لجريدة عمان:
2025-01-22@14:52:41 GMT

ما السلام الذي يريده الغرب لفلسطين؟

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

وصلت حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة إلى منعطف حرج مرة أخرى رغم الفرحة التي رآها العالم مساء أمس الأول لدى سكان القطاع بعد أن أعلنت حركة حماس موافقتها على مشروع وقف إطلاق النار الذي يقود مع الوقت إلى هدوء يوقف الحرب تماما وفق ما تناقلته وكالات الأنباء.

لكنّ نتانياهو الذي لم يكن في يوم من أيام الحرب يعمل على وقفها أو يتصور ذلك، ما زال مصرا على اجتياح رفح، أو هو بشكل عملي يمهد الاجتياح بالنظر إلى القصف اليومي العنيف الذي يتعرض له القطاع وبدء عملية ترحيل جزء كبير من النازحين إلى رفح إلى ما سميت «المنطقة الإنسانية».

ورغم أن موافقة حماس على مقترح الوسطاء «مصر وقطر وأمريكا» وضعت إسرائيل ورئيس وزرائها على المحك العالمي إلا أن إسرائيل لا يبدو أن أي محك عالمي يعني لها شيئا في هذه المرحلة الخطرة من الحرب التي فيها «وصل الدم للركب» كما يقال في سياق المثل العربي، ولن يزيد تأججها قليلا، وربما كثيرا حفيظة أحد أكثر مما هو الوضع الآن.

إن الفشل في الاتفاق على وقف إطلاق النار لا يعني فقط قرب موعد اجتياح رفح ولكنه أيضا يهدد بمضاعفة خطر المجاعة في الشمال ووسط القطاع وإطالة أمد معاناة المدنيين وبشكل خاص الأطفال والنساء، بل إنه يهدد بتصعيد الصراع إلى مساحات أخرى جديدة مع استمرار تهديدات أنصار الله الحوثيين إلى بدء ما أسموه بالمرحلة الرابعة من نصرة غزة مع ما يترتب على ذلك من عواقب جيوسياسية أوسع نطاقا.

إن إصرار نتانياهو على تفكيك حركة حماس بشكل كامل ووضع ذلك شرطا أساسيا لوقف إطلاق النار يعني بشكل آخر أنه لن يوافق على أي مشروع لوقف الحرب فهذا الشرط غير منطقي أبدا في ظل الحديث عن حركات المقاومة والتحرر الوطني في العالم؛ فحماس وجميع حركات المقاومة في فلسطين هي فكرة، وعقيدة والفكرة لا تموت أبدا، وحماس لن تنتهي بصفتها حركة مقاومة إلا بتحرير فلسطين حتى لو قتلت إسرائيل جميع أعضائها.

الواضح الآن أن إسرائيل لن توافق على وقف إطلاق النار، وهي ذاهبة إلى اجتياح رفح وارتكاب أبشع الجرائم ضد الإنسانية هناك وكما سكتت دول الغرب عن الجرائم التي ارتكبت في الشمال والوسط من غزة سيسكت العالم عما سيجري في الجنوب، وحتى الإدانات التي يمكن أن نسمعها هنا وهناك لن تكون مقرونة بعمل ميداني يتمثل على أقل تقدير في وقف جسور الأسلحة القادمة من أمريكا.

وعلى العالم الذي يدعي دعمه للسلام أن يعيد تعريف مفهوم السلام من جديد بعد هذه الحرب/ الجرائم حتى يعرف الجميع الدلالة الحقيقية للسلام الذي يسعى العالم إليه، وإلا فإن العالم أجمع ذاهب إلى مأزق كبير جدا سيقود مع الوقت إلى ظهور حروب طاحنة في الكثير من بقاع العالم لن يحترم فيها لا حقوق إنسان ولا قوانين دولية ولا أي من قواعد النظام العالمي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

فيدان: إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار في غزة ولبنان

أكد وزير الخارجية التركي هاكان فيدان الثلاثاء أن إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بين الحين والآخر، حيث شنت هجمات أدت لخسائر في الأرواح، خاصة في الضفة الغربية.

ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية لا تلتزم أيضا بشكل كامل باتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، معربا عن أمله في استمرار الاتفاق رغم كل الاستفزازات الإسرائيلية.

كما أكد -خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينرغارد بأنقرة- على أهمية استمرار وقف إطلاق النار في القطاع، بالنسبة لحياة مليوني فلسطيني "محتجزين كرهائن" وللاستقرار الإقليمي.

وقال إن "استمرار وقف إطلاق النار بغزة مهم سواء من حيث بقاء مليوني شخص محتجزين هناك كرهائن على قيد الحياة، أو ديمومة الاستقرار الإقليمي".

وأوضح أن مليوني شخص محاصرون في غزة ومحرومون من الاحتياجات الأساسية، وأكد أن تنفيذ كافة بنود وقف إطلاق النار يعد أولوية قصوى.

كما شدد على أهمية استمرار تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة دون توقف، مشيرا إلى أن بلاده، خاصة الرئيس رجب طيب أردوغان، بذلت جهودا كبيرة من أجل التوصل إلى الاتفاق.

وأشار إلى ضرورة البدء بإعادة الإعمار بأسرع وقت ممكن في كل من غزة وسوريا.

إعلان

ولفت فيدان إلى أهمية دعم عملية إعادة الإعمار في غزة، داعيا المجتمع الدولي للتعاون في هذا الصدد.

يشار إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة دخل حيز التنفيذ صباح الأحد الماضي، وتنتهي المرحلة الأولى منه في غضون 42 يوما، ويفترض أن يفرج خلالها عن 33 محتجزا إسرائيليا مقابل 1900 أسير فلسطيني، وتترافق مع وقف الأعمال القتالية في قطاع غزة.

وارتكبت إسرائيل المدعومة أميركيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلفت أكثر من 157 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تُوضح بشأن إدارة معبر رفح
  • فيدان: إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار في غزة ولبنان
  • غارديان: اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة معلق بخيط رفيع
  • ما طبيعة السلام الذي يريده ترامب في المنطقة؟ محللان يجيبان
  • بعد انتظار طويل.. إسرائيل تودع الجندي أورون شاؤول الذي قتل في غزة عام 2014 بعد استعادة جثمانه
  • واشنطن بوست: هذا حجم الدمار الذي أحدثته إسرائيل بلبنان بعد الهدنة
  • ​صحيفة: "مستقبل حماس" يتحول إلى هاجس في إسرائيل
  • مسؤولون إسرائيليون: إسرائيل لم تحقق هدفها الأساسي من الحرب وهو تدمير حماس
  • وزير الخارجية الإيطالي يزور إسرائيل وفلسطين “لدعم السلام”
  • جباليا: وقف إطلاق النار يظهر حجم الدمار الذي خلفه الجيش الإسرائيلي وصدمة سكانها من هول المشهد