اضطراب السلوك لدى الطفل.. إليك الأسباب والأعراض والعلاج
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
يعتبر "اضطراب السلوك" (Conduct disorder) مشكلة يخرق فيها الأطفال بعض القوانين، ويتصرفون بأنانية، ولا يبدو عليهم الاهتمام بمشاعر الآخرين، ويمارسون التنمر والعدوانية ويهددون.
يتغيبون عن المدرسة ويخربون الممتلكات ويكذبون ويسرقون من دون الشعور بالذنب، وهذا التصرف يظهر عادة في مرحلة متأخرة من الطفولة أو بداية المراهقة.
تعرّف "الاضطرابات السلوكية" بأنها جميع الأفعال والتصرفات التي تصدر عن الطفل بصفة متكررة أثناء تفاعله مع البيئة والمدرسة، بحيث لا تتماشى مع معايير السلوك السوي المتعارف عليها والمعمول بها في البيئة المحيطة.
وتظهر عادة في مرحلة متأخرة من الطفولة أو بداية المراهقة، وتشكل خروجا ظاهرا عن السلوك المتوقع من الفرد العادي، وتسم من تصدر عنه بالانحراف وعدم السواء.
ويمكن للعلاج النفسي بأنواعه المختلفة أن يسهم في تخفيف حالات الأطفال الذين يعانون من هذه الاضطرابات النفسية ومساعدتهم على تخطيها.
تقول الإخصائية النفسية للمراهقين والأطفال تاتيانا الموسوي للجزيرة نت، إن الأسرة هي المسؤول الأول عما يكتسبه الطفل من سلوكيات، إلا أنه وغالبا ما يواجه الأطفال والمراهقون الذين لديهم اضطرابات سلوكية مشكلات وتحديات مع أسرهم ومجتمعهم، وأصدقائهم كالرفض والنبذ والإقصاء.
ويعيش هؤلاء الأطفال فيما يسمى الدورة الذاتية الدائمة، وهي حلقة مفرغة من السلوك السلبي من قبل الطفل مما يؤدي إلى استجابة سلبية أخرى من قبل الوالدين؛ مثل التوبيخ والضرب والعقاب.
وعادة تبدأ الدورة الذاتية الدائمة عندما يكون الطفل عدوانيا ومقاوما للأهل. مثلاً، الطفل الذي يشعر أنه فاشل لا يستطيع تحقيق آماله وأحلامه نظرا لصعوبات كثيرة في نفسه -مثل ضعف إمكانياته وشخصيته- أو أن الأسرة التي لا تسمح له بالتعبير عن نفسه؛ فيلجأ إلى السلوكيات العدوانية كتعويض ونوع من إثبات الذات، ومعاقبة الآخرين الذين أحبطوه.
كما أن سيطرة شخصية الأم وغياب دور الأب تجعل الطفل عرضة لاضطراب السلوك أكثر من غيره، وكذلك إذا تعرض في المنزل لإيذاء جسدي يكون غير قادر على التعبير عن معاناته إلا بالعنف.
ويعد الآباء جزءًا من العلاج النفسي، إذ بإمكانهم تعلم بعض المهارات من الاختصاصي النفسي تساعد في ضبط سلوك أطفالهم، مع تجنب توجيه التنبيهات الشديدة والمخيفة فهي غير مجدية في علاج اضطراب التصرف لدى الأطفال.
وتشير الموسوي إلى أن معالجة الطفل وتغيير سلوكه لا يتم بسرعة؛ وإنما يحتاج إلى مراحل تدريجية، وهي:
العلاج النفسي باللعبيمكن لمراكز العلاج والمتخصصين تقييم سلوك الأطفال ومساعدة الأهل في معالجة المشكلات السلوكية من خلال العلاج باللعب، حيث يفيد اللعب في النمو النفسي والعقلي والاجتماعي والانفعالي للطفل، فيقوي عضلات الطفل، ويطلق طاقاته الكامنة.
ومن المهم اعتماد اللعب كأسلوب ترفيهي وتربوي وعلاجي يتم من خلاله شرح وفهم شخصية الطفل.
ويتعلم الطفل من خلال اللعب المعايير الاجتماعية وضبط الانفعالات والنظام والتعاون والقيادة، كما يشبع حاجات الطفل مثل حب التملك، عند امتلاكه بعض أدوات اللعب والسيطرة عليها في حرية دون رقيب أو منافس وفي تفكير مستقل منفسا عن ميوله ومشاعره.
لذلك من المهم اعتماد اللعب كأسلوب ترفيهي وتربوي وعلاجي يتم من خلاله شرح وفهم شخصية الطفل.
العلاج الدوائي
أكدت الأبحاث والدراسات في السنوات الأخيرة وشجعت استخدامها للأدوية للسيطرة على كثير من الأعراض المزعجة مثل العنف والاندفاع وكثرة الحركة.
ومما زاد احتمالات الاستفادة من العقاقير-بوصفة طبية من الطبيب المختص- أن هناك نسبة غير قليلة من الأطفال مضطربي السلوك يعانون من حالات اكتئاب أو قلق، وغالبا ما يعبر الطفل عن اكتئابه وقلقه في صورة اضطرابات سلوكية، ولذلك تلعب مضادات الاكتئاب والقلق دورا مهما في علاج هذه الحالات.
العلاج السلوكي الجدليوتلفت الموسوي إلى أهمية استخدام العلاج السلوكي الجدلي، وهو أحد أشكال العلاج بالحوار لعلاج اضطرابات الشخصية. ويتكون من جلسات فردية أسبوعية مع معالج. ويمكن أن يستمر العلاج لعام تقريبًا.
ويتضمن العلاج السلوكي الجدلي 4 نقاط مهمة:
ضرورة السيطرة على المشاعر. التعامل مع حالات الضيق. ممارسة التركيز الذهني. التواصل الفعلي مع الآخرين.وبيّن تقرير نشره موقع " برايت فيوشر سني" أبرز علامات السلوك المضطرب، ومنها:
العدوانية تجاه الأشخاص والحيوانات وحب إيذاء الآخرين. تدمير الممتلكات مع اعتماد أسلوب السرقة. انتهاك القواعد العامة ومنها الهروب من المنزل أو المدرسة. غالبًا ما يعاني الأطفال والمراهقون المصابون باضطراب السلوك النفسي مشاكل في التحصيل الدراسي، ويتغيب معظمهم عن المدرسة، وقد يؤدي هذا في النهاية إلى رسوبهم. يعاني المصابون من صعوبة بناء العلاقات الاجتماعية والصداقات؛ نتيجة لسوء سلوكهم وتصرفاتهم، ويواجه معظمهم في سن المراهقة مشاكل قانونية وأخلاقية قد تزج بهم إلى السجن، وتؤثر فيما بعد على حياتهم الاجتماعية والوظيفية.وأشار التقرير نفسه إلى أهمية تعديل اضطراب السلوك لدى الأطفال، فما الإستراتيجيات المساندة للحد من اضطراب التصرف:
يبدأ اضطراب المسلك في عمر 5 إلى 6 سنوات؛ غير أن المعتاد هو أن يبدأ في الطفولة المتأخرة أو المراهقة المبكرة. مسار الاضطراب متغير، حيث يتحسن الاضطراب لدى غالبية الأفراد عند الوصول إلى الرشد. أثبتت الدراسات أن الأطفال الذكور يتعرضون لاضطراب في سلوكياتهم بنسبة أكبر من الإناث. لم يتم التعرف على سببه حتى الآن، وما إذا كان ناتجا عن عوامل مكتسبة من البيئة، أو نتيجة للعوامل الوراثية. يتسم هذا الاضطراب بنمط سلوكي عدواني وتخريبي وعدم اتباع القواعد. العلاج النفسي والأسرييعتمد الأطباء على جلسات المعالجة النفسية لتقويم سلوك الطفل. وفيها يساعد الطبيب الطفل على تعلم مهارات التعبير عن المشاعر والتحكم في الغضب، وإدارته بطرق سليمة، كما يساعده على تنمية المهارات المتعلقة بحل المشكلات والتفكير المنطقي العقلاني.
ويلجأ الطبيب في بعض الأحيان إلى تعليم الأسرة كيفية تواصل أفراد العائلة السليم مع بعضهم بعضا، ويدرب الوالدين على طرق التعامل المثالية مع سلوك طفلهم في المنزل.
العلاج الجماعيوضع الطفل وسط مجموعة من الأطفال، أو جمع الوالدين مع آخرين ممن لديهم مشكلات مشابهة مع أبنائهم. ويستخدم هذا العلاج آليات وتقنيات كثيرة للتغيير، من خلال ضغط المجموعة، وتأثيرها، ودعمها؛ لتغيير السلوكيات المرضية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات من خلال
إقرأ أيضاً:
الطفولة والأمومة: إنقاذ 5 فتيات من تشويه الأعضاء التناسلية وإيقاف 13 حالة زواج أطفال
كتب- أحمد جمعة:
تابعت الدكتورة سحر السنباطي، رئيسة المجلس القومي للطفولة والأمومة، انتظام العمل بخط نجدة طوال أيام عيد الفطر المبارك، كما تلقت تقريرًا عن أداء الإدارة العامة لنجدة الطفل خلال شهر مارس الماضي تضمن تلقي الخط الساخن 16000 عدد 30 ألفًا و942 مكالمة بمتوسط يومي 998 مكالمة.
وأوضحت الدكتورة سحر السنباطي، في بيان الأربعاء، أن الخط الساخن 16000 قد سجل 1557 شكوى وطلب مساعدة وخدمة بمتوسط يومي 50 شكوى، مشيرة إلى أن 89% من إجمالي طالبي الخدمة كان للدعم والمساندة للأطفال في وضعية الخطر، وأن 11% كان طلبًا للاستشارات النفسية والقانونية.
وأضافت "السنباطي"، أن الشكاوى التي استقبلها خط نجدة الطفل تنوعت ما بين "الإهمال الأسري، والعنف سواء المعنوي أو البدني، وعمل الأطفال، وتشويه الأعضاء التناسلية للإناث "الختان"، وزواج الأطفال، فضلًا عن تقديم خدمات الإيواء للأطفال المعثور عليهم، واستخراج الأوراق الثبوتية، بالإضافة إلى المخاطر التي يتعرض لها الأطفال على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كالشكاوى الخاصة بالتنمر، والتنمر الإلكتروني، والابتزاز والتهديد".
وأشارت إلى أن خط نجدة الطفل نجح في إنقاذ 5 فتيات من الأطفال من جريمة تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، وإيقاف 13 حالة لزواج فتيات أطفال دون السن القانوني، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال تلك الجرائم.
وقالت "السنباطي"، إن أكثر المحافظات طلبًا للخدمة كانت محافظات: القاهرة، الاسكندرية، الجيزة، الدقهلية، القليوبية، البحيرة، مؤكدة أن المجلس القومي للطفولة والأمومة متمثلًا في الإدارة العامة لنجدة الطفل قد اتخذ كل الإجراءات اللازمة بالتعاون مع الجهات المعنية لحماية الأطفال وإزالة الخطر والضرر عنهم وتقديم الدعم اللازم لهم.
وأكدت "السنباطي"، أن المجلس يوفر الخدمة الخاصة بتقديم الاستشارات التليفونية المجانية سواء القانونية أو النفسية على الخط الساخن 16000، فضلًا عن خدمات الدعم النفسي والإرشاد الأسري وتعديل السلوك، والتخاطب، من خلال جلسات مقدمة من وحدة الدعم النفسي والإرشاد الأسري التابعة للإدارة العامة لنجدة الطفل، والتي تعمل على مدار 5 أيام أسبوعيًا من الأحد إلى الخميس من الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة الثانية ظهرًا من فريق عمل متخصص في هذا الشأن، وذلك بمقر المجلس القومي للطفولة والأمومة بالمعادي.
ووجهت "السنباطي"، الشكر لكل الجهات المعنية والتي تتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة في إنقاذ الأطفال وتقديم الدعم اللازم لهم، وعلى رأسهم النيابة العامة "مكتب حماية الطفل" بمكتب المستشار النائب العام، والتي لا تدخر جهدًا في إنفاذ حقوق الطفل الواردة بالقانون والمواثيق الدولية، ووزارة التضامن الاجتماعي، وكذلك وحدات حماية الطفل بالمحافظات، والتي تقوم باستقبال الشكاوى على مدار الساعة للتدخل السريع، فضلًا عن جهود العاملين بالجمعيات الأهلية التي تتعاون مع المجلس.
من جانبه، أوضح صبري عثمان، مدير الإدارة العامة لنجدة الطفل، أنه يتم استقبال الشكاوى على مدار 24 ساعة طوال أيام الأسبوع من خلال آليات استقبال الشكاوى وهي:
- خط نجدة الطفل 16000.
- تطبيق الواتس أب على الرقم 01102121600.
- من خلال الصفحة الرسمية للمجلس القومي للطفولة والأمومة على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
وشدد على أنه يتم التدخل الفوري والعاجل لكل البلاغات الواردة ويتم التعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، والتعاون مع وحدات حماية الطفل بالمحافظات لاتخاذ تدابير عاجلة لإزالة الخطر والضرر عن الأطفال، فضلًا عن التعاون مع شبكة من الجمعيات الأهلية والتي بها فريق من الأخصائيين الاجتماعيين على كفاءة عالية في التعامل مع هذه الحالات.
اقرأ أيضًا:
تغير جديد في الطقس خلال الساعات المقبلة.. والأرصاد: أجواء مائلة للحرارة
مجهول اقتحم الكنيسة وأشعل النار.. تفاصيل الاعتداء على مقر أسقف سيدني في أستراليا
40 ألف شقة في 14 مدينة.. تفاصيل مشروع ظلال لمتوسطي الدخل
وزير الري: ضخ مياه إضافية لمواجهة الطلب المتزايد بسبب ارتفاع الحرارة
لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا
لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا
زواج أطفال سحر السنباطي المجلس القومي للطفولة والأمومةتابع صفحتنا على أخبار جوجل
تابع صفحتنا على فيسبوك
تابع صفحتنا على يوتيوب
فيديو قد يعجبك:
الأخبار المتعلقةإعلان
هَلَّ هِلاَلُهُ
المزيدإعلان
"الطفولة والأمومة": إنقاذ 5 فتيات من تشويه الأعضاء التناسلية وإيقاف 13 حالة زواج أطفال
© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى
القاهرة - مصر
27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رمضانك مصراوي رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك