7 مايو، 2024

بغداد/المسلة الحدث: يرى خبراء اقتصاد وطاقة أن الذكاء الاصطناعي ليس فقط تكنولوجيا مبتكرة يعتمد عليها العالم في مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، بل سيلعب دوراً حيوياً في تشكيل خارطة الطاقة العالمية بشكل لم يسبق له مثيل كما أنه سيحدث ثورة في الطلب على الطاقة نتيجة احتياج مراكز البيانات للكهرباء بشكل كبير.

وفي الوقت ذاته يشير الخبراء إلى أن أهمية الذكاء الاصطناعي تزداد لجهة استخداماته المتعددة في صناعة الطاقة ذاتها حيث يساعد في معالجة وتحليل بيانات المسح الجيولوجي وزيادة كفاءة تحديد مكامن الغاز والنفط، ويرفع كفاءة السلامة العامة في هذه الصناعة والمساهمة في تحسين التنبؤ بالطلب والمساعدة في توزيع وتخزين الموارد بكفاءة أكبر وغير ذلك الكثير.

ويمكن للذكاء الاصطناعي أن يؤدي إلى طفرة في الغاز الطبيعي حيث تقول شركات الطاقة إن الغاز ضروري لتلبية الطلب عندما لا تولد مصادر الطاقة المتجددة ما يكفي من الطاقة، بحسب تقرير نشرته أخيراً شبكة (سي إن بي سي) الأميركية.

وبعد عقد من النمو الثابت للطاقة في الولايات المتحدة، من المتوقع أن ينمو الطلب على الكهرباء بما يصل إلى 20 بالمئة بحلول عام 2030، وفقاً لتحليل ويلز فارغو، الذي رجح أن تضيف مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي وحدها حوالي 323 تيراواط ساعة من الطلب على الكهرباء في الولايات المتحدة بحلول عام 2030.

وتتحرك شركات الطاقة لتأمين الطاقة بسرعة حيث يتزامن ظهور الذكاء الاصطناعي مع التوسع في تصنيع أشباه الموصلات والبطاريات المحلية بالإضافة إلى كهربة أسطول المركبات في البلاد، وإن الطلب المتوقع على الطاقة من الذكاء الاصطناعي وحده أكبر سبع مرات من الاستهلاك السنوي الحالي للكهرباء في مدينة نيويورك والذي يبلغ 48 تيراواط/ساعة.

ويتوقع بنك غولدمان ساكس أن تمثل مراكز البيانات 8 بالمئة من إجمالي استهلاك الكهرباء في الولايات المتحدة بحلول نهاية العقد.

ويشكل الارتفاع الكبير في الطلب على الطاقة تحدياً لشركات التكنولوجيا مثل أمازون وغوغل ومايكروسوفت وميتا حيث التزمت الشركات بتزويد مراكز البيانات الخاصة بها بمصادر الطاقة المتجددة لخفض انبعاثات الكربون، لكن الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وحدها قد لا تكون كافية لتغطية حمل الكهرباء لأنها تعتمد على الطقس المتغير، وفقاً لشركة “ريستاد إنرجي” الاستشارية.

ثورة في الطلب على الطاقة

وقال عامر الشوبكي مستشار الطاقة الدولي، إن الذكاء الاصطناعي سيحدث ثورة في الطلب على الطاقة، وذلك مع الانتشار الواسع لبرامج الحوسبة واعتماد العالم بشكل كبير على تقنيات الذكاء الاصطناعي في مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية، ذلك أن الإيفاء بالتزامات تشغيل هذه الأنظمة المحوسبة يحتاج إلى طاقة هائلة، وهذا بدوره سيزيد الطلب على الطاقة بشكل يفوق التوقعات.

هذه الحاجة الهائلة للطاقة قد لا تفي بها الطاقة النظيفة والطاقة المتجددة، إذ سيكون هناك حاجة أيضاً لنمو المعروض العالمي من الغاز وكذلك النفط، بحسب الشوبكي الذي أوضح أن هذه الصناعة تعتمد حالياً بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي من خلال برامج حوسبة تساعد بشكل أكبر على معالجة وتحليل بيانات المسح الجيولوجي وبالتالي زيادة كفاءة تحديد مكامن النفط والغاز بشكل أكبر، أي يساعد الذكاء الاصطناعي على زيادة إنتاج الغاز والنفط وكذلك تحسين كفاءة الإنتاج عبر تقليص الانبعاثات الكربونية ما يلبي الحاجة العالمية لمكافحة التغير المناخي.

ويشرح الشوبكي تأثير الذكاء الاصطناعي على خارطة الطاقة العالمية بقوله: يرفع الذكاء الاصطناعي كفاءة السلامة العامة في هذه صناعة النفط والغاز من خلال تخفيض عدد الحوادث البشرية والحوادث العرضية وحوادث الانسكابات في حقول النفط ويقلل انبعاثات غاز الميتان أثناء عملية استخراج الغاز على سبيل المثال، كما تستطيع برامج الذكاء الاصطناعي تحسين كفاءة سلاسل التوريد والتنبؤ بشكل أكبر عن الطلب العالمي وهذا بدوره يجعل صناعة النفط والغاز أكثر موثوقية وأكثر ربحاً للمستثمرين.

وأشار مستشار الطاقة الدولي إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون له استخدامات في الشبكات الكهربائية وعملية إنتاج الطاقة المتجددة ودمجها داخل هذه الشبكات مع أصناف الطاقة الأخرى لتحسين الكفاءة وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة في العالم.

وفي العموم فإن الذكاء الاصطناعي سيسهم في تنشيط الاقتصاد العالمي ورفع وتيرته بشكل مضاعف وهو يحتاج بالضرورة ايضاً إلى كم هائل من الطاقة، بحسب تعبيره.

وقال الرئيس التنفيذي لشركة تشغيل خطوط الأنابيب كيندر مورغان ريتشارد كيندر، خلال إعلان أرباح الشركة عن الربع الأول في أبريل الماضي: يوضح هذا النوع من الاحتياجات أن التركيز على مصادر الطاقة المتجددة باعتبارها المصدر الوحيد للطاقة أمر معيب بشكل قاتل من حيث تلبية المتطلبات الحقيقية للسوق، الاستخدام الأساسي لمراكز البيانات هذه هو التكنولوجيا الكبيرة وأعتقد أنهم بدأوا في إدراك الدور الذي يجب أن يلعبه الغاز الطبيعي والطاقة النووية.

ومن المتوقع أن يلبي الغاز الطبيعي 60 بالمئة من نمو الطلب على الطاقة من الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات، في حين ستوفر مصادر الطاقة المتجددة نسبة الـ 40 بالمئة المتبقية، وفقًا لتقرير “غولدمان ساكس” نشر في أبريل.

ومن الممكن أن يرتفع الطلب على الغاز بمقدار 10 مليارات قدم مكعب يومياً بحلول عام 2030، بحسب ويلز فارغو وهو ما يمثل زيادة بنسبة 28 بالمئة عن 35 مليار قدم مكعب يومياً التي يتم استهلاكها حالياً لتوليد الكهرباء في الولايات المتحدة، وزيادة بنسبة 10 بالمئة عن إجمالي استهلاك الغاز في البلاد البالغ 100 مليار قدم مكعب يومياً.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لا يعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: فی الولایات المتحدة فی الطلب على الطاقة الذکاء الاصطناعی الطاقة المتجددة مراکز البیانات

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة

توصل معهد «غوستاف روسي» للسرطان إلى أن الذكاء الاصطناعي يسهّل عملية اختيار المشاركين في الدراسات التي تقيّم الأدوية الجديدة، إذ تسهم هذه التكنولوجيا في تحديد المريض المناسب في الوقت المناسب لإجراء أفضل تجربة سريرية.
يعد معهد «غوستاف روسي» للسرطان في باريس أحد مؤسسي شركة «كلينيو» الناشئة التي تشجع على الوصول إلى التجارب السريرية. 
ويقول «أرنو بايل»، أخصائي الأورام بالمعهد: إن «علاجات الأورام تتطور بسرعة كبيرة. المشاركة في تجربة سريرية تُمثل فرصة محتملة للاستفادة من علاج لن يكون متاحا في السوق قبل سنوات».
ونتيجة لنقص المرضى، يتباطأ تطوير الدواء المحتمل أو حتى يتوقف في بعض الأحيان إذا لم يكن من الممكن إجراء الدراسات.
وبحسب الجمعية الفرنسية لشركات الأدوية «ليم»، فإن 85% من التجارب السريرية تواجه تأخيرا مرتبطا بعوائق تحول من دون الاستعانة بالمرضى.
ولحل هذه المشكلة، بدأت شركات الأدوية الكبرى في الدخول في شراكات مع شركات ناشئة تستخدم الذكاء الاصطناعي لتوجيه المرضى إلى التجارب التي تناسبهم بشكل أفضل.
تعتمد الشركتان الفرنسيتان «كلينيو» و«باتلينك» على قواعد بيانات رسمية متنوعة تحصي مختلف التجارب السريرية.
وتعمل خوارزميات الذكاء الاصطناعي على تنظيف هذه البيانات المحدثة تلقائيا وتنظيمها ومراجعتها لتقديم تجارب للمرضى تتوافق مع احتياجاتهم.
بشكل عام، لا تتاح للمريض فرصة الانضمام إلى تجربة سريرية إلا إذا كانت مفتوحة في المركز الاستشفائي الذي يتابع حالته، وغالبا في المدن الكبيرة.
ويُنظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره وسيلة لتعميم الوصول إلى التجارب السريرية، بغض النظر عن مكان الإقامة، ولكنه يساهم أيضا في تمثيل أفضل للتنوع في هذه التجارب.
بدلا من البدء بدراسة ثم البحث عن مريض، وهو ما يحدث عادة، «نبدأ بمريض ثم نجد بسهولة الدراسة التي تناسبه»، على ما توضح رئيسة شركة «باتلينك» إليز خالقي.
وتوضح إليز خالقي «إنها في الأساس أداة مطابقة» تعتمد على البيانات المتعلقة بوضع المريض الصحي وعمره وموقعه.
كما أضافت خالقي «يولّد الذكاء الاصطناعي أسئلة تلقائية استنادا إلى كل معايير الإدراج والاستبعاد للدراسات السريرية» في مختلف أنحاء العالم.
وأكدت خالقي أن «هذه التقنية تسهم أيضا في ترجمة النصوص العلمية، التي تُعد الإنجليزية هي لغتها المرجعية، وتجعلها «أكثر قابلية للفهم بالنسبة للمرضى».

أخبار ذات صلة المجلس الرمضاني العلمي يناقش «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟» استطلاع جديد يكشف: الذكاء الاصطناعي العام بعيد المنال

مقالات مشابهة

  • طحنون بن زايد يبحث مع رئيس «أوراكل» آخر تطورات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة
  • طحنون بن زايد يبحث مع رئيس «أوراكل» في واشنطن آخر تطورات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا المتقدمة
  • انضمام إنفيديا وإكس إيه آي لشراكة الذكاء الاصطناعي العالمية
  • الذكاء الاصطناعي يرعى المسنين في الصين
  • «الإمارات العلمي» ينظم «الذكاء الاصطناعي إلى أين؟»
  • الذكاء الاصطناعي يساعد في تقيّيم الأدوية الجديدة
  • سباق الذكاء الاصطناعي يشعل الطلب على الرقائق الإلكترونية و مراكز البيانات
  • الصدر يعلق على استخدام الذكاء الاصطناعي
  • تتوقع تقارير تراجع إنتاج الغاز الطبيعي في أوروبا بحلول عام 2050، فيما تتأهب تركيا لتكون أحد اللاعبين الصاعدين في القطاع بالمنطقة، بفضل الحقول المحلية المكتشفة وخططها الطموحة للإنتاج. ووفقًا لتقرير صادر عن منتدى الدول المصدرة للغاز تحت عنوان “منظور 2
  • الذكاء الاصطناعي يفك لغزاً علمياً استعصى على العلماء لعقد كامل