أجاب الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية عن سؤال حول «ما حكم حج الحامل والمرضِع، وهل يجوز لهما أداء فريضة الحج؟». 

وأكد المفتي عبر الموقع الرسمي لدار الإفتاء، أنه لا مانع شرعًا مِن ذهاب الحامل أو المرضِع إلى الحج إذا توافرت لهُما الاستطاعة المادية والبدنية، وأَمْنُ الضرر على النَّفْس والجنين أو الرضيع، فإنْ لم تستطع الحامل أو المرضع أداء الحج لخوفها على نَفْسها أو جنينها أو رضيعها، أو لِمَشَقَّةٍ فوق المعتاد تَلحَقُها، سواء عَلِمَت ذلك مِن نَفْسها أو بتقرير الطبيب الثقة، وَجَب عليها تأخير الحج لحين أن تضع جنينها أو تَفْطم رَضيعَها، وهذا كلُّه مع مراعاة اللوائح والقرارات المُتَّخَذة في هذا الشأن مِن قِبَل جِهَات تَنظيم الحج.

شروط الحج

وأوضح أنه يُشترط لوجوب الحج: الإسلام، والبلوغ، والعقل، والاستطاعة المادِّية والبَدَنيَّة؛ ومِن ثَمَّ فإذا رَغِبَت الحامل أو المرضِع في الذهاب إلى الحج، وقَدرَت على أداء مناسكه مِن غير أن تَضُرَّ بنَفْسها أو جَنِينِها، بحيث تَتجْتنِبُ المَشَقَّةَ، فلا مانع شرعًا مِن ذهابها لأداء فريضة الحج ما دامت مستطيعة قادرة، لا خوف عليها أو على جنينها.

وذكر أن الأصل في ذلك ما جاء في السُّنَّة المشرَّفة، مِن أن السيدة أسماء بنت عميس زوجة سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنهما، حَجَّت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهي في آخِر أيام حَمْلِها، حتى إنها وَلَدَت قَبل إحرامها، فأمَرَها النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم أن تغتسلَ وتُهِلَّ.

فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: «نفست أسماء بنت عُمَيْسٍ بمحمد بن أبي بكر بالشجرة، فأمَرَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أبا بكر، أن يَأْمُرُهَا أَنْ تَغْتَسِلَ وَتُهِلَّ» أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.. فجَمَع الحديثُ بين آخِر وقتٍ مِن حَمْلِها وبدايةِ وقتِ إرضاعها طِفْلَهَا.

واستشهد بما قاله الإمام النووي في المنهاج شرح صحيح مسلم بن الحجاج، قولها: «نَفسَت» أي وَلَدَت.. وسُمِّي نِفَاسًا لخروج النَّفْس وهو المولودُ والدمُ أيضًا.. وفيه: صحة إحرام النفساء والحائض، واستحباب اغتسالهما للإحرام، وهو مُجْمَعٌ على الأَمْرِ به.

مشقة الحج

وتابع، أنه إذا وجدت الحامل أو المرضِع مشقة في حجها أو خافت على نفسها وجنينها ضررًا، بإبلاغ الطبيب الثقة لها أن ذهابها للحج وأداء مناسكه قد يسبب لها ضررًا، فالواجب عليها حينئذٍ عدم الذهاب للحج، والانتظار حتى تَضَع حَمْلَها أو تَفْطم رضيعَها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الحج دار الإفتاء المرض ع

إقرأ أيضاً:

ليلة الإسراء والمعراج.. دروس وعبر من أعظم معجزات النبي

ليلة الإسراء والمعراج من أعظم الأحداث التي شهدها تاريخ الأمة الإسلامية، وهي معجزة إلهية حدثت لنبي الرحمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، تميزت بتسليط الضوء على عظمة الله سبحانه وتعالى ومكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم عنده. وقد ورد ذكر هذه المعجزة في القرآن الكريم في سورة الإسراء، حيث قال تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَىٰ الْمَسْجِدِ الْأَقْصَىٰ الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1].

ليلة الإسراء والمعراج

تظل ليلة الإسراء والمعراج علامة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية، وستظل الأجيال تلو الأجيال تستلهم منها العبر والدروس العظيمة التي ترسخ الإيمان في قلوبهم وتجعلهم أقرب إلى الله تعالى.

ليلة الإسراء

في ليلة الإسراء، سُبحان الله، أُسري بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وذلك في رحلة سريعة جرت في جزء من الليل، وكانت تلك الرحلة علامة على قدرة الله وعظمته، وفي هذه الليلة، تَجَسَّدت معجزة الإسراء لتكون بداية لرحلة أخرى هي المعراج، حيث عُرج بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى السماوات العُلا، فصعد إلى مقام سدرة المنتهى، وعُرضت عليه آيات الله الكبرى، ورأى من عجائب الخلق ما لا يراه بشر، وحدثت هذه الرحلة يقظةً دون أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حالة نوم، بحسب ما أوضحت دار الإفتاء المصرية.

رحلة الإسراء والمعراج

تناولت دار الإفتاء المصرية هذه الحادثة العظيمة وذكرت أن الإسراء والمعراج كانا رحلتين منفصلتين ولكنهما مرتبطتان في معانيهما، حيث كان الإسراء تمهيدًا للمعراج، إذ ارتقى به صلى الله عليه وآله وسلم إلى أعلى درجات السماوات، لينال شرف المقام عند ربه جلَّ وعلا.

وذكرت دار الإفتاء أن المعراج كان وسيلة لتكريم النبي صلى الله عليه وآله وسلم وإثبات مكانته عند الله، وكذلك لتأكيد رسالته التي استمرت معجزة في نشر الحق والدعوة إلى التوحيد.

الإسراء والمعراج

هذه الرحلة الروحية والجسدية في نفس الوقت هي خير شاهد على عناية الله عز وجل بنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ولذا فهي تمثل محطَّة تاريخية هامة في حياة الأمة الإسلامية، وتستمر في تذكير المسلمين بمكانة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأهمية التمسك بعقيدتهم ودينهم، ومن هنا، تكتسب ليلة الإسراء والمعراج خصوصية كبيرة في قلوب المسلمين، حيث يتم الاحتفال بها في شهر رجب من كل عام، وهي فرصة للتفكر والتأمل في عظمة الله وقدرته.

إن رحلة الإسراء والمعراج تظل درسًا للمسلمين في كيفية الارتقاء الروحي والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، كما أنها تذكرهم بضرورة الحفاظ على الصلاة وأداء العبادة على أكمل وجه، وذلك كما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم حينما فرضت الصلاة في هذه الرحلة المباركة.

مقالات مشابهة

  • بيان معنى الأمّية في حق النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • ليلة الإسراء والمعراج.. دروس وعبر من أعظم معجزات النبي
  • بيان مدى علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم للغيب
  • حكم الحلف بغير الله والترجي بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • الإفتاء: الإسراء والمعراج معجزات كبرى للنبي وهي من الدلائل على صدقه
  • بيان مدى مشروعية المديح والابتهالات النبوية
  • حكم قراءة سورة يس بعد صلاة الفجر
  • مكتب الشباب والرياضة بذمار يُحيي ذكرى جمعة رجب
  • حكم المزاح وضوابطه وشروطه في الإسلام
  • كيف أعبد الله وأتوجه إليه؟.. علي جمعة يرد