السقوط السياسي لنتانياهو وعملية رفح
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
رغم أن الجهود الدبلوماسية أسفرت يوم الاثنين الماضي عن انفراج كبير نحو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع من خلال جهود الوساطة القطرية المصرية بالتنسيق مع الجانب الأمريكي وموافقة حركة حماس على خطة السلام لوقف الحرب إلا أن الكيان الصهيوني لا يزال يشعر بمرارة هزيمة السابع من أكتوبر، وأيضا من خلال المتطرفين في عصابة نتانياهو لتقوم دبابات الكيان باقتحام جزء من مدينة رفح وقصف أحياء من المدينة التي يسكنها أكثر من مليون ونصف فلسطيني، وتوقفت الحركة في معبر رفح من الجانبين الفلسطيني والمصري بعد سيطرة الجيش الصهيوني عليه، والسؤال ما هي الدوافع التي جعلت نتانياهو وحكومته المتطرفة يقدمون على هذا الفعل الإجرامي؟ وما هو مستقبل خطة السلام لوقف العدوان علاوة على الموقف الأمريكي الذي يعارض أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد مدينة رفح؟.
إن نتانياهو وحكومته المتطرفة في وضع صعب وكارثي وهذا يعود إلى التذمر الشعبي وإلى المظاهرات اليومية التي تطالب نتانياهو بالموافقة على صفقة تبادل الأسرى من الجانبين. كما أن الجانب الأمريكي بدا بالضغط على نتانياهو الذي أصبح يشكل معضلة للإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية أصبحت على بعد أشهر قليلة، وبالتحديد في نوفمبر القادم، وبالتالي فإن الحزب الديموقراطي يركز على الحملة الانتخابية في ظل تراجع شعبية الرئيس الأمريكي بايدن. علاوة على ضغط كبير شكلته الاعتصامات الطلابية في الجامعات الأمريكية. كما أن موافقة حركة حماس أظهرت الكيان الصهيوني بالمعتدي وأنه ضد كل المبادرات والحلول السلمية، بل إن نتانياهو وحكومته المتطرفة يتصرفون حتى ضد إرادة أهالي الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية.
ومن هنا جاءت خطوة محاكمة رفح بهدف خلط الأوراق وإيجاد نصر وهمي خاصة وأن القيادات العسكرية الإسرائيلية والسياسية وفي مقدمتهم نتانياهو سوف يخضعون لمحاكمات حول مسؤوليتهم المباشرة لما حدث من زلزال عسكري زلزل الكيان الصهيوني وجعل الولايات المتحدة الأمريكية تسرع لنجدة الكيان.
إن الأحداث تقول إن سبعة أشهر من المواجهة العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينية أسفر عن فشل تام لجيش الاحتلال في تحقيق أي هدف استراتيجي ومن بينها استرداد المحتجزين. كما أن الهدف الاستراتيجي الأساسي وهو القضاء على حركة حماس لم يتحقق حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تلحق بجيش الاحتلال خسائر كبيرة على الصعيد البشري والمعدات العسكرية من خلال هزيمة هي الأقسى لجيش الاحتلال منذ وجود الكيان الصهيوني المحتل على أرض فلسطين عام ١٩٤٨.
إن العدوان الإسرائيلي على رفح هو استمرار لمسلسل الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. كما أن تلك الخطوة الإسرائيلية الرعناء والمتهورة تعطي مؤشرا على تخبط نتانياهو وحكومته المتطرفة والتي سوف تسقط سياسيا وخاصة من الداخل كما أن فجوة الخلافات بين إدارة بايدن ونتانياهو سوف تتسع سلبيا، وأن المجتمع سوف يترسخ بقناعة أن الكيان الصهيوني أصبح يشكل تهديدا كبيرا على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، خاصة إذا توسع نطاق الحرب وتوقفت الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وحتى في البحر الأبيض المتوسط، كما هدد بذلك أنصار الله.
علاوة على توسع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، وهو ما سيقود إلى حرب إقليمية شاملة. ومن هنا فإن هناك ضرورة إستراتيجية ودولية لوقف ولجم المتطرف نتانياهو وعصابته في الكيان الإسرائيلي والذي يجب تقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية وإصدار مذكرات باعتقاله وكل المسؤولين في الكيان الصهيوني الذين شاركوا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ارتكاب الإبادة ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية من مستشفيات ومنازل بل وأحياء سكنية كاملة. علاوة على قيام الكيان الصهيوني باستهداف عشرات الصحفيين الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك فإن مجمل تلك الجرائم لابد من توثيقها وتقديم ملفات جماعية إلى المحاكم الدولية.
إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب المزيد من المجازر ضد الإنسانية وضد المدنيين من الشعب الفلسطيني يعطي صورة واضحة بأن نتانياهو وعصابته يشكلان خطرا داهما على السلام العالمي وأن على مجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل المحامين والقانونيين التحرك بشكل سريع لوقف جرائم نتانياهو وحكومته المتطرفة، والتي سوف تشعل حربا شاملة في منطقة الشرق الأوسط وتهدد الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي ويخلق مواجهة شاملة. ومن هنا فإن المشهد السياسي في فلسطين أصبح في غاية الخطورة والتعقيد ولابد من استمرار الجهود الديبلوماسية لإفشال مخطط نتانياهو وحكومته المهزومة وأيضا تعرية هذا المجرم نتانياهو والذي ينبغي أن يكون مكانه السجن كمجرم حرب وبقية المجرمين وتتم محاكمتهم على غرار محاكمات نورمبرج في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية. وبدون أي تحرك دولي لوقف العصابة التي تحكم الكيان الإسرائيلي فإن المشهد السياسي الدولي سوف يدخل في مفترق طرق، وهذا بلا شك سوف يخلق حالة سياسية في غاية التعقيد، وسيؤدي إلى كارثة إنسانية في فلسطين خاصة في رفح، كما حدث في قطاع غزة. فوقف العربدة الصهيونية أصبح مسؤولية دولية وأخلاقية وقانونية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الکیان الصهیونی علاوة على کما أن
إقرأ أيضاً:
المفتي طالب: لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي
حذر المفتي الجعفري الشيخ أحمد طالب في بيان، من أن "لبنان لا يزال تحت الاحتلال الإسرائيلي بطرق مختلفة"، مشيرا إلى أن "هذا الاحتلال لا يقتصر على التلال الخمسة بل يمتد إلى مواقع أخرى". وأضاف أن "إسرائيل تسعى للتوسع سياسيًا في دول الجوار العربي"، محذرا من التهديدات المستمرة التي يمثلها هذا الاحتلال على لبنان والمنطقة.
وأضاف طالب أن "العبث الإسرائيلي بالحدود واعتبارها مستباحة، سواء في لبنان أو سوريا أو غزة، يمثل جزءا من استراتيجية تهدف إلى زعزعة أمن المنطقة وتغيير قواعدها الأمنية بما يخدم مصالح إسرائيل"، داعيا اللبنانيين كافة إلى الوحدة والتماسك، محذرا من أن "استمرار التراشق السياسي قد يؤدي إلى فقدان لبنان إذا لم يتم التركيز على الحفاظ على الوحدة الوطنية ودولة مركزية عادلة". وأكد أن "الوضع الإقليمي يمر بمرحلة حساسة، وأن الخطر الإسرائيلي بات أكبر مما يتصور البعض". ودعا إلى "الخروج من منطق التشتت والانقسام، الذي يضع الجميع في موقف مهزوم تحت وطأة العدوان الإسرائيلي المستمر".
وختم طالب دعوته إلى "بناء دولة مركزية قوية تكون قادرة على مواجهة أطماع العدو، وتحقيق العدالة لجميع مكونات الشعب اللبناني، في ظل دعم رئيس الجمهورية وكل المسؤولين في تحقيق هذه الأهداف". مواضيع ذات صلة المفتي طالب: زيارة رئيس الجمهورية للسعودية تشكل خطوة مهمة في التصدي لأطماع العدوّ Lebanon 24 المفتي طالب: زيارة رئيس الجمهورية للسعودية تشكل خطوة مهمة في التصدي لأطماع العدوّ 16/03/2025 13:23:43 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي طالب: لنخرج من دائرة التصنيف الذاتي Lebanon 24 المفتي طالب: لنخرج من دائرة التصنيف الذاتي 16/03/2025 13:23:43 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 المفتي قبلان: لا لبنان ولا سيادة منذ العام 1982 لولا سلاح المقاومة Lebanon 24 المفتي قبلان: لا لبنان ولا سيادة منذ العام 1982 لولا سلاح المقاومة 16/03/2025 13:23:43 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: لا يزال لبنان في حاجة إلى مساعدة خارجية لدعم الخدمات والتقديمات الأساسية Lebanon 24 ميقاتي: لا يزال لبنان في حاجة إلى مساعدة خارجية لدعم الخدمات والتقديمات الأساسية 16/03/2025 13:23:43 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 قد يعجبك أيضاً الحجيري: للوقوف إلى جانب أهلنا والمقاومة في الدفاع عن سيادتنا وأرضنا Lebanon 24 الحجيري: للوقوف إلى جانب أهلنا والمقاومة في الدفاع عن سيادتنا وأرضنا 07:14 | 2025-03-16 16/03/2025 07:14:57 Lebanon 24 Lebanon 24 الموسوي: لنا الفخر أن شهداءنا ارتقوا في سبيل عزة لبنان ودفاعا عن كرامته Lebanon 24 الموسوي: لنا الفخر أن شهداءنا ارتقوا في سبيل عزة لبنان ودفاعا عن كرامته 07:07 | 2025-03-16 16/03/2025 07:07:15 Lebanon 24 Lebanon 24 خيرالله: كم نحتاج إلى الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة وإلى عيش الغفران والمصالحة Lebanon 24 خيرالله: كم نحتاج إلى الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة وإلى عيش الغفران والمصالحة 07:04 | 2025-03-16 16/03/2025 07:04:00 Lebanon 24 Lebanon 24 على ماذا يُراهن "حزب الله"؟ Lebanon 24 على ماذا يُراهن "حزب الله"؟ 07:00 | 2025-03-16 16/03/2025 07:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة Lebanon 24 باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة 06:46 | 2025-03-16 16/03/2025 06:46:59 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة عن الـ"100 دولار" في لبنان.. خبرٌ جديد Lebanon 24 عن الـ"100 دولار" في لبنان.. خبرٌ جديد 16:55 | 2025-03-15 15/03/2025 04:55:41 Lebanon 24 Lebanon 24 عملية اختلاس ضخمة في لبنان.. الضحية "طبيب معروف"! Lebanon 24 عملية اختلاس ضخمة في لبنان.. الضحية "طبيب معروف"! 14:24 | 2025-03-15 15/03/2025 02:24:16 Lebanon 24 Lebanon 24 حزن في عالم الفن.. وفاة فنان شهير بعد إصابته بجلطتين وسكتة قلبية (صورة) Lebanon 24 حزن في عالم الفن.. وفاة فنان شهير بعد إصابته بجلطتين وسكتة قلبية (صورة) 08:52 | 2025-03-15 15/03/2025 08:52:19 Lebanon 24 Lebanon 24 "عم نحاول ننزل لمستواكم بالفكر".. بطل مسلسل "الهيبة" يشن هجومًا جديدًا على الشرع Lebanon 24 "عم نحاول ننزل لمستواكم بالفكر".. بطل مسلسل "الهيبة" يشن هجومًا جديدًا على الشرع 11:38 | 2025-03-15 15/03/2025 11:38:58 Lebanon 24 Lebanon 24 عن "الرواتب في لبنان".. إليكم أحدث تقرير! Lebanon 24 عن "الرواتب في لبنان".. إليكم أحدث تقرير! 14:00 | 2025-03-15 15/03/2025 02:00:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك أيضاً في لبنان 07:14 | 2025-03-16 الحجيري: للوقوف إلى جانب أهلنا والمقاومة في الدفاع عن سيادتنا وأرضنا 07:07 | 2025-03-16 الموسوي: لنا الفخر أن شهداءنا ارتقوا في سبيل عزة لبنان ودفاعا عن كرامته 07:04 | 2025-03-16 خيرالله: كم نحتاج إلى الشهادة للإيمان والرجاء والمحبة وإلى عيش الغفران والمصالحة 07:00 | 2025-03-16 على ماذا يُراهن "حزب الله"؟ 06:46 | 2025-03-16 باسيل: لهذا السبب تم استبعادنا عن الحكومة 06:40 | 2025-03-16 انتشال أشلاء شهيد في ميس الجبل فيديو فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) Lebanon 24 فنّانة تتكلم عن تعرضها للتنمر (فيديو) 04:42 | 2025-03-16 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير Lebanon 24 بالفيديو.. تشوّه بسبب "ستاربكس" فحصل على هذا التعويض الكبير 02:31 | 2025-03-16 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) Lebanon 24 عاصفة ورياح وأعاصير ضخمة تضرب أميركا.. قتلى ودمار (فيديو) 00:27 | 2025-03-16 16/03/2025 13:23:43 Lebanon 24 Lebanon 24 Download our application مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد رمضانيات عربي-دولي فنون ومشاهير متفرقات Download our application Follow Us Download our application بريد إلكتروني غير صالح Softimpact Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24