أدانت النائبة منال نصر عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن، العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح الفلسطينية وسيطرتها على الجانب الفلسطيني من معبر رفح، محملة إسرائيل كامل المسئولية عما قد يسفر عنه هذا التصعيد من تداعيات خطيرة على المنطقة بأسرها، مؤكدة أن الأحداث الدموية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل وصمة عار تُلاحق من يدعمون هذا الكيان المتغطرس.

وأضافت “نصر” في بيان لها اليوم، أن استخدام القوة المفرطة والقتل غير المبرر للمدنيين يشكل انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني، لافتة الي أن أفعال جيش الاحتلال الصهيوني في رفح جاءت عقب إعلان حركة حماس موافقتها على مقترح مصر بوقف إطلاق النار، وهو ما يؤكد أن حكومة الاحتلال لا تريد السِلم ولا تخشى على أرواح الرهائن الإسرائيليين والمدنيين العُزل في فلسطين، إلى جانب أنها تأبى الانصياع للقانون الدولي ومجلس الأمن.

وأشارت عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن الى أن  العدوان الإسرائيلي على رفح يُشكل تصعيداً خطيراً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويُهدد وقف مسار المفاوضات، كما يُؤثّر هذا العدوان بشكل كارثي على حياة المدنيين الفلسطينيين، ويُعيق وصول المساعدات الإنسانية والطبية العاجلة إليهم، داعية  إلى وقف فوري لهذه الأعمال العدوانية واتخاذ إجراءات فعالة لمحاسبة المسؤولين عنها.

وفي الختام ثمنت النائبة منال نصر الموقف المصري الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، مُؤكدة على ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف العدوان الإسرائيلي على رفح، وإعادة فتح المعبر لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

المصدر: صدى البلد

إقرأ أيضاً:

تركيا ودورها المستتر في وقف العدوان على غزة

دخلت غزة مرحلة جديدة مع وقف إطلاق النار بعد واحدة من أفظع الحروب في التاريخ. هذا الوقف "الهش" لإطلاق النار، أوقف قصف إسرائيل للمناطق السكنية مؤقتًا، لكنه يبقى وضعًا حساسًا قد ينهار في أي لحظة.

مثلما كانت الحرب شديدة الوطأة، فإن المفاوضات التي سبقت وقف إطلاق النار، كانت طويلة ومتوترة، حتى بدت وكأنها حرب بحد ذاتها.

وفي هذه المفاوضات، شاركت كل من قطر، ومصر، والولايات المتحدة، بينما رفضت إسرائيل بشدة وجود تركيا على طاولة النقاش. ورغم أن تركيا لم تشارك رسميًا، فإنها تدخلت بشكل أو بآخر في كل مراحل المفاوضات.

وفي تصريح لمحمد نزال، عضو المكتب السياسي لحركة حماس، خلال مقابلة أجراها، قال: " لم تكن تركيا بعيدة عن هذه المفاوضات في أي وقت، وخصوصًا في الأشهر الأخيرة. ورغم اعتراض إسرائيل على دور تركيا الفاعل، فقد أكدنا دائمًا على ضرورة أن تكون تركيا طرفًا في العملية".

الدفاع عن شرعية "حماس"

لعل الخطوة الأكثر إستراتيجية التي اتخذتها تركيا خلال هذا المسار، هي نجاحها في تقديم حماس كطرف مشروع وقانوني في الحرب، ومفاوضات وقف إطلاق النار.

فعلى الرغم من أن حركة حماس مدرجة ضمن قوائم التنظيمات الإرهابية في بعض الدول، وكانت الولايات المتحدة وإسرائيل ترفضان التعامل معها يأي صورة تمنحها شرعية سياسية، مفضلتين التفاوض عبر قنوات أخرى، فإن الموقف التركي نجح في تغيير هذه الديناميكية.

إعلان

ورغم محاولات لاستبعاد قطر أيضًا من هذا الدور، وفرض عواصم أخرى كمركز رئيسي للمفاوضات، فإن قطر أثبتت أنها لا غنى عنها؛ بفضل موقعها الدبلوماسي وبراعتها السياسية، لتصبح لاعبًا رئيسيًا في المحادثات.

تركيا، من جانبها، قبلت أن تكون قطر اللاعب الأساسي في المفاوضات، وامتنعت عن فرض شروط، لكنها استمرت في دعم موقفها علنًا. وأكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات حاسمة، قائلًا: "حماس ليست منظمة إرهابية، بل هي حزب سياسي شرعي يدافع عن أرضه"، وقد كرر هذا الموقف في مختلف المحافل الدولية، كما استقبل قيادات حماس.

بدوره، حرص وزير الخارجية هاكان فيدان على الاجتماع بقادة حماس في مناسبات عديدة، مما عزز من مكانة الحركة كطرف رسمي في مفاوضات وقف إطلاق النار، ليس فقط أمام الدول العربية بل حتى في نظر الولايات المتحدة.

أما رئيس جهاز الاستخبارات التركية، إبراهيم قالن، فقد عقد اجتماعات مع مسؤولين في الولايات المتحدة، وإسرائيل، ومصر، مؤكدًا أن استبعاد حماس من المفاوضات سيجعل الحل مستحيلًا. وقد لعب دورًا كبيرًا في تقديم الدعم الإستراتيجي ورسم الخطط خلال هذه الفترة.

تدخل حاسم من أجل وقف إطلاق النار

إستراتيجية تركيا في دعم شرعية حماس أثرت أيضًا في التوازنات الداخلية للحركة، لتتيح للدبلوماسية فرصة أكبر للتأثير.

وفي تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قبيل انتهاء فترة عمله، أشار إلى الدور التركي قائلًا: "تحدثنا مع الرئيس أردوغان لاستخدام ثقله وتأثيره لإعادة حماس إلى طاولة المفاوضات، وقد نجح في تحقيق ذلك".

واصلت تركيا أداء هذا الدور التيسيري من خلال مشاركتها في المفاوضات، وجهود الإغاثة، ودعم التوازنات الإقليمية، مع استخدام لغة تواصل حذرة للغاية؛ لضمان استمرار دور قطر ومصر المحوري.

وعندما سُئل وزير الخارجية هاكان فيدان عن دور تركيا في إعلان وقف إطلاق النار، أجاب باختصار قائلًا: "لا أرغب في سرقة الأضواء من وزراء الدول الأخرى الذين أسهموا في تحقيق هذا الاتفاق".

إعلان الدعم التركي الإعلامي لفلسطين

أثناء تسهيلها لمحادثات وقف إطلاق النار بشكل غير مرئي، بذلت تركيا جهودًا استثنائية في كشف جرائم الحرب الإسرائيلية أمام العالم.
خصصت وسائل الإعلام التركية، بجميع قنواتها تقريبًا، تغطية مكثفة لإظهار وحشية إسرائيل من خلال تقارير وبرامج خاصة. كما أعدت القنوات والصحف التي تبثّ بالعربية والإنجليزية أفلامًا وثائقية وملفات إخبارية حول معاناة غزة.

من جهتها، وثقت وكالة الأناضول الصور ومقاطع الفيديو التي تثبت وقوع مجازر بحق الفلسطينيين، وأصدرتها على شكل كتب وأفلام تم تقديمها كأدلة إضافية للمحكمة الجنائية الدولية.

وبالتزامن، عمل مركز مكافحة التضليل التابع لرئاسة الاتصالات التركية على تفنيد الأكاذيب الإسرائيلية ونشر الحقائق بلغات متعددة.
أما الرئيس أردوغان، فقد واصل انتقاداته لإسرائيل في جميع برامجه المحلية والدولية، محاولًا حشد الرأي العام العالمي ضدها.

خطط تركيا لما بعد وقف إطلاق النار

وَفقًا للبيانات الإسرائيلية، تحتل تركيا المرتبة الأولى بين الدول التي تقدم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة. ولا تقتصر المساعدات التركية على الغذاء فقط، بل تشمل أيضًا مجالات: الصحة، الطاقة، والبنية التحتية، وهي جاهزة للتدخل فور تسهيل إسرائيل إدخال المساعدات إلى القطاع.

ولضمان استمرار وقف إطلاق النار، تواصل تركيا اتصالاتها مع الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترامب. إذ يبدو أن الرئيس الأميركي مهتم بلعب دور لإنهاء الحرب ومنع انتشارها، مما يجعل تركيا في موقع محوري.

وتعلن تركيا، كما هو الحال في القضية السورية، استعدادها لأداء دور فعال في حل القضية الفلسطينية، وتحقيق الاستقرار في المنطقة.

تحالف إقليمي ضد التوسع الإسرائيلي

منذ بداية الحرب في غزة، أكدت تركيا مرارًا أن إسرائيل لن تتوقف عند احتلال القطاع، وهو ما ثبت لاحقًا من خلال التوسع الإسرائيلي في الضفة الغربية، وسوريا، ولبنان.

إعلان

تسعى تركيا جاهدةً لتوضيح أن استمرار التوسع الإسرائيلي يهدد بقية دول المنطقة أيضًا. وتعتقد أن التصدي لهذا الخطر يتطلب تحالفات إقليمية وتعاونًا مشتركًا.

وقد أظهرت التجربة في سوريا مدى نجاح التعاون الإقليمي، حيث نجحت تركيا في إحباط خطة إسرائيل والولايات المتحدة لإنشاء كيان انفصالي شمال سوريا بقيادة مليشيات "قسد/ PKK"، وهو ما أدى إلى حماية وحدة الأراضي السورية، ووقف المخططات الإسرائيلية.

ومع استمرار مساعي إسرائيل لتقسيم غزة، والتوسع في الضفة الغربية، وتهديد الدول المجاورة مثل: الأردن، ومصر، ولبنان، وسوريا، تزداد أهمية الجهود الدبلوماسية التركية لمنع تنفيذ هذه المخططات.

ومع إدارة ترامب التي تضم شخصيات معروفة بميولها المتطرفة لدعم إسرائيل، تدرك تركيا أن التحركات الدبلوماسية أصبحت مسألة حيوية للحفاظ على استقرار المنطقة.
ولا شك أن وقف إطلاق النار الحالي سيؤدي إلى تغيرات كبيرة في التوازنات الإقليمية.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • تركيا ودورها المستتر في وقف العدوان على غزة
  • المملكة تدين وتستنكر هجوم قوات الاحتلال الإسرائيلية على مدينة جنين في الضفة الغربية
  • الهلال الأحمر المصري: نعمل على مدار الساعة لدعم أشقائنا في قطاع غزة
  • من داخل غرفة العمليات العسكرية.. كيف تحررت دمشق؟
  • الرئاسة الفلسطينية تدين العدوان الإسرائيلي المتواصل على شعبها
  • إعلام النواب: وصول المساعدات إلى غزة في هذا التوقيت الحساس دليل على الدور المصري المحوري في التخفيف من معاناة المدنيين
  • برلمانية: مصر تواصل جهودها لضمان وصول المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني في غزة
  • 47035 شهيدًا حصيلة العدوان الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر
  • أضرار كارثية على الاقتصاد الفلسطيني بسبب العدوان الإسرائيلي على غزة (فيديو)
  • فتح: الشعب الفلسطيني دفع الثمن الأكبر في العدوان الإسرائيلي