الثورة نت:
2025-03-19@16:02:07 GMT

الديمقراطية وحقوق الإنسان واللوبي اليهودي

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

 

 

بعد أن سقطت الشعارات الزائفة التي اتخذتها أمريكا لممارسة نفوذها وهيمنتها على دول العالم مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان، كأسباب للتدخل وغزو أراضي الدول المطلوب إخضاعها، وكان آخر جولات السقوط هو الدعم اللا محدود للكيان الصهيوني في جرائمه ضد الإنسانية والإبادة الجماعية على ارض غزة، حيث اتضح جلياً أنها شعارات زائفة ومخادعة ولا تمت للإنسانية والمبادئ الديمقراطية بأية صلة، وانما هي مبررات واهية ودعايات كاذبة لزيادة مساحة السيطرة والنفوذ للقوى الرأسمالية التي تحركها أمريكا خاصة بعد سقوط القوى الاشتراكية التي كانت تمثل القطب المضاد لتلك الهيمنة.


ولم يقتصر السقوط المدوي لتلك الشعارات على مستوى السياسة الخارجية، بل إنه شمل السقوط الداخلي، حيث لم تستطع أمريكا ان تمارس السكوت على الحركات الاحتجاجية التي قام بها الناشطون في السياسة والإعلام، وأيضا الحراك الجامعي لطلاب الجامعات الذين تضامنوا مع مظلومية الشعب الفلسطيني، وعبروا عن إدانتهم لجرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والمجازر الهلوكوست الذي ارتكبته القوات الصهيونية على أرض غزة.
لقد تهاوت الحريات وحقوق الإنسان تحت جنازير الجيش والشرطة الأمريكية التي قامت باعتقال العشرات من الطلاب وأساتذة الجامعات الأمريكية والزج بهم في السجون ولم تستطع أن تغض الطرف عن تعبيرهم السلمي واحتجاجاتهم وتضامنهم، طالما أن الأمر يتعلق بحماية وأمن الكيان الصهيوني الذي تعد حمايته أهم من حماية أمريكا ذاتها.
فلم يعد مستغربا أن يتم اعتقال الطلاب واقتيادهم إلى مراكز الاحتجاز وكذلك دكاترة الجامعات هناك، والسبب في ذلك أن الصهيونية العالمية هي من تدير شؤون أمريكا، وأن المرشح لأي منصب سياسي أو أي وظيفة هامة لا بد أن يدين بالولاء والطاعة لمنظمة (ايباك) التي وجدت أساسا لإسقاط المعادين والمناوئين للسياسة اليهودية وضمان فوز المرشحين الذين يدينون بالولاء للوبي الصهيوني هناك.
إن المصالح المشتركة المتمثلة في السيطرة على الثروة ومصادرها والاستحواذ عليها، والتحكم في العالم، هي التي جمعت بين اللوبي الصهيوني والقوة الأمريكية في بداية الأمر، لكنه ما لبث أن تحول إلى علاقة التابع بالمتبوع، فقد كانت هناك أصوات أمريكية تنادي بمواجهة خطورة اليهود ولكن اللوبي الصهيوني استطاع بوسائله الخبيثة القضاء على كل تلك التوجهات وأسكتها سواء بالقوة أو بالمال، حتى وصل الأمر إلى أن أصبحت رعاية مصالح الصهيونية واللوبي اليهودي، أهم وأولى بالرعاية من حماية المصالح الأمريكية ذاتها، وإذا تعارضت المصالح الأمريكية مع الصهاينة فسوف تتم التضحية بها من أجل إرضاء اليهود.
وبينما الرأي العام الأمريكي السياسي والاجتماعي يشهد تحولات أساسية في مناهضة الدعم والسيطرة اللا محدودة لحماية الكيان الصهيوني، وبنسب عالية، تؤكدها استطلاعات الرأي العام، فإن القرار الرسمي والسياسة الأمريكية على المستويين الداخلي والخارجي، لا زالت أسيرة لحماية ورعاية ودعم الكيان الصهيوني، بكل أشكال الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري، وذلك انطلاقاً من الحاجة والضرورة التي يضعها منظرو السياسة الأمريكية مثل وزير الخارجية الأمريكي السابق “كسينجر” والمفكر الصهيوني (حمويل هنجتون)، وهو ما عبر عنه الرئيس الأمريكي الحالي(بايدن) بأنه ” لو لم تكن إسرائيل موجودة لكان على أمريكا إيجاد إسرائيل”، فهي تمثل القاعدة المتقدمة للنفوذ الأمريكي على مستوى الشرق الأوسط وآسيا والقارة الإفريقية، ولذلك فإن حمايتها ورعايتها تتطلب التضحية بكل المبادئ والقيم على المستويين الداخلي والخارجي.
أمريكا اليوم لا تؤمن بالحريات، ولا بحقوق الإنسان، لأنها تمس أهم أساس لها في سياستها مع العالم العربي والإسلامي (الكيان الصهيوني)، لذلك فإنها تقوم باعتقال كل من يطالب أو يتظاهر ضد إسرائيل، وحتى أن ساستها وإن أبدوا نوعا من النقد والتذمر أمام الرأي العام المحلي والعالمي، فإنهم يعتذرون عما بدر منهم، وأن ذلك كان ضروريا للمحافظة على سمعة أمريكا، لكن البعض من الساسة الأمريكيين لا يستطيعون أن يلتزموا بذلك، فوجدنا منهم من يدعو لإبادة الشعب الفلسطيني نساء وشيوخا وأطفالا، وأنهم ليسوا من المدنيين، ويحق لإسرائيل ممارسة الإبادة والجرائم ضد الإنسانية والتجويع والحصار عليهم، فهم ليسوا بشرا، وليسوا جديرين بالرحمة طالما أنهم ينادون بحقوقهم في مواجهة الكيان الصهيوني.
وإذا كان صهاينة أمريكا قد كشروا عن أنيابهم تجاه المظاهرات والحركات الاحتجاجية ضد إسرائيل، فإن صهاينة العرب قد أحكموا قبضتهم على الشعوب العربية في المشرق والمغرب ونكلوا بالمناهضين والمتظاهرين الداعمين لأشقائهم على أرض غزة وفلسطين، حتى أن تلك المظاهرات ممنوعة، حيث أنه لم يسمح لهم بالسير أو ممارسة الاحتجاج، مما يؤكد عمق العلاقات القائمة بين الأنظمة وبين الصهاينة، ولولا تلك العمالة والخيانة منهم لتحركت الشعوب العربية والإسلامية لنصرة الأشقاء على أرض فلسطين أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.
فقد مضى عهد الدعم بشكل سري وخفي للكيان الصهيوني وجاء عهد الدعم والمساندة العلنية والمباشرة، وهو أمر أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى “ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا”، فهم اليوم أكثر حضورا ونفيرا في وسائل الإعلام وعلى مستوى القرار السياسي، لامتلاكهم المال والنفوذ والدعم من العملاء والخونة الذين نصبوهم حكاما على معظم دول العالم ومن ذلك دول العالم العربي والإسلامي، وهو ما أكده التقرير الذي أعده الإعلام الصهيوني احتفاءَ بمرور مائة عام على وعد “بلفور” وزير خارجية الإمبراطورية الإنجليزية التي غابت عنها الشمس، لكن مآسيها وجرائمها لا تزال تتوالى طالما أنها وضعت وأعطت أرضا عربية هي وقف إسلامي لا يجوز التصرف فيه من قبل المسلمين أنفسهم، فكيف لغير المسلمين أن يتنازلوا عنه.
ومع ذلك فإن القيادة الحكيمة للمسيرة القرآنية ممثلة بالسيد العلم عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، تمثل الاستثناء في دعم وإسناد القضية الفلسطينية ومظلومية الشعب الفلسطيني، انطلاقا من توجيهات القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا

17 مارس، 2025

بغداد/المسلة: قال وزير الحارجية العراقي فؤاد حسين، انه وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني بشن سلسلة ضربات على العراق.

وزير الخارجية فؤاد حسين في حوار:

– الهدف الأول للدبلوماسية العراقية إبعاد البلاد عن خطر الحرب

– رؤيتنا حول أحداث 7 أكتوبر كانت واضحة بأنها ستجر لحروب أخرى بالمنطقة

– قراءتنا لأحداث 7 أكتوبر أنها ستلد حروباً أخرى والنهاية أما المساومة أو استمرار الحرب

– المساومة التاريخية أعني بها احتمال الاتفاق بين واشنطن وطهران بشأن المشروع النووي

– الضربات الأمريكية جزء من الضغط للوصول الى المساومة التاريخية

– الهجوم على البواخر من قبل الحوثيين أدى الى ردود الفعل الأمريكية القوية وأخشى من استمرار القصف على اليمن

العراق يختلف عن دول المنطقة في علاقاته مع الولايات المتحدة الأمريكية

– طلبنا عقد جولة من الحوار الاستراتيجي بين العراق وأمريكا خلال العام الحالي في واشنطن

– سياسة العراق هي إبعاد البلاد من نار الحرب

– الحكومة نجحت في سياسة إبعاد العراق عن الحرب لكن نحتاج الى الهدوء في الداخل

– التواصل مستمر مع الجانب الأمريكي ونحتاج إلى عمل متواصل مع اداراتها الجديدة

– أميركا لم تطلب من العراق قطع علاقته مع إيران

– علاقات العراق مع الدول متعلقة بسياسة العراق الخارجية

– موضوع الفصائل مطروح سابقاً وأمريكا ليست سعيدة تجاهها أما الحشد الشعبي فهو قانوني

– أغلب القيادات السياسية تؤمن بتقوية الدولة وترفض أي جهة تعمل خارجها

– السلاح خارج الدولة غير مقبول داخلياً وخارجياً

– التهديدات الصهيونية بضرب العراق كانت واضحة وحكومتنا ودستورنا ومصالحنا تمنعنا من قرار الحرب

– وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني بشن سلسلة ضربات على العراق

– أجرينا اتصالات مع واشنطن ودول أخرى ونجحنا بإبعاد العراق عن الضربات الصهيونية

– هناك تهديدات وبحكم الجغرافية نتخوف من أي تأثيرات أي حرب ضد إيران

– هناك إجماع سياسي عراقي على عدم التدخل بالشأن السوري الجديد

– التجربة العراقية أنقذت المجتمع العراقي من الصراعات الطائفية

– أي اضطهاد تمارسه الجهات المتطرفة في سوريا سيؤثر على دول المنطقة

– الوصول إلى الوحدة الوطنية من خلال التنوع والهوية المكوناتية

– نصحنا الجانب السوري بالمحافظة على التنوع والهوية المكوناتية

– الاجتماع الخماسي في عمان حضره وزراء خارجية ودفاع الدول المشاركة بمحاربة داعش

– خلال الاجتماع الخماسي تم التأكيد على سوريا بمحاربة الفكر المتطرف لداعش الإرهابي

– داعش حصلت على أسلحة كثيرة بعد انهيار الجيش السوري وتشكل خطراً على العراق وسوريا

– نحتاج إلى مجلس تنسيقي لتنظيم العلاقات ما بين العراق وسوريا

– اقترحنا تشكيل مجلس لإدارة العلاقات مع سوريا والتباحث مع المستجدات

– هناك حاجة لمنافذ أخرى غير الخليج لتصدير النفط

– التحالف الدولي معني بتقديم الدعم للعراق في حال حصول خرق من الحدود السورية

– خارجية سوريا طلبت منا بناء العلاقات وتقديم المساعدات والمساهمة برفع العقوبات

– خلال زيارة وزير الخارجية السوري طرحنا وجهة نظرنا لما يحصل في سوريا

– المسلحون العقائديون الأجانب تكفيريون ويجب إبعادهم عن سوريا

– سوريا دولة جارة وما يحدث فيها يؤثر على العراق إيجاباً وسلباً

– مستعدون لعقد القمة العربية في بغداد

– الظروف المحيطة بنا تفرض عقد قمة عربية وهي المقررة في بغداد

– الوضع في المنطقة خطر للغاية

– لدينا مواضيع خطيرة وحساسة تحتاج الى مستوى عالي من المناقشة

– سنرسل دعوات الحضور إلى القمة العربية ببغداد خلال الأسبوع الحالي

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • بورسعيد تحتفل بالمرأة.. .مدير التعليم يشيد بدورها في نهضة الوطن
  • دعاء لأهل غزة بعد خرق الكيان الصهيوني لاتفاق وقف العدوان.. ردده الآن
  • الأزهر الشريف يدين العدوان الصهيوني الغادر على غزة ويطالب بمحاسبة الكيان المحتل
  • الكيان الصهيوني وحروب المنطقة
  • تقرير: صمت المجتمع الدولي يمنح الكيان الصهيوني تفويضا مطلقا لتصعيد الإبادة في غزة
  • التداعيات المناخية والديون.. دعوة لإصلاح شامل للعدالة المالية وحقوق الإنسان
  • الخارجية العراقية: وصلتنا رسائل بنية الكيان الصهيوني شن سلسلة ضربات على بلدنا
  • وزير الدفاع يحذر كل من يُساند الكيان الصهيوني
  • الإدارة الأمريكية تتوعد بإستهداف السفن الإيرانية التي تحاول تقديم الدعم للحوثيين
  • المدرسة الديمقراطية: ترامب يقود أمريكا نحو الارهاب العالمي