المسلة:
2025-01-05@08:38:21 GMT

خرافة الحكم الشيعي في العراق؟

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

خرافة الحكم الشيعي في العراق؟

8 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث:

علي المؤمن

يردد الطائفيون وبعض الشيعة العلمانيين أو المنفعلين، بأن الحكم في العراق بعد 2003 هو حكم شيعي أو حكم الإسلاميين؛ بهدف إلقاء اللوم التاريخي على الشيعة في جميع ما يحصل من فساد وفشل وخلل وشلل ومحاصصة، وليقولوا بأن الشيعة فاشلون في الحكم، وأن السنة هم وحدهم رجال الدولة وقادة الحكم.

وهذا الكلام وهمٌ وخرافةٌ جملةً وتفصيلاً؛ فحكم العراق ليس شيعياً ولا هو حكم الشيعة ولاحكم الإسلاميين إطلاقاً، إنما هو حكم تشاركي تعددي؛ فالشيعة مشاركون في الحكم بمقدار الثلث فقط، أي ثلث قرار الدولة ومسؤولياتها، أما الثلثين المتبقيين؛ فيحوز عليهما السنة الكرد والسنة العرب، أي أن ثلثي الحكم بيد السنة، وظلت أغلب أحزاب هذين الثلثين تمارس التعطيل والتخريب والإفشال متى ما شاءت؛ لتحرك الجمهور الشيعي ضد الأحزاب الشيعية الإسلامية، فضلاً عن أن الشيعة الذين تسلّموا المسؤوليات ليسوا إسلاميين بأجمعهم، بل أن كثيراً منهم علمانيين، وبالتالي؛ فإن حصة الإسلاميين الشيعة من الحكم هي أقل من ربع المناصب والقرار. ويضاف الى ذلك أن رمزيات الدولة العراقية وأدبياتها وعقلها، لا تزال سنية طائفية، برغم وجود الشريك الشيعي في مركز القرار.

على عكس الحكم قبل 2003؛ فقد كان حكماً سنياً طائفياً حصرياً، احتكره السنة بتمامه وكماله لمدة 1350 سنة، وحدهم لا شريك لهم في المناصب والقرار، عدا عن أفراد معدودين من الشيعة، استخدمتهم الدولة السنية كعملاء لها أو مجرد هوامش لتحسين صورتها، ولتحتج بهم عندما يقال أن الدولة سنية طائفية، ولكي تضحك بهم على جمهور الشيعة، برغم أن الشيعة يشكلون 65% من سكان العراق، والسنة العرب 16% فقط.

وبالتالي؛ فإن ما ينبغي أن يعيه بسطاء الطائفيين وكذلك العلمانيين وبعض المنفعلين الشيعة؛ بأن حكم العراق لو كان شيعياً فعلاً؛ لكانت القواعد الخمس التالية مطبّقة بكل تفاصيلها:

1- أن تكون رمزيات الدولة وأدبياتها العامة والخاصة، وشعارها ونشيدها الوطني وعلمها، وثقافتها، ومناهجها الدراسية؛ شيعية إسلامية.

2- أن تكون تشريعات الدولة وقوانيها مستندة الى الأحكام الفقهية الشيعية الإسلامية، أو لا تتعارض معها، بما في ذلك الدستور.

3- أن تسير الدولة بإرشادات مرجع النجف الأعلى؛ بوصفه قائد الشيعة ورمزيتهم الاجتماعية الدينية. وليس القصد هنا أن يحكم المرجع ويقود الدولة تحت عنوان ولاية الفقيه، ولكن بعنوان التوجيه والإرشاد، وفق ما يحدده الدستور.

4- أن يكون رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس القضاء، شيعة إسلاميين، دون محاصصات وترضيات.

5- أن تكون غالبية الثلثين، حداً أدنى، من الوزراء وجميع مسؤوليات الدولة وسلطاتها الثلاثة، من الشيعة الإسلاميين، بما في ذلك قادة القوات المسلحة ورؤساء المحاكم والجامعات والكليات والهيئات المستقلة والقضاة، ويكون للسنة العرب والكرد والتركمان والعلمانيين الشيعة حضور أيضاً في المناصب الوزارية وجميع سلطات الدولة، بما يتناسب مع نسبهم السكانية وحجمهم في مجلس النواب.

وحينها فقط يمكن تحميل الشيعة مسؤولية عقيدة الدولة وسلوكها، وبخلافه لا يمكن توصيف الحكم في العراق بأنه حكم شيعي أو حكم الشيعة أو حكم الإسلاميين، لأن هذا التوصيف متهافت ويصطدم ببديهيات الحقائق القائمة على الأرض.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

إعفاء مدير سجن التاجي وتشكيل لجنة تحقيقية بسبب التقصير

3 يناير، 2025

بغداد/المسلة: وجه وزير العدل خالد سواني، الجمعة، باعفاء مدير سجن التاجي وتشكيل لجنة تحقيقية للتحقيق في كيفية وصول الهاتف الى داخل القاعة السجنية وتحريك شكوى جزائية بحق النزلاء بتهمة تهديد امن الدولة.

وذكر بيان للعدل، انه “بعد تسريب مقطع فيديو في مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عدد من النزلاء يهددون امن الدولة وجه الوزير بتشكيل لجنة تحقيقية وبعد توجه اللجنة الى القسم السجني تم ضبط الهاتف النقال وفتح تحقيق في كيفية دخول الهاتف الى القاعة السجنية، كما تم احالة النزلاء الى الجهات التحقيقية”.

واضاف “كما وجه شواني بإعفاء مدير سجن التاجي المركزي من مهامه بسبب تقصيره في اداء مهامه، واتخاذ إجراءات قانونية صارمة بحق المقصرين بادخال الهاتف الى القاطع السجني ، و تحريك شكوى جزائية ضد النزلاء بتهمة تهديد امن الدولة لمحاسبتهم وفق القوانين النافذة، بالإضافة إلى التأكيد على تطبيق العقوبات المناسبة بحق كل من يثبت تورطه في هذه المخالفات”.

وأكد شواني”عزمه على تعزيز الرقابة في المؤسسات الإصلاحية ومنع أي خرق أمني أو إداري يمس بنظام السجون”، مشيراً إلى أن “الوزارة لن تتهاون مع أي تقصير يهدد سلامة النظام الإصلاحي أو يخل بالتزامات الوزارة تجاه العدالة والمجتمع”.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بعد الاردن.. سوريا تعتاش على نفط العراق
  • الحكيم: بناء دولة قوية ومقتدرة يتطلب حصر السلاح بيد الدولة
  • صعود المحور السني وانحسار المشروع الشيعي: تركيا في قلب المشهد
  • إعفاء مدير سجن التاجي وتشكيل لجنة تحقيقية بسبب التقصير
  • الأغنياء الجدد: ظاهرة الثراء المفاجئ في العراق تثير التساؤلات
  • 2025 عام محاربة الفساد
  • رسالة السيستاني أبرزها.. ثلاثة أحداث مهمة في البيت الشيعي خلال 2024
  • رسالة السيستاني أبرزها.. ثلاثة أحداث مهمة في البيت الشيعي خلال 2024 - عاجل
  • الغاز القطري إلى أوروبا عبر سوريا.. تداعيات على العراق
  • جرف الصخر.. اختبار جديد لميزان القوى السياسية في العراق