البعثة الأممية تجمع 22 مشرعًا وخبيرًا قانونيًا للعمل على صياغة مشروع قانون المصالحة الوطنية
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
ليبيا – جمعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ومفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الأسبوع الماضي 22 مشرعًا وخبيرًا قانونيًا وفاعلين في المجتمع المدني للعمل على صياغة مشروع قانون المصالحة الوطنية في البلاد.
المشاركون جمعوا خلال ورشة العمل التي استمرت يومين في تونس بين مشروعي قانونين تمت صياغتهما بشكل منفصل، أحدهما من قبل لجنة قانونية شكلها المجلس الرئاسي كجزء من ولايته، والآخر أعده مجلس النواب.
وقامت المجموعة، التي ضمت ممثلين عن هذين المجلسين بالإضافة إلى مجلس الدولة والهيئة التأسيسية لصياغة الدستور، بمراجعة مواد مشروع القانون الموحد بالتفصيل، ومناقشة النقاط الخلافية واقتراح الحلول لها، مع التأكد من أن القانون يعكس أفضل الممارسات الدولية في مجال العدالة الانتقالية والمصالحة.
وناقش المشاركون دور العفو وأهمية حفظ الذاكرة في عملية المصالحة في ليبيا، وما إذا كان ينبغي لبرنامج التعويضات أن يستهدف الأفراد أم الجماعات،كما نظرت المجموعة في نوع الانتهاكات التي سيغطيها القانون وآلية اختيار أعضاء لجنة الحقيقة والمصالحة المستقبلية.
وفي نهاية الورشة، اتفق المشاركون على مشروع قانون واحد شامل، على أن يُعرض على لجنة العدالة والمصالحة بمجلس النواب قبل التوجه إلى مجلس النواب للتصويت عليه في جلسة علنية.
وأشارت البعثة إلى أن هذه المرة هي الأولى التي يجتمع فيها ممثلون عن اللجنة القانونية التابعة للمجلس الرئاسي، وأعضاء من مجلس النواب ومجلس الدولة لمناقشة تفاصيل قانون المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية.
من جانبها، قالت انتصار مصطفى أثناء مشاركتها في الورشة ممثلة عن مجلس النواب:” إن عمل مختلف الأطراف المعنية بمعزل عن بعضها البعض أدى إلى تعقيد العملية”،مضيفة أنها تأمل أن يسفر الاجتماع عن إطار يضمن الحد الأدنى من المعايير التي يمكن البناء عليها في المرحلة المقبلة.
بدوره، أعرب عادل كرموس، رئيس لجنة الشؤون القانونية بمجلس الدولة، عن إحباطه من عرقلة الانقسام السياسي لجهود المصالحة الوطنية، قائلا “إن صياغة واعتماد المعايير من منظور قانوني ونظري أمر قابل للتحقيق، لكن العائق الحقيقي سيكون في التنفيذ.”
وذكرت البعثة ادأنه سبق لليبيا أن اعتمدت قانونين للعدالة الانتقالية، وهما القانون رقم 17 لعام 2012 والقانون رقم 29 لعام 2013،لكن الخبراء انتقدوا القانونين، الذين لم يدخلا حيز التنفيذ، لعدم ضمانهما مساءلة جميع الأطراف.
وأشار إلى أن المؤتمر الوطني العام،و مجلس النواب،أحجموا عن اتخاذ الخطوات القانونية اللازمة لتفعيل الأحكام الأساسية في القانونين، مثل إنشاء لجنة لتقصي الحقائق والمصالحةمنذ ذلك الحين، أدى الصراع المسلح والانقسام السياسي وتآكل الشرعية المؤسسية وقضايا أخرى إلى تعقيد التقدم المرجو.
بدوره،أوضح أستاذ القانون بجامعة بنغازي، سليمان إبراهيم، أن المسودة الجديدة تحاول معالجة أوجه القصور في القانون 17 والقانون 29،حيث جاءت المسودة التي أعدها المجلس الرئاسي كنتيجة لمشاورات شاملة، بما في ذلك من خلال اجتماع عُقد في طرابلس بدعم من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا في فبراير 2024،وضم أكثر من 100 من ممثلي للضحايا.
وأضاف إبراهيم:”يجب إنهاء الانقسام السياسي وتوحيد الحكومة، لكن هذا وحده لا يكفي،فهناك أسباب جذرية للانقسام يجب معالجتها. وما نقوم به هنا اليوم هو إرساء الأساس لذلك.”
من جانبها، أكدت سوكي ناغرا، رئيس قسم حقوق الإنسان وسيادة القانون في البعثة وممثل المفوضية السامية لحقوق الإنسان في ليبيا، أن إطلاق عملية مصالحة وطنية شاملة هو أمر أساسي لتحقيق الاستقرار والسلام الدائمين في ليبيا، من خلال الاستجابة لمطالب الضحايا بالحقيقة والعدالة والتعويضات.
وأضافت ناغرا أن “ليبيا تحتاج إلى قانون قوي للعدالة الانتقالية كأساس للاستقرار الدائم. إن عدم الاعتراف بحقوق الضحايا والفشل في معالجة مظالم الماضي لا يزال يؤجج دورات العنف ويساهم في تعميق أزمة الشرعية في ليبيا. كما أن غياب سيادة القانون يغذي مظالم جديدة مع استمرار المطالبات بالمساءلة.”
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: المصالحة الوطنیة مجلس النواب فی لیبیا
إقرأ أيضاً:
كل ما تريد معرفته عن قانون الإيجار القديم.. ما ضوابط ومقترحات تحديد القيمة؟
تتزايد التساؤلات في الأوقات الأخيرة كثيرًا بشأن قانون الإيجار القديم، خاصة بعد حكم المحكمة الدستورية العليا بعدم دستورية تثبيت قيمة الإيجار القديم، المعمول بها وفقًا للمادة 136 من قانون 1981، والمحددة قانونًا بـ7% من قيمة العقار، ونستعرض في السطور التالية إجابة الخبراء عن أبرز الأسئلة التي تشغل بال المواطنين بشأن القانون.
من يحدد قيمة الإيجار القديم بعد حكم الدستورية؟قال الدكتور مصطفى سعداوي، أستاذ القانون بجامعة المنيا، إنه وفقًا لحكم الدستورية العليا بعدم تثبيت القيمة، فإن مجلس النواب مكلف بتحديد القيمة الإيجارية الجديدة خلال الفصل التشريعي الحالي والأخير للمجلس والمقرر انتهائه في يونيو المقبل، وعقد جلسات مفصلة لمناقشة أوضاع القانون وتحديد القيمة بما يحقق التوازن بين طرفي العلاقة الإيجارية من الملاك والمستأجرين.
ماذا يحدث إذا لم يحدد «النواب» القيمة خلال المدة المقررة؟أكد أستاذ القانون أنه إذا لم يصدر مجلس النواب قرار تحديد قيمة الإيجار القديم خلال الفترة المقررة، فإن المحكمة الدستورية ستكون المنوطة بتحديد القيمة استناداً لرؤية الخبراء في تحديد القيمة، وذلك بعد رفع دعاوى من طرفي العلاقة الإيجارية بطلب تحديد القيمة.
عدد الوحدات السكنية التي تخضع لقانون الإيجار القديم؟من جانبها، قالت ميرفت عازر عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، إن هناك قرابة مليوني وحدة سكنية ضمن قانون الإيجار القديم، ما يتطلب إيجاد حلول متوازنة وعادلة لكلا من الملاك والمستأجرين، وذلك من خلال عقد جلسات متخصصة بحضور الجهات المعنية لمناقشة القانون واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الشقق المغلقة والغير مستخدمة، والتي تمثل ثروة عقارية كبيرة من شأنها التأثير على سوق العقارات في مصر.
ما مصير قانون الإيجار القديم خاصة فيما يتعلق بتحديد القيمة؟أكدت عضو لجنة الإسكان بمجلس النواب، أن لجنة الإسكان ستعقد الفترة القادمة عددًا من الجلسات المتخصصة لمناقشة قانون الإيجار القديم، مؤكدة أن المجلس قد أعلن عدداً من الإجراءات التي تهدف إلى تقريب وجهات النظر، والتعرف على مطالب الأطراف المعنية لبحث سبل إنهاء أزمة القانون الممتدة منذ عقود، مشيرة إلى أن من تلك الإجراءات هو عقد جلسات متخصصة منفصلة للملاك والمستأجرين وذلك لعرض وجهات نظرهم في بيئة مناسبة ودون أية ضغوط.
أبرز المقترحات لتحديد قيمة الإيجار القديم، وضوابط تحديد القيمة؟أوضحت عضو لجنة الإسكان، أنه من أبرز المقترحات الموضوعة لتحديد القيمة هو ربط قيمة الإيجار بالتقديرات المسجلة لدى مصلحة الضرائب العقارية، مؤكدة أن هذه التقديرات توفر مرجعية دقيقة وعادلة يمكن الاعتماد عليها في تحديد الإيجارات، مشيرًة إلى أنه فيما يتعلق بضوابط تحديد القيمة قيمة فإنها ستتغير تلقائيًا بما يتناسب مع موقع العقار وقيمته، بما يضمن مراعاة الفروقات بين المناطق السكنية المختلفة.