لجريدة عمان:
2025-04-30@19:59:30 GMT

السقوط السياسي لنتانياهو وعملية رفح

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

رغم أن الجهود الدبلوماسية أسفرت يوم الاثنين الماضي عن انفراج كبير نحو وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع من خلال جهود الوساطة القطرية المصرية بالتنسيق مع الجانب الأمريكي وموافقة حركة حماس على خطة السلام لوقف الحرب إلا أن الكيان الصهيوني لا يزال يشعر بمرارة هزيمة السابع من أكتوبر، وأيضا من خلال المتطرفين في عصابة نتانياهو لتقوم دبابات الكيان باقتحام جزء من مدينة رفح وقصف أحياء من المدينة التي يسكنها أكثر من مليون ونصف فلسطيني، وتوقفت الحركة في معبر رفح من الجانبين الفلسطيني والمصري بعد سيطرة الجيش الصهيوني عليه، والسؤال ما هي الدوافع التي جعلت نتانياهو وحكومته المتطرفة يقدمون على هذا الفعل الإجرامي؟ وما هو مستقبل خطة السلام لوقف العدوان علاوة على الموقف الأمريكي الذي يعارض أي تحرك عسكري إسرائيلي ضد مدينة رفح؟.

إن نتانياهو وحكومته المتطرفة في وضع صعب وكارثي وهذا يعود إلى التذمر الشعبي وإلى المظاهرات اليومية التي تطالب نتانياهو بالموافقة على صفقة تبادل الأسرى من الجانبين. كما أن الجانب الأمريكي بدا بالضغط على نتانياهو الذي أصبح يشكل معضلة للإدارة الديموقراطية في البيت الأبيض، خاصة وأن الانتخابات الأمريكية أصبحت على بعد أشهر قليلة، وبالتحديد في نوفمبر القادم، وبالتالي فإن الحزب الديموقراطي يركز على الحملة الانتخابية في ظل تراجع شعبية الرئيس الأمريكي بايدن. علاوة على ضغط كبير شكلته الاعتصامات الطلابية في الجامعات الأمريكية. كما أن موافقة حركة حماس أظهرت الكيان الصهيوني بالمعتدي وأنه ضد كل المبادرات والحلول السلمية، بل إن نتانياهو وحكومته المتطرفة يتصرفون حتى ضد إرادة أهالي الذين تحتجزهم المقاومة الفلسطينية.

ومن هنا جاءت خطوة محاكمة رفح بهدف خلط الأوراق وإيجاد نصر وهمي خاصة وأن القيادات العسكرية الإسرائيلية والسياسية وفي مقدمتهم نتانياهو سوف يخضعون لمحاكمات حول مسؤوليتهم المباشرة لما حدث من زلزال عسكري زلزل الكيان الصهيوني وجعل الولايات المتحدة الأمريكية تسرع لنجدة الكيان.

إن الأحداث تقول إن سبعة أشهر من المواجهة العسكرية بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينية أسفر عن فشل تام لجيش الاحتلال في تحقيق أي هدف استراتيجي ومن بينها استرداد المحتجزين. كما أن الهدف الاستراتيجي الأساسي وهو القضاء على حركة حماس لم يتحقق حيث استطاعت المقاومة الفلسطينية أن تلحق بجيش الاحتلال خسائر كبيرة على الصعيد البشري والمعدات العسكرية من خلال هزيمة هي الأقسى لجيش الاحتلال منذ وجود الكيان الصهيوني المحتل على أرض فلسطين عام ١٩٤٨.

إن العدوان الإسرائيلي على رفح هو استمرار لمسلسل الإبادة ضد الشعب الفلسطيني. كما أن تلك الخطوة الإسرائيلية الرعناء والمتهورة تعطي مؤشرا على تخبط نتانياهو وحكومته المتطرفة والتي سوف تسقط سياسيا وخاصة من الداخل كما أن فجوة الخلافات بين إدارة بايدن ونتانياهو سوف تتسع سلبيا، وأن المجتمع سوف يترسخ بقناعة أن الكيان الصهيوني أصبح يشكل تهديدا كبيرا على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بشكل كامل، خاصة إذا توسع نطاق الحرب وتوقفت الملاحة في البحر الأحمر وخليج عدن وحتى في البحر الأبيض المتوسط، كما هدد بذلك أنصار الله.

علاوة على توسع الحرب بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الجبهة اللبنانية، وهو ما سيقود إلى حرب إقليمية شاملة. ومن هنا فإن هناك ضرورة إستراتيجية ودولية لوقف ولجم المتطرف نتانياهو وعصابته في الكيان الإسرائيلي والذي يجب تقديمه إلى محكمة الجنايات الدولية وإصدار مذكرات باعتقاله وكل المسؤولين في الكيان الصهيوني الذين شاركوا بصورة مباشرة أو غير مباشرة في ارتكاب الإبادة ضد المدنيين من الشعب الفلسطيني وقتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء وتدمير البنية الأساسية من مستشفيات ومنازل بل وأحياء سكنية كاملة. علاوة على قيام الكيان الصهيوني باستهداف عشرات الصحفيين الفلسطينيين. وعلى ضوء ذلك فإن مجمل تلك الجرائم لابد من توثيقها وتقديم ملفات جماعية إلى المحاكم الدولية.

إن اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لرفح وارتكاب المزيد من المجازر ضد الإنسانية وضد المدنيين من الشعب الفلسطيني يعطي صورة واضحة بأن نتانياهو وعصابته يشكلان خطرا داهما على السلام العالمي وأن على مجلس الأمن الدولي ومنظمات حقوق الإنسان وكل المحامين والقانونيين التحرك بشكل سريع لوقف جرائم نتانياهو وحكومته المتطرفة، والتي سوف تشعل حربا شاملة في منطقة الشرق الأوسط وتهدد الملاحة البحرية والاقتصاد العالمي ويخلق مواجهة شاملة. ومن هنا فإن المشهد السياسي في فلسطين أصبح في غاية الخطورة والتعقيد ولابد من استمرار الجهود الديبلوماسية لإفشال مخطط نتانياهو وحكومته المهزومة وأيضا تعرية هذا المجرم نتانياهو والذي ينبغي أن يكون مكانه السجن كمجرم حرب وبقية المجرمين وتتم محاكمتهم على غرار محاكمات نورمبرج في أعقاب نهاية الحرب العالمية الثانية. وبدون أي تحرك دولي لوقف العصابة التي تحكم الكيان الإسرائيلي فإن المشهد السياسي الدولي سوف يدخل في مفترق طرق، وهذا بلا شك سوف يخلق حالة سياسية في غاية التعقيد، وسيؤدي إلى كارثة إنسانية في فلسطين خاصة في رفح، كما حدث في قطاع غزة. فوقف العربدة الصهيونية أصبح مسؤولية دولية وأخلاقية وقانونية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی علاوة على کما أن

إقرأ أيضاً:

"الحياة لمن يعيشها بعقل".. رؤية فلسفية عميقة ونصائح أُسرية وعملية للجميع

 

 

الرؤية- ريم الحامدية

صدر للكاتب سلطان بن ناصر القاسمي كتاب جديد بعنوان "الحياة لمن يعيشها بعقل" عن دار كنوز المعرفة؛ حيث يطرح المؤلف من خلاله مجموعة من المقالات المستوحاة من تجاربه الشخصية وتفاعلاته اليومية مع المجتمع، ويقدم من خلالها رؤى تستند إلى خبرته الطويلة في القطاع العسكري.

وأوضح القاسمي- في تصريحات خاصة لـ"الرؤية"- أن الدافع وراء تأليف هذا الكتاب هو مشاركة هذه التجارب مع القرّاء، خاصة الشباب المقبلين على تأسيس حياة أسرية، مشيرًا إلى حرصه على طرح القضايا بأسلوب مبسط وواضح يتناسب مع النضج الاجتماعي والفكري للفئة المستهدفة.

ويضم الكتاب نحو 36 مقالًا تتنوع بين قضايا مجتمعية وأسرية وتجارب ذات طابع إنساني وفكري، أبرزها التحديات المرتبطة بالحفاظ على القيم العُمانية الأصيلة في ظل المتغيرات المتسارعة، وموضوع حرية الأبناء ومخاطر ارتفاع معدلات الطلاق والتساؤلات الإنسانية حول تراجع التعاطف في زمن الانشغالات المتزايدة.

وأكد القاسمي أن تجاهل هذه القضايا اليوم قد يُفضي إلى نتائج وخيمة غدًا، وربما إلى كوارث تهدد وعي الأجيال القادمة واستقرارها النفسي والاجتماعي. لذا، فإن الكتابة عنها ليست ترفًا فكريًا، بل هي واجب ومسؤولية لا يمكن التغاضي عنها.

وقال القاسمي إن كل مقال كتبه كان نتيجة لتجربة شعورية عميقة قادته إلى التأمل والبحث ومن ثم الكتابة، معتبرًا أن الكتابة في الشأن المجتمعي ليست ترفًا؛ بل مسؤولية، خاصة في ظل غياب الوعي الكافي بمثل هذه القضايا في المؤسسات التعليمية. وفي ظل التطورات التقنية المتسارعة، أشار القاسمي إلى أهمية التفكير في إصدار نسخة رقمية من الكتاب لتوسيع دائرة الوصول إلى الجيل الرقمي، مؤكدًا في الوقت ذاته أن القراءة الورقية ما تزال تجد مكانًا رغم محدودية انتشارها خارج الفعاليات الموسمية كمعرض مسقط الدولي للكتاب، داعيًا إلى جهود مؤسسية لترسيخ ثقافة القراءة بشكل دائم ومستدام في المجتمع العُماني.

واعتبر القاسمي أن اقتصار نشاط حركة شراء الكتب وتداولها فقط على فترة إقامة معرض مسقط الدولي للكتاب، أمر يطرح تساؤلًا حول ما إذا كان الدافع الحقيقي وراء ذلك هو حب القراءة وشغف المعرفة، أم أنه مجرد سلوك موسمي مرتبط بالتفاخر والتظاهر بزيارة المعرض والتجول بين أروقته. وقال: "أتمنى أن يكون هذا الحضور دليلًا صادقًا على تعطش الجيل الحال- وكل الأجيال- للمعرفة، وشغفهم الحقيقي بالكتب وما تحمله من فكر وثقافة".

ووجه الكاتب نداءً إلى الجهات المعنية، وعلى رأسها الوزارات والمؤسسات ذات العلاقة بالثقافة والفكر والإعلام، بأن تولي هذا الجانب عناية خاصة، وتعمل على ترسيخ ثقافة القراءة في مؤسساتنا، لما لذلك من أثر بالغ في بناء الإنسان الواعي والمجتمع المتقدم.

مقالات مشابهة

  • سارة نتانياهو تفضح زوجها في اجتماع رسمي.. فيديو
  • لليوم الثالث: “العدل الدولية تعقد جلساتها لمساءلة الكيان الإسرائيلي بشأن التزاماته تجاه المنظمات الأممية في فلسطين
  • "الحياة لمن يعيشها بعقل".. رؤية فلسفية عميقة ونصائح أُسرية وعملية للجميع
  • العفو الدولية: الكيان الإسرائيلي يرتكب جريمة إبادة جماعية على الهواء مباشرة في قطاع غزة
  • ارتفاع عدد الصحفيين المعتقلين إلى 49 منذ بدء العدوان الصهيوني على غزة
  • موجة غلاء جديدة تضرب الكيان الصهيوني: شركات غذاء ومشروبات ترفع الأسعار
  • العدو الصهيوني يواصل عدوانه على طولكرم ومخيميها لليوم الـ93 على التوالي
  • 65 % من شهداء العدوان الصهيوني على قطاع غزة من النساء والأطفال
  • ارتفاع حصيلة ضحايا العدوان الصهيوني على قطاع غزة إلى 52,243 شهيدا، و117,639 مصابا
  • بأس “الحوانين” يواصل كسر “السيف” الصهيوني.. ملاحم انتصار أجــدّ في غزة