خبراء: نتنياهو لا يريد صفقة مع حماس وهذه أهدافه من اقتحام معبر رفح
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
اتفق خبراء على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يختلق الذرائع لمواصلة العدوان على قطاع غزة وعدم الذهاب لصفقة تبادل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ولفت بعضهم إلى أن اقتحام جيش الاحتلال معبر رفح قد يكون لتسويق نصر كاذب.
وبحسب الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى، فقد كان دخول الجيش الإسرائيلي إلى رفح حتميا، لأن نتنياهو ربط بين فكرة الانتصار والدخول إلى المدينة الحدودية مع مصر، مؤكدا أنه واليمين المتطرف "لا يريدان أي صفقة مع حماس بل يريدان استسلامها".
وتوقع أن نتنياهو سوف يوسع عملية رفح ويعمقها وفق المستجدات الميدانية العسكرية إذ إنه ينفذ العملية حاليا بشكل بطيء وتدريجي وينتظر نتائج الميدان بهدف إطالة الحرب.
ووصف مصطفى من يثق بنتنياهو بأنه ساذج لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي يختلق الحجج ويخدع الرئيس الأميركي جو بايدن ويتلاعب به، مشيرا إلى أنه يمارس الخداع مجددا للمجتمع الإسرائيلي "الذي لم يعد يثق به".
وأضاف أن فئة كبيرة من الإسرائيليين باتت على قناعة أن عملية رفح شنت لـ"تحقيق أهداف سياسية وأيديولوجية لليمين الإسرائيلي وليست لها تداعيات عسكرية"، لافتا إلى أن الاحتجاجات في إسرائيل لم تشكل ضغطا حقيقيا على الحكومة لتغيير سياساتها بشأن الحرب واستعادة الأسرى كأولوية.
نتنياهو ومنظومته يلعبان بالنار
بدوره، قال الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي، إن نتنياهو أثبت مجددا أنه لا يعبأ بحياة الأسرى وقتلهم حتى لا يوقف الحرب مفضلا مصالحه السياسية على وقف إطلاق النار وإنقاذ الأسرى.
ويعتقد البرغوثي، أن نتنياهو يريد استخدام اقتحام معبر رفح كصورة انتصار كاذب يبرر اضطراره للموافقة على اتفاق مع حماس لاحقا أو استخدامه لتوسيع عملية رفح والاستمرار بالعدوان على غزة.
وشدد على أن الكرة الآن بملعب الولايات المتحدة التي كانت تردد بأن هناك مقترحا جاهزا لوقف الحرب ينتظر موافقة حماس، مبينا أن النص الذي وافقت عليه الحركة كانت قد وافقت عليه واشنطن وتل أبيب.
وأقر البرغوثي بأن المنظومة الإسرائيلية تكذب وتلعب بالنار في حين أدارت حماس المفاوضات بحكمة وذكاء وقدمت بعض المرونة لحماية الفلسطينيين ووقف الإبادة الجماعية، كما أنها وضعت نتنياهو على المحك أمام الإسرائيليين والعالم وكذلك أميركا.
ورغم بدء عملية رفح، لن ينجح نتنياهو بتحقيق أهدافه باقتلاع المقاومة -وفق البرغوثي- الذي طالب بمزيد من صمود الفلسطينيين وتصعيد التظاهرات ضد إسرائيل وفرض عقوبات عليها، والتوجه إلى محكمتي العدل والجنائية الدوليتين، إضافة لتصعيد الأطراف العربية والإسلامية ضغوطها.
ويؤمن الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية أن بايدن وحزبه الديمقراطي سيخسران كثيرا إن استمرا بعدم القيام بواجباتهما والظهور بمظهر العاجز عن تنفيذ ما تعهدا به، مطالبا واشنطن بلجم نتنياهو ووقف عملية رفح التي قال إنها "لن تحقق أهدافها باقتلاع المقاومة واستعادة الأسرى والتطهير العرقي".
"إسرائيل قتلت أسراها"
من جانبه، يرى المسؤول السابق بالخارجية الأميركية وليام لورانس، أن نتنياهو يختبر بايدن ويفعل الآخر الشيء ذاته، كدخول نتنياهو رفح مع التعهد بعدم قتل الكثير من المدنيين، في حين يقول بايدن إن بلاده أوقفت بعض شحنات السلاح لإسرائيل، وقد تستمر بالضغط أكثر.
ووفق لورانس، يعتقد بايدن أن حماس ونتنياهو يريدان نصرا كاملا لهما وهزيمة مطلقة للطرف الآخر، مطالبا الأميركيين بالضغط بشكل أكبر "لأن أخذ الأمور إلى حافة الهاوية ليس بمصلحة الفلسطينيين".
وأضاف "لو استمرت عملية رفح لا بد أن يكون هناك ضغط أميركي"، لكنه تساءل "هل يكون كافيا لإيقافها؟"، ليكمل بأن "نتنياهو يريد تحدي الأميركان حتى النهاية".
ونبه إلى أن إسرائيل قتلت 40 من "رهائنها" (الأسرى) في غزة، في وقت لم تقتل حماس أيا منهم، في إشارة منه إلى فشل ما تسميه تل أبيب "الضغط العسكري لإنقاذ الأسرى المحتجزين".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات أن نتنیاهو عملیة رفح إلى أن
إقرأ أيضاً:
هيئة شؤون الأسرى توضح لـعربي21 الانتهاكات التي يتعرض لها الأسير عبد الله البرغوثي
أثار حديث ابنة الأسير الأردني عبد الله البرغوثي عن تعرضه للضرب والتنكيل بشكل يومي المخاوف على حياته، وطرح سردها عن وضع والدها الصحي والجسدي تساؤلاً عن ما إذا كان الاحتلال يحاول اغتياله.
وكانت ابنة البرغوثي قد نقلت عن أحد محامي والدها أنه "يتعرض لمعاملة وحشية، وضرب مفرط بواسطة أدوات قمعية مثل الأحزمة والعصي الحديدية، ويتعمد الاحتلال إفراغ القسم بالكامل من الأسرى، ليُترك البرغوثي مع السجانين لوحده وتنطلق عملية تعذيبه".
ولفتت إلى أن هذه الممارسات الوحشية، أدت إلى كسور شديدة في عظامه، مما جعله غير قادر على الحركة أو الوقوف بشكل طبيعي.
من جهتها قالت هيئة شؤون الأسرى والمحررين الفلسطينية، إن حال الأسير عبد الله البرغوثي كحال بقية الأسرى في السجون الإسرائيلية ما بعد السابع من أكتوبر، حيث يُمارس عليهم جميعا سلسلة من العقوبات.
وأوضحت الهيئة في تصريحات خاصة لـ"عربي21"، أن هذه العقوبات تتمثل بالاعتداء بالضرب والتنكيل بالأسرى، بالإضافة إلى تقليل كميات الطعام ما أدى إلى خسارة جميع الأسرى الكثير من أوزانهم، كذلك انتشرت بينهم الأمراض والأوبئة.
وأكدت أنه لا يتم تقديم العلاج الطبي اللازم للأسرى بشكل عام والأسير عبد الله البرغوثي بشكل خاص، الذي تقوم إدارة السجون الإسرائيلية بالاعتداء عليه بشكل يومي وممنهج والتنكيل به ونقله من سجن إلى أخر.
وأكملت الهيئة، أيضا تم سحب مواد التنظيف وهذا أدى إلى انتشار الأمراض والأوبئة في صفوف الأسرى في السجون الإسرائيلية، كما أن الاحتلال لا يقدم العلاج الطبي اللازم للأسرى المرضى الذين أصيبوا بالمرض الجلدي (الجرب).
وحول وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي، قالت هيئة شؤون الأسرى لـ"عربي21"، بحسب مشاهدة المحامي الذي قام بزيارته تظهر على جسده آثار الضرب بوضوح، بالإضافة الى انتشار المرض الجلدي، وهناك علامات ظهور للدمامل، أيضا لا يتم تقديم العلاج الطبي له، علما أنه خسر من وزنه ما يقارب 70 كيلو منذ السابع من أكتوبر.
وأثار حديث المحامي عن وضع الأسير الأردني عبد الله البرغوثي تساؤلات حول ما إذا كان الاحتلال يتعمد اغتياله، خاصة أنه كان دائما يرفض إدراجه في أي صفقة تبادل لأسرى، وكان يتعمد وضعه في زنزانة انفرادية لسنوات ويمنع أهله من زيارته لفترات طويلة.
بدورها قالت هيئة الأسرى رداً على هذه التساؤلات، "طلبنا زيارته وننتظر تحديد موعد للزيارة حتى نعرف كل التفاصيل حول ما يحدث معه".
وكان الاحتلال الإسرائيلي قد كثف قمعه وتنكيله بالأسرى الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، ونال أسرى قطاع غزة النصيب الأكبر من هذا التنكيل والمعاملة الوحشية.
حيث احتجز الاحتلال أسرى قطاع غزة في معسكر سدي تيمان سيء السمعة، ووضعهم في أقفاص حديدية وعاملهم بطريقة وحشية وغير ادمية، حيث قام بتعذيبهم بكل الوسائل الجسدية والنفسية، كما هناك روايات تناقلها الأسرى عن تعرض بعضهم للاغتصاب.
ونقلت قناة الجزيرة عن رئيس نادي الأسير الفلسطيني عبد الله زغاري أن الاحتلال الإسرائيلي نفذ منذ 7 تشرين أول/أكتوبر 15 ألف عملية اعتقال في قطاع غزة وحده.
ووفقا لزغاري فإن الاحتلال الإسرائيلي يرفض تقديم معلومات دقيقة عن عدد أسرى قطاع غزة، مؤكدا أن عمليات التعذيب والتنكيل قد تصاعدت منذ السابع من أكتوبر، علما أنه نتيجة للإهمال الطبي استشهد ما لا يقل عن 63 أسيرا فلسطينياً آخرهم الشاب مصعب عديلي (21 عاما).