أبرز تطورات اليوم الـ214 من الحرب الإسرائيلية على غزة
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
في اليوم الـ214 من عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، تستمر في القاهرة مفاوضات وقف إطلاق بين وفدي المقاومة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية عبر الوسطاء، في حين يتوغل جيش الاحتلال في محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر.
وحذر مسؤول في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إسرائيل من أن مفاوضات القاهرة الحالية ستكون "الفرصة الأخيرة" لاستعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة.
وعلى صعيد متصل، قال القيادي في حركة حماس أسامة حمدان -خلال مؤتمر صحفي- إن وفد الحركة توجه إلى القاهرة للتأكيد على استمرار العملية السياسية لإلزام إسرائيل بالاتفاق وتنفيذه، مؤكدا أن "الكرة باتت الآن في ملعب نتنياهو وأركان حكومته المتطرفة".
في المقابل، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن مقترح حماس بعيد عن المطالب الأساسية لإسرائيل.
وشدد نتنياهو على أن إسرائيل لن تسمح لحماس بإعادة بناء قدراتها العسكرية ولا باستعادة الحكم في قطاع غزة.
وقد قالت وسائل إعلام أميركية إن واشنطن تبنّت مسودة اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى التي قبلتها حركة حماس، وإن إسرائيل هي من تراجعت عن الموافقة على المسودة.
فقد أفادت وكالة أسوشيتد برس عن مصادر بأن مسودة الاتفاق تضمنت تغييرا طفيفا في الصياغة عن النسخة التي قدمتها واشنطن بموافقة إسرائيل.
وأضافت المصادر ذاتها للوكالة أن التغييرات أجريت بالتشاور مع مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي آي إيه) وليام بيرنز الذي تبنى المسودة قبل إرسالها إلى حركة حماس.
عملية رفح
أعلن الجيش الإسرائيلي -صباح اليوم الثلاثاء- أنه سيطر على معبر رفح جنوب قطاع غزة بشكل كامل ويقوم بعمليات تمشيط واسعة بالمنطقة، بعد ليلة من القصف العنيف استهدفت محيط المعبر ومناطق شرق المدينة المكتظة بالنازحين، وذلك رغم مساعي الوسطاء للتوصل إلى هدنة.
ولأول مرة منذ عام 2005، توغلت آليات عسكرية إسرائيلية اليوم الثلاثاء في الجانب الشرقي من محور فيلادلفيا الفاصل بين قطاع غزة ومصر.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان الثلاثاء إن قوات اللواء 401 حققت السيطرة العملياتية على معبر رفح من جهة غزة. وأضاف أن "القوات قطعت معبر رفح عن محور صلاح الدين، والآن تسيطر قوات مدرعة من اللواء 401 على المعبر بشكل كامل".
ولفت إلى أن وحدات خاصة شنت هجوما على المنطقة الشرقية لرفح، التي أمر سكانها بإخلائها قسرا. وأشار إلى أن القوات تقوم الآن بعمليات تمشيط للمناطق التي تمت السيطرة عليها.
وقال نتنياهو إن دخول القوات الإسرائيلية إلى رفح خطوة مهمة جدا، وإن الجيش في طريقه للقضاء على الكتائب الأربع لحماس هناك. وأضاف أن "دخول رفح يخدم هدفين رئيسيين من أهداف الحرب، هما عودة مختطفينا والقضاء على حماس".
وفي أول رد فعل مصري، دانت وزارة الخارجية المصرية الثلاثاء -في بيان- العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية على الجانب الفلسطيني من المعبر.
ودعت الخارجية المصرية إسرائيل إلى ممارسة "أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى"، والتي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
كما حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن اجتياحا إسرائيليا لمدينة رفح ستكون له عواقب إنسانية مدمرة، وتأثير مزعزع على استقرار المنطقة.
وعبّر غوتيريش عن قلقه البالغ من التحركات العسكرية الإسرائيلية في رفح، قائلا إن اجتياح المدينة سيكون أمرا غير مقبول، ولا يمكن احتماله بالنظر إلى وجود نحو 1.5 مليون نازح في المنطقة.
من جانبه، قال زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد إنه لو كان رئيسا للوزراء لأرجأ العملية العسكرية في رفح 48 ساعة لإعطاء فرصة لإبرام صفقة تبادل أسرى.
وفي تصريحات لإذاعة الجيش الإسرائيلي، وجه لبيد انتقادا لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مخاطبا إياه بقوله "لقد انتظرت شهرين، فلم تخاطر؟ فقد تصيب قذيفة مبنى غير مقصود، وتنسف الأمل في إبرام صفقة"، وفق تعبيره.
وفي السياق ذاته، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية عن مسؤولين مطلعين أن الولايات المتحدة تؤجل إرسال أسلحة دقيقة إلى إسرائيل في أجواء جدل مع تل أبيب بشأن اجتياح مدينة رفح.
ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين حاليين وسابقين القول إن "إدارة الرئيس جو بايدن لم تخطر الكونغرس منذ مارس/آذار الماضي بشأن صفقات أسلحة أخرى بقيمة مليار دولار لإسرائيل تشمل ذخيرة دبابات ومركبات عسكرية وقذائف هاون".
وعلى صعيد متصل، أكد ملك الأردن عبدالله الثاني والرئيس الأميركي جو بايدن التزامهما المشترك بتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وأفاد البيت الأبيض بأن الجانبين شدّدا خلال محادثات في البيت الأبيض -أمس الاثنين- على ضرورة الإفراج الفوري عن المحتجزين مع وقف مستدام لإطلاق النار يسمح بزيادة المساعدات الإنسانية.
وجاء في بيان رسمي أردني أن الملك عبد الله الثاني حض بايدن على التدخل لمنع وقوع مجزرة جديدة في رفح.
ميدانيا، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي في الأحياء الشرقية لمدينة رفح، وفي حين سيطر الجيش الإسرائيلي على معبر رفح، قصفت فصائل المقاومة قاعدة رعيم العسكرية ومستوطنات غلاف غزة.
وقال مراسل الجزيرة إن عدد الشهداء جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي على أحياء رفح منذ فجر اليوم الثلاثاء ارتفع إلى 27 شهيدا، كما تسبب القصف في خروج مستشفى أبو يوسف النجار عن العمل.
وفي تطورات ميدانية أخرى، شنت طائرات الاحتلال غارة على مناطق في مدينة دير البلح ومخيم النصيرات.
في غضون ذلك، قالت وزارة الصحة إن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب، خلال الـ24 ساعة الماضية، 6 مجازر بحق العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 54 شهيدا و96 مصابا.
وبذلك ارتفع العدد الإجمالي لضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 34 ألفا و789 شهيدا، و87 ألفا و204 مصابين، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
الأسرى المحتجزون
دعت عائلات الأسرى المحتجزين في غزة الولايات المتحدة وغيرها من الدول، التي يُحتجز مواطنوها لدى حماس في قطاع غزة، إلى الضغط على إسرائيل لإبرام اتفاق مع الحركة لضمان عودتهم.
وقال "منتدى عائلات الرهائن والمفقودين" إنه في ظل مؤشرات على تحقيق تقدم في المباحثات بين الطرفين، نناشد عددا من الدول "ممارسة نفوذها على الحكومة الإسرائيلية"، والضغط من أجل الاتفاق.
وأعلن أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس وفاة الأسيرة الإسرائيلية جودي فاينشتاين (70 عاما) متأثرة بإصابتها في قصف نفذه الاحتلال في قطاع غزة قبل شهر.
كما بثت القسام رسالة مصورة توثق فيها أسباب وفاة الأسيرة، وتؤكد للجمهور الإسرائيلي أن تدمير جيشهم للمستشفيات في غزة وإخراجها عن الخدمة هو ما تسبب بمعاناة ومقتل أسراهم، وهو ما يعانيه الشعب الفلسطيني أيضا، وفق الرسالة.
وقال أبو عبيدة، في بيان عبر تلغرام اليوم الثلاثاء، إن الأسيرة فاينشتاين توفيت متأثرة بجروح خطيرة أصيبت بها مع أسير آخر -لم يكشف عن هويته- إثر قصف الاحتلال للمكان الذي كانا محتجزين فيه قبل شهر.
تطورات الضفة
استشهد شابان فلسطينيان اليوم الثلاثاء برصاص الجيش الإسرائيلي خلال اقتحام مدينة طولكرم شمالي الضفة الغربية، في حين أصيب 5 آخرون خلال مواجهات مع جيش الاحتلال، كما ارتفعت حصيلة معتقلي الضفة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد شابين برصاص قوات الاحتلال التي تواصل اقتحام المدينة منذ صباح أمس الاثنين، أحدهما استهدفه قناصة الجيش الإسرائيلي.
جبهة لبنانأعلن حزب الله اللبناني أنه تمكّن من قتل وجرح جنود إسرائيليين خلال سلسلة هجمات نفذها اليوم الثلاثاء على ثكنات ومواقع قرب حدود لبنان الجنوبية، وذلك بعدما أقر الجيش الإسرائيلي بمقتل اثنين من ضباطه في هجوم للحزب على مستوطنة المطلة أمس الاثنين.
وقال الحزب -في بيان- إنه نفذ اليوم هجوما بمسيّرات انقضاضية استهدفت ضباطا وجنودا في أثناء وجودهم في باحة ثكنة يفتاح، وأصابتهم بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
مظاهرات الجامعاتوعلى صعيد حراك الجامعات الأميركية، نفذت الشرطة الأميركية اعتقالات جديدة في إطار حملة على الاحتجاجات المستمرة في عديد من الجامعات الأميركية رفضا للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وبالتزامن مع ذلك انضمت مزيد من الجامعات في أوروبا للحراك الطلابي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الجیش الإسرائیلی الیوم الثلاثاء فی قطاع غزة حرکة حماس
إقرأ أيضاً:
أكبر حرب إبادة في التاريخ| تطورات الوضع بقطاع غزة.. وهذا موقف الهدنة
تتواصل العملية العسكرية الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، وتسبّبت الحرب في دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية في القطاع الذي يناهز عدد سكانه 2.4 مليون نسمة.
الوضع في قطاع غزةأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، السبت، مقتل جنديين آخرين في جنوب قطاع غزة، ليرتفع بذلك إجمالي عدد القتلى من الجنود الإسرائيليين في غزة إلى 780 منذ أكتوبر 2023.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي أكد، الثلاثاء، مقتل أربعة من جنوده وإصابة ضابط بجروح خطيرة في معارك بشمال غزة.
وتجري مصر وقطر بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية مشاورات مع حماس وإسرائيل في سبيل استئناف المفاوضات غير المباشرة وتقريب وجهات النظر بين الطرفين من أجل الوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، على ما تقول مصادر مصرية وقطرية.
وقالت مصادر قريبة من المحادثات لرويترز، إن قادة من حماس وفتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اجتمعوا في القاهرة، أكتوبر الماضي، لبحث تشكيل اللجنة بناء على اقتراح تقدمت به مصر لكن المحادثات تأجلت لمناقشتها في وقت لاحق.
وأضافت المصادر أن اللجنة ستتكون من شخصيات فلسطينية مستقلة لا تنحاز لحركة معينة، وذلك لمعالجة مسألة من سيدير قطاع غزة بعد انتهاء الحرب المستمرة منذ أكثر من عام.
وترفض إسرائيل أن يكون لحماس أي دور في غزة بعد انتهاء الحرب وتقول إنها لا تثق أيضا في السلطة الفلسطينية بقيادة عباس لإدارة القطاع.
وتضغط حماس من أجل إنهاء الأعمال القتالية، بينما يقول رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، إن الحرب لن تنتهي إلا بعد تفكيك الحركة.
ورفض عزت الرشق، القيادي في حماس، أي مقترحات للتوصل إلى هدنة محدودة أو مؤقتة ووصفها بأنها محاولات "لذر الرماد في العيون".
وقال الرشق في بيان "نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات وأفكار تضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة".
ولا يزال الصراع يتسبب في سقوط أعداد كبيرة من الشهداء، إذ قال مسعفون إن خمسة فلسطينيين استشهدوا في غارة جوية إسرائيلية على مخيم البريج للاجئين في غزة، السبت.
وقال مسؤولو صحة فلسطينيون إن 60 شخصا على الأقل استشهدوا في الضربات العسكرية الإسرائيلية على غزة، منذ الجمعة.
أكبر حرب إبادة في التاريخقال ديمتري دلياني، عضو المجلس الثوري، والمتحدث باسم تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح، إن قطاع غزة يعيش أكبر حرب إبادة في التاريخ، مشيرًا إلى أن التقارير الإعلامية المصورة الخارجة من غزة تكشف مدى هول الكارثة الإنسانية الموجودة في القطاع.
وتابع «دلياني»، خلال حواره مع الإعلامي هيثم بسام، عبر تطبيق «زووم»، ببرنامج «حقك مع المشاكس»، المذاع على «القاهرة والناس»، أن دولة الاحتلال تبذل جهودًا كبيرة خارج إطار القانون الدولي خلال الفترة الحالية لصهينة مدينة القدس، وزيادة الاستيطان في الضفة الغربية، وتطبيق سياسية الضم الصامت للضفة الغربية، من خلال نقل صلاحيات من جيش الاحتلال إلى وظائف مدنية، وتزويد المستوطنين بالكثير من الخدمات، والتفرقة في تطبيق القانون بين المستوطن والفلسطيني المتواجد في نفس القطعة الجغرافية.
وأضاف أن عمليات منع المساعدات من الدخول إلى فلسطيني حدثت بالتزامن مع حرب الإبادة على قطاع غزة، وهذا الأمر أُثير في القضية التي رفعت من قبل جنوب إفريقيا في المحاكم الدولية ضد الإبادة في قطاع غزة.
وكان قد كشف مصدر مصري مطلع، عن عقد اجتماعات بين حركتي فتح وحماس في القاهرة، حول قطاع غزة، سعيًا لتحقيق الوحدة الفلسطينية وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، حسبما أفادت فضائية "القاهرة الإخبارية".
وقال المصدر المصري، إن الاجتماعات التي تجرى في القاهرة هي شأن فلسطيني خالص والجهود المصرية هدفها توحيد الصف الفلسطيني والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني الشقيق.
وأضاف المصدر أن فتح وحماس أبديتا مزيدًا من المرونة والإيجابية تجاه إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شئون قطاع غزة.
وبحسب المصدر ذاته فإن لجنة الإسناد المجتمعي تتبع السلطة الفلسطينية وتتضمن شخصيات مستقلة، مشيرًا إلى أن فتح وحماس لديهما نظرة إيجابية تجاه التحركات المصرية بشأن تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي رغم التحديات التي تواجه القضية الفلسطينية.
وشدد على أن لجنة الإسناد المجتمعي تصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتتحمل اللجنة إدارة قطاع غزة.