أمير الكويت يلتقي أردوغان في أولى زياراته لتركيا منذ توليه السلطة
تاريخ النشر: 8th, May 2024 GMT
يمن مونيتور/ (رويترز)
وصل أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح إلى تركيا يوم الثلاثاء في أول زيارة يجريها لدولة غير عربية منذ توليه مقاليد الحكم في ديسمبر/ كانون الأول، حيث كان في استقباله في أرض المطار الرئيس رجب طيب أردوغان.
وزار أمير الكويت، الذي تولى الحكم خلفا لأخيه الراحل الشيخ نواف الأحمد الصباح، كل دول مجلس التعاون الخليجي وكذلك الأردن ومصر خلال الأشهر القليلة الماضية.
وأظهرت لقطات بثتها وكالة الأنباء الكويتية (كونا) على حسابها على منصة إكس استقبال الرئيس أردوغان لأمير الكويت كما بثت أيضا لقطات لزيارته لضريح مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، في العاصمة أنقرة ووضع إكليل من الزهور على الضريح.
وتعود العلاقات بين الكويت وتركيا إلى ستينيات القرن الماضي. وزار أمير الكويت الأسبق الشيخ صباح الأحمد الصباح تركيا عدة مرات كما قام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بزيارات عدة للكويت منذ أن كان يشغل منصب رئيس الوزراء وبعد توليه الرئاسة.
ولدى الكويت وتركيا علاقات اقتصادية وسياسية متنامية، وتعد تركيا مقصدا أساسيا للسياح الكويتيين، وتقوم شركات مقاولات تركية ببناء مشروعات كبرى للحكومة الكويتية منها مبنى الركاب الجديد في مطار الكويت، كما تستثمر شركات كويتية في تركيا في مختلف القطاعات.
وكان سفير الكويت لدى تركيا قال إن الزيارة من شأنها تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الصديقين في مجالات السياسة والاقتصاد والتجارة والاستثمار والدفاع والأمن.
وأكد السفير وائل العنزي في تصريحات للوكالة الرسمية الكويتية يوم الاثنين أهمية المباحثات التي ستتخلل القمة “وفي صدارتها القضية الفلسطينية والتنسيق والتشاور حيال ضمان الأمن والسلم الدوليين”.
وتوقعت السفيرة التركية لدى الكويت طوبى نور سونمز أن تكون زيارة أمير الكويت لتركيا “علامة فارقة حاسمة” وأن تعطي قوة دافعة جديدة للتعاون الثنائي في مختلف القطاعات، لاسيما التجارة والدفاع والتبادل الثقافي.
وأشارت في مقال أرسلته لوسائل الإعلام إلى أن هذه الزيارة توفر منصة محورية للقيادتين لمناقشة الوضع الإنساني في غزة التي وصفتها “بالجرح النازف في منطقتنا”.
وقالت “خلال الاجتماعات بين (الزعيمين)… ستحتل محنة شعب غزة مركز الاهتمام”.
وذكرت أن حجم التجارة بين البلدين قارب 700 مليون دولار في 2023.
وأبرمت الكويت عقدا مع الجانب التركي لتوريد عدد لم يكشف عنه من طائرات بيرقدار المسيرة المسلحة من طراز (تي.بي.2) بقيمة 367 مليون دولار.
وقدم الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية 12 قرضا لتركيا بلغت قيمتها 105.6 مليون دينار (343.57 مليون دولار) منذ إنشائه تركزت في النقل والطاقة والمياه والمجاري، وفقا للموقع الالكتروني للصندوق.
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: أردوغان أمير الكويت الكويت تركيا أمیر الکویت
إقرأ أيضاً:
خلال الاحتفال بعيد العمال.. احتجاجات غاضبة بتونس ضد الرئيس قيس سعيد
تونس ـ تحوّل شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، اليوم الخميس إلى مسرح لاحتجاجات شعبية واسعة، طغت على أجواء الاحتفال بعيد العمال الذي يصادف الأول من مايو/أيار كل عام، لتكشف عن تصاعد الغضب من سياسات الرئيس قيس سعيّد، في ظل تدهور مناخ الحريات وتصاعد الاعتقالات بحق معارضين وناشطين حقوقيين.
ورفع آلاف المحتجين لافتات تطالب بالإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتندد بما وصفوه بـ"عودة الاستبداد وتغوّل الأمن وتدجين القضاء"، مردّدين شعارات من قبيل "جاك الدور يا قيس يا ديكتاتور"، و"دولة البوليس وفات (انتهت).. يا قضاء التعليمات"، وسط انتشار أمني كثيف.
وتزامن الاحتجاج مع التجمع السنوي للاتحاد العام التونسي للشغل بمناسبة عيد العمال، لكنّه اكتسى طابعا سياسيا واضحا، في ظل تنامي الغضب الشعبي تجاه الوضع العام، خاصة بعد صدور أحكام مشددة بحق معارضين سياسيين في ما يُعرف بـ"قضية التآمر على أمن الدولة"، واعتقال المحامي والقاضي السابق أحمد صواب، أحد أبرز منتقدي تلك المحاكمات.
ويواجه الرئيس سعيّد انتقادات حادة، بسبب تصاعد وتيرة الاعتقالات والتضييق على الحريات، إذ اعتُقل صواب في 20 أبريل/نيسان الماضي بتهم "إرهابية"، على خلفية تصريحاته التي شبّه فيها الواقع القضائي بـ"الدمار الشامل كما في غزة"، منتقدا ما وصفه بـ"السكاكين المسلطة على رقاب القضاة".
وقد أثارت هذه التصريحات، التي وصف فيها الأحكام الصادرة بحق المعارضين بـ"المهزلة"، غضب السلطة التي اعتبرتها تهديدا وتحريضا على العنف، لتقرّر توقيفه، في خطوة أثارت حفيظة منظمات حقوقية تونسية ودولية.
ويأتي هذا الغليان في الشارع بعد نحو أسبوعين على صدمة الأحكام القضائية الصادرة بحق نحو 40 معارضا، والتي تراوحت بين 13 و66 سنة سجنا، في واحدة من أثقل الأحكام منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي.
إعلانوقد أكدت منظمات حقوقية ومحامون أن المحاكمات شابتها "خروقات جسيمة"، أبرزها غياب الشفافية، ومنع المحامين من زيارة المتهمين، ومحاكمة البعض عن بعد، فضلا عن حرمان المتهمين من حق الدفاع عن أنفسهم، في محاكمات وُصفت بأنها "ذات طابع سياسي بامتياز".
وعلى غير العادة، التقى في احتجاجات عيد العمال هذا العام الطيف النقابي التقليدي مع طيف واسع من المعارضين السياسيين والمستقلين والحقوقيين، في مشهد نادر منذ إعلان الرئيس سعيّد الإجراءات الاستثنائية في 25 يوليو/تموز 2021، وما تلاها من تعليق البرلمان واحتكار السلطات.
ويقول القيادي في حركة النهضة، عماد الخميري، للجزيرة نت إن "السلطة تجاوزت كل الخطوط الحمراء، وأصبح كل من يعارض سياسات الرئيس عرضة للاستهداف"، متهما النظام باستخدام القضاء والأمن لتصفية الخصوم.
ويؤكد الخميري أن تصريحات المحامي أحمد صواب "لم تتضمن أي دعوة إلى العنف أو مخالفة قانونية، لكنها كانت بمثابة صفعة قوية للنظام، وهو ما دفعه للانتقام من صواب وتكميم صوته".
من جهته، اعتبر سامي الحامي، المنسق العام لائتلاف "صمود"، أن "الاعتقالات الأخيرة، وفي مقدمتها توقيف صواب، تُظهر بوضوح حجم التدهور في مناخ الحريات"، مشددا على أن السلطة "تستخدم قانون الإرهاب ذريعة لتجريم التعبير والمعارضة".
ويضيف الحامي للجزيرة نت أن "القبضة الأمنية تُمارَس بحدة ضد شخصيات لها ثقل واحترام في المجتمع، وهو ما يعكس نوايا السلطة في ترهيب المجتمع المدني وإخضاع كل صوت حر"، محذّرا من أن "القمع لا يُخمد صوت الغضب بل يُضاعفه".
في المقابل، شهد محيط المسرح البلدي وسط العاصمة تجمعا لأنصار الرئيس قيس سعيّد، عبّروا عن دعمهم لخياراته السياسية، ورفضهم لما سموه "تدخلا أجنبيا" في الشأن التونسي، في إشارة إلى بيان المفوضية السامية لحقوق الإنسان وعدد من المواقف الأوروبية التي انتقدت الأحكام القضائية الأخيرة.
إعلانورفع مؤيدو سعيّد شعارات تدافع عما وصفوه بـ"تصحيح مسار الثورة"، متهمين المعارضة بمحاولة "استعادة نفوذها من بوابة الشارع والتشويه الإعلامي"، معتبرين أن الإجراءات الاستثنائية التي اتخذها الرئيس كانت ضرورية "لإنقاذ البلاد من الفساد والانقسام".
وكان المفوض السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، قد وصف الأحكام الأخيرة بحق المعارضين بأنها "نكسة للعدالة وسيادة القانون"، مشيرا إلى "انتهاكات خطيرة شابت المحاكمات"، من بينها "تجاوز مدة الإيقاف التحفظي، ومنع المحامين، ومحاكمة بعض المتهمين عن بعد، وحرمانهم من الدفاع".
ودعا تورك في بيانه إلى "إطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفيا"، مطالبا تونس بمراجعة قوانين مكافحة الإرهاب لضمان توافقها مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ويحذّر مراقبون من أن استمرار نهج القمع والتضييق على الحريات في تونس ينذر بانغلاق سياسي، ويفاقم من عزلة البلاد دوليا، في وقت تعاني فيه من أزمة اقتصادية خانقة وارتفاع كبير في الأسعار وتدهور القدرة الشرائية للمواطنين.
ويؤكد هؤلاء أن الاستمرار في استهداف المعارضين، تحت ذريعة "التآمر" أو "الإرهاب"، لا يخدم الاستقرار بل يزيد من حدة الاحتقان، ويعيد إلى الأذهان ممارسات الحكم الفردي قبل الثورة.
وفي ظل هذا المشهد المتوتر، تتجه الأنظار إلى الشارع التونسي مجددا، الذي يبدو أنه بصدد استعادة زخمه في مواجهة نظام يقول معارضوه إنه "يغرق البلاد في الاستبداد"، بينما يرى أنصاره أنه "يخوض معركة تطهير الدولة من الفساد والعمالة".