لجريدة عمان:
2025-01-31@03:59:11 GMT

الرؤية بعين واحدة

تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT

من الطبيعي أن تكون الرؤية بعين واحدة رؤية ناقصة لا تستطيع أن تجلب المشهد كاملا؛ فهي كما توصف بأنها رؤية الأعور للأشياء، يراها ناقصة غير مكتملة، على عكس رؤية الصحيح الذي يرى الأشياء كاملة وواضحة. هذا هو حال كثير من الناس ووسائل الإعلام التي تنظر للأمور من زاوية واحدة فقط وبعين واحدة مع تجاهل للعين الثانية التي تعطي امتدادا طبيعيا للمشهد كاملا.

الرؤية بعين واحدة هي ما يمكن أن نسميه بالتضليل الإعلامي وقلب الحقائق والتركيز على جانب واحد وزاوية صغيرة فقط من المشهد مع تغييب باقي الحقائق والمشاهد الأخرى، وهذه الرؤية العوراء لا ترى سوى ما تريد تحقيقه من أغراض ومآرب سواء أكانت أغراضا سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية أو أجندات إعلامية مدروسة بعناية لتحقيق تلك الغايات، ورغم معرفة الجميع بهذا النوع من الرؤى العوراء القاصرة فإن البشر دائما ما يقعون في فخ التضليل الإعلامي والتشويه وقلب الحقائق وربما يعزى ذلك إلى عدد من العوامل أبرزها ميل الناس إلى تصديق كل ما هو مثير وصادم من دون التحقق أو التدقيق في صحة ما يُقال ويُنشر.

في زمن الحروب والكوارث يكثر التضليل والانحياز والكذب والتدليس وتختفي الحقيقة وتصبح الفوضى الإعلامية هي السائدة على المشهد ومن يدفع ضحية الحقيقة هو الإنسان البسيط الذي لا يستطيع التمييز بين ما هو حقيقي وما هو زائف مع السطوة الإعلامية المسلطة عليه من وسائل الإعلام ووسائل التواصل الحديثة التي كرست وكثفت الممارسات غير أخلاقية في حق الناس في الحصول على المعلومة الصحيحة والحق في عرض وجهات النظر المختلفة بعينين مختلفتين وليس بعين عوراء واحدة.

الحرب الإسرائيلية على فلسطين منذ أزلها مليئة بالمغالطات والكذب والتدليس وقلب الحقائق وممارسة الرؤية بعين واحدة ومن وجهة نظر واحدة والتأثير الجبري والقسري على العالم بأجمعه من أن ما تقوم به الآلة الإسرائيلية ما هو إلا دفاع عن نفسها وأن المعتدي فلسطيني والمعتدى عليه إسرائيلي وهذا ما صدّقه الكثيرون رغما عن وجود الحقائق الأخرى التي تثبت عكس ذلك غير أن سطوة الآلة الإعلامية الإسرائيلية وأذرعها في كل العالم استطاعت تكريس هذه الرؤية وبات العديد من الناس حتى في عالمنا العربي رهينة لهذه الادعاءات والأكاذيب الإسرائيلية.

الأمم المتحدة المظلة الدولية التي يفترض أن يحتمي بها العالم أجمع في السياسة والاقتصاد والاجتماع والإعلام، حذر أمينها العام في تقرير له من ضراوة انتشار المعلومات المضللة والدعائية حول العالم، مُحددا في تقريره أفضل الممارسات التي يمكن أن يتّبعها القائمون على الاتصال حول العالم للحد من التضليل وتنقية الأرض من الأخبار المضللة قائلا: إن «مكافحة التضليل تتطلب استثمارا دائما في بناء القدرة المجتمعية على الصمود في وجه الآلات الإعلامية المضللة وتعلم الطرق الصحيحة لتلقي الأخبار الصائبة».

ولكن كيف يمكن للفرد أن يعرف أنه وقع تحت التضليل وأن ما يحصل عليه من أخبار هي أخبار زائفة مدروسة بعناية ومصممة للتأثير عليه؟ هنا بيت القصيد؛ فمعرفة أنك وقعت تحت تأثير أخبار كاذبة ليس بالأمر الهيّن؛ فالتقنيات العالية المستخدمة في فبركة الأخبار ليس من السهولة في أغلب الأحيان اكتشافها؛ فكثير من الأخبار يقوم على صناعتها ممارسون وممتهنون للإعلام وعلماء نفس وعلماء السلوك وعلماء لغة يجتمعون لصياغة استراتيجية تضليلية يمكنها من اجتياح العالم بأكمله مجندين بجيش من ناشطين وصحفيين وإعلاميين يقومون بترديد وإرسال ونشر ما يُملى عليهم من تلك المؤسسات المؤدلجة، وعندما ينتهي الأمر إلى الإنسان البسيط يعتقد بأن ما يصل إليه من قنوات موثوقة هي حقائق ثابتة لا يمكن الكذب بشأنها.

هنالك تقنيات عالية في كيفية التحقق من صدق وكذب الأخبار يمكن أن يقرأ عنها الإنسان العادي، لكن تبقى كل تلك التقنيات مجرد نظريات يمكن أن تكون صالحة للقراءة فقط وليس للتطبيق؛ لأن العين الواحدة وإن كانت عوراء إلا أنها تستخدم تقنيات عالية لمحاولة الإيهام والإيقاع بأن الإبصار يمكن أن يكون بكل الزوايا.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: یمکن أن

إقرأ أيضاً:

المتحدة والرعاة إيد واحدة لدعم المنتخب أمام فرنسا ببطولة العالم لكرة اليد

نجح المنتخب المصري لكرة اليد في تقديم أداء قوي خلال مشواره ببطولة العالم لكرة اليد 2025، حيث تصدر مجموعته في الدور الأول بالعلامة الكاملة وحقق نتائج مميزة في الدور الرئيسي، مما مهد لتأهله إلى الدور ربع النهائي للمرة الرابعة على التوالي والثامنة في تاريخه.

ويلتقي منتخب مصر، حاليا نظيره الفرنسي في مواجهة قوية على صالة زغرب أرينا بكرواتيا، حيث يأمل المنتخب في بلوغ نصف النهائي للمرة الثانية في تاريخه، وسط تطلعات الجماهير المصرية التي تثق في قدراته المدعومة بشراكة الرعاة الرئيسية.

هذا الدعم يعكس التزام الرعاة بدورهم الوطني في النهوض بالرياضة المصرية، وخاصة كرة اليد، التي أثبتت مكانتها كواحدة من الرياضات الأكثر نجاحًا على المستوى الدولي.

تواصل الشركة المتحدة للرياضة دورها الريادي في دعم الرياضة المصرية، حيث نجحت في الحصول على حقوق بث بطولة العالم لكرة اليد 2025، التي تُقام بتنظيم مشترك بين كرواتيا، الدنمارك، والنرويج.

يُعد هذا الإنجاز خطوة بارزة تؤكد التزام الشركة بتوفير المحتوى الرياضي المميز للجماهير المصرية والعربية، وتعزيز حضور كرة اليد في المشهد الرياضي المحلي.

إلى جانب دورها في نقل المباريات، تُعد الشركة المتحدة للرياضة أحد الرعاة الرئيسيين لمنتخب مصر لكرة اليد، حيث تقدم دعماً متكاملاً للنهوض بمستوى اللعبة، مما ساهم في تحقيق المنتخب لنتائج مميزة في البطولة، وتأهله إلى الدور ربع النهائي للمرة الرابعة على التوالي.

هذا الدور يؤكد رؤية الشركة في تطوير الرياضة المصرية، وتمكين المشاهدين من متابعة الأحداث الرياضية الكبرى بجودة عالية، مع تعزيز مكانة مصر على خريطة الرياضة العالمية.

يتصدر قائمة الرعاة الشركة المتحدة للرياضة، إلى جانب عدد من الكيانات الكبرى التي تقدم دعمًا شاملًا، وهي:

البنك الأهلي المصري
العاصمة الإدارية الجديدة للتنمية العمرانية
شركة ميدار للاستثمار والتنمية العمرانية
مجموعة إي فينانس للاستثمارات المالية والرقمية
أندية سيتي كلوب

ويأتي هذا الدعم المادي والمعنوي ضمن رؤية شاملة لتطوير كرة اليد المصرية، مما انعكس إيجابيًا على أداء المنتخب في بطولة العالم المقامة حاليًا بتنظيم مشترك بين كرواتيا، الدنمارك، والنرويج.

يشهد منتخب مصر لكرة اليد تطورًا ملحوظًا في الأداء والنتائج، بدعم كبير من الرعاة الرئيسيين الذين يساهمون في تعزيز مسيرة الفريق على المستويين القاري والعالمي.

وتأتي هذه الشراكة في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى تحقيق أهداف مشتركة بين المنتخب الوطني والرعاة، مما أسهم في تحقيق نجاحات مميزة للمنتخب المصري، وتعزيز مكانته بين أقوى الفرق العالمية.

مقالات مشابهة

  • هل تعلم أن مغلي البقدونس يمكن أن يغير حياتك؟: إليك الفوائد التي لا تعرفها
  • سرقة السيارة التي« لا يمكن سرقتها»
  • الجزائر تتهم الاتحاد الأوروبي بممارسة التضليل السياسي في قضية الكاتب بوعلام صنصال
  • "ساعة نهاية العالم" تقترب ثانية واحدة من منتصف الليل
  • “ساعة نهاية العالم” تقترب ثانية واحدة من “الكارثة الكبرى”
  • ساعة نهاية العالم تقترب ثانية واحدة من منتصف الليل
  • "ساعة نهاية العالم" تقترب ثانية واحدة من "منتصف الليل النووي"
  • المتحدة والرعاة إيد واحدة لدعم المنتخب أمام فرنسا ببطولة العالم لكرة اليد
  • الثورة الرأسمالية التي تحتاجها إفريقيا
  • بين القوة الناعمة وساحات المعارك.. نساء حكمن العالم