سلّطت المجازر الوحشية والحصار الجائر المفروض على قطاع غزة الضوء على تناقض صارخ بين الشعارات الأمريكية البراقة حول الحرية وحقوق الإنسان، وبين الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون تحت الاحتلال. فقد أثار العدوان الإسرائيلي على غزة موجة من الغضب والاستنكار في الولايات المتحدة، لا سيما في أوساط الشباب الجامعي، الذين نظّموا اعتصامات ومظاهرات تضامنًا مع غزة، مطالبين بوقف الحرب ورفع الحصار.


دعوات لسحب الاستثمارات ومواجهة بالقمع:
لم يكتفِ الطلاب بالتظاهر والتنديد بالجرائم الإسرائيلية، بل طالبوا جامعاتهم بسحب استثماراتها من الشركات التي تدعم إسرائيل وتتعاون معها، في محاولة للضغط على الحكومة الأمريكية لتغيير سياساتها المنحازة للاحتلال. إلا أن هذه التحركات قوبلت بقمع ممنهج من قِبل السلطات الأمريكية واللوبي الصهيوني، حيث تم استخدام أساليب قذرة لإسكات الأصوات المطالبة بالعدالة، بما في ذلك:
* تجييش الصهاينة: دعم اللوبي الصهيوني مظاهرات مضادة، تدافع عن الكيان الصهيوني وتبرر جرائمه، في محاولة لإظهار أن الرأي العام الأمريكي منقسم حول القضية الفلسطينية.
* قمع السلطات الأمنية: لجأت السلطات الأمريكية إلى القوة لتفريق الاعتصامات الطلابية، واقتحمت الجامعات، وقامت بضرب واعتقال عدد من الطلاب، في مشهد يتعارض مع مبادئ الحرية والديمقراطية التي تدّعي الولايات المتحدة الدفاع عنها.
* الابتزاز السياسي: كشفت التقارير عن استخدام اللوبي الصهيوني لأساليب قذرة للضغط على النخب السياسية والإعلامية وكبار المسؤولين الأمريكيين، حيث تم تصويرهم مع فتيات قاصرات في أوضاع مخلة بالآداب، بهدف ابتزازهم وإجبارهم على السكوت عن جرائم الاحتلال ودعم سياساته القذرة.
سقوط الأقنعة وتداعيات محتملة:
أظهرت الأحداث الأخيرة المتعلقة بغزة زيف الشعارات الأمريكية حول الحرية وحقوق الإنسان، وكشفت عن ازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية. فبينما تدّعي الولايات المتحدة الدفاع عن حقوق الإنسان، تقوم في نفس الوقت بدعم الكيان الصهيوني الذي ينتهك هذه الحقوق بشكل ممنهج، وتقمع الأصوات الحرة التي تنتقد سياساتها المنحازة. ومن الممكن أن تشهد هذه الأحداث تزايدًا في المطالبات داخل الولايات المتحدة بالتحرر من تأثير اللوبي الصهيوني، وإعادة النظر في السياسات الأمريكية تجاه إسرائيل وتجاه الداخل الأمريكي.
الختام:
يجب على العالم أن يدرك أن الشعارات الأمريكية ليست سوى قناع يخفي وراءه سياسات ظالمة ومصالح ضيقة، وإن الدفاع عن حقوق الإنسان وقيم العدالة يتطلب موقفًا حازمًا في مواجهة الظلم والعدوان، بغض النظر عن هوية الجاني أو الضحية.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

أمين سر «حقوق إنسان النواب»: وعي المواطنين خط الدفاع الأول ضد الشائعات

أكد النائب محمد تيسير مطر، أمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، أن الشائعات تمثل خطرا حقيقيا على استقرار المجتمع، مشيرا إلى أنها تستهدف تفتيت النسيج الوطني وإثارة البلبلة بين المواطنين.

وشدّد أمين سر لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب في تصريحات لـ«الوطن» على ضرورة التصدي للشائعات من خلال تعزيز وعي المواطنين بأهمية تحري الدقة في تداول المعلومات، والتأكد من المصادر الرسمية قبل تصديق أو نشر أي خبر، قائلا: «نحن في حاجة إلى تكاتف الجهود بين المؤسسات الحكومية والإعلامية لنشر الحقائق وتوضيح الأمور للجمهور».

وأضاف أن مواجهة الشائعات تتطلب العمل على تعزيز الشفافية وإتاحة المعلومات الصحيحة في الوقت المناسب، بالإضافة إلى سن تشريعات صارمة تعاقب مروجي الأخبار الكاذبة التي تهدد السلم المجتمعي، كما دعا وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى تحمل مسؤوليتها في محاربة الشائعات وعدم الانسياق وراء الأخبار غير الموثوقة، قائلا: «وعي المواطنين هو خط الدفاع الأول ضد هذه الظاهرة الخطيرة».

مقالات مشابهة

  • أمين سر «حقوق إنسان النواب»: وعي المواطنين خط الدفاع الأول ضد الشائعات
  • سيارتو يوضح سبب استثناء الولايات المتحدة لـ "غازبروم بنك" من العقوبات
  • الولايات المتحدة: ملتزمون بالانتقال السياسي في سوريا
  • الولايات المتحدة تعلن القضاء على الدبور القاتل
  • منظمة “داون” تقاضي الخارجية الأمريكية لدعمها للعدو الصهيوني في غزة
  • قناة “الجزيرة” أداة قطرية لإخفاء القمع الداخلي والتغطية على انتهاكات حقوق الإنسان
  • الولايات المتحدة تسجل أول إصابة بشرية خطيرة بإنفلونزا الطيور
  • بيان مشترك بين سفارتيّ الولايات المتحدة وفرنسا في لبنان واليونيفيل... هذا ما جاء فيه
  • ضمن مبادرة "بداية".. "الحرية المصري" ينظم ندوة حول المواطنة وتعزيز المشاركة السياسية
  • فلسطينيون يقاضون بلينكن والخارجية الأمريكية لدعمهم الجيش الإسرائيلي بغزة