قالت دار الإفتاء المصرية، إن الإنفاق على الفقراء والمحتاجين أفضل من عمرة التطوع، وقواعد الشريعة وحكمة الله تعالى واضحة في توجيه العباد إلى فعل الخير على أساس تقديم الأهم والأصلح، وذلك يقتضي بأن يُقَدِّمَ السائلُ مصالحَ وحاجاتِ إخوانه من الفقراء والمحتاجين الذين هم في مسيس الحاجة إلى ما يؤويهم، وما يستعينون به على قضاء حوائجهم الضرورية.

وأضافت دار الإفتاء في إجابتها على سؤال: هل أذهب لعمرة التطوع أم أنفق على الفقراء؟ أن العمرةُ مِن أفضل العباداتِ التي يتقرب بها الإنسان إلى الله سبحانه وتعالى؛ لِمَا فيها من تكفيرِ الذنوب وإجابة الدعوات؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «العُمْرَةُ إِلَى العُمْرَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَينهُمَا، والحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزَاءٌ إلَّا الجَنَّة» متفق عليه.

وذكرت دار الإفتاء، أن وتَكرار العمرة والموالاة بينها أمرٌ جائزٌ شرعًا، وهو مَذهَبُ جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة، منوهة أن العمرة سُنَّةٌ مؤكدةٌ في العمرِ مرة واحدة، وما زاد عن ذلك فهو مندوب، وهو ما ذهب إليه الحنفية -في الصحيح من مذهبهم- والمالكية، والشافعية في قولٍ، والحنابلة في روايةٍ، وهو المختار للفتوى.

وذهب الشافعية في الأظهر، والحنابلة في الصحيح من المذهب إلى أنها واجبة؛ كالحج.

تابعت دار الإفتاء: وأحب النفقة إلى الله تعالى ما كانت أنفعَ للناس وأجدى في إصلاح أحوالهم؛ فعن ابن عباسٍ رضي الله عنهما قال: سُئِلَ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن أفضل الأعمال إلى الله تعالى، فقال: «مَنْ أَدْخَلَ عَلَى مُؤْمِنٍ سُرُورًا؛ إِمَّا أَنْ أَطْعَمَهُ مِنْ جُوعٍ، وَإِمَّا قَضَى عَنْهُ دَيْنًا، وَإِمَّا يُنَفِّسُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرَبَ الْآخِرَةِ، وَمَنْ أَنْظَرَ مُوسِرًا أَوْ تَجَاوَزَ عَنْ مُعْسِرٍ؛ ظَلَّهُ اللهُ يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي نَاحِيَةِ الْقَرْيَةِ لِتَثَبُّتِ حَاجَتِهِ ثَبَّتَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ يَوْمَ تَزُولُ الْأَقْدَامُ، وَلَأَنْ يَمْشِيَ أَحَدُكُمْ مَعَ أَخِيهِ فِي قَضَاءِ حَاجَتِهِ أَفْضَلُ مِنْ أَنْ يَعْتَكِفَ فِي مَسْجِدِي هَذَا شَهْرَيْنِ وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ» أخرجه الحاكم في "المستدرك".

وعن السيدة فاطمة بنت قيس رضي الله عنها أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ في المالِ لَحَقًّا سِوى الزَّكاةِ»، ثم قرأ قوله تعالى: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾ [البقرة: 177]. أخرجه الترمذي في "السنن".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء الفقراء الأنفاق المحتاجين دار الإفتاء الله ع

إقرأ أيضاً:

دعاء يوم الجمعة من السنة النبوية

يعد من أفضل الأعمال التي يستحب أن يقوم بها المسلم يوم الجمعة، حيث يعد هذا اليوم من أفضل الأيام وأحبها للمولي سبحانه وتعالي، وعلى المسلم أن يداوم على الدعاء في يوم الجمعة؛ ففي يوم الجمعة ساعة استجابة للدعاء، ولا يوجد تخصيص لأدعية وأذكار معينة في يوم الجمعة وليلتها، ولكن الرسول - صلى الله عليه وسلم- أمرنا بالإكثار من الصلاة عليه، وقراءة سورة الكهف. 

دعاء يوم التروية.. فرصة للمغفرة ونيل الثواب عظيم دعاء الطواف في الحج

دعاء يوم الجمعة قصير ومن أبرز دعاء يوم الجمعة قصير، ما أجمل أن يتقرب العبد لربه بالدعاء في أى وقت وفي أى يوم، فالدعاء عبادة، وما أجملها إن كانت في يوم الجمعة أفضل الأيام المحببة لله ـ سبحانه وتعالي ـ ويمكن للمسلم الدعاء بما يريد في أي وقت، ولم يرد صيغة لدعاء معين في يوم الجمعة، لا سيما الإكثار من الصلاة على الرسول ـ صلّى الله عليه وسلّم لقوله: " إنَّ من أفضلِ أيامِكم يومَ الجمعةِ، فيه خُلِقَ آدمُ، وفيه قُبِضَ، وفيه النفخةُ، وفيه الصعقةُ، فأكثروا عليَّ من الصلاةِ فيه، فإنَّ صلاتَكم معروضةٌ عليَّ، إنَّ اللهَ حرَّم على الأرضِ أن تأكلَ أجسادَ الأنبياء". 

دعاء الرسول يوم الجمعة وعن دعاء الرسول يوم الجمعة، الدعاء من خير العبادات وما أفضلها في يوم الجمعة، يوم الخير والبركة، وقد ورد عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم قوله: ” إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فأكثروا علي من الصلاة فيه.” رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه. كما قال صلى الله عليه وسلم: "أكثروا الصلاة علي يوم الجمعة وليلة الجمعة فمن صلى علي صلاة صلى الله عليه عشرًا ".

رواه البيهقي وحسنه الألباني. ولم يرد في التفسيرات وجود أدعية محددة كان الرسول ـ صلوت الله عليه ـ يدعو بها في يوم الجمعة، ولكن عناك العديد من الأدعية المأثورة عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم، والتي يمكن للمسلمين الإكثار من الدعاءبها في يوم الجمعة المبارك في السماوات والأرض، ومنها: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “ما أصاب أحدًا قط هم ولا حزن فقال:" اللهم إني عبدك، وابن عبدك، وابن أمتك،ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، اسألك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو أنزلته في كتابك،أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي،ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي،إلا أذهب الله همه وحزنه، وأبدله مكانه فرجًا، فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها، فقال: بلى، ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها.” رواه أحمد. 

ودعاء " اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت، وقني شرَّ ما قضيت،فإنك تقضي ولا يقضى عليك، إنه لا يذل من واليت، ولا يُعزُّ من عاديتَ، تبارَكتَ ربَّنا وتعاليت ". "اللَّهمَّ اكفني بِحلالِكَ عن حرامِكَ، وأغنِني بِفَضلِكَ عَن سواك. اللهمَّ مالكَ الملكِ تُؤتي الملكَ مَن تشاء، وتنزعُ الملكَ ممن تشاء، وتُعِزُّ مَن تشاء، وتذِلُّ مَن تشاء، بيدِك الخيرُ إنك على كلِّ شيءٍ قدير، رحمنُ الدنيا والآخرةِ ورحيمُهما، تعطيهما من تشاء، وتمنعُ منهما من تشاء، ارحمْني رحمةً تُغنيني بها عن رحمةِ مَن سواك".


 

مقالات مشابهة

  • دعاء يوم الجمعة من السنة النبوية
  • «الإفتاء» تكشف عن حكم الدعاء جهرا في جماعة.. ماذا قالت؟
  • حكم قراءة القرآن من خلال مكبر الصوت قبل الأذان لصلاتي الفجر والجمعة
  • كيفية تحصين النفس من الفتن؟.. «الإفتاء» تحدد 10 أمور مهمة
  • ما حكم قراءة بعض سور القرآن والدعاء بعد صلاة العشاء؟.. «الإفتاء» تجيب
  • أبو ضفيرة: اختارني الله تعالى خليفة في الأرض فعلى البرهان وقيادات الدعم السريع مبايعتي وإيقاف الحرب
  • «الإفتاء» تضع «روشتة» لتحصين النفس من الفتن ومكائد الشيطان.. السر في ذكر الله
  • حكم قراءة القرآن بصورة جماعية.. الإفتاء توضح
  • هل التأمين على الحياة حلال أم حرام؟ الإفتاء تجيب (فيديو)
  • القدس إرثنا الديني والتاريخي