جنرال أميركي: واشنطن تعتمد على حلفائها في المحيط الهادي لمواجهة بكين
تاريخ النشر: 31st, July 2023 GMT
قال قائد عسكري أميركي رفيع إن بلاده ستعتمد على دول حليفة لمواجهة أي تهديد عسكري صيني محتمل في المحيط الهادي، بدل زيادة قواتها المسلحة بشكل كبير هناك.
وأكد الجنرال الأميركي جوزيف راين -قائد فرقة المشاة 25 التي قوامها 12 ألف جندي في جزيرة أواهو بولاية هاواي- أن بكين تتمتع بامتيازات "واضحة جدا" في المنطقة.
وأشار في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية إلى تطور القدرات الدفاعية للصين، لا سيما في مجال الصواريخ البعيدة المدى، وسهولة نشرها للقوات والمعدات الحربية في المحيط الهادي.
في المقابل، في حال نشوب نزاع سيتعين على الولايات المتحدة وحلفائها عبور المياه الدولية أو أراضي دول عديدة، وهو ما يتطلب الحصول على إذنها، كما ستحتاج إلى وسائل نقل جوي وبري وبحري.
وأوضح الجنرال راين أنه لا يرى "توسعا كبيرا للوجود العسكري الأميركي في المنطقة".
وكانت العلاقة بين بكين وواشنطن قد توترت السنوات الماضية بسبب تايوان التي تعتبرها الصين جزءا من أراضيها، وبسبب مطالبة الصين بجزء من بحر جنوب الصين المتنازع عليه، والسعي للهيمنة على جنوب المحيط الهادي.
سباق "للهيمنة"
واعتبر الجنرال راين أن مسألة تايوان ربما لم تكن سوى "المشكلة الأولى في حملة أوسع" للصين تهدف منها إلى أن "تصبح على الأقل قوة إقليمية مهيمنة في جنوب شرق آسيا، وبالتأكيد لتحسين تطلعاتها العالمية".
ووفقا لوزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، تمتلك الصين أكبر قوة حربية بحرية في العالم، وكذلك لديها ثالث أكبر قوة جوية.
وتطرق المسؤول العسكري إلى علاقة بلاده مع الجزر الواقعة في المحيط الهادي، إذ وصف علاقة بلاده مع أرخبيل جزر سليمان بأنها "معقده" على الرغم من تاريخ مشترك يعود إلى الحرب العالمية الثانية.
وقال راين -الذي زار جزر سليمان مؤخرا- إنه يتفهم سبب "إحباطها" في علاقاتها مع الولايات المتحدة.
وأضاف "أذهلني الافتقار إلى التنمية هناك، لذلك لست مندهشا من أن علاقاتنا مع جزر سليمان ما زالت معقدة اليوم، لأننا كنا هناك، حاربنا هناك، والآن هناك تحديات، ونحن لم نعد".
يشار إلى أن جزر سليمان وقعت العام الماضي اتفاق تعاون أمني سري مع بكين.
وأعادت الولايات المتحدة فتح سفارتها في هذا الأرخبيل في فبراير/شباط الماضي بعد 30 عاما على إغلاقها.
وبعد 3 أشهر، افتتحت واشنطن سفارة لها في تونغا، ومن المقرر افتتاح سفارتين في كل من فانواتو وكيريباتي.
"المصلحة"
وأكد الجنرال راين أن للصين أيضا "الحق" بالعمل في المنطقة "طالما يلتزم الجميع بمجموعة المعايير الدولية نفسها التي تم وضعها" بعد الحرب العالمية الثانية.
وأشار إلى أن بكين "أظهرت ميلا مباشرا لعدم القيام بذلك، في إهانة لعديد من حلفائنا وشركائنا في المنطقة".
وتعطي إستراتيجية الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادي، التي صدرت العام الماضي، أولوية للتحالفات وليس التدخل المباشر.
لكن الجنرال راين أكد أن بلاده لا تدعو دول المنطقة إلى الاختيار بين واشنطن وبكين.
وأضاف "نطلب منهم ببساطة التصرف بما يحقق لهم أكبر قدر من المصلحة واعتبار أن الولايات المتحدة تريد أن تكون شريكة لهم، وأن دولا أخرى حرة ومستقلة تعلق أهمية على سيادتها في المنطقة -مثل أستراليا ونيوزيلندا- تريد أن تكون شريكة لهم".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی المحیط الهادی فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
معاريف: الصين عرضت التوسط بين واشنطن وطهران وإسرائيل تراقب بحذر
كشفت صحيفة "معاريف" العبرية، الأربعاء أن مسؤولين كبارا في الصين نقلوا مؤخرا رسائل إلى جهة ثالثة، تم إيصالها إلى إسرائيل، تفيد بأن بكين مستعدة للتوسط بين الولايات المتحدة وإيران لاستئناف المفاوضات بينهما.
وأوضحت الصحيفة العبرية أن هذه المبادرة تأتي وسط تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، إلى جانب ازدياد انخراط الصين في شؤون الشرق الأوسط.
ولفتت الصحيفة إلى أنه حتى لو نظرت إسرائيل بشكل إيجابي إلى الاقتراح الصيني، وأحالت المسألة إلى جهات في الإدارة الأمريكية، فإن التقييمات الحذرة للمسؤولين المطلعين على المفاوضات تشير إلى صعوبة تحقيق بكين لدور الوسيط بين طهران وواشنطن.
وأشارت الصحيفة إلى أن مستوى الثقة بين الولايات المتحدة والصين "يُسجل أرقاما قياسية سلبية"، وفقا لتقرير الاستخبارات الأمريكية الأخير، الذي شدد على أن "الصين تمثل التهديد العسكري الأشمل والأقوى للأمن الوطني الأمريكي".
وأوضح التقرير الاستخباراتي، وهو تقييم سنوي للتهديدات صادر عن أجهزة المخابرات الأمريكية، أن الصين تمتلك القدرة على تنفيذ ضربات بأسلحة تقليدية ضد الولايات المتحدة، بالإضافة إلى اختراق بنيتها التحتية عبر الهجمات الإلكترونية واستهداف أصولها الفضائية.
وفيما يتعلق بمدى إمكانية قبول الأطراف بالوسيط الصيني، لفتت صحيفة "معاريف" إلى أن موقف الولايات المتحدة وإيران لا يزال غير واضح.
وأضافت أن طهران قد ترى في المبادرة الصينية فرصة للضغط على واشنطن لرفع العقوبات، بينما قد تخشى الولايات المتحدة من تزايد النفوذ الصيني في الساحة الدبلوماسية.
وأكدت الصحيفة أن دولة الاحتلال الإسرائيلي تتابع التطورات عن كثب، خاصة في ظل تعزيز إيران لنفوذها الإقليمي، وهو ما يثير قلقها بشكل متزايد.
يأتي ذلك على وقع استمرار جمود المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة بشأن الملف النووي، ومطالبة واشنطن بـ"إنهاء" برنامج طهران النووي بشكل كامل.
والاثنين، أكد وزير الخارجية الإيراني سيد عباس عراقجي أن بلاده لن تخوض في مفاوضات مباشرة مع الولايات المتحدة تحت الضغوط القصوى أو التهديدات، لكنه أكد أن القنوات غير المباشرة لا تزال مفتوحة، ويتم عبرها تبادل الرسائل.
وشدد عراقجي على أن الهدف الأساسي هو تحقيق المصالح الوطنية وضمان أمن البلاد، مضيفا "لن نفوت أي فرصة في سبيل تحقيق هذه الأهداف طالما ظلت السياسات الأمريكية الحالية مستمرة، مع استمرار توجيه الاتهامات والمطالب غير المنطقية".