إعادة ترتيب العلاقات الإقليمية، إذ لا تتعاطى الرياض مع وضع لبنان على خلفية ما يحصل في غزة والحرب الدائرة فيها وما يمكن أن ترتدّ نتائجها عليه من خلال تسوية كبرى، بل هي تحتفظ بموقفها الأساسي منذ البداية في التعاطي مع الانتخابات الرئاسية من ضمن رؤية شاملة للبنان وللوقائع السياسية فيه.
ما يصل إلى بيروت أن السعودية قالت سابقاً وتقول اليوم الكلام نفسه، لا ترى الرياض نضوج هذا المنحى، ما يعني أن أي رهان على دعم سعودي سياسي ومالي ليس في محله، فرغم أن الرياض تسلك سبيل التهدئة مع إيران، إلا أن الوضع الخليجي والعلاقة الإقليمية مع إيران مختلفان عن الحسابات في لبنان، بما ينعكس تمسكاً بالموقف الأساسي، وبسياسة عدم تقديم تنازلات وعقد تسويات على حساب لبنان، وهذا أمر محسوم في الحسابات السعودية حتى الآن.
لكن، في المقابل، ثمة خصوصية تتعلق بالإطار السياسي الداخلي اللبناني الذي يفترض أن يتحمل مسؤوليته في ما آلت إليه الأوضاع الحالية من سياسية واقتصادية واجتماعية، قبل التطلع إلى تحرك اللجنة الخماسية ورعاتها وانتظار تسوية تشمل في ما تشمل خططاً مالية واقتصادية لإنقاذ لبنان، من دول أن تحمل في جعبتها الكثير من الملاحظات على أداء القوى السياسية.
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
مقتل جندي إسرائيلي بجنوب لبنان وغارات ليلية على ضاحية بيروت
أقر الجيش الإسرائيلي اليوم الخميس بمقتل جندي خلال المعارك بجنوب لبنان، في أعقاب غاراته الليلية على مناطق متفرقة بالضاحية الجنوبية لبيروت، في حين أعلن حزب الله استهدافه "للمرة السادسة" تحركًا لجيش الاحتلال ببلدة مارون الراس.
وأكد جيش الاحتلال مقتل جندي بمعارك جبهة لبنان وإصابة آخر في شمال غزة، مشيرا إلى أن سلاحه الجوي استهدف خلال 24 ساعة أكثر من 110 مما سماها أهدافا تابعة لحزب الله في لبنان وحركة حماس في غزة.
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية أفادت في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي بمقتل 890 من جنود الجيش وضباطه والشرطة والأجهزة الأمنية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
وأوضحت الوزارة أن هذا العدد يشمل جنود الجيش الإسرائيلي وأفراد الشرطة ومقاتلي جهاز الأمن الداخلي وحراس أمن المستوطنات، فضلا عن القتلى على جبهات غزة ولبنان والضفة الغربية.
من جانبه، قال حزب الله اليوم الخميس إنه استهدف "للمرة السادسة" بصلية صاروخية تحركا لجيش الاحتلال الإسرائيلي عند الأطراف الشرقية لبلدة مارون الراس.
وأمس الأربعاء، أطلق حزب الله 25 صاروخا في غضون دقيقة واحدة على منطقة الجليل وخليج حيفا، "تم اعتراض بعضها، وسقط الباقي في مناطق مفتوحة"، وفق بيان للجيش الإسرائيلي.
غارات على بيروتوقد أفاد مراسل الجزيرة، فجر اليوم الخميس، بأن الطيران الحربي الإسرائيلي شن غارات عدة على مناطق مختلفة بالضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت.
وأوضح المراسل أن طيران الاحتلال استهدف حارة حريك في الضاحية الجنوبية لبيروت، إلى جانب شن غارات أيضا على محيط بلدة البازورية جنوبي البلاد.
كما أوردت وكالة الأنباء اللبنانية أن "الطيران الحربي المعادي شن 9 غارات على الضاحية الجنوبية"، مستهدفا منطقة الأوزاعي بـ3 غارات وحارة حريك وحي الأبيض (شارع ملعب الراية) بغارتين، وبغارة واحدة كلا من الليلكي والمريجة والمعمورة وبرج البراجنة.
وذكرت وكالة الأناضول أن المقاتلات الإسرائيلية شنت اليوم غارات على ضاحية بيروت الجنوبية إحداها قرب المدرج الشمالي لمطار رفيق الحريري بمنطقة الأوزاعي، بينما قصفت بقنابل عنقودية محافظة البقاع شرقي لبنان.
وأمس، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مقتل 20 شخصا على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى في بلدة برجا الساحلية الواقعة على مسافة أكثر من 20 كيلومترا إلى الجنوب من بيروت.
وأسفرت الحرب على لبنان إجمالا عن 3 آلاف و50 قتيلا و13 ألفا و658 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وفق رصد الأناضول لأحدث البيانات الرسمية اللبنانية المعلنة حتى مساء أمس الأربعاء.
ويأتي ذلك في ظل الغارات الإسرائيلية المتواصلة على مناطق وبلدات لبنانية عدة، في حين يرد حزب الله بإطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة وقذائف مدفعية تستهدف مواقع عسكرية ومستوطنات.