لجريدة عمان:
2025-04-02@23:15:38 GMT

تغير المناخ تهديد صحي أشد ضراوة مما نظن

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

مانيكا بالاسيجارام

من المعتقد على نطاق واسع أن تغير المناخ يشكل التهديد الأعظم على الإطلاق لصحة البشر. الواقع أن زيادة الحرارة العالمية بمقدار درجتين مئويتين ــ وهي العتبة التي من المرجح أن نتجاوزها بحلول نهاية القرن ــ قد تودي بحياة ما يصل إلى مليار إنسان، وسوف تكون الظواهر الجوية الشديدة القسوة، وموجات الحر، والجفاف، والفيضانات، وتفشي الأمراض المعدية، ونقص الغذاء بين أسباب الوفاة.

لكن الوضع قد يكون في حقيقة الأمر أشد سوءا، لأن التوقعات الحالية لا تعبر عن الزيادة الحتمية في مقاومة مضادات الميكروبات.

من الممكن أن يخلف تغير المناخ تأثيرا عميقا على مقاومة مضادات الميكروبات، حيث تشير الأدلة على نحو متزايد إلى أن أحداث الطقس القاسية وارتفاع درجات الحرارة العالمية قد تعمل على تسهيل ظهور وانتشار مسببات الأمراض المقاومة للأدوية. لكن النماذج التي تسعى إلى قياس التأثيرات الصحية الناجمة عن تغير المناخ تتجاهل الخطر المتزايد المتمثل في مقاومة الأدوية، وكذا حال الاستجابات السياسية للانحباس الحراري الكوكبي ــ وهذا إهمال جسيم من شأنه أن يعيق قدرتنا على علاج العدوى والحفاظ على صحة الناس.

على الرغم من زيادة احتمالات تسبب الكوكب الأكثر دفئا في انقراض ما يقرب من 11000 نوع، فإنه من الممكن أن يعمل في ذات الوقت على تحسين ظروف انتشار البكتيريا والفطريات. ترتبط درجات الحرارة الأعلى بزيادة النمو البكتيري ومعدلات العدوى، وقد تفرض أيضا ضغوطا انتقائية على الميكروبات فتحملها على التحور وتطوير مقاومتها للمضادات الحيوية.

وجدت دراسة حديثة في الصين أن كل زيادة بمقدار درجة مئوية واحدة في حرارة الهواء كانت مرتبطة بزيادة بنسبة 14% في حالات عدوى الكلبسيلة الرئوية (Klebsiella pneumoniae) المقاومة للأدوية وزيادة بنسبة 6% في حالات عدوى الزائفة الزنجارية (Pseudomonas aeruginosa) المقاومة للأدوية. على نحو مماثل، ستؤدي الأحوال الجوية القاسية، وخاصة الفيضانات والجفاف، إلى زيادة انتشار أمراض معدية منقولة بالمياه مثل الكوليرا والتيفويد، فضلا عن مقاومة الأدوية. وكثيرا ما تؤدي مثل هذه الأحداث إلى تعطيل القدرة على الوصول إلى المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي، مما يجعل الوقاية من العدوى ومكافحتها أشد صعوبة.

علاوة على ذلك، تميل الكثافة الحضرية إلى تسريع انتقال مسببات الأمراض. وفقا لبعض التقديرات، ربما تؤدي أزمة المناخ إلى نزوح 1.2 مليار إنسان بحلول عام 2050، وقد يؤدي هذا في الأرجح إلى مدن يزداد ازدحامها على نحو مستمر.

الحق أن مقاومة مضادات الميكروبات معترف بها بالفعل باعتبارها أزمة عالمية متزايدة الحدة. في عام 2019، ارتبطت مقاومة مضادات الميكروبات بما يقرب من خمسة ملايين وفاة، وهذا يجعل مقاومة الأدوية واحدة من أكبر مسببات الوفاة في العالم. وقد اعتبرت منظمة الصحة العالمية مقاومة مضادات الميكروبات واحدة من عشرة تهديدات كبرى للصحة العالمية، إلى جانب تغير المناخ، وزعماء العالم جادون في التصدي لهذه المشكلة، حيث من المقرر عقد اجتماع رفيع المستوى حول مقاومة مضادات الميكروبات على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر. لكن كثيرين ما زالوا يعتقدون أن مقاومة مضادات الميكروبات تختلف عن الانحباس الحراري الكوكبي. على سبيل المثال، لم يشر تقرير العد التنازلي الأخير الصادر عن مجلة لانسيت حول الصحة وتغير المناخ إلى مقاومة مضادات الميكروبات، أو مقاومة الأدوية، أو المضادات الحيوية. على نحو مماثل، نجد أن الأمانة الرباعية لمبادرة صحة واحدة ــ التي تضم منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة العالمية لصحة الحيوان ــ فشلت في دراسة العلاقة بين الانحباس الحراري الكوكبي ومقاومـة مضادات الميكروبات، ناهيك عن الكيفية التي ستؤثر بها مقاومة مضادات الميكروبات على المخاطر الصحية المترتبة على تغير المناخ.

إن المجتمع الدولي يستخف بشدة بتأثير تغير المناخ على صحة الناس وقدرتنا على علاجهم. للاستعداد لأزمة مقاومة مضادات الميكروبات المتصاعدة، يتعين علينا أن نعتمد بشكل متزايد على الوقاية من العدوى ومكافحتها، والأهم من ذلك، ضمان الاستخدام الحكيم للمضادات الحيوية الـفَـعّـالة. سوف يتطلب هذا تطوير مضادات حيوية جديدة، وهو ما لا يكون جذابا من منظور شركات الأدوية غالبا، فضلا عن تنفيذ الاستثمارات المناسبة وإنشاء الحوافز اللائقة حتى يتسنى وصول المضادات الحيوية الحالية إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليها.

لتحقيق هذه الغاية، تعمل منظمات مثل منظمتي، الشراكة العالمية للبحث والتطوير في مجال المضادات الحيوية، على تشجيع إنتاج أدوية جديدة وتحسين القدرة على الوصول إلى المضادات الحيوية الأساسية الموجودة بالفعل في السوق، وخاصة في البلدان الأدنى دخلا. وسوف يصبح الاستخدام العادل للمضادات الحيوية وتوزيعها أمرا متزايد الأهمية، لأن المجتمعات الأكثر فقرا، كما هي حالها مع تغير المناخ، تكون الأشد تضررا عادة من مقاومة مضادات الميكروبات. لكن هذا لن يكون كافيا. يتعين على صناع السياسات على مستوى العالم أن يزيدوا بشكل كبير تمويل أبحاث مقاومة مضادات الميكروبات لضمان استعدادهم للاستجابة لأشكال جديدة من مقاومة الأدوية ناجمة بشكل مباشر أو غير مباشر عن الانحباس الحراري الكوكبي. وسوف يتطلب القيام بذلك إدراج مقاومة مضادات الميكروبات في الأحداث الطارئة الراجعة إلى تغير المناخ، والأهم من ذلك، النظر إلى مقاومة الأدوية وارتفاع درجات الحرارة باعتبارهما تحديين مترابطين وليسا منفصلين، بدءا من اجتماع الأمم المتحدة الرفيع المستوى بشأن مقاومة مضادات الميكروبات في سبتمبر ومؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ هذا العام (COP29) في باكو. وإلا فإن فعالية الأدوية المتاحة ستتداعى عندما نكون في أشد الاحتياج إليها.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: مقاومة مضادات المیکروبات المضادات الحیویة مقاومة الأدویة تغیر المناخ على نحو

إقرأ أيضاً:

تغير مفاجئ في الطقس.. أمطار رعدية تضرب هذه المحافظات بعد ساعات

حالة الطقس .. أصدرت هيئة الأرصاد الجوية، تنويهًا تفيد خلاله بتغير أحوال الطقس على البلاد، مع تقدم ساعات اليوم، أول أيام عيد الفطر المبارك.

تغير مفاجئ في الطقس

قالت هيئة الأرصاد، إن تحول الطقس اليوم، يشهد تكون منخفض سطحي علي غرب البلاد يجلب معه رياح جنوبية حارة وجافة تكون نشطة ومثيرة للرمال على المناطق المكشوفة من القاهرة الكبرى والوجه البحرى ومدن القناة وشمال الصعيد والسواحل الشمالية  ووسط سيناء.

بحسب هيئة الأرصاد، فإن هذا المنخفض الجوي، يتسبب في انخفاض الرؤية الأفقية على مناطق من غرب البلاد، كما تسود أجواء حارة نهارا علي معظم الأنحاء ومن المتوقع أن تكسر درجة الحرارة حاجز 30 درجة.

مع تقدم ساعات اليوم، من المتوقع أن يكون هناك فرص أمطار خفيفة ليلا على مناطق من السواحل الشمالية الغربية والصحراء الغربية، وسط توقعات بحدوث اضطراب في حركة الملاحة البحرية على البحر المتوسط وارتفاع الأمواج من (3:2 متر).

طقس ثاني أيام العيد

بحسب ما أعلنت هيئة الأرصاد، فإن فرص الأمطار سوف تشتد خلال الطقس غدا الثلاثاء، طقس ثاني أيام عيد الفطر المبارك، حيث تكون الأمطار ما بين الخفيفة إلى المتوسطة على مناطق من السواحل الشمالية وشمال الوجه البحري ومدن القناة، قد تكون رعدية أحيانا على مناطق من سلاسل جبال البحر الأحمر ووسط وجنوب سيناء على فترات متقطعة.

وتكون فرص الأمطار ضعيفة إلى خفيفة على مناطق على مناطق متفرقة من القاهرة الكبرى وجنوب الوجه البحري وشمال الصعيد على فترات متقطعة.

ويشهد طقس تاني أيام العيد، نشاط رياح على مناطق من السواحل الشمالية الشرقية، قد تكون مثيرة للرمال والأتربة على مناطق من جنوب سيناء وشمال الصعيد، وتؤدي إلى انخفاض الرؤية الأفقية على مناطق من جنوب الصعيد وسلاسل جبال البحر الأحمر.

درجات الحرارة ثاني أيام العيد

عن حركة الملاحة البحرية، تشهد اضطراب نسبي في حركة الأمواج على مستوى كلا من البحرين المتوسط والأحمر وخليج السويس، حيث يرتفع الموج إلى 3 أمتار، وسرعة الرياح تصل إلى 70 كم/س.

عن درجات الحرارة المتوقعة، خلال الطقس غدا، فمن المتوقع أن تشهد درجات الحرارة انخفاض بنحو معدل 3 درجات على أغلب أنحاء البلاد، تحديدًا محافظات الوجه البحري والسواحل.

من المتوقع أن تكون كالتالي:

القاهرة الكبرى والوجه البحري تسجل العظمى 27 درجة والصغرى 16 درجة

السواحل الشمالية تسجل العظمى 23 درجة والصغرى 15 درجة

شمال الصعيد تسجل العظمى 28 درجة والصغرى 15 درجة

جنوب الصعيد تسجل العظمى 28 درجة والصغرى 20 درجة

مقالات مشابهة

  • نجم الزمالك السابق ينتقد بيسيرو: لازم تغير الطريقة
  • أطباء بلا حدود تحذر من نفاد الأدوية بغزة وتدعو لإنهاء الحصار الإسرائيلي
  • وزير الإعلام: الإعلاميون يخوضون معركةً لا تقل ضراوةً عن المعركة العسكرية
  • استخدام المضادات الحيوية في تربية المواشي قد يزيد بنسبة 30% خلال 20 عامًا
  • القمة الثقافية - أبوظبي تلقي الضوء على العلاقة الحيوية بين الثقافة والإنسانية
  • مؤشر تغير المناخ 2025.. مصر تحقق تقدما ملحوظا وسط تحديات الطقس والكوارث الطبيعية
  • نظام المناخ العالمي في خطر.. هل تواجه تيارات المحيطات الانهيار؟
  • الزراعة تؤكد تطوير 6 أصناف جديدة من الحنطة مقاومة للجفاف
  • تغير مفاجئ في الطقس.. أمطار رعدية تضرب هذه المحافظات بعد ساعات
  • تأثير المضادات الحيوية على القدرات المعرفية