ارفع رأسك العراق الشامخ مهد الحضارة وحاكم العالم
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
بقلم : سارة طالب السهيل ..
يقف العراق صامدا شامخا امام اعاصير المؤامرات الدولية المعاصرة التي حاولت تفتيته ونهب خيراته ، كما فعل من قبل التتار والمغول ، ومع كل موجة من موجات العدوان يمرض العراق ولا يموت بفعل جيناته الحضارية المتوارثة عبر الاجيال وصلابة شعبه جيلا بعد اخر في مواجهة التحديات الجسام الذي يتعرض لها
الغرب كله يتأمر عليه بينما مخزونه التراثي يقوي عضده ويثبته عند الشدائد .
ولا غرابة في ذلك ، فالعراق هو البلد الوحيد الذي حكم العالم مرتين في التاريخ الانساني وسن له التشريعات القانونية وفن اقامة الدول والامبراطوريات في الازمنة القديمة قبل الميلاد .
حكم العراق العالم في المرة الأولى في عهد الملك البابلي النمرود بقوة نفوذه في مشارق الارض ومغاربها ،والمرة الثانية في عهد الملك نبوخذ نصر ، ناهيك عن الإمبراطورية الاكادية وهي الأولى في التاريخ ، التي اقامها الأكاديون في عهد الملك سرجون العظيم قبل حوالي الفين وخمسمائة عام قبل الميلاد ، وعاصمتها مدينة أكاد التي بسطت نفوذها في المناطق المجاورة .
واصل العراق بسط نفوذه الدولي باسم الحضارة الاسلامية من بغداد وما أدراك ما بغداد عاصمة الخلاقة العباسية لمدة خمسة قرون .
فالتاريخ يثبت ان بغداد لم تكسب شهرتها من فترة الخلافة العباسية ، بل انها كانت عاصمة لأربعة إمبراطوريات عظمى حكمت العالم القديم .
ففي بغداد انطلقت اقدم امبراطورية وهي (عكركوف) ، وتقع قرب التقاء نهري دجلة و ديالي غرب مركز بغداد، أسسها ملك الكيشيين ( كوريكالزو الأول ) في القرن ال 14 ق . م
حكمت هذه العاصمة 4 قرون، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى الملك الكيشي، وتعتبر زقورة كيش من أكبر الأبراج الأثرية الموجودة في يومنا هذا ، ويبلغ ارتفاعها 57م .
وتأتي مدينة سلوقيا في المدائن على بُعد 40 كيلومترا (جنوب شرق بغداد) ومؤسسها (سلوقسالأول نيكاتور) أحد قادة جيش الإسكندر في مدينة سلوقيا 312 ق . م ، ووقع الاختيار على موقعها بدقة لتكون نفس موقع بابل القديم، وهي حلقة وصل للطرق التجارية بين الغرب، والشرق .
أما مدينة طيسفون -عاصمة الساسانيين والفرثيين- قد بنيت على ضفة نهر دجلة الشرقية ، و قرب منطقة سلمان باك والتي تقع جنوب شرق بغداد ، ومن أهم آثارها الباقية طاق كسرى . و بناها الفرثيون الفرس، ثم سماها العرب المسلمون المدائن ، لأنها مكونة من عدة مدن متجاورة . وتميزت هذه المدينة ، بوفرة المياه والأرض الخصبة وكثافة النخيلوبموقعها الاستراتيجي المؤدي إلى جنوب العراق ومياه الخليج العربي .
ابتكار
أنشا السومريون أول حضارة معروفة نشأت في المنطقة عام 4000 ق.م ، وسميت على اسم مدينة سومر القديمة
وشيدوا معابد شاهقة تُعرف باسم الزقورات .
كما ابتكر السومريون عام 3200 قبل الميلاد الكتابة المسمارية التي ساعدت في حفظ تراثهم وعادتهم وتقاليدهم .
العراق كان مهد الحضارة الانسانية وعلم البشرية كيف يزرع ، ويبتكر نظاما للري في بلاد سومر بتنظيم شبكة قنوات الري وتُرَعِه، فخلق بذلك الاستقرار وأدّى الى ظهور دولة المدينة، مثل “الوركاء” أو “أوروك” باللغة السومرية وما قبلها من ظهور الممالك ثم الإمبراطوريات .
أطلق اليونانيون على العراق اسم بلاد ما بين النهرين و تقع حاليا في 5 دول وهي العراق وشرق سوريا وجنوب شرق تركيا وأجزاء من غرب إيران وما بعد البصرة في حوالي 4000 قبل الميلاد .
ابتكر العراقيون عبر تاريخهم الطويل تقنيات عديدة مثل تقنية “دولاب الفخار” ، وهي آلة دوارة تُستخدم لصنع الفخار ، وابتكروا صناعة النسيج وصناعة منتجات الالبان ، وبرع مبدعيها في علم الرياضيات والفلك وتقسيم الساعة الى 60دقيقة كما نفعل اليوم .
سيظل العراق بشعبه وتاريخه معلما للبشرية بإرثه الحضاري وثقافاته وجينات شعبه الأبي الصامد في مواجهة أعاصير السياسات الدولية واصحاب المطامع الكبرى ، سيظل العراق حارسا للحضارة الانسانية .
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
اليهود الإسبان في إحتفالات حانوكا : الملك محمد السادس جعل من المغرب نموذجاً للتعايش والتسامح في العالم
زنقة 20. الرباط
احتضنت مدينة ملقة، التي تعد رمزاً للتنوع الثقافي وملتقى الحضارات، يوم الأحد الماضي النسخة الأولى من جوائز “حانوكا” أو “عيد الأنوار”.
هذا الحدث البارز، الذي نظمته فيدرالية الجاليات اليهودية في إسبانيا، التي يرأسها السيد “دافيد أوباديا شوكرون” المغربي الأصل، جمع نخبة من الشخصيات الدينية عن الديانات الثلاث وسياسيين يتقدمهم عمدة مدينة مالقة و مندوبة الحكومة الإسبانية وعندج طوريمولينوس ونائبة عمدة بين المدنية وممثل عن القنصلية المغربية بالجزيرة الخضراء وجمعويين وممثلين عن جماعات دينية مختلفة من ملقة ومنطقة كوستا ديل سول.
رئيس ذات الفيدرالية شدد في تصريح لمنبر Rue20 Español، التي غطت الحدث، على الدور المحوري والهام الذي يقوم به جلالة الملك محمد السادس، في التعايش والتسامح فيما بين الديانات السماوية.
و أضاف “دافيد أوباديا” على متن تصريحه، بأن جلالة الملك جعل من المملكة المغربية نموذجاً للتعايش والتسامح تفتخر به الجاليات اليهودية خاصة وبقية الجاليات عبر العالم.
وتستمر الاحتفالات من 25 ديسمبر حتى 2 يناير، بالتزامن مع عيد “حانوكا”، الذي يعبر عن انتصار النور على الظلام. يحمل هذا العيد رسالة أمل عميقة تعكس تطلعات الإنسان في مواجهة التحديات المعاصرة.
أقيمت الفعالية في قاعة إدغار نيفيل، بحضور رئيس اتحاد الجاليات اليهودية في إسبانيا، السيد ديفيد عبادي، الذي شدد في كلمته على أهمية التعاون الثقافي كركيزة أساسية لتعزيز التعايش والتنوع بين الثقافات.
تميز الحدث بتكريم ثلاث شخصيات مؤثرة تسعى لنشر رسالة السلام والوئام في العالم. كما شهد الحفل إضاءة شمعدان الحانوكيا ذو التسعة أذرع، حيث أوقدت ثماني مصابيح زيتية، في طقس رمزي يبرز معاني النور والصفاء، بمشاركة نخبة من الحضور المميزين.
شكلت هذه المبادرة فرصة فريدة للتأمل في المعاني الرمزية للنور، باعتباره تجسيدا للسعي نحو المعرفة، والحكمة، والفهم المتبادل بين البشر.
شارك في الحفل ممثلون عن هيئات وجماعات متعددة، مما يعكس التزاما مشتركا بتعزيز الحوار بين الأديان وبناء جسور التفاهم بين الثقافات والمعتقدات المختلفة. وأكد هذا الحدث على عمق روابط الاحترام والتآلف بين المجتمعات الدينية في ملقة، داعما قيم التعايش المتناغم والتسامح.
ختاما، جاءت هذه الاحتفالية لتكون شاهدا حيا على قيم النور والسلام والوحدة في التنوع، وهي القيم التي تميز مدينة ملقة وتجعلها مثالا يحتذى به في الانفتاح الثقافي والإنساني.