صحيفة البلاد:
2024-12-23@15:12:49 GMT

حاتم الطائي

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

حاتم الطائي

الكرم عادة متأصلة في هذه القرية إلى الدرجة التي تجد فيها صعوبة كبيرة عندما تصادف أحد أفرادها في الشارع أو عند محل تجاري أو بقالة تموينات؛ لأنه سيوقفك ويدعوك إلى تناول القهوة مستخدما المصطلح الشعبي الشهير “تقهو” أو “خذ لك فنجال” وربما يعيد هذه الدعوة عليك أكثر من مرة، ويرتفع صوته تدريجياً بإصرار وحماس بعد كل اعتذار تقدّمه إليه وينتهي بك الأمر إلى صراع مرير يستمر لدقائق طويلة.

كلما زاد اعتذارك زاد حماسه في دعوتك.

أخبرت صديقي الذي يقود السيارة في طريقنا نحو رحلة برية أو كشتة، كما يقولون، أن يكون حذراً عندما يمر بهذه القرية بحيث لا يقف عند هذا المحل أو ذاك إذا كان فيه شخص من هذه القرية إذ ربما يتغيّر جدول رحلتك تماما. الناس في هذه المنطقة الريفية المكوّنة من مجموعة قرى يعرفون بعضهم البعض جيداً ومازالوا يحافظون على علاقاتهم الاجتماعية رغم تحدّيات التقنية والهواتف الذكية التي عصفت بالجيل الجديد من الشباب لكنها فشلت في التأثير على الكبار الذين لا يبدو أنهم سيتخلّون عن مثل هذه العادة إلا في حالة واحدة وهي عندما ينقرضون، وهذا ليس ببعيد.

مشكلة هذه القرية أنها تقع في نهاية الطريق المسفلت نحو النفود والأماكن الصحراوية الجذابة التي يرتادها هواة البر بعيداً عن ضجيج المدن حيث يتوقّفون فيها للتزوّد بالوقود وشراء ما يحتاجونه من مواد تموينية وأشياء يحتاجونها في الصحراء.
التفتنا نحو اليمين ونحو اليسار لنتأكّد من عدم وجود أحدهم قبل أن نقرّر الدخول في أحد المحلات التي نحتاجها. لا يبدو أن أحدا هناك. دخلنا البقالة واشترينا ما شاء الله أن نشتري من أغراض رحلتنا البرية التي لن تزيد عن يومين أو ثلاثة.

ماء وأرز وحطب وهلم جرا. خرجنا من المحل بسرعة لا نلوي على شي. لكن كما يقولون، عندما تخاف من الشيطان فإنه يظهر لك. بمجرد أن قام صاحبي بتشغيل السيارة إذا بصوت “أهلا وسهلا” يجلجل في الشارع . نزلت من السيارة التي كانت تشتغل، وكذلك فعل صاحبي، لنسلّم على الرجل ونتبادل معه القبلات والتحيات وأخبار الكمأ والربيع. كان واضحاً أنه يعرف طريقنا وربما المكان الذي سنذهب إليه، لكنه أصر على أن نتناول فنجال قهوة عنده، كما كان يفعل دائماً.

كنا مستعدّين لهذا الموقف بالعديد من الأعذار والحجج التي تملأ حوض السيارة الخلفي، لكنه كان يكون أكثر إصراراً في كل مرة نعتذر له فيها إلى الدرجة التي استنفدنا فيها كل ما نملك. في الوقت الذي كنت قد وصلت فيه إلى حافة الاستسلام والرضوخ له سمح لنا بالمغادرة بعد أن أخذ تعهّداً شخصيا مني أنا الراكب على اليمين بالمرور عليه عندما نعود من مهمتنا. أخذ يودّعنا وينظر إلينا من خلال نافذة باب السيارة الذي كان ممسكاً به وهو يصرّ على أن يغلق الباب بنفسه إكراماً لي. ركبت السيارة في الوقت الذي كان الرجل يجمع كل قواه لإغلاق بابها وهو يقول: “في أمان الله”. لم أنتبه أن يدي اليمنى كانت تستند على الجزء العلوي من السيارة. بدون وعي منّي، صرخت بصوت قوي سمعه كل أهالي القرية عندما أغلق الباب على يدي بكل ما أوتي من قوة. “افتح الباب! أغلقت الباب على يدي.” اختفت المجاملة فجأة. “افتح الباب! الله يلعنك!”

khaledalawadh @

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: هذه القریة

إقرأ أيضاً:

منتخب السعودية يدخل من الباب الخلفي في جميرا

كشفت تقارير إعلامية عن أن منتخب السعودية اتخذ خطوة غير مسبوقة خلال مشاركته في كأس الخليج لكرة القدم.

قالت صحيفة الرياضية إن "الأخضر" عاد إلى مقر إقامته في فندق ومنتجع جميرا المسيلة من المدخل الخلفي، بعد الخسارة أمام البحرين، في مشهد يحدث للمرة الأولى منذ وصول الفريق إلى الكويت.

بعد الخسارة.. #الأخضر يدخل «جميرا» من الباب الخلفي#السعودية_البحرين ????????????????#كأس_الخليج ????#خليجي_زين26https://t.co/oTeKlnjMub

— صحيفة الرياضية (@ariyadhiah) December 22, 2024
وأوضحت: "فور دخول الحافلة التي أقلت أعضاء منتخب السعودية إلى ساحة الفندق أسرع أعضاء الجهازين الفني والإداري واللاعبون في النزول منها ملتزمين الصمت، حسبما تم رصده بعد نهاية مواجهة البحرين التي انتهت بخسارة "الأخضر" بنتيجة 2-3، ضمن الجولة الأولى من منافسات المجموعة الثانية لبطولة "خليجي 26" التي تستضيفها الكويت حتى الثالث من يناير (كانون الثاني) المقبل".
وتابعت: "طلبت إدارة المنتخب السعودي من مسؤول فندق جميرا عدم السماح للإعلاميين بالدخول إلى ساحة الفندق حسب المصادر عينها، وهو ما فعله أيضاً نظراؤهم العراقيون الذين يسكن منتخبهم في الفندق نفسه".
وإلى جانب المنتخبين السعودي والعراقي، يحتضن فندق ومنتجع جميرا المسيلة، منتخبي البحرين واليمن.
في المقابل يعاود "الأخضر" تدريباته، الإثنين، استعداداً لمواجهة اليمن الأربعاء المقبل، ضمن منافسات الجولة الثانية، حيث يخوض المنتخب السعودي المواجهة الثانية برصيد خال من النقاط، والأمر ذاته ينطبق على نظيره اليمني الذي خسر بدوره أمام العراق 0-1.

مقالات مشابهة

  • ضبط سائق «ميكروباص» تحرش بفتاة حال استقلالها السيارة بالقاهرة
  • عمر أفندي الأفضل في 2024 بالإجماع وأشرف عبد الباقي وأحمد حاتم يتنافسان
  • أحمد حاتم يكشف سرّ إطلالاته الغريبة
  • آبل تطور جرس باب ذكياً بتقنية التعرف على الوجوه
  • التحقيقات: لصا المساكن بمنطقة بولاق نفذا 3 جرائم سابقة بأسلوب كسر الباب
  • منتخب السعودية يدخل من الباب الخلفي في جميرا
  • آبل تعمل على نظام جرس باب ذكي يفتح باستخدام Face ID
  • القبض على عصابة سرقة الشقق السكنية في بولاق أبو العلا
  • اعترافات لصا المساكن فى القاهرة: نفذنا 3 جرائم سابقة بأسلوب كسر الباب
  • مزايدة شرسة بين 9 أشخاص يرفع سعر لوحة السيارة ن م ر- 7 لـ 11 مليون جنيه