المتحدث الإقليمي لـ «اليونيسف» بالشرق الأوسط عمار عمار لـ «الاتحاد»: التوغل في رفح يعرض 1.4 مليون فلسطيني لمخاطر كارثية
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةحذر المدير الإقليمي للإعلام في منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسيف» في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عمار عمار، من أي حصار عسكري أو توغل بري في مدينة رفح جنوب غزة، مشدداً على أن ذلك يشكل مخاطر كارثية على أكثر من 1.
وأكد عمار، في تصريح لـ «الاتحاد»، أن الحرب المستمرة لأكثر من 200 يوم تسببت في أزمة لا يمكن تصورها على حياة الأطفال في ظل استمرار تدهور الأزمة الإنسانية، موضحاً أن مئات آلاف الأطفال في غزة يعانون سوء التغذية أو الصدمة أو إعاقات، لاسيما مع نزوح الكثير منهم مرات عديدة وفقدان منازلهم وأحبائهم.
وأشار إلى أن الأطفال في رفح بحاجة إلى الحماية إلى جانب المأوى والخدمات الطبية، مؤكداً أن الحصار العسكري والتوغل البري يشكل مخاطر كارثية لأكثر من 600 ألف طفل يحتمون حالياً في رفح.
ولفت المسؤول الأممي إلى أن أوامر الإخلاء الأولية المعلنة في شرق رفح تؤثر على 100 ألف شخص، حيث يوجَد أكثر 1.4 مليون شخص يعيشون في رفح، نصفهم من الأطفال، معرضون بشكل مباشر لخطر أي عملية عسكرية في المنطقة، لافتاً إلى أن التأثير الممتد سيكون بعيد المدى ليشمل جميع سكان غزة البالغ عددهم أكثر 2.2 مليون نسمة.
وذكر عمار أن معبر رفح يعد المركز الرئيسي لجميع الاستجابات الإنسانية، وإغلاقه له تأثيرات خطيرة على عملية إيصال المساعدات التي تواجه صعوبات بالفعل، ما يعيق الجهود المبذولة في جميع أنحاء غزة، موضحاً أن إغلاق نقاط العبور سيؤدي إلى تراجع وصول المساعدات الذي كان في حده الأدنى بسبب القيود المفروضة.
وبحسب عمار، فإن هناك مئات الآلاف الأطفال يعانون إعاقات أو حالات طبية تعرضهم لخطر أكبر من العمليات العسكرية التي تلوح في الأفق في رفح، مضيفاً أن 65 ألف طفل يعانون إعاقة مسبقة، بما في ذلك صعوبات في الرؤية والسمع والمشي، بالإضافة إلى 72 ألف طفل رضيع، و8 آلاف طفل دون سن الثانية يعانون سوء تغذية حاد، و175 ألف طفل دون سن الخامسة مصابون بمرض معدٍ أو أكثر.
وشدد على أن جميع الأطفال في حاجة إلى خدمات الصحة العقلية والدعم النفسي والاجتماعي، وأن أي انقطاع في وصول المساعدات المحدودة بالفعل سيكون له تأثير مدمر على الوضع الإنساني ككل، مؤكداً أن عدم وصول الوقود يعرض جميع الخدمات الأساسية لخطر التوقف التام، بما في ذلك توصيل المساعدات وما تبقى من الرعاية الصحية.
كما اعتبر عمار أن أي عملية عسكرية في رفح ستعرض الأطفال لمزيد من سوء التغذية والمرض وخطر الموت بشكل متزايد، داعياً إسرائيل للوفاء بالتزاماتها الإنسانية بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لتوفير الغذاء والإمدادات الطبية وتسهيل عمليات الإغاثة، مشدداً على أن الأمل الوحيد للخروج من هذه الكارثة الإنسانية يتمثل في وقف إطلاق نار إنساني فوري، مع ضمان وصول آمن للمنظمات الإنسانية لدعم الأطفال وأسرهم.
ودعا المسؤول الأممي إلى حماية المدنيين والبنية التحتية التي تدعم الاحتياجات الأساسية مثل المستشفيات والملاجئ، وكذلك حماية الأطفال وأسرهم إذا كانوا غير قادرين أو راغبين في التحرك بعد صدور أمر الإخلاء في رفح.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الأمم المتحدة اليونيسيف منظمة الأمم المتحدة للطفولة غزة رفح فلسطين إسرائيل الأطفال فی ألف طفل فی رفح
إقرأ أيضاً:
وكالات دولية: أكثر من مليون إنسان معظمهم نساء وأطفال يعاقبون جماعيا في غزة
الاسرة/خاص
مئات الآلاف من نساء وأطفال قطاع غزة يتعرضون لإبادة جماعية من قبل آلة القتل الصهيونية أمام أعين وأسماع العالم بينما يتبنى النظام الأمريكي الجريمة ويتباهى بذلك،
والتحذيرات التي تطلقها الوكالات والمنظمات الدولية عن الأوضاع الماساوية والكارثية التي يعيشها سكان غزة وخصوصا الأطفال والنساء لا تلقى آذانا صاغية وتقابل بالصمت المريب ما يشجع الجيش الصهيوني على مواصلة جرائمه والتمادي فيها دون خوف من عقاب أو مساءلة.
وتؤكد وكالة غوث اللاجئين الفلسطينيين “الانروا” التابعة للأمم المتحدة بأن أكثر من مليون شخص معظمهم نساء وأطفال يعاقبون جماعيا في غزة.. ومن لم ينجو من صواريخ وقنابل نتنياهو وترامب يقضي جوعا أو بالأمراض المستشرية في القطاع المدمر.
ويقدر عدد الأطفال المعرضين لخطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة في غزة بأكثر من 206 ألف طفل، في ظل استمرار غياب التطعيمات الأساسية وفق مؤسسات حقوقية دولية.
وتوضح مصادر طبية في قطاع غزة، إن 206 ألف طفل فلسطيني باتوا أمام خطر الإصابة بالشلل الدائم والإعاقات المزمنة، بسبب منع الاحتلال تطعيمات شلل الأطفال المتوقفة منذ أسابيع.
وتضيف المصادر ، أن منع إدخال التطعيمات يعيق جهود تنفيذ المرحلة الرابعة لتعزيز الوقاية من شلل الأطفال.
ونوهت بأن أطفال غزة تتهددهم مضاعفات صحية خطيرة وغير مسبوقة مع انعدام مصادر التغذية السليمة ومياه الشرب.
وتعد حملات التطعيم ضد شلل الأطفال جزءا أساسيا من برامج الصحة العامة التي تنفذها وزارة الصحة الفلسطينية بالتعاون مع منظمات دولية، مثل “اليونيسف” ومنظمة الصحة العالمية. وفي ظل الأوضاع الاستثنائية التي يعيشها قطاع غزة بسبب الحصار والعدوان الإسرائيلي المتواصل، يتم تنفيذ حملات التطعيم على مراحل لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الأطفال.
ومنذ عام 2202م، تم إطلاق ثلاث مراحل من حملة التطعيم الوطنية ضد شلل الأطفال في غزة، استهدفت الأطفال من عمر شهر حتى 5 سنوات، وحققت تغطية واسعة نسبيا رغم التحديات اللوجستية.
وكانت المرحلة الرابعة مقررة لتعزيز المناعة المجتمعية والوقاية من تفشي الفيروس، غير أن منع الاحتلال الإسرائيلي إدخال اللقاحات منذ أكثر من 04 يوما، أعاق انطلاق هذه المرحلة، ما يهدد حياة أكثر من 006 ألف طفل بخطر الإصابة بالشلل الدائم.
تحذيرات مستمرة وجرائم متواصلة
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” في غزة، ما فتئت تحذر من كارثة إنسانية غير مسبوقة في القطاع، مؤكدة أن أكثر من 09% من سكان غزة يعانون من سوء التغذية بسبب الانهيار الحاد في الأوضاع الصحية والاقتصادية.
ويوضح مسئولو الوكالة الدولية أن هذا الوضع أدى إلى انعدام المناعة الفردية لدى السكان، مما ساهم في انتشار أمراض خطيرة مثل التهاب الكبد الوبائي، والتهاب السحايا، والالتهابات الصدرية والمعوية، التي أصابت مئات الآلاف من سكان غزة. حيث أن المواطنين فقدوا القدرة على مقاومة أي من الأمراض.
وتؤكد “الانروا” أن القطاع يشهد “مجاعة حقيقية” تضرب شماله وجنوبه، في ظل منع الاحتلال دخول المساعدات الإنسانية، محذرة من خطورة الأوضاع الحالية، في القطاع الذي لم يشهد مثل هذا التدهور من قبل، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الكارثة الإنسانية في غزة.
في سياق متصل، تؤكد الأمم المتحدة من أن الأشخاص الذين يعيشون في ملاجئ مؤقتة قد لا يتمكنون من البقاء على قيد الحياة بسبب انعدام الماء والغذاء والخدمات الصحية.
تدمير مقدرات العمل الإنساني
لم تتوقف جرائم الاحتلال عند تصفية المسعفين واستهداف المستشفيات بل يعمل بشكل ممنهج على تدمير وسائل ومقدرات العمل الإنساني في القطاع وكذلك قصف آليات ومعدات الدفاع المدني الخاصة برفع ما أمكن من الانقاض واخراج جثامين الضحايا من تحتها. ويحذّر المكتب الحكومي في غزة من انهيار إنساني كامل بالقطاع، بسبب الحصار “الإسرائيلي” ومنع دخول المساعدات. من جهته أكد المفوض العام للأونروا فيليب لازاريني إن مليونا شخص معظمهم نساء وأطفال يعاقبون جماعيا في غزة، مشيرا إلى أن المساعدات الإنسانية تستخدم أداةً للمساومة وسلاح حرب في غزة وهي جريمة حرب بحد ذاته.