الجزيرة:
2024-07-02@03:17:20 GMT

العيش تحت القصف.. جدران غزة تروي القصة

تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT

العيش تحت القصف.. جدران غزة تروي القصة

يعيش قطاع غزة حربًا ضروسًا، منذ أكثر من 200 يوم، تخطى فيها عدد الشهداء 35 ألفا، وتجاوز عدد المصابين 70 ألفا في واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ.

تلك الحرب كما سجلتها الكاميرات والتسجيلات والهواتف الذكية ونقلتها الأقمار الصناعية، سجلها الناجون على الجدران والركام كمحاولة لتقديم سردية فلسطينية نفسية لأهوال الحرب.

لماذا نرسم على الجدران؟

يرى الكاتب جيفري آيان روس أنه على مدى الـ50 عامًا الماضية، كان هناك ارتفاع ملحوظ في كمية وتنوع الكتابة على الجدران وفن الغرافيتي في المناطق الحضرية الكبرى، مصحوبًا باهتمام متزايد بهذا الشكل من الفن العام.

وبغض النظر عن التعريفات الدقيقة فإن الصورة التي تركها الغرافيتي في الذهن كنوع من أنواع الفنون البصرية هو أنه شكل من أشكال التمرد السياسي لكن بطريقة فنية.

امرأة فلسطينية تقف مع طفل في زقاق بجوار نسخة عن جدارية "حارس الضفة الغربية" لبانكسي في مخيم العروب (الفرنسية)

كذلك يرى روس أن قدرًا كبيرًا من الكتابة على الجدران وفن الشوارع قد تم إنشاؤه بالفعل خلال فترات الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، والاحتجاجات (على سبيل المثال، حياة السود مهمة | Black Lives Matter). ومع ذلك، هناك مجموعات كبيرة من فنون الغرافيتي معنية بشكل أكبر بتأريخ الصراعات السياسية.

هذا ما يحدث في حالة غزة بالتحديد؛ هذا الشريط الساحلي الضيق المُطل على البحر المتوسط، فالرسم على الجدران، أو فن الغرافيتي، في تلك المنطقة المشحونة بالأهوال والمعاناة والآلام، تأتي بمثابة وسيلة قوية للتعبير عن محنة الشعب الفلسطيني في غزة تحت نير الجدار العازل والتهجير وفقدان الأرض.

في الجداريات على عكس لوحات المستشرقين السياسية، تنهض غزة من بين الركام مرة أخرى تقف قوية على يد فنانيها ورساميها تعلن عن جرحها وعذابها ووجودها. ومن المفارقات، أنها لا تموت ولا تنتهي كأنها عنقاء تُبعث من تحت الرماد؛ فلا يتمالك المتبحر في الفن التشكيلي إلا أن يضحك من وهم "أرض بلا شعب" الذي روجت له الكولونيالية الأوروبية من القرن التاسع عشر في عشرات وعشرات اللوحات الرومانسية عن العودة للأرض المقدسة.

رجل فلسطيني يقف بجانب لوحة جدارية مرسومة على منزل مدمر في دير البلح (غيتي)

نظرة واحدة لجداريات غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بالمقارنة بلوحات المستشرقين، على سبيل المثال "غزة" للرسام البريطاني ديفيد روبرتس التي رسمها عام 1839، والتي تظهر كأرض خاوية مهجورة لا يسكنها أحد، تفضح كل شيء.

كيف سجلت جدران غزة آثار القصف؟

الغرافيتي والرسم على الجدران في حالة غزة ليست مجرد فعل للتعبير عن الذات ولكنه أيضًا شكل من أشكال التأريخ الشخصي للفلسطينيين للحظات القصف وما يتبعها من صدمات نفسية تستمر مدى الحياة.

الغرافيتي في غزة ليس مجرد ممارسة فنية لشعب يتمتع بالرفاهية والرخاء. بل هو وسيلة لتقديم سرد مرئي، من جانب الفلسطينيين، لمعنى أن تكون غزاويا في عالم تتكالب فيه أنظمة عدة لتجريدك من أرضك ومحوك من الوجود.

فتاة فلسطينية تجلس على أنقاض منزل مدمر، بجانب رسومات لصاروخ (رويترز)

يستعمل الفنانون الرمزية، والمجاورة، والمفارقة في سعيهم لتمثيل أهوال أن تسقط بجوارك مواد متفجرة لكنك بأعجوبة لم تمت. وهذا لا يعني أنك نجوت. لأن الهاوية والأثر الذي تركته الحرب في الروح أكبر من أن يداويها شيء.

نرى مثلا في إحدى الجداريات، المأخوذة عن صورة حقيقية، طفلة تُخفي وجه دُميتها كي لا ترى ما تراه. جداريات أخرى تُمثل نسوة يصرخن وهن يحملن أكفان صغارهن موتى بين أيديهن.

"حاولت أوصّل للعالم مشاعري والأحداث التي تحدث في غزة عن طريق الرسم،" تقول منه حمودة، رسامة جداريات من غزة. وعن نفس الوضع، يقول الفنان الغزاوي علي الجبلي إن رسوماته وجدارياته، بالذات معرض "الحالمون بين الركام"، على جدران البيوت المقصوفة والمباني المحطمة تعبر عن المعاناة التي يعيشها الإنسان في قطاع غزة.

لكن ما الآثار التي تتركها تلك الجداريات في السكان الذين يشاهدون عذابهم مُسجلا على الجدران بينما لا يزال القصف مستمرًا؟ ها هو نفس الحجر الذي يستخدم للبناء، وضد جنود المحتل، يستخدم كلوحات.

في كل فرشاة ترسم جدارية، تتجلى قصة مؤلمة من فلسطين، تحكي عن غزة المحاصرة أو القدس المحتلة، تنقلب الألوان والخطوط إلى لغة مشحونة بالوجع والصمود وتعلن عن غزة التي تشبه العنقاء؛ تنبعث دائمًا من تحت الأنقاض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات على الجدران

إقرأ أيضاً:

الحاجة دولت تروي لـ«الوطن» لحظات هجوم الكلب عليها: جنود الاحتلال كانوا يضحكون

في مايو الماضي، وأثناء اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي لمخيم جباليا شمال قطاع غزة، رفضت الحاجة دولت الطناني مغادرة منزلها والنزوح إلى منطقة أخرى وظلت مع شقيقها، لم تكن خائفة من أصوات المدافع والصواريخ الإسرائيلية، ولا من انقطاع الكهرباء المتواصل أثناء ساعات الليل، أو الاقتحامات المستمرة، وتستمد قوتها من دفء أرضها، لكنها تعرضت لهجوم من أحد كلاب جيش الاحتلال، ولم تقدر على مقاومته.

رغم مرور شهر كامل على الواقعة، إلا أن فيديوهات اقتحام الكلب ومهاجمة الحاجة دولت حققت انتشارًا واسعًا عبر مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، كما أدان الملايين، انتهاكات القوات الإسرائيلية المستمرة في قطاع غزة.

تفاصيل الحادثة 

بصوت منهك أتعبه عدم قدرتها على النوم بشكل كاف، ونقص الدماء في جسدها، وعدم وفرة المواد الغذائية اللازمة، روت «دولت» لـ«الوطن»، أن الكلب هاجمها أثناء نومها داخل غرفتها، واعتدى على يدها وأكل جزءًا صغيرًا منها، لكنها استطاعت المقاومة، وبعد دقائق من الهجوم، هرب الكلب، وفقدت هي الوعي: «كنت أسمع صوت ضحكات جنود جيش الاحتلال وهم يضحكون، حاولت تخليص نفسي من الكلب إلى أن بدأت أفقد الوعي». 

عودة من الموت ثم الزحف لإنقاذ حياتها 

استيقظت «دولت»، البالغة من العمر 68 عامًا، بعد ساعات طويلة فاقدة الوعي ينزف الدماء من جسدها، لم تتوقع أنها حيه، تقول: «شوفت الموت بعيني وقتها، حسيت إني مت ورجعت للحياة عند استيقاظي صباحًا، فكرت إني من لكن الحمدلله ربنا أحياني».

خرجت الحاجة دولت من منزلها بعد أن ربطت يدها لقطعة قماش في منزلها، وزحفت لمسافات طويلة في مخيم جباليا الهادئ نسبيًا من السكان بسبب القصف الإسرائيلي واقتحام قوات الاحتلال، إلى أن رآها رجال الإسعاف، وتم نقلها إلى المستشفى.

أصوات الكلاب مصدر الخوف

لم تعد الحاجة دولت تأبه بأصوات الصواريخ والقصف، بل أصبحت أصوات الكلاب بمثابة القلق الأكبر والخوف الأعظم بالنسبة لها، تضيف: «كل ما بسمع صوت كلب بخاف، حتى وأنا نايمه يستيقظ من النوم، كل ما اسمع الصوت أحس إن الكلب هيهاجمني»، معبرة عن سعادتها بانتشار فيديو مهاجمة الكلب لها: «انبسطت علشان العالم يشوف الجيش الإسرائيلي بيعمل إيه في كبار السن وهما قاعدين في بيوتهم، لازم العالم يعرف كيف جيش الاحتلال يعمل في كبار السن».

فقدت «دولت» كمية كبيرة من دماءها، وعظمة من يدها، وهي بحاجة إلى الدماء، لكنه أمر غير موجود بنسبة كافية في قطاع غزة خلال الفترة الحالية، بسبب ما تعرضت له مستشفيات غزة، وحصار القطاع.

مقالات مشابهة

  • قبل المحاكمة.. القصة الكاملة عن قضية طفل شبرا الخيمة
  • مستوطنون يشعلون النار في أراضي فلسطينية
  • شاهد بالفيديو.. الحسناء السودانية “لوشي” تحكي الجزء الثاني من قصتها مع صديقتها “السايطة” بالإمارات وحبيبها الذي اتهمها بالتحرش به والاستعراض أمامه بأزياء مثيرة للجدل
  • مفيدة شيحة تروي موقفا صعبا لابنتها في عقد قرانها
  • الرئاسة الفلسطينية: إسرائيل تدفع المنطقة نحو الانفجار الكامل
  • هيئة المهندسين التجمعيين: الحكومة مكنت الأسرة المغربية من شروط العيش الكريم
  • بالفيديو .. إسرائيل تهدد الدول التي تعترف بفلسطين ببناء مستوطنات باسمها في الضفة الغربية
  • الحاجة دولت تروي لـ«الوطن» لحظات هجوم الكلب عليها: جنود الاحتلال كانوا يضحكون
  • مصرع 3 أطفال انهار عليهم جدران حائط أثناء ربط مرجيحة فى أسيوط
  • انتقادات وهجوم يطال ترمب بعد المناظرة بسبب كلمة قالها.. إليكم القصة