على هامش المعركة: الإحتفاء بالنجوم الحقيقة والخيول الأصيلة
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
على هامش المعركة: الإحتفاء بالنجوم الحقيقة والخيول الأصيلة..
نهى الكباشي ، شاعرة سودانية ذات طعم خاص ، واستطاعت تطويع اللغة فى بيئتها والنفاذ بها إلى مستويات عالية ، إنها إستثنائية وأمثالها يستحقون الإحتفاء.. إنها مدرسة فى انتقاء مفرداتها الغزيرة والقيمة الإنسانية العالية فى شعرها..
عندما تستمع لها فإن دمعتك على خدك و لهفتك فى جوفك وكل احساسك معلق وأنت تستمع لها ، قصة كاملة ، بالفواصل والوقفات ، والعبرة فى الحلق والنظرة الأسية.
انه الشعر حين تكون كلماته بمشبعة بالمعنى..
تطورت اداءات نهى ، من ايقاع سريع وعميق ، إلى سرد دقيق مع ذات قوة التأثير وأناقة العبارة..
نهى الكباشي مدرسة تتلهف لها الاسماع وستكون علامة فارقة.. مع أن بعض منابر لا تهتم إلا بالفوارغ..
نهي فى – شعرها – خليط من الحكمة وقوة التعبير و سعة المخيلة ، والإهتمام بالتفاصيل الدقيقة المدهشة ، تتدفق من حكايات (ود آمنة ، وضل المطر ، و آ محمد ..) إنها تستحق ان تتوج كإحد أيقونات الشعر فى بلادنا..
لم ألتق بالشاعرة نهى وأظنها من منطقة شرق الجزيرة والشرفة – تحديدا – لكنها نموذج للإبداع المميز البعيد عن الركاكة والعبثية ، وأمثال هؤلاء ينبغي أن نحتفى بهم ، فهم النجوم فى السودان القيم والولاء الوطني..
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق على
7 مايو 2024م
(سأحاول نشر بعض قصائدها فى التعليقات بإذن الله)
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
الحقيقة والتهويل
ما نصيب الحقيقة ونصيب التهويل من وعيد قائد ثان مليشيا “الدعم السريع” ، نصيب التهويل أن “عبدالرحيم دقلو” لم يعد بامكانه العودة إلى الخرطوم، مركز القرار السياسي والاقتصادي ، لقد دحر منها إلى الأبد.
والحقيقة أن مليشياته قد دمرت المنشآت الحيوية في العاصمة، أحرقت جميع المباني الحكومية وخربت البنى التحتية لخدمة الكهرباء، لقد حولت المدينة إلى ركام..
بعد عامين من القتال، حصلت خلالها ميليشيا “آل دقلو” على دعم عسكري ، غطاء سياسي ونشاط دبلوماسي لا محدود ، بينما قاتل الجيش والشعب وسط حصار جغرافي، سياسي ودولي ، وكانوا صخرة صماء تحطمت امامها كل الامكانيات الاماراتية المهولة، استعاد الجيش سيطرته على العاصمة ، إذاً تحولت مليشيا “الدعم السريع” إلى عصابات نهب مسلح في دارفور وستفنى قريباً..
المعركة العنيفة، أبطالها كُثر ، ليس ابتداءً بالعائلات التي صمدت في احياء العاصمة ، وتعرضت للتنكيل ، القتل الجماعي، الاختفاء القسري، كانت حائط صد أمام مساعي المليشيا باحتلال المدن عبر عملية تغيير ديمغرافي .
مروراً فخيماً على الآلاف العسكريين و المدنيين اولئك الذين صمدوا في معتقلات المليشيا التي أعادت إلى الأذهان الصورة البشعة لمعتقلات “أبو غريب” و”غوانتانامو”، ومنهم من قضى نحبه ومضى إلى ربه شهيداً بإذنه تعالى.
لا مجال لحصر تضحيات شيب وشباب السودان المنخرطين في صفوف كتائب الإسناد، تركوا الحياة واختاروا معركة التحرير.
يحتاج أي جيل إلى شيء من الانبهار حتى لو كان اقتباساً ليرنو به عالياً ويُشعل جمرة الحلم والطموح والأمل.
يتجلى هذا “الانبهار” في صمود وتضحيات سلاح الجو السوداني ، كنت شاهد عيان على تلك الظروف القاسية والمخاطر الكبيرة التي يؤدي عبرها طياري واطقم الطيران الحربي واجبهم الوطني ، رحلتي الأخيرة من أم درمان إلى بورتسودان عبر طيران الجيش ،أكدت لي اننا أمام رجال صنعوا التاريخ ومازالوا يصنعونه .
أجيال مختلفة من الطيارين، يعملون وفق تنظيم مبهر ، أساسه الوفاء والمحبة لبعضهم، وتمكنوا من تحقيق الجزء المضيء وعاشوا الارتباط الوطني و رحلته الشاقة.
توقفت الطائرة الانتنوف بصعوبة لنقل عسكريين مهمين وإعلاميين، في ظل مخاطرة بأن تصيبها المسيرة الاستراتيجية الاماراتية التي تحلق فوق سماء مطار “عطبرة” ، كانت نسبة النجاة وفقاً للحسابات العسكرية ٥% ، ولكن الواجب الوطني كان يفوق احتمالات الموت أو الحياة.
“البروباغندا” التي تصنعها بعض الجماعات لنفسها عبر معركة الكرامة، يستحقها ابطال “الطيران الحربي” ، اولئك الذين أحالوا أحلام “ال دقلو” إلى كوابيس، وكانوا سبباً في إنقاذ حياة الآلاف من المواطنين عبر تسخير طائرات الانتنوف في نقل المرضى وكبار السن مجاناً إبان حصار الولايات انقطاع الطرق البرية، “القوات الجوية السودانية” هي اللحمة والسدى في نسيج التاريخ الوطني ، الذي لا تغيب فيه المأساة، وتعود في صورة آخرى.
محبتي واحترامي
رشان اوشي
إنضم لقناة النيلين على واتساب