حمدان: اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح محاولة مكشوفة لتخريب جهود الوسطاء
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
بيروت - صفا
أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، أسامة حمدان، يوم الثلاثاء، أنّ اقتحام جيش الاحتلال لمعبر رفح وقصفه بشكل همجي هو محاولة مكشوفة لتخريب كل جهود الوسطاء في إنجاز اتفاق وقف العدوان على القطاع، ومحاولة يائسة منه لصنع صورة نصر وهمي.
وقال حمدان، في مؤتمر عقدته حماس في بيروت وفق متابعة وكالة "صفا": "إنَّ اقتحام الاحتلال معبر رفح يهدف إلى مفاقمة الوضع الإنساني في القطاع، عبر إغلاقه ومنع تدفق المساعدات الإغاثية الطارئة عبره لشعبنا المحاصر الذي يتعرض لحرب إبادة وتجويع مُمنهج من قبل الاحتلال".
وشدّد على أنّ اقتحام جيش الاحتلال معبر رفح الحدودي مع مصر فجر اليوم، هي جريمة وتصعيد خطير ضد منشأة مدنية محمية بالقانون الدولي، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق الدولية.
مفاوضات وقف إطلاق النار
وأشار حمدان إلى أنّ توجه الوفد المفاوض للحركة من الدوحة إلى القاهرة، تؤكّد جدّية موقفها في التعاون الإيجابي مع الوسطاء، وفي إتمام وإنجاز اتفاق وقف العدوان، وأنَّها معنية بالمُضي بكل إيجابية، في كل مراحله المتوافق عليها.
وأكد حمدان أنّ موافقة الحركة على المقترح مقابل سلوك نتنياهو وحكومته ومحاولاته للمراوغة والتهرب من الوصول لاتفاق واتهام الإدارة الأمريكية الحركة أنها العقبة أمام إبرام اتفاق دون دليل، يضعها أمام استحقاق واضح؛ بضرورة التخلّي عن انحيازها لمجرمي الحرب، والشراكة في جريمة الإبادة الجماعية، والانتقال إلى مربع الضغط عليهم لإلزامهم بوقف العدوان.
وذكر حمدان أنّ مناورة نتنياهو العبثية؛ عبر محاولات التهرّب من استحقاق الاتفاق، من خلال حربه العدوانية ضدّ شعبنا وفق أجندات سياسية شخصية، باتت لا تنطلي على أحد، مشددًا على أنّ "لا يمكن للحرب أن تدفعنا للتنازل عن حقّ من حقوق شعبنا ومطالبه المشروعة".
وأضاف "نؤكّد أنَّ الكرة أولاً في ملعب نتنياهو وأركان حكومته المتطرّفين، الذين يعكس سلوكهم بعد إعلان موافقة الحركة على تعطيل كل جهود الوسطاء بمن فيهم الإدارة الأمريكية،غير آبهين بحياة أسراهم لدى المقاومة، الذين يتهدّدهم الموت يوميًا".
وتابع "الكرة ثانيًا في ملعب الإدارة الأمريكية، التي عليها أن تثبت جديتها ومصداقيتها في إلزام حكومة نتنياهو بنتفيذ الاتفاق".
وبيّن حمدان أنّ موافقة الحركة على مقترح وقف إطلاق النار جاء من مسؤوليتها أمام شعبنا في قطاع غزَّة، ومن حرصها العميق على مصالحه وحقوقه وثوابته وتضحيَّاته، وتجاوبًا إيجابيًا مع دور الوسطاء في إنجاز هذا الاتفاق.
وأعرب حمدان عن شكره للوسطاء في القاهرة والدوحة، "الذين بذلوا جهوداً مضنية ومتواصلة من أجل الوصول إلى هذا الاتفاق".
وأشار إلى أنّ اتفاق وقف إطلاق النار الذي وافقت عليه حماس أمّن في بنوده وشروطه القضايا الرَّئيسة لمطالب شعبنا ومقاومتنا في وقف العدوان بشكل دائم، وانسحاب الاحتلال من كامل قطاع غزة، وعودة النازحين بحرية، والإغاثة وإعادة الإعمار وإنهاء الحصار، وإنجاز صفقة تبادل حقيقية وجادة.
وأضاف "حَقّقَ هذا الاتفاق الترابطَ في تنفيذ مراحله الثلاثة بشكل متواصل، وَقَطَعَ الطريق أمام الاحتلال، الذي كان يريد إنجاز مرحلة واحدة، يحقّق فيها الإفراج عن أسراه لدى المقاومة، ثمَّ يستأنف عدوانه ضد قطاع غزَّة، وهو الأمر الذي رفضته الحركة جملة وتفصيلاً".
وأكد حمدان أنّ الحركة كانت في كل مراحل الاتفاق على تواصل وتشاور دائم ومستمر مع فصائل المقاومة الفلسطينية، مضيفًا "هذا الاتفاق يمثّل إجماعاً وطنياً لكلّ قوى المقاومة، وتجسيداً لصورة الجسد والموقف والرّؤية الواحدة في ميدان المعركة وفي ميدان السياسة والمفاوضات".
ودعا حمدان الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي إلى عقد لقاء عاجل على مستوى وزراء الخارجية وأخذ موقف عاجل وفاعل إزاء هجوم الاحتلال على معبر رفح.
وطالب حمدان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف هذا التصعيد الذي يهدّد حياة مئات الآلاف من المدنيين النازحين في رفح وعموم قطاع غزة، كما ويهدد كل مساعي الوسطاء في وقف العدوان وحرب الإبادة الجماعية.
وختم قائلًا:"نؤكّد أنَّ العملية العسكرية في رفح، إذا أقدم عليها العدو؛ لن تكون نزهةً لجيش الاحتلال الإرهابي، الذي سيجرُّ في نهاية المطاف، أذيال الخيبة، وسيخرج مدحوراً كما فعل في كل المناطق التي دخلها في قطاع غزة".
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الاقصى حماس وقف العدوان هذا الاتفاق حمدان أن
إقرأ أيضاً:
بينهم حسن سلامة.. هكذا تنتقم إسرائيل من رموز الحركة الأسيرة
غزة- تزايدت التحذيرات من مخطط إسرائيلي لاغتيال قادة ورموز الحركة الفلسطينية الأسيرة في السجون، وذلك بعدما تعمدت قوات الاحتلال زجهم في العزل الانفرادي والاعتداء عليهم بشكل وحشي مما أدى لمعاناتهم من مضاعفات صحية خطيرة.
ودقت مؤسسات الأسرى ناقوس الخطر الشديد من الانتهاكات المروعة التي تُرتكب داخل السجون، والتي ستؤدي إلى استشهادهم في أي لحظة، وكان آخرها تعرض القيادي الأسير حسن سلامة للتعذيب والتهديد.
وزجت إدارة السجون الإسرائيلية الأسير سلامة في عزل سجن مجدو قبل شهرين في ظروف سيئة جدا كما تصفها خطيبته غفران الزامل، حيث يتعرض لتفتيش مستمر، وانهال السجانون عليه بالضرب أكثر من 6 مرات خلال الأسبوعين الأخيرين.
عزل وتعذيبوقالت الزامل، في حديث للجزيرة نت، إن سلامة يعاني حاليا من أوجاع في أسنانه وسقطت بعضها نتيجة الإهمال الطبي وسوء التغذية، ولم تقدم له إدارة السجن أي مسكّن يخفف ألمه حيث يعاني من وجع متواصل في الرأس. وأوضحت أنه يعاني من ضعف بالنظر، وترفض الإدارة توفير نظارة له رغم مطالبته بها منذ وقت طويل.
وتحدثت عن الظروف الصعبة التي يعيشها سلامة خلال الزيارة التي تسمح بها إدارة السجن في عزل مجدو، من حيث إحاطته بضباط مقنعين طيلة الوقت المخصص للزيارة، ورفض فك قيود يده، مما يجعله يواجه صعوبة في الإمساك بهاتف الزيارة التي تتم من خلف عازل زجاجي.
إعلانويقع سجن مجدو في منطقة مرج بن عامر قضاء حيفا شمال فلسطين المحتلة، وخصصته قوات الاحتلال الإسرائيلي للأسرى الفلسطينيين مع بدء الانتفاضة الأولى عام 1987.
وأشارت الزامل إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي وضعت الأسير سلامة في العزل الانفرادي بعد شهر من بدء الحرب على غزة ومنذ ذلك الحين يعيش بحالة انقطاع تام عن العالم الخارجي. ونوهت إلى أن إدارة السجن منعت زيارته لأكثر من 6 أشهر منذ عزله، حيث هدمت قوات الاحتلال منزله، واستشهد 3 من أخوته، وتوفيت والدته، ولم يعلم بكل هذه التفاصيل إلا بعد فترة طويلة.
ووفقا لها، فقد تم نقل الأسير سلامة لمقابلة ضباط الاستخبارات الإسرائيلية "الشاباك" مؤخرا، وتعرض للتهديد بعدم الإفراج عنه، وبأنه سيبقى في السجن ولن يسمحوا بالإفراج عنه أبدا.
يُعد سلامة أحد أبرز قادة كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وُلد في مخيم خان يونس جنوب قطاع غزة، واعتقلته قوات الاحتلال من مدينة الخليل عام 1996، وحُكم بالسجن 48 مؤبدا و30 عاما، أمضى منها 13 سنة في العزل الانفرادي.
الأسير عبد الله البرغوثي يواجه محاولات "اغتيال ممنهجة" داخل سجن جلبوع الذي يقبع فيه ويدخل في حالة غيبوبة متكررة جراء التعذيب حيث يتعرض للضرب الشديد "حتى أصبح جسده مغطى بالبقع الزرقاء، ورأسه مليئاً بكتل الدم، مع انتفاخ في عينيه وكسور في أضلاعه، مما يفقده القدرة على النوم"، بحسب… pic.twitter.com/PbbViV3x5Z
— AJ+ عربي (@ajplusarabi) April 30, 2025
استهداف ممنهجوفي إطار استهداف قيادة الحركة الأسيرة، دخل الأسير عبد الله البرغوثي في غيبوبة متكررة عقب تعرضه للتعذيب الشديد ما أدى إلى تغطية جسده بالبقع الزرقاء، وتكوّن كتل دم في رأسه، وانتفاخ في عينيه، وكسور في أضلاعه، وفقدانه القدرة على النوم.
وحكمت قوات الاحتلال على البرغوثي بالسجن المؤبد 67 مرة بالإضافة إلى 5200 عاما كأعلى حكم في التاريخ، وذلك بعد اعتقاله عام 2003 واتهامه بالمسؤولية عن مقتل 67 إسرائيليا.
إعلانووصف ناهد الفاخوري، مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والأسرى بحركة حماس، أوضاع قادة الأسرى في السجون بالمأساوية إثر تعرضهم للتعذيب والتهديد بشكل مباشر، ومنع إدارة السجون زيارتهم.
وقال للجزيرة نت إن كلا من حسن سلامة وعبد الله البرغوثي وعباس السيد ومعمر الشحروري ومحمد النتشة، يعيشون ظروفا قاسية في العزل الانفرادي، وتكرر إطلاق جنود الاحتلال الكلاب البوليسية عليهم لتنهش أجسادهم، وسكب الصابون السائل على جروحهم بعد تعرضهم للضرب المبرح، وإصابتهم بكسور وجروح في الرأس والأضلاع.
انتقام متعمدوشدد الفاخوري على تعمد قوات الاحتلال إذلال رموز الحركة الأسيرة والانتقام منهم، وتذكيرهم بأعمالهم "الجهادية" التي اعتقلوا بناء عليها أثناء الاعتداء عليهم، مما يكشف عن نية إدارة السجون لاستهدافهم بشكل مباشر، لاسيما أن السجانين يتعاملون معهم بعنجهية دون أي رادع.
ويأتي الاعتداء على قيادة الحركة الأسيرة في الوقت الذي يتوقع فيه إطلاق سراحهم حال استكمال المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، وهو ما يزيد من احتمالية تعمد الاحتلال العمل على اغتيالهم قبل الإفراج عنهم.
وأكد مسؤول الإعلام في مكتب الشهداء والأسرى بحركة حماس أن الاعتداء الممنهج على الأسرى يأتي بتوجيهات من الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير وإدارة السجون الإسرائيلية، محذرا من أن حياتهم في خطر حقيقي، وقد يُفجع الفلسطينيون في أي لحظة بارتقاء عدد منهم نتيجة الاعتداء والتعذيب الصارخ.
يُذكر أن عدد الشهداء الأسرى الذين قضوا نتيجة التعذيب داخل المعتقلات ارتفع منذ بداية الحرب على غزة إلى 65 شهيدا، من بينهم 40 من سكان القطاع، مما رفع عدد الشهداء الأسرى منذ عام 1967 الى 302 شهيدا، ولا يزال الاحتلال يحتجز جثامين 74 منهم.