الحوثي يستبيح «الحديدة».. نهب منظم للأراضي وعسكرة بغطاء الاستثمار
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
سباق محموم بين قيادات وشركات حوثية، لاستباحة أراضي الحديدة اليمنية بغطاء الاستثمار، وضمن نهب منظم وعسكرة ممنهجة للمحافظة المطلة على البحر الأحمر.
ولم تكتفِ مليشيات الحوثي بنهب أراضٍ كانت مخصصة منذ عام 2003 لتشييد منطقة صناعية شمالي الحديدة، وإنما امتد إلى منازل المواطنين وأراضيهم الزراعية في القرى المجاورة للمنطقة ووصل إلى حد تهجيرهم قسريا.
وسعت المليشيات الانقلابية لمنح وتمليك هذه المناطق التي تمتد على مساحة تتجاوز 40 مليونا و300 ألف متر مربع في شمال الحديدة، لشركات حوثية عمر بعضها لا يتجاوز 9 أعوام ومملوكة لقيادات ورجال أعمال حوثيين بزعم الاستثمار وكمظلة محصنة لحجب نشاطها العسكري.
الدقاونة أحدث المتضررين
تعد بلدة "الدقاونة" التابعة إدارياً لمديرية باجل وتقع قرب الخط الدولي بجوار مما تسمى "المنطقة الصناعية"، أحدث القرى المتضررة لحملات نهب الأراضي المنظمة التي ينفذها الحوثيون بقوة السلاح ضد المدنيين العزل وتحت غطاء تشجيع وجذب المستثمرين للحديدة.
وقال سكان محليون لـ"العين الإخبارية"، إن الحوثيين عمدوا لاقتحام المنازل في الدقاونة واعتدوا بالأسلحة على النساء والأطفال لحمل عشرات الأسر على النزوح قسريا وترك أراضيها الزراعية ومنازلها المملوكة بمستندات قانونية منذ أكثر من 50 عاما.
وتداول ناشطون يمنيون مقاطع فيديو تظهر دوريات حوثية أمنية في البلدة التي لم يتبق منها غير النساء والأطفال فيما كان يحاول مسلحون للمليشيات كسر قفل أحد المنازل لاقتحامه ضمن حملة ترهيب لدفع السكان للتهجير.
وأكد النشطاء أن المليشيات أصدرت عبر القاضي الحوثي طه العرجلي حكما قضائيا لشرعنة تهجير سكان الدقاونة لصالح قيادات حوثية نافذة على رأسهم القيادي المدعو "محمد السياني"، ورفضت حتى مقترح "إعادة تعويض المتضررين" كان قد تقدم به أحد قياداتها بدعوى مناهضة أبناء القرية لها.
وأشاروا إلى أن أبناء الدقاونة كانوا قد تصدوا للحملات الحوثية الجائرة ورفضوا نهب أراضيهم ومصادرة منازلهم لكن المليشيات لجأت لاختطافهم كان آخرهم 4 شبان، فيما فر آخرون وجرى إجبار ما تبقى تحت التهديد على التجنيد والقتال في صفوف المليشيات ما أدى لمقتل معظمهم.
وتؤكد المعلومات أن سكان البلدات المحيطة بالمنطقة الصناعية شمالي الحديدة تتجاوز 100 ألف أسرة وتسعى المليشيات للسطو على أراضيها ومزارعها ومنحها لقيادات ورجالات أعمال حوثيين بغطاء تنفيذ مشروعات استثمارية.
شركات حوثية لإخفاء الأنشطة العسكرية
لم تكن الانتهاكات الحوثية في الدقاونة تجري بمعزل عن مخطط مليشيات الحوثي الرامي ابتلاع أراضي الدولة وأراضي خاصة تمتد من قرب ميناء الحديدة وحتى الصليف بزعم تحويلها منطقة اقتصادية مختلطة في مجالات الصناعات التحويلية والزراعة، الثروة الحيوانية، والسمكية، والسياحة.
في الواقع وبحسب مصادر محلية في الحديدة لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي استغلت هذه المنطقة على نحو رئيسي في تنفيذ أنشطتها العسكرية والحربية خصوصا الساحلية كمناطق القيم وساحل العرج ومعسكر الدفاع الساحلي الذي كان يسمى الورشة الفنية للصواريخ في الجبانة.
وتعرضت هذه المناطق بالفعل لأكبر معدل من الضربات الأمريكية البريطانية مؤخرا وذلك ضمن موجة قصف ما زال مستمرا وبشكل متقطع على الحديدة إثر نشر الحوثيين فيها على نحو مكثف صواريخ مضادة للسفن ومسيرات لاستهداف سفن الشحن، وفق المصادر.
ولإخفاء النشاط العسكري، في هذه المنطقة أعلنت مليشيات الحوثي منذ عام 2022، تسليم 185 قطعة أرض لمستثمرين وشركات وليدة تابعة للانقلابيين في المنطقة الصناعية وخارجها على امتداد الجهة الشمالية للحديدة، في مخالفة صريحة لقانون الاستثمار الصادر عام 2010.
وقالت مصادر يمنية خاصة لـ"العين الإخبارية"، إن هناك أكثر من 35 شركة ورجل أعمال تابعين للحوثيين استحوذوا على أراضي المنطقة الصناعية وخارجها في الحديدة على رأسها "شركة المحسن إخوان التجارية" التابعة للقيادي الحوثي علي الهادي المعروف استغلاله النشاط التجاري كغطاء للأنشطة العسكرية والأمنية المشبوهة.
كما منحت مليشيات الحوثي ملايين الأمتار لشركات وليدة وتابعة لقياداتها كـ"شركة رواد السعيدة للتنمية العقارية والاستثمارية"، و"شركة الأخوين لتصنيع وتشكيل الحديد والبلاستيك" و"شركة ثروات البحر الأحمر لتعليب وتصدير الأسماك والأحياء البحرية المحدودة" و"شركة نيو ستيلكو" و"شركة الانامل الذهبية" و"شركة أفلاك لصناعة القوارب والسفن ومعدات ومستلزمات الصيد"، و"شركة عالم الصلب للصناعات الحديدية" و"المؤسسة العامة للخدمات الزراعية".
وأشارت المصادر إلى أن عملية نهب أراضي المنطقة الصناعية وخارجها بما فيه القرى السكنية شمالي الحديدة أوقفت من قبل مجلس النواب غير المعترف به بصنعاء إلا أن قيادات نافذة سعت بالقوة للسيطرة عليها وشرعت في تشييد هناجر ومستودعات في بعضها بزعم أنها نواة لإقامة مصانع متعددة الأغراض وسط مخاوف من استغلالها عسكريا للتهريب وكورش لتطوير الأسلحة منها القوارب والغواصات.
مغامرات الحوثي في أعالي البحار.. هجمات توسع رقعة الحرب
واعترفت مليشيات الحوثي على لسان قياداتها بأن النشاط الاستثماري المزعوم في شمال الحديدة ما هو إلا ضمن "تموضع فعال في المدينة المطلة على خطوط التجارة العالمية".
وكانت تقارير أممية وثقت نهب مليشيات الحوثي مساحات كبيرة من الأراضي والمباني، وفرض القيود على بيع وشراء ونقل وبناء الممتلكات، ومصادرة 3000 معاد من الأراضي تقدر قيمتها بنحو 15 مليار ريال في بلدة "القصرة" التابعة لمديرية بيت الفقيه في محافظة الحديدة، غربي اليمن.
كما استولت المليشيات على مساحات شاسعة من الأراضي تقدر قيمتها بـ80 مليار ريال في مديرية التحيتا بمحافظة الحديدة، بحُجة أنها أراضي أوقاف، على الرغم من تأكيدات المواطنين المحليين لملكيتهم إياها، وفقا للتقارير الأممية.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: المنطقة الصناعیة ملیشیات الحوثی
إقرأ أيضاً:
مدير مركز القدس: إسرائيل تسعى للسيطرة المطلقة على غزة بغطاء دولي وإقليمي
قال الدكتور أحمد رفيق عوض، مدير مركز القدس للدراسات المستقبلية، انه من المحتمل التوصل إلى صفقة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل قبل بداية العام الجديد، كما أن التعقيدات التي يضعها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد تعيق التوصل إلى اتفاق نهائي، خاصة في ظل الشروط الجديدة التي فرضتها إسرائيل خلال المفاوضات الجارية في الدوحة برعاية مصرية وقطرية.
وأضاف عوض، خلال مداخلة عبر سكايب من رام الله، لـ «برنامج مصر جديدة»، مع الإعلامية إنجي أنور، المذاع على قناة etc، أن تكتيكات نتنياهو تشمل المماطلة وشراء الوقت، كونه قد يكون بانتظار تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب رسميًا للاستفادة من اللحظة سياسيًا وتحقيق إنجاز يُحسب له وحتى يجامله ويعطي له هديه.
ولفت إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى إلى إعادة إنتاج الاحتلال بأسلوب جديد يرتكز على السيطرة الأمنية المطلقة على قطاع غزة، كما أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلي حول استمرار السيطرة العسكرية على غزة تؤكد نوايا إسرائيل في فرض واقع جديد طويل الأمد، وهو ما يثير مخاوف الفلسطينيين من إعادة الاحتلال بشكل مختلف.
وأوضح عوض، انه هانك مخاوف داخل جيش الاحتلال من إمكانية تعرض جنوده لإجراءات قانونية دولية بسبب تسجيلات موثقة تُظهر انتهاكات وجرائم حرب ارتكبت ضد الفلسطينيين، فهذه التطورات تسهم في تغيير السردية النمطية لإسرائيل ككيان غير قابل للمساءلة دوليًا، فالتحرك الدولي في هذا السياق قد يكون خطوة هامة، رغم بطء وتيرتها.
ولفت إلى انه من المحتمل محاكمة قادة أوروبيين بتهمة التواطؤ في الحرب مع إسرائيل، فذلك يعتمد بشكل كبير على التغيرات في موازين القوى العالمية، خاصة في ظل الانقسام الواضح في مواقف الاتحاد الأوروبي وتأثير السياسة الأمريكية على توجهاته.