غزة– "نريد العودة إلى منازلنا في الشمال، ونرفض مخططات التهجير"، هذا ما يُجمع عليه النازحون في مدينة رفح جنوب قطاع غزة بعد أن أجبروا مرارا على الهرب من منطقة لأخرى منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية إثر هجوم طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.
وفي أحاديث منفصلة مع الجزيرة نت، يرفض النازحون من مدينة غزة وشمال القطاع أي مخططات لتهجيرهم، رغم اشتداد الضغوط عليهم مع شروع الاحتلال بترهيب وطرد السكان من مناطق وأحياء شرق مدينة رفح، تمهيدا لشن عملية عسكرية برية، قد تتطور إلى اجتياح شامل على غرار ما شهدته مدن أخرى، آخرها مدينة خان يونس.
ويتكرر على ألسنة النازحين سؤال واحد "وين بدنا نروح؟" (أين نذهب؟)، وقد أعياهم النزوح المتكرر مرات عدة منذ اندلاع الحرب، ويقولون إن الاحتلال يلاحقهم إلى كل منطقة يلجؤون إليها.
وأنذر الاحتلال سكان شرق رفح، ويقدر عددهم بنحو 150 ألف نسمة، بالنزوح الفوري نحو ما أسماها "المنطقة الإنسانية الموسعة" في منطقة المواصي على ساحل البحر، غير أن النازحين لا يأمنون لما يصفونه بمزاعم إسرائيل بشأن المناطق الآمنة، بناء على تجارب ملاحقتهم واستهدافهم في هذه المناطق وغيرها.
وتُخيّم على مدينة رفح أجواء من الخوف والإرباك، إثر أوامر التهجير الإسرائيلية. وشهدت المدينة حركة نزوح من شرقها إلى غربها، في مشاهد يستحضر معها الفلسطينيون نكبة الآباء والأجداد في احتلال فلسطين عام 1948 التي تحل ذكراها الـ76 في منتصف مايو/أيار الجاري.
ويرفض الغزيون تكرار النكبة، مظهرين صبرا وصمودا في التشبث بأراضيهم، رغم ضراوة الحرب الدامية والمدمرة وعمليات النزوح والتشريد.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
هل تبقى شيء من احتفالات عيد الميلاد لمسيحيي قطاع غزة؟ (شاهد)
يحل عيد الميلاد على المسيحيين الفلسطينيين للعام الثاني على التوالي دون زينة أو احتفالات، بفعل العدوان الإسرائيلي والإبادة الجماعية المستمرين على قطاع غزة، ما أجبرهم على النزوح القسري من منازلهم واللجوء إلى مراكز الإيواء.
وفي حين كان المسيحيون في غزة يزينون الكنائس ويشاركون أطفالهم في طقوس العيد، مثل حمل الشموع ودق الطبول، فقد غابت هذه المظاهر هذا العام بسبب الحرب الإسرائيلية. ويشكّل الروم الأرثوذكس حوالي 70% من مسيحيي غزة، فيما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.
Cardinal Pizzaballa leads Mass at Holy Family Catholic Church in Gaza. Yesterday, Pope Francis criticized Israel for not allowing Pizzaballa to enter Gaza with Christmas presents for children.pic.twitter.com/vim8lnQswS — Ihab Hassan (@IhabHassane) December 22, 2024
وتعرضت الكنائس والبنية التحتية للمسيحيين في غزة إلى استهدافات متكررة، حيث تضررت ثلاث كنائس بشكل كبير، بينها كنيسة "دير اللاتين"، وقد استهدفت الغارات الإسرائيلية المركز الثقافي الأرثوذكسي في حي الرمال الجنوبي، وفق ما أفاد به المكتب الإعلامي الحكومي.
واقتصر الاحتفال بعيد الميلاد على أداء الصلاة داخل كنيسة العائلة المقدسة للاتين، نظراً للظروف الصعبة التي يعيشها سكان القطاع في ظل الحرب المستمرة منذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وأشار بيان نشره الموقع الرسمي للكنيسة إلى زيارة الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس اللاتين، للمسيحيين في غزة، الاثنين الماضي.
وترأس الكاردينال احتفال عيد الميلاد وحث الحضور على "الصمود". كما أنه أجرى جولة تفقدية استعرض خلالها عمليات توزيع المساعدات وقيّم الاحتياجات الملحة، وفقاً للبيان.
وخلال صلاته، أعرب الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا عن أمله في أن تنتهي "المأساة المستمرة في غزة والمنطقة بأسرها"، مؤكداً أن ذلك يمكن أن يكون بداية لمستقبل أكثر إشراقًا وسلامًا للجميع.
ومنذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، يواصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب ما وصفته منظمات حقوقية بـ"الإبادة الجماعية"، بدعم أمريكي، ما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 153 ألف فلسطيني، بينهم أعداد كبيرة من النساء والأطفال، إلى جانب أكثر من 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وأزمة إنسانية هي الأسوأ عالمياً.
وفي ظل استمرار هذه الانتهاكات، تجاهل الاحتلال الإسرائيلي مذكرتي اعتقال أصدرتما المحكمة الجنائية الدولية في 21 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو٬ ووزير الحرب السابق يوآف غالانت، لاتهامهما بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين.