شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضمام لقائمة التراث الثقافي العالمي
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
بعد تحقيقه نجاحات سابقة في إدراج عناصر من تراثه الثري ضمن القائمة العالمية للتراث الثقافي غير المادي يعمل الأردن في هدوء ودأب على تسجيل ملف جديد يوثق به شجرة زيتون "المهراس" الضاربة بجذورها في عمق التاريخ بالقائمة.
وتقول وزيرة الثقافة الأردنية هيفاء النجار -المسؤولة في الوقت ذاته عن ملف التراث الثقافي غير المادي- "نحن في الأردن ننظر إلى شجرة الزيتون كسفيرة للمجتمع الأردني في أرجاء العالم، وهذه الشجرة تشتبك اشتباكا إيجابيا اجتماعيا وثقافيا مع حياة الناس ومعتقداتهم ومحبتهم للأرض".
وأضافت أن هذه الشجرة "ووفق الدراسات العالمية تعتبر النواة الأم لسلالات الزيتون في العالم" مشيرة إلى أن ملف الترشيح جرى إعداده بتعاون حقيقي وتشاركية كاملة مع الباحثين والقائمين على الإنتاج الزراعي والمختصين بشجرة الزيتون والمؤسسات العاملة في منتجات الزيتون ومؤسسات المجتمع المدني.
وتابعت قائلة "بالنسبة لنا تسويق المنتج الثقافي الأردني كصناعة ثقافية عالمية منافسة لها مردودها على اقتصادنا الوطني، وبالتأكيد هناك أثر اجتماعي لتعزيز اهتمام المجتمع بهذا العنصر وتعزيز ثقة المواطن واعتزازه بالمنتج الوطني".
وسبق للأردن إدراج (فن السامر) كتقليد فني شعبي في عام 2018، وطبق المنسف في عام 2022 بالقائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو).
وقالت الوزيرة "نعتقد جازمين أن جهودنا ستتكلل بالنجاح لإدراج المهراس في القائمة العالمية عام 2025".
وبخلاف إنتاجه من الزيتون تتعدد فوائد شجر المهراس سواء في استخدام أخشابه بالصناعة أو استخلاص الزيوت لإدخالها في العلاجات وصناعة بعض المستحضرات التجميلية.
وفي عام 2023 أصدر البريد الأردني طابعا تذكاريا تتصدره شجرة زيتون المهراس بالتزامن مع مهرجان الزيتون الوطني ومعرض المنتجات الريفية.
المهراس في الأردنويؤكد عبد الرزاق عربيات مدير هيئة تنشيط السياحة الأردنية إن موضوع (المهراس) يكتسب أهمية كبيرة للأردن على مستوى الترويج السياحي.
وقال لرويترز إن الهيئة أنجزت فيلما تسويقيا بالتنسيق مع مركز البحوث الزراعية، وروجت في المعرض الدولي للبستنة 2023 (إكسبو الدوحة) لشجرة زيتون المهراس كرمز وهوية أردنية.
وأضاف أنه الآن يتم تسويقها في دول الخارج وتحديدا في موضوع الزيت المستخرج من الشجرة التي يتجاوز عمرها ألفي عام إضافة إلى رمزيته الدينية بالنسبة للديانة المسيحية.
وأشار إلى أن السياحة الزراعية مهمة جدا، وأصبحت جزءا من التجارب السياحية لزائري الأردن، خصوصا المشاركة في قطاف الزيتون مع المجتمعات المحلية المنتجة.
وتنعقد اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافي غير المادي للبشرية مرة كل عام لبحث أوضاع العناصر المدرجة في قائمتها والبت في الملفات المرشحة للانضمام للقائمة.
وقال نايف النوايسة خبير التراث وعضو الهيئة العربية للثقافة والتواصل الحضاري "منذ 10 سنوات تنبهنا نحن الباحثين في أشكال التراث الثقافي غير المادي في الأردن إلى أهمية اختيار عناصر تراثية فريدة من نوعها لترشيحها على القائمة التمثيلية لليونسكو".
وأضاف أن ما حفزه شخصيا لذلك هو عمله كمحكم أردني لملفات هذه القائمة، إذ وجد قبل 10 سنوات أن سلطنة عمان هي الدولة العربية الوحيدة التي رشحت ملفا تراثيا بين دول العالم المتنافسة.
وقال لرويترز "اقترحنا نحن محكمي الأردن الثلاثة على وزارة الثقافة اختيار بعض الملفات التراثية وترشيحها لقائمة التراث العالمي".
وأكد النوايسة أن الدراسات الزراعية والتراثية أثبتت أن هذه الشجرة من أعرق أشجار الزيتون المعمرة، التي يصل أعمار بعضها لعشرات ومئات السنين "مما يؤهلها لتحمل إرثا زراعيا وثقافيا يعكس عراقة الحضارة في الأردن كمنطقة استوطنها الإنسان من آلاف السنين، وليست ممرا للحضارات كما يقول البعض".
وأوضح أن سبب اختيار هذه الشجرة كعنصر تراثي لترشيحه للقائمة التمثيلية في اليونسكو هو قدمها وثبات أصلها، وعراقة زراعتها في منطقة البحر المتوسط انطلاقا من الأردن ثم انتشارها بعد ذلك في إسبانيا وإيطاليا وتونس وسوريا ولبنان والأراضي الفلسطينية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات الثقافی غیر المادی التراث الثقافی شجرة زیتون هذه الشجرة فی الأردن فی عام
إقرأ أيضاً:
المنتدى الحضري العالمي|هل تستعين مصر بالتجربة المكسيكية للحفاظ على التراث والعمران القديم
نظمت نقابة المهندسين المصرية برئاسة طارق النبراوي ندوة حوارية عن "القوانين العمرانية وتأثيرها في التنمية الحضرية والمستدامة" وذلك في إطار دورها بمساندة الدولة لتنظيم المنتدى الحضري العالمي.
وتستضيف مصر المنتدى الحضري العالمي، الذي سيُعقد خلال الفترة من 4 - 8 نوفمبر الجاري، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي- رئيس الجمهورية، وبحضور ممثلين عن 270 دولة على مستوى العالم.
ويُعد المنتدى الحضري العالمي ثاني أهم حدث دولي على أجندة الأمم المتحدة، ومخصص لقضايا التنمية المستدامة والقضايا الحضرية تنظمه منظمة الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية (UN-HAITAT لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
أدار الندوة الدكتورة منى سمير راضي- رئيس المهنيين المحترفين بالهابيتات في الأمم المتحدة، والتي تقدمت بالشكر للمهندس طارق النبراوي ولـ نقابة المهندسين على استضافة هذا اللقاء، معبرة عن فخرها بالوجود بين جدران هذا الصرح العتيق الذي يضم قامات علمية ومهنية تدفع عجلة تقدم الوطن للأمام بفضل أفكارهم وسواعدهم.
المنتدى الحضري العالميوعقدت الندوة بحضور طارق النبراوي- نقيب المهندسين، والدكتور معتز طلبة- أمين صندوق النقابة، والاستشاري محمد ناصر- عضو المجلس الأعلى، وزينب عفيفي- عضو مجلس النقابة، والدكتور رأفت شميس- رئيس جهاز التفتيش الفني على أعمال البناء السابق والأستاذ بالمركز القومي لبحوث البناء والإسكان، والدكتورة نهال المغربل- عضو لجنة الإسكان والإدارة المحلية والنقل بمجلس الشيوخ، وعدد من القامات الهندسية المعمارية في مصر.
فيما شارك وفد من دولة المكسيك، برئاسة "بابلو أوجلير"- رئيس الجمعية الدولية للتشريع الحضري، والذي ضم معماريين وحقوقيين ومهتمين بالتراث، تحدثوا عن تأثير قوانين البناء على التنمية الحضرية عالميا ووجه التشابه بين المكسيك ومصر، وعرض التجربة المكسيكية في التنمية الحضرية ضمن الهدف الحادي عشر من أهداف التنمية المستدامة.
تحرك عاجل من نقابة المهندسين لمنع هدم مقابر الإمام الشافعي أحدث ضجة.. بيان مهم من المهندسين بشأن تطوير ميدان فيكتور عمانويل بالإسكندرية "القوانين العمرانية وتأثيرها في التنمية الحضرية والمستدامة".. ندوة بنقابة المهندسينوعبَّر المهندس طارق النبراوي، عن فخره لاستضافة مصر للمنتدى الحضري العالمي، مشيرًا إلى أن الحضارة المصرية أقدم حضارة اهتمت بالعمران، وهو ما يشهد به العالم أجمع، مقدمًا التحية لكل من ساهم في عقد المنتدى بمصر وعلى رأسهم دولة رئيس الوزراء.
وقال نقيب المهندسين: "اليوم نشهد نوعًا من التعاون المشترك بين نقابة المهندسين المصرية والجمعية الدولية للتشريع الحضري بمشاركة وفد من دولة المكسيك"، موضحًا أوجه التشابه الكثيرة بين "الحضارات القديمة في مصر والمكسيك، مؤكدًا أن هذا اللقاء سيكون له أثر طيب في تحقيق الأهداف المرجوة من المنتدى الذي ستبدأ فعالياته الإثنين".
وأكدت النائبة الدكتورة نهال المغربل، أن مصر تشهد نهضة عمرانية ونموًّا اقتصاديًّا، مما يوفر الكثير من فرص العمل وتحسين جودة الحياة، مضيفة: "الدستور يكفل للمواطن الحق في السكن، والأمم المتحدة في عام 2015 أعلنت أهداف التنمية المستدامة، وأن الهدف الحادي عشر يتناول المدن المستدامة والاقتصاد الحضري والحوكمة وكيفية إدارة العمران".
وأوضحت "المغربل" أن هيئة التخطيط العمراني بذلت جهدًا كبيرًا في إنتاج سياسة حضرية وطنية تمثل تنسيقًا بين كل الأطراف المعنية بمجال العمران.
واستعرضت خلال كلمتها عددًا من القوانين التي تمت مناقشتها في مجلس الشيوخ المتعلقة بالعمران والتي تعكس حرص الدولة المصرية في تحقيق نهضة عمرانية تتسق ورؤية الدولة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
من جانبه تحدث "بابلو أوجلير" عن التشريعات العمرانية التي صدرت في المكسيك والتي كان أولها في عام 1876، والتي شارك في إعدادها اقتصاديون وسياسيون وفنانون بجانب المعماريين، موضحًا أنه في خلال إعداد تلك التشريعات كان هناك حرص على الأخذ بكافة الآراء والمقترحات المقدَّمة من المواطنين والتي تخدم القانون، مشيرًا إلى أن هناك تشابهًا بين المكسيك ومصر في الإرث الثقافي في المعمار والهجرة الداخلية من القرى إلى المدن، لافتًا أن العمران في المكسيك قد شهد طفرة كبيرة إثر زلزال عام 1985.
وقال "بابلو": "في المكسيك نعمل بكل جهد لتحقيق حلقة وصل بين مجالات العمارة والسياسة والفن، وهو ما يحدث في مصر، لذا أقترح عمل مسودة تشتمل على كافة نقاط التشابه بين الدولتين لطرحها في ورش العمل المشتركة".
وأكد المتحدثون من الجانب المكسيكي على اهتمام الدولة بحقوق الإنسان في كافة المجالات، وكذلك حقوق الحفاظ على التراث والعمران القديم وتجريم التعرض له، مستعرضين الهيكل التنظيمي للتخطيط العمراني بالمكسيك، لافتين إلى أنه من حق المواطن اللجوء إلى السلطة الفيدرالية في حال تعرضه لأي شيء يمس حريته الشخصية أو ينتهك حقوقه المشروعة ومن بينها حق الحفاظ على مسكنه، مشيرين إلى وجود العديد من التشريعات التي تحمي المباني الأثرية، فهي حق للجميع.
وفي مداخلته أكد الأستاذ الدكتور رأفت شميس، على أن مصر من أقدم الدول التي تناولت تشريعات البناء، وأن الناتج العمراني المصري منذ آلاف السنين كان نتاجًا لتشريعات، مستعرضًا تطورات العمران في العصر الحديث بداية من عام 1881 حتى الآن، متناولًا إصدار عدد من قوانين البناء وما تم عليها من تعديلات.
وفي كلمته الختامية عبَّر المهندس طارق النبراوي، عن سعادته بعقد هذا اللقاء، قائلًا: "ما لمسناه اليوم يمكن تسميته بكبسولة النجاح، والمجتمع الذي يلتزم بالدستور، ويعمل على تنفيذ كافة القوانين بصرامة وقوة، بالتأكيد هو مجتمع ناجح"، مؤكدًا على أن كل مواطن له حق كامل في حياة جيدة، فالالتزام بحقوق الإنسان هو ما ينقل المجتمع إلى مكانة متقدمة، قائلًا: "وهذا المفهوم هام في مصر، والجميع يسعى لتطبيقه، وكنقابة نشعر بهذه الأمور، وقانونها واضح ونسعى لتطويره، ونحترم حقوق الإنسان، ونشارك في قوانين العمران ونصر على وجودنا فيها"، مختتمًا كلمته معبرًا عن أمله في عقد لقاء آخر قريبًا.