الجزيرة:
2024-11-22@16:53:16 GMT

العيش تحت القصف.. جدران غزة تروي القصة

تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT

العيش تحت القصف.. جدران غزة تروي القصة

يعيش قطاع غزة حربًا ضروسًا، منذ أكثر من 200 يوم، تخطى فيها عدد الشهداء 35 ألفا، وتجاوز عدد المصابين 70 ألفا في واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ.

تلك الحرب كما سجلتها الكاميرات والتسجيلات والهواتف الذكية ونقلتها الأقمار الصناعية، سجلها الناجون على الجدران والركام كمحاولة لتقديم سردية فلسطينية نفسية لأهوال الحرب.

لماذا نرسم على الجدران؟

يرى الكاتب جيفري آيان روس أنه على مدى الـ50 عامًا الماضية، كان هناك ارتفاع ملحوظ في كمية وتنوع الكتابة على الجدران وفن الغرافيتي في المناطق الحضرية الكبرى، مصحوبًا باهتمام متزايد بهذا الشكل من الفن العام.

وبغض النظر عن التعريفات الدقيقة فإن الصورة التي تركها الغرافيتي في الذهن كنوع من أنواع الفنون البصرية هو أنه شكل من أشكال التمرد السياسي لكن بطريقة فنية.

امرأة فلسطينية تقف مع طفل في زقاق بجوار نسخة عن جدارية "حارس الضفة الغربية" لبانكسي في مخيم العروب (الفرنسية)

كذلك يرى روس أن قدرًا كبيرًا من الكتابة على الجدران وفن الشوارع قد تم إنشاؤه بالفعل خلال فترات الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، والاحتجاجات (على سبيل المثال، حياة السود مهمة | Black Lives Matter). ومع ذلك، هناك مجموعات كبيرة من فنون الغرافيتي معنية بشكل أكبر بتأريخ الصراعات السياسية.

هذا ما يحدث في حالة غزة بالتحديد؛ هذا الشريط الساحلي الضيق المُطل على البحر المتوسط، فالرسم على الجدران، أو فن الغرافيتي، في تلك المنطقة المشحونة بالأهوال والمعاناة والآلام، تأتي بمثابة وسيلة قوية للتعبير عن محنة الشعب الفلسطيني في غزة تحت نير الجدار العازل والتهجير وفقدان الأرض.

في الجداريات على عكس لوحات المستشرقين السياسية، تنهض غزة من بين الركام مرة أخرى تقف قوية على يد فنانيها ورساميها تعلن عن جرحها وعذابها ووجودها. ومن المفارقات، أنها لا تموت ولا تنتهي كأنها عنقاء تُبعث من تحت الرماد؛ فلا يتمالك المتبحر في الفن التشكيلي إلا أن يضحك من وهم "أرض بلا شعب" الذي روجت له الكولونيالية الأوروبية من القرن التاسع عشر في عشرات وعشرات اللوحات الرومانسية عن العودة للأرض المقدسة.

رجل فلسطيني يقف بجانب لوحة جدارية مرسومة على منزل مدمر في دير البلح (غيتي)

نظرة واحدة لجداريات غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بالمقارنة بلوحات المستشرقين، على سبيل المثال "غزة" للرسام البريطاني ديفيد روبرتس التي رسمها عام 1839، والتي تظهر كأرض خاوية مهجورة لا يسكنها أحد، تفضح كل شيء.

كيف سجلت جدران غزة آثار القصف؟

الغرافيتي والرسم على الجدران في حالة غزة ليست مجرد فعل للتعبير عن الذات ولكنه أيضًا شكل من أشكال التأريخ الشخصي للفلسطينيين للحظات القصف وما يتبعها من صدمات نفسية تستمر مدى الحياة.

الغرافيتي في غزة ليس مجرد ممارسة فنية لشعب يتمتع بالرفاهية والرخاء. بل هو وسيلة لتقديم سرد مرئي، من جانب الفلسطينيين، لمعنى أن تكون غزاويا في عالم تتكالب فيه أنظمة عدة لتجريدك من أرضك ومحوك من الوجود.

فتاة فلسطينية تجلس على أنقاض منزل مدمر، بجانب رسومات لصاروخ (رويترز)

يستعمل الفنانون الرمزية، والمجاورة، والمفارقة في سعيهم لتمثيل أهوال أن تسقط بجوارك مواد متفجرة لكنك بأعجوبة لم تمت. وهذا لا يعني أنك نجوت. لأن الهاوية والأثر الذي تركته الحرب في الروح أكبر من أن يداويها شيء.

نرى مثلا في إحدى الجداريات، المأخوذة عن صورة حقيقية، طفلة تُخفي وجه دُميتها كي لا ترى ما تراه. جداريات أخرى تُمثل نسوة يصرخن وهن يحملن أكفان صغارهن موتى بين أيديهن.

"حاولت أوصّل للعالم مشاعري والأحداث التي تحدث في غزة عن طريق الرسم،" تقول منه حمودة، رسامة جداريات من غزة. وعن نفس الوضع، يقول الفنان الغزاوي علي الجبلي إن رسوماته وجدارياته، بالذات معرض "الحالمون بين الركام"، على جدران البيوت المقصوفة والمباني المحطمة تعبر عن المعاناة التي يعيشها الإنسان في قطاع غزة.

لكن ما الآثار التي تتركها تلك الجداريات في السكان الذين يشاهدون عذابهم مُسجلا على الجدران بينما لا يزال القصف مستمرًا؟ ها هو نفس الحجر الذي يستخدم للبناء، وضد جنود المحتل، يستخدم كلوحات.

في كل فرشاة ترسم جدارية، تتجلى قصة مؤلمة من فلسطين، تحكي عن غزة المحاصرة أو القدس المحتلة، تنقلب الألوان والخطوط إلى لغة مشحونة بالوجع والصمود وتعلن عن غزة التي تشبه العنقاء؛ تنبعث دائمًا من تحت الأنقاض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات على الجدران

إقرأ أيضاً:

منظر مرعب.. شاهدة عيان تروي تفاصيل مؤلمة في دهس ابن شيف شهير لعامل دليفري

روت شاهدة عيان تفاصيل صادمة في حادث دهس ابن شيف شهير لعامل دليفري ونشرت عبر صفحتها الشخصية منشورا.

تضمن المنشور: "حادث رهيب في الشيخ زايد المتسبب فيه ابن شيف شهير.. الجثة شكلها مرعب علي الأسفلت دليفري مسكين اسمه عبد الرحمن فراج محفوظ من بني سويف ومحدش من أهله موجود والمتهم ساب عربيته ومشي. 

 

وذكر آخرون أن ابن الشيف كان يقود السيارة بسرعة جنونية "كان طاير بالعربية" ما أدى لتحطيم الدراجة التي يستقلها المجني عليه وإصابته بإصابات مرعبة. 

وشهدت مدينة الشيخ زايد حادث مروع راح ضحيته عامل دليفري بعدما دهسته سيارة رانج روفر يقودها ابن شيف شهير. 

 

كان طاير بالعربية.. شهود عيان يروون تفاصيل دهس ابن شيف شهير لعامل دليفري| صور مصرع عامل دليفري تحت عجلات سيارة ابن شيف شهير بالشيخ زايد.. صور

تلقت غرفة النجدة بلاغا بوقوع حادث دهس بالشيخ زايد وسقوط ضحية، انتقلت على الفور قوات الامن وتبين من الفحص ان سيارة ماركة رانج روفر اطاحت بعامل دليفري "طيار" يستقل دراجة نارية ما اسفر عن تهشم الدراجة واصابة العامل باصابات خطرة ثم تم نقله الى المستشفى ليفارق الحياة متاثرا باصابته. 

تحفظت قوات الأمن على السيارة وقائدها ومازال الفحص جاريا، وتبين أن المجني عليه عامل دليفري في تطبيق توصيل شهير. 

مقالات مشابهة

  • كريم بنزيما: كرة القدم هي حياتي لكن العيش قرب مكة أمر مختلف
  • أكل العيش مر.. مها أحمد تثير الجدل بمنشور جديد
  • منظر مرعب.. شاهدة عيان تروي تفاصيل مؤلمة في دهس ابن شيف شهير لعامل دليفري
  • فردوس عبد الحميد تروي تفاصيل موقف إنساني جمعها بـ سعاد حسني
  • بعد 100 لقاء.. مخرجة تروي أسرار القتلة في السجون
  • حكم الصلاة خلف الإمام عبر التليفزيون أو من خلال الجدران.. دار الإفتاء تجيب
  • العيش والملح!
  • أمين الفتوى: الصلاة خلف الإمام عبر التلفزيون أو من خلال الجدران باطلة
  • نهال عنبر تروي تفاصيل حريق منزلها: نجوت بفضل الله
  • “أنا خلقت بالحرب”.. نادين نجيم تروي ظروفا صعبة بطفولتها