الثورة نت:
2025-04-23@07:21:01 GMT

صفقة بلينكن حول غزة والتهدئة المستدامة؟

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

 

 

تتعرّض قوى المقاومة لضغوط علنيّة شديدة لقبول نص الاتفاق المحسوب على مصر، بينما هو في الحقيقة مشروع يجب أن يحمل اسم صاحبه الأصليّ وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن. تعرف مصر نقاط الضعف فيه وتحاول مع الوفد المفاوض من المقاومة تحسين شروطه كما يقول المفاوضون الفلسطينيون. وصفقة بلينكن في التفاصيل الخاصة بتراجع قوات الاحتلال من مناطق من قطاع غزة، ودخول المساعدات إلى القطاع، أو عودة النازحين، أو تبادل الأسرى، تمثل عرضاً قابلاً للتفاوض بالنسبة للمقاومة، التي تبدي مرونة عالية في مقاربة التفاصيل.

وهذه العناوين التي تشكل جوهر موضوع صفقة بلينكن هي بالنسبة للمقاومة تفاصيل، وما تبحث عنه المقاومة في النص ولا تجده، هو التزام علني بأنه بعد نهاية مدة المراحل الثلاث لن تبقى قوات الاحتلال في شبر من غزة، وأن الحصار سوف يتم إنهاؤه عن غزة فلا تعود حركة الأفراد والبضائع خاضعة لتحكم قوات الاحتلال تقفل متى تشاء وتفتح متى تشاء وتحدّد المسموح والممنوع كما تشاء، وأن عملية إعادة الإعمار ستبدأ وفق التزامات واضحة مع نهاية هذه المراحل المرتبطة بالتبادل. والأهم أن الحرب انتهت هنا، وأن ترتيبات البيت الفلسطيني لكيفية الحكم والإدارة والمسار السياسي سوف تبدأ من هنا، وهي ما يحدّد مستقبل غزة بعد الحرب.
لا شيء من هذا كله في النص، فقط عبارات غامضة، عن وكالات أمميّة تعود ومساعدات تدخل وإعادة إعمار مسموحة، أما وقف الحرب فقد أشير اليه بعبارة يُراد منها نصب فخ للمقاومة، هو التهدئة المستدامة، أو الهدوء المستدام. وقد جاء النص حرفيا كما يلي: “إن مباحثات غير مباشرة ستبدأ بما لا يتجاوز اليوم الـ 16 من المرحلة الأولى من بدء سريان الهدنة، وبعد إطلاق سراح نصف المُحتجزين، للاتفاق على الترتيبات اللازمة لعودة الهدوء المستدام”. والمباحثات غير المباشرة التي ينص الاتفاق على أنها تبدأ للوصول إلى اتفاق على ترتيبات الهدوء المستدام، تعني أن يحمل كل طرف تصوّره لهذه الترتيبات، وينطلق التفاوض من تصورين متقابلين. ومثلما أن تصور المقاومة واضح في طلبها لفك الحصار وإصرارها على انسحاب قوات الاحتلال، واعتبار شكل الحكم ومستقبل السلاح في غزة شأناً فلسطينياً خالصاً يقرّره الفلسطينيون، لا مانع من الالتزام بأنه تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية التي سوف تنجز وحدتها وتشرف على سائر مؤسسات السلطة من حكومة وأجهزة أمنية وانتخابات، ولكن هذا يتم ضمن إطار عربي، لا علاقة للاحتلال به، وبالمثل فإن تصور نتنياهو وحكومته لترتيبات الهدوء المستدام معروفة ومعلنة، وهي تتضمن التمسك بدور للاحتلال في صياغة شكل إدارة غزة بعد الحرب، والإصرار على نزع سلاح المقاومة، وترحيل قادة فصائلها المسلحة وخصوصاً القسام إلى خارج غزة، والتحكم بكل ما ومن يدخل إلى غزة ويخرج منها. وخلاصة التفاوض بين التصورين أيضا معروفة سلفا، وهي الفشل، بحيث يصبح الاتفاق إطاراً لهدنة جرى تمويهها بوهم نهاية الحرب.
المقاومة تقول بصراحة للوسطاء إنها غير مهتمة بالهدنة والتبادل خارج إطار اتفاق شامل، وإذا كانت الحرب هي ما سوف يلي الاتفاق فلماذا منح حكومة نتنياهو جائزة تحرير الأسرى، بدلاً من تحميلها مسؤولية التسبب بموتهم، وعلى الجانب الفلسطينيّ الذي يخصّ المقاومة أو الذي يخص الشعب، الفارق ضئيل بين حرب بعد هدنة أو حرب بدونها، بل إن الفلسطينيين شعباً ومقاومة يفضلون استمرار الحرب على كذبة اتفاق تليه جولات حرب. وواضح أن الهدنة تحت كذبة إنهاء الحرب بتمسية الهدوء المستدام تستهدف منح إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن زخماً انتخابياً عبر نسبة النجاح بالإفراج عن الأسرى لما يسمّيه الضغوط على نتنياهو والمقاومة معاً. وكما يمنح هذا الاتفاق بايدن جائزة انتخابية فهو يمنح نتنياهو جائزة مماثلة كبطل تحرير الأسرى والعودة للحرب، ولا مانع لدى بايدن ونتنياهو من إطالة أمد الهدوء حتى ما بعد موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وربما موعد الانتخابات المبكرة في الكيان، ليضمن بايدن ونتنياهو الفوز، ثم العودة للحرب.
المقاومة غير معنيّة بإفشال انتخابات بايدن ونتنياهو، لكنها بالتأكيد لن تقدّم تضحيات غالية قدمت في الحرب وقوداً لانتخابات كل منهما، لتعود إلى المربع الأول للحرب، وقد فقدت ورقة الأسرى، وثقة شعبها الذي سوف يسألها ما الفرق بين الهدنة التي سوف تقبل بها الآن، وتلك التي رفضتها قبل خمسة شهور، بعد نهاية الهدنة الأولى، ولماذا تركت شعبها يتكبّد كل هذه التضحيات ما دامت سوف تقبل بالهدنة. وسوف تخسر المقاومة وحدة صفها المجمع على شروط أولها إنهاء الحرب مقابل الأسرى بكل وضوح، وإذا استمرّت الحرب فليكن بايدن ونتنياهو مسؤولان عن موت الأسرى، بكل وضوح أيضاً.
والمقاومة إذا قبلت سوف يسألها حلفاؤها الذين واصلوا القتال على جبهات الإسناد ورفضوا كل إغراءات العروض المنفصلة لتهدئة جبهاتهم، خصوصاً في لبنان واليمن، لماذا واصلنا القتال وتحملنا مزيداً من التضحيات منذ كانون الأول 2023، عندما كانت الهدنة مطروحة، ما دمتم سوف تقبلونها؟
الواضح رغم كل الترويج لقرب التوصل الى اتفاق، أن نتنياهو متمسك علناً برفض الالتزام بأن الحرب انتهت مع أي اتفاق يعيد مصير إدارة غزة وسلاحها شأناً فلسطينياً. وهو يقول لن تكون غزة حماستان ولا فتحستان، والعودة للحرب حتميّة بصفقة ومن دون صفقة، كما هو واضح ان المقاومة مهما كان حرصها على حسن علاقتها بالوسيطين المصري والقطري، لا تستطيع مجاراتهما في تلبية الطلبات الأميركية غير المنفصلة عن الحسابات والمصالح الإسرائيلية.
*رئيس تحرير صحيفة البناء اللبنانية

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

خبيران عسكريان: مشاهد القسام أسطورية وتثبت صدق سرديتها

قال خبيران عسكريان إن المشاهد التي بثها مقاتلو حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "أسطورية"، وتؤكد قدرة المقاومة في قطاع غزة على تنفيذ عمليات نوعية ضد جيش الاحتلال عندما تدخل المواجهة ضمن المدى القتالي.

وأوضح الخبير العسكري اللواء محمد الصمادي، في حديثه للجزيرة، أن صمت المقاومة في الفترة الماضية "لا يعني عدم قدرتها على تنفيذ عمليات عسكرية"، مشيرا إلى أن الظروف التعبوية كانت غير ملائمة لكي تكون معركة تصادمية.

وأكد الصمادي أن المقاومة، رغم الأحزمة النارية وسياسة الأرض المحروقة الإسرائيلية، كانت في مرحلة كُمون إستراتيجي، وتنتظر الفرصة المناسبة لاستهداف القوات والآليات الإسرائيلية.

وبثت الجزيرة، الأحد، مشاهد حصرية توثق استهداف مقاتلي كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، آليات إسرائيلية على تخوم حي التفاح شرقي مدينة غزة.

وأظهرت المشاهد خروج عناصر القسام من أحد الأنفاق ومهاجمة دبابتين إسرائيليتين بقذائف "الياسين 105" المضادة للدروع، إذ سُمعت كلمة "ولعت"، في إشارة إلى إصابة الدبابتين بصورة مباشرة واشتعال النيران فيهما. كما تم استهداف دبابة إسرائيلية ثالثة من وسط أحد المنازل المدمرة وإصابتها عبر قذيفة مضادة للدروع.

إعلان

وتؤكد هذه المشاهد -وفق الخبير العسكري- فعالية شبكة الأنفاق وترميم بعضها، إضافة إلى قدرة قيادات المقاومة على تنظيم العمل القتالي وتوجيه المقاومين في العقد القتالية.

ووفق الصمادي، فإن المقاومة تستخدم نظام "اضرب واهرب" في حرب العصابات من خلال استهداف قوات الاحتلال وآلياته ثم الاختفاء.

وتزيد المقاومة بعملياتها وكمائنها الأمور تعقيدا على جيش الاحتلال وتعرضه لخسائر بشرية ومادية، وتثبت صدق سرديتها بأنها تستهدف قوات الاحتلال، خاصة عندما يدخل إلى مناطق الكمائن وبعضها معد مسبقا.

وخلص إلى أن ما تقوم به المقاومة "أسطوري، ولا يمكن تفسيره من الناحية العسكرية"، خاصة بعد استئناف الحرب منذ 34 يوما و50 يوما من الحصار المطبق على القطاع، ومرور أكثر من 560 يوما على اندلاع الحرب.

وفي حين أقر أن ظروف المقاومة ليست مثالية في ظل السيادة الجوية لجيش الاحتلال واقتطاعه المزيد من أراضي القطاع وتقسيمه، قال الصمادي إن "المقاومة سوف تستمر بكل ما أوتيت من قوة".

بدوره، أشار الخبير العسكري اللواء فايز الدويري إلى أن عمليات المقاومة بدأت في الظهور خلال الأيام القليلة الماضية في شمال القطاع وجنوبه بعد مرور شهر بلا عمليات تقريبا عقب استئناف إسرائيل الحرب وزجها بفرق عسكرية مجددا.

ووفق الدويري، فإن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير يتبنى فكرة خوض حرب تفضي إلى تحقيق مطالب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من دون دفع "ضريبة الدم"، كما وصفها.

وتتلخص فكرة زامير بالإفراط في استخدام القوة الجوية والنيران بعيدة المدى من دون الزج بالقوات إلى نقاط التحام مباشرة عبر التمركز في مناطق مرتفعة، ومن ثم بدء عملية توسع متدرج.

وحسب الخبير العسكري، فإن أسلحة المقاومة تقتصر على القذائف المضادة للدروع التي لا تزيد نطاقها عن 130 مترا، إضافة إلى العبوات الناسفة والكمائن.

إعلان

وبناء على ذلك، نفذت المقاومة عمليات ضد الاحتلال عندما توفرت المسافة الصفرية والمدى القتالي المتاح مع تعمّق التوغل الإسرائيلي.

وأكد الدويري أن المقاومة أعادت مقاربتها الدفاعية وبقيت في الأنفاق ترصد وتراقب محتفظة بقدراتها تحسبا لاستمرار الحرب، لافتا إلى أنها تقوم بـ"رد الفعل، ولا تريد التأثير على مسار المفاوضات السياسية".

وهذه الصور الأولى من نوعها التي تبثها القسام لمعارك غزة، منذ استئناف إسرائيل الحرب على قطاع غزة، عقب تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، الذي أبرمته مع المقاومة الفلسطينية في يناير/كانون الثاني الماضي.

مقالات مشابهة

  • إذاعة الجيش الإسرائيلي: مقتل قيادي بارز مرتبط بحماس والجماعة الإسلامية في الغارة التي استهدفت سيارة قرب الدامور جنوبي بيروت
  • غالانت: تم التلاعب بصورة “نفق فيلادلفيا” لتأخير صفقة الرهائن
  • 141 ألف إسرائيلي يوقعون على عرائض مطالبة بوقف الحرب وإجراء صفقة تبادل أسرى
  • صفقة الأسرى في مهب الريح.. إسرائيل تصعّد وحماس تُصر على اتفاقات تنهى الحرب
  • أهالي أسرى إسرائيليين ينظمون وقفة على حدود غزة.. طالبوا بصفقة شاملة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين تقف على حدود غزة وتناشد ترامب إنهاء الحرب
  • التخلي عن السلاح ووقف الحرب والبديهيات المغيّبة
  • هل شارفت حرب غزة على نهايتها؟
  • خبيران عسكريان: مشاهد القسام أسطورية وتثبت صدق سرديتها
  • إسحاق بريك: خسرنا الحرب مع حماس والجيش دمّر أقل من 10% من الأنفاق