وجهت الأمم المتحدة وشركاء العمل الإنساني نداء عاجلاً لتقديم الدعم المستمر لـ18.2 مليون شخص محتاج في اليمن، وذلك قبيل الاجتماع السادس الذي يقعده الاتحاد الأوروبي لكبار المسؤولين والجهات المانحة من أجل مناقشة الوضع الإنساني في اليمن.

وأشار النداء الأممي إلى أنه وبعد مرور خمسة أشهر على عام 2024، لم يتم تلقي سوى 0.

4 مليار دولار أمريكي فقط من متطلبات خطة الاستجابة الإنسانية لليمن لعام 2024 البالغة 2.7 مليار دولار. لافتا إلى أن أكثر من نصف سكان اليمن –18.2 مليون شخص، بما في ذلك 14 مليون امرأة وطفل– يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية وخدمات الحماية.

وأضافت الأمم المتحدة: "اليوم، تقف اليمن على مفترق طرق، لا يمكننا أن نتجاهل الاحتياجات الإنسانية الكبيرة التي لا تزال قائمة والتي لا يمكن تلبيتها دون التمويل الكافي للاستجابة لها". مشيرة إلى أن "التدهور الاقتصادي لا يزال قائماً إلى جانب تدهور الخدمات العامة والبنية التحتية والنزوح الناجم عن الصراعات والكوارث المرتبطة بالمناخ يقود إلى الأزمة الإنسانية".

وجاء في الرسالة: "سيقوم الشركاء بتوسيع التعاون مع الجهات الفاعلة في مجال التنمية وتعزيز المزيد من القيادة اليمنية من أجل استجابة يقودها محليا ومستنيرة محليا، لمساعدة اليمنيين على إعادة بناء مستقبلهم. ومع ذلك، للقيام بذلك، هناك حاجة إلى الدعم المستمر من الشركاء في المجال الإنساني".

وأكدت الأمم المتحدة أن التقاعس عن التحرك سيكون له عواقب كارثية على حياة النساء والأطفال والرجال اليمنيين. موضحةً أن الاجتماع السادس لكبار المسؤولين يشكل لحظة حاسمة لحشد الدعم والعمل الجماعي لمعالجة الأزمة المتدهورة.  وناشد النداء: "المجتمع الإنساني الجهات المانحة لمعالجة فجوات التمويل الحالية بشكل عاجل، وتوفير الدعم المستدام لتعزيز القدرة على الصمود وتقليل الاعتماد على المساعدات".

ويستضيف الاتحاد الأوروبي الثلاثاء 7 مايو، اجتماعاُ رفيع المستوى لكبار المسؤولين بشأن اليمن في العاصمة البلجيكية بروكسل.

وبحسب مدير عمليات الجوار والشرق الأوسط في إدارة الحماية المدنية والمساعدات الإنسانية في المفوضية الأوروبية "أندرياس باباكونستا نيتنو" إن الاجتماع يتناول تقييم الوضع الإنساني المتدهور في البلاد، وتنسيق جهود الاستجابة له. وأشار إلى أن الاجتماع يأتي بالتعاون والتنسيق مع الحكومة السويدية، وبمشاركة عدد من الجهات الإنسانية الفاعلة والهيئات والمنظمات الدولية واليمنية.

ويُعد هذا الاجتماع هو السادس من نوعه، لبحث الترابط بين المشاريع الإنسانية والتنموية في اليمن، إضافة إلى استعراض ما تواجهه المنظمات العاملة في البلاد من تحديات وصعوبات في القيام بعملها، وأهمها القيود المفروضة على الوصول وحرية التنقل.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فی الیمن

إقرأ أيضاً:

الاستراتيجيات الدولية تجاه الصراعات في إفريقيا, السودان نموذجا

زهير عثمان

إفريقيا، القارة التي تكتنز موارد طبيعية هائلة، تُعَدّ ساحة للتنافس بين القوى الكبرى، خاصة في ظل الصراعات الداخلية التي تُعيد تشكيل الخارطة السياسية والجيوسياسية لدولها. الصراع السوداني الأخير يبرز كحالة دراسية نموذجية لتفكيك استراتيجيات الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، روسيا، والصين تجاه القارة، ومدى تأثير تلك السياسات على مستقبل الاستقرار.
الاستراتيجيات الغربية: الحشد للتدخل الدولي

الولايات المتحدة , تركز واشنطن على منع توسع النفوذ الروسي والصيني في إفريقيا، خاصة في الدول ذات المواقع الاستراتيجية مثل السودان. سياسة الولايات المتحدة تعتمد على دعم الانتقال الديمقراطي عبر العقوبات الاقتصادية على القوى العسكرية، مثل قوات الدعم السريع (RSF) والجيش السوداني، وتعزيز المساعدات الإنسانية. تهدف هذه السياسات إلى تقويض قدرة الفاعلين غير الديمقراطيين على السيطرة وإجبارهم على الانخراط في عملية سياسية شاملة. مع ذلك، تُظهر الولايات المتحدة تحفظًا تجاه التدخل العسكري المباشر، حيث تعطي الأولوية للضغوط الدبلوماسية والشراكات الإقليمية.

الاتحاد الأوروبي يتبنى الاتحاد الأوروبي استراتيجية متعددة الأبعاد تشمل تقديم الدعم الإنساني، تمويل عمليات حفظ السلام الإفريقية، ومحاربة الهجرة غير النظامية. السودان، الذي يشكل نقطة عبور رئيسية للهجرة إلى أوروبا، يكتسب أهمية خاصة في سياسات الاتحاد الأوروبي. ورغم التزامه بالسلام، يظل الاتحاد محدود التأثير بسبب التباينات بين أعضائه حيال كيفية التعامل مع الفاعلين العسكريين مثل قوات الدعم السريع.
الاستراتيجيات الروسية والصينية: المصالح الاقتصادية والجيوسياسية
روسيا وتعتمد روسيا على بناء شراكات مع القوى العسكرية المحلية لتحقيق أهدافها الجيوسياسية، مثل الوصول إلى البحر الأحمر. تسعى موسكو إلى إنشاء قاعدة بحرية في بورتسودان، التي ستشكل أول قاعدة عسكرية لها في إفريقيا. إلى جانب ذلك، تركز على استغلال الموارد الطبيعية مثل الذهب عبر علاقات وثيقة مع قوات الدعم السريع. هذه الاستراتيجية تعزز من قدرة روسيا على مواجهة العقوبات الغربية عبر تأمين مصادر بديلة للدخل.
الصين تري الصين علىها حماية استثماراتها الاقتصادية، خاصة في قطاعي النفط والبنية التحتية. السودان يُعد جزءًا مهمًا من مبادرة الحزام والطريق، وتسعى بكين إلى ضمان استقرار الأوضاع للحفاظ على تدفق التجارة والمشاريع التنموية. رغم عدم التدخل المباشر في الصراعات، تدعم الصين سياسات عدم التدخل وتُعارض العقوبات الدولية التي قد تؤثر على مصالحها الاقتصادية.
إفريقيا بين الصراع والحياد الإيجابي
في ظل التنافس بين القوى الكبرى، تقف إفريقيا أمام خيارات صعبة. الحكومات الإفريقية غالبًا ما تُوازن بين المصالح المتضاربة للقوى الكبرى لتأمين دعم سياسي واقتصادي. إلا أن هذه الاستراتيجيات تُعرض القارة لخطر التحول إلى مسرح للصراعات الدولية بالوكالة.
تقرير مجموعة الأزمات الدولية عن السودان
وفقًا لتقرير حديث صادر عن مجموعة الأزمات الدولية، فإن الصراع في السودان يعكس تعقيدات متعددة تشمل النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وانعكاساته على الأمن الإقليمي. التقرير يشير إلى أن غياب تسوية سياسية شاملة يزيد من احتمال تصاعد العنف وانتقاله إلى دول الجوار. يدعو التقرير إلى ضرورة تدخل دولي فاعل لدعم مفاوضات السلام وضمان وصول المساعدات الإنسانية.

المستقبل: التدخل أم الحياد؟
التدخل الدولي أتوقع أن يزداد الحشد للتدخل في إفريقيا مع استمرار الصراعات وزيادة تأثيرها على الأمن الإقليمي والعالمي. التدخل قد يأخذ أشكالاً متنوعة، مثل إرسال قوات حفظ السلام أو فرض مناطق حظر جوي لحماية المدنيين.
الحياد الإيجابي يبقي تسأؤل هل يمكن لإفريقيا أن تتبنى سياسات حياد إيجابي تعتمد على تعزيز المؤسسات الإقليمية مثل الاتحاد الإفريقي لتسوية النزاعات داخليًا ومنع التدخلات الخارجية.

الصراع في السودان يعكس تعقيدات الاستراتيجيات الدولية تجاه إفريقيا، حيث تتشابك المصالح الاقتصادية والجيوسياسية مع تحديات إنسانية وأمنية. مستقبل القارة يعتمد إلى حد كبير على قدرتها على تعزيز التعاون الإقليمي واتخاذ مواقف مستقلة تجاه القوى الكبرى

 

zuhair.osman@aol.com  

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: نحشد لدعم وتمويل خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن
  • الاستراتيجيات الدولية تجاه الصراعات في إفريقيا, السودان نموذجا
  • كارثة إنسانية تلوح في الأفق: الأمم المتحدة تناشد المانحين لدعم صندوق اليمن في 2025
  • الأمم المتحدة تناشد المانحين زيادة دعم صندوق اليمن الإنساني
  • مندوب اليمن بالأمم المتحدة: حريصون على تقديم كافة التسهيلات للمنظمات والوكالات الإنسانية والإغاثية
  • الاستراتيجية الأميركية التي ينبغي أن تتخذها إدارة ترامب المقبلة تجاه ملف اليمن؟
  • الأمم المتحدة تناشد المانحين زيادة دعم صندوق اليمن الإنساني لمعالجة حالات الطوارئ عام 2025
  • منصة نداء الوسط: خسائر في الأرواح وانتهاكات جسيمة للدعم السريع بالنيل الأبيض
  • مجلس أمناء جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية يعتمد سياسات جديدة
  • مجموعة المانحين لدعم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تعقد اجتماعها رفيع المستوى في نيويورك