الجزيرة:
2025-01-23@05:44:22 GMT

العيش تحت القصف.. جدران غزة تروي القصة

تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT

العيش تحت القصف.. جدران غزة تروي القصة

يعيش قطاع غزة حربًا ضروسًا، منذ أكثر من 200 يوم، تخطى فيها عدد الشهداء 35 ألفا، وتجاوز عدد المصابين 70 ألفا في واحدة من أبشع الإبادات الجماعية في التاريخ.

تلك الحرب كما سجلتها الكاميرات والتسجيلات والهواتف الذكية ونقلتها الأقمار الصناعية، سجلها الناجون على الجدران والركام كمحاولة لتقديم سردية فلسطينية نفسية لأهوال الحرب.

لماذا نرسم على الجدران؟

يرى الكاتب جيفري آيان روس أنه على مدى الـ50 عامًا الماضية، كان هناك ارتفاع ملحوظ في كمية وتنوع الكتابة على الجدران وفن الغرافيتي في المناطق الحضرية الكبرى، مصحوبًا باهتمام متزايد بهذا الشكل من الفن العام.

وبغض النظر عن التعريفات الدقيقة فإن الصورة التي تركها الغرافيتي في الذهن كنوع من أنواع الفنون البصرية هو أنه شكل من أشكال التمرد السياسي لكن بطريقة فنية.

امرأة فلسطينية تقف مع طفل في زقاق بجوار نسخة عن جدارية "حارس الضفة الغربية" لبانكسي في مخيم العروب (الفرنسية)

كذلك يرى روس أن قدرًا كبيرًا من الكتابة على الجدران وفن الشوارع قد تم إنشاؤه بالفعل خلال فترات الاضطرابات الاجتماعية والسياسية، والاحتجاجات (على سبيل المثال، حياة السود مهمة | Black Lives Matter). ومع ذلك، هناك مجموعات كبيرة من فنون الغرافيتي معنية بشكل أكبر بتأريخ الصراعات السياسية.

هذا ما يحدث في حالة غزة بالتحديد؛ هذا الشريط الساحلي الضيق المُطل على البحر المتوسط، فالرسم على الجدران، أو فن الغرافيتي، في تلك المنطقة المشحونة بالأهوال والمعاناة والآلام، تأتي بمثابة وسيلة قوية للتعبير عن محنة الشعب الفلسطيني في غزة تحت نير الجدار العازل والتهجير وفقدان الأرض.

في الجداريات على عكس لوحات المستشرقين السياسية، تنهض غزة من بين الركام مرة أخرى تقف قوية على يد فنانيها ورساميها تعلن عن جرحها وعذابها ووجودها. ومن المفارقات، أنها لا تموت ولا تنتهي كأنها عنقاء تُبعث من تحت الرماد؛ فلا يتمالك المتبحر في الفن التشكيلي إلا أن يضحك من وهم "أرض بلا شعب" الذي روجت له الكولونيالية الأوروبية من القرن التاسع عشر في عشرات وعشرات اللوحات الرومانسية عن العودة للأرض المقدسة.

رجل فلسطيني يقف بجانب لوحة جدارية مرسومة على منزل مدمر في دير البلح (غيتي)

نظرة واحدة لجداريات غزة بعد السابع من أكتوبر/تشرين الأول بالمقارنة بلوحات المستشرقين، على سبيل المثال "غزة" للرسام البريطاني ديفيد روبرتس التي رسمها عام 1839، والتي تظهر كأرض خاوية مهجورة لا يسكنها أحد، تفضح كل شيء.

كيف سجلت جدران غزة آثار القصف؟

الغرافيتي والرسم على الجدران في حالة غزة ليست مجرد فعل للتعبير عن الذات ولكنه أيضًا شكل من أشكال التأريخ الشخصي للفلسطينيين للحظات القصف وما يتبعها من صدمات نفسية تستمر مدى الحياة.

الغرافيتي في غزة ليس مجرد ممارسة فنية لشعب يتمتع بالرفاهية والرخاء. بل هو وسيلة لتقديم سرد مرئي، من جانب الفلسطينيين، لمعنى أن تكون غزاويا في عالم تتكالب فيه أنظمة عدة لتجريدك من أرضك ومحوك من الوجود.

فتاة فلسطينية تجلس على أنقاض منزل مدمر، بجانب رسومات لصاروخ (رويترز)

يستعمل الفنانون الرمزية، والمجاورة، والمفارقة في سعيهم لتمثيل أهوال أن تسقط بجوارك مواد متفجرة لكنك بأعجوبة لم تمت. وهذا لا يعني أنك نجوت. لأن الهاوية والأثر الذي تركته الحرب في الروح أكبر من أن يداويها شيء.

نرى مثلا في إحدى الجداريات، المأخوذة عن صورة حقيقية، طفلة تُخفي وجه دُميتها كي لا ترى ما تراه. جداريات أخرى تُمثل نسوة يصرخن وهن يحملن أكفان صغارهن موتى بين أيديهن.

"حاولت أوصّل للعالم مشاعري والأحداث التي تحدث في غزة عن طريق الرسم،" تقول منه حمودة، رسامة جداريات من غزة. وعن نفس الوضع، يقول الفنان الغزاوي علي الجبلي إن رسوماته وجدارياته، بالذات معرض "الحالمون بين الركام"، على جدران البيوت المقصوفة والمباني المحطمة تعبر عن المعاناة التي يعيشها الإنسان في قطاع غزة.

لكن ما الآثار التي تتركها تلك الجداريات في السكان الذين يشاهدون عذابهم مُسجلا على الجدران بينما لا يزال القصف مستمرًا؟ ها هو نفس الحجر الذي يستخدم للبناء، وضد جنود المحتل، يستخدم كلوحات.

في كل فرشاة ترسم جدارية، تتجلى قصة مؤلمة من فلسطين، تحكي عن غزة المحاصرة أو القدس المحتلة، تنقلب الألوان والخطوط إلى لغة مشحونة بالوجع والصمود وتعلن عن غزة التي تشبه العنقاء؛ تنبعث دائمًا من تحت الأنقاض.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات على الجدران

إقرأ أيضاً:

بعد دخول الهدنة.. خرائط تروي تفاصيل مروعة تتكشف في غزة

(CNN)-- دخل اتفاق وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ، الأحد، حيث شهدت الأسابيع الستة الأولى من الاتفاق وقفا للقتال، والإفراج التدريجي عن الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وتدفق المساعدات إلى غزة، وأثار وقف إطلاق النار على ثلاث مراحل آمالاً حذرة في إنهاء الحرب.

وأدى القصف الإسرائيلي لغزة منذ هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول التي قادتها حماس إلى إحداث تأثير مدمر على القطاع، حيث حذرت وكالات الإغاثة من أن الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية الحيوية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات ومرافق المياه والرعاية الصحية، ستستغرق سنوات لإعادة بنائها.

إليكم نظرة - في 6 رسوم بيانية - على ما أصبحت عليه غزة بعد 15 شهرًا من الحرب.

لا يزال هناك 11,000 شخص إضافي في عداد المفقودين – من المحتمل أنهم إما في عداد المفقودين أو لم يتم العثور عليهم بعد تحت الأنقاض، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.

لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أن عدد القتلى قد يكون أعلى بكثير من التقديرات الحالية. وجدت دراسة أجرتها كلية لندن للصحة والطب الاستوائي(LSHTM) ونُشرت أيضًا في مجلة The Lancet هذا الشهر، أن وزارة الصحة الفلسطينية لم تعلن عن عدد القتلى بنسبة 41٪ تقريبًا. اعتبارًا من أكتوبر 2024، يُعتقد أن عدد سكان غزة الذين قُتلوا بسبب العنف يتجاوز 70,000، وفقًا للدراسة.

وفي الوقت نفسه، قالت وزارة الصحة في أكتوبر/ تشرين الأول إن ثلث القتلى في السنة الأولى من الحرب كانوا من الأطفال.

حولت الضربات العسكرية الإسرائيلية معظم قطاع غزة إلى أنقاض، وكانت مدينة غزة هي الأكثر تدميراً. ودمرت أو تضررت حوالي 436 ألف وحدة سكنية في أنحاء القطاع، بحسب الأمم المتحدة.

وفقاً للأمم المتحدة، فإن حوالي 1.9 مليون فلسطيني – أو حوالي 90% من السكان – نزحوا داخلياً. لقد تم تهجير العديد من الأشخاص في غزة عدة مرات، وقد يصل عددهم إلى 10 مرات.

ويأمر الجيش الإسرائيلي بانتظام بعمليات إخلاء من منطقة خطر إلى أخرى، وفقا للأمم المتحدة، التي قالت مرارا وتكرارا "لا يوجد مكان آمن في غزة". صدرت أوامر الإخلاء في 67% من قطاع غزة طوال فترة الحرب، وفقًا لبيانات معهد دراسة الحرب.

وكثيراً ما أسقط الجيش الإسرائيلي هذه الأوامر جواً - وهي طريقة قالت منظمة العفو الدولية إنها "لم تكن تحذيراً فعالاً للمدنيين" - أو تم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي - وهي شكل من أشكال الاتصال لا يمكن للعديد من سكان غزة الوصول إليه والذين لا كهرباء أو إنترنت.

قال الجيش الإسرائيلي إنه يفعل كل ما في وسعه لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين في غزة، بما في ذلك عن طريق إرسال رسائل نصية، وإجراء مكالمات هاتفية، وإسقاط منشورات الإخلاء لتحذير المدنيين قبل الهجمات.

وأصبحت المواصي، التي تبلغ مساحتها 67 كيلومترًا مربعًا (25.9 ميلًا مربعًا) – أي ما يعادل مساحة مانهاتن تقريبًا، منطقة النزوح واللجوء الرئيسية لمئات الآلاف من الفلسطينيين الذين أمرهم الجيش الإسرائيلي بمغادرة منازلهم. قبل الحرب، كان يعيش هناك 9000 شخص. وبحلول يوليو/ تموز 2024، تضخم عدد سكان المخيم إلى 1.7 مليون نسمة، وفقاً لشبكة أنظمة الإنذار المبكر بالمجاعة المدعومة من الأمم المتحدة. وفي أكتوبر/ تشرين الأول، قُدر عدد سكان المخيم بنحو 730 ألف نسمة، وفقاً لليونيسيف.

ورغم تصنيف إسرائيل كمنطقة إنسانية، فقد تم استهداف المواصي بشكل متكرر من قبل الغارات الجوية الإسرائيلية.

ويكافح الكثير من الناس في غزة من أجل الحصول على الغذاء منذ أكثر من عام.

قبل الحرب، كانت غزة "مكتفية ذاتيا إلى حد كبير" في المنتجات الطازجة، وفقا للأمم المتحدة. وأدت العملية العسكرية الإسرائيلية إلى إتلاف أو تدمير ما يصل إلى 96% من الأصول الزراعية، بما في ذلك المزارع والبساتين، وفقًا للبنك الدولي. وقال جيش الدفاع الإسرائيلي لشبكة CNN إنه "لا يلحق الضرر عمداً بالأراضي الزراعية ويسعى إلى تخفيف الأثر البيئي في غياب الضرورة التشغيلية".

ويعتمد معظم قطاع غزة على المساعدات الإنسانية، لكن السلطات الإسرائيلية أغلقت العديد من نقاط دخول المساعدات إلى غزة طوال فترة الحرب.

ويشمل ذلك معبر رفح مع مصر، وهو المعبر الحدودي الوحيد بين غزة ومصر ــ والذي كان ذات يوم أحد أكبر وأهم معابر المساعدات إلى غزة ــ والذي تم إغلاقه منذ مايو/ أيار 2024، عندما سيطرت إسرائيل عليه. وتم فتح نقاط دخول أخرى للمساعدات مع إمكانية وصول محدودة للغاية.

وقالت الأمم المتحدة في نوفمبر/ تشرين الثاني إن الناس "يتضورون جوعاً فعلياً مع احتدام النزاع، مع منع المنظمات الإنسانية من تقديم المساعدة إلى المحتاجين".

قبل الحرب، كان يدخل إلى غزة شهرياً ما معدله 500 شاحنة يومياً – حوالي 15,000 شاحنة شهرياً – تحتوي على المساعدات والسلع التجارية.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تحديث، الثلاثاء، إن 2205 شاحنات مساعدات فقط دخلت غزة في شهر ديسمبر، باستثناء المركبات التجارية والوقود.

شككت إسرائيل في هذا الرقم، قائلة إنه لا يوجد حد لكمية المساعدات التي يمكن أن تدخل غزة وأن أكثر من 5000 شاحنة دخلت على مدار الشهر، وفقًا لبيان صادر عن تنسيق الأنشطة الحكومية في الأراضي. الذي يدير تدفق المساعدات إلى القطاع.

وفي الوقت نفسه، تواجه الشاحنات التي تدخل غزة الآن تحديات إضافية في التنقل عبر القطاع: فقد تضرر ما يقرب من 68% من شبكة الطرق، وفقًا لتحليل صور الأقمار الصناعية الذي أجراه يونوسات.

وتواصل العصابات الإجرامية نهب قوافل المواد الغذائية.

نظام الرعاية الصحية في غزة في حالة خراب. قبل تشرين الأول/ أكتوبر 2023، كان هناك 36 مستشفى عاملة في غزة، والآن، لا يوجد مستشفى واحد في غزة يعمل بكامل طاقته.

إن نمط الهجمات الإسرائيلية "دفع نظام الرعاية الصحية إلى حافة الانهيار التام"، بحسب تقرير للأمم المتحدة صدر في ديسمبر/ كانون الأول. حتى الآن، تحققت منظمة الصحة العالمية من 654 هجومًا على مرافق الرعاية الصحية في غزة، مما أدى إلى مقتل 886 شخصًا وإصابة 1,349 آخرين.

وقال الجيش الإسرائيلي إن مقاتلي حماس يختبئون داخل المستشفيات ويخزنون الأسلحة فيها.

نصف مستشفيات غزة فقط تعمل بشكل جزئي، وتعتمد فقط على المساعدات وتوصيل الوقود لتعمل.

ولا يزال نقص الوقود يهدد رعاية حوالي 2000 مريض، وفقًا لمجموعة الصحة التابعة لمنظمة الصحة العالمية، حوالي 10٪ منهم في وحدات العناية المركزة. بالإضافة إلى ذلك، تشير التقديرات إلى أن أكثر من 12,000 مريض يحتاجون إلى الإجلاء الطبي العاجل إلى الخارج.

الجيش الإسرائيليانفوجرافيكحركة حماسقطاع غزةنشر الأربعاء، 22 يناير / كانون الثاني 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • بعد نيمار.. بوتشيلي يختار العيش بـ «بوغاتي ريزدنسيز» في دبي
  • بعد دخول الهدنة.. خرائط تروي تفاصيل مروعة تتكشف في غزة
  • السلطات السورية تمنع الرسم على الجدران في اللاذقية.. وتحذر
  • مجلس مدينة اللاذقية: يُمنع القيام بأي طلاء أو رسومات على الجدران ‏والممتلكات العامة
  • سعر رغيف العيش.. بعد إلغاء البطاقات والتحول للدعم النقدي
  • خاشقجي: قسم زيادة مرتبك كي تضمن العيش ضمن حدود دخلك الشهري ..فيديو
  • القصة التي لا تنتهي بسبب عدم التزام حكومة البارزاني بقوانين الموازنات..تشكيل لجنة لحل “مشكلة رواتب الإقليم”
  • شرطة البصرة تروي تفاصيل القبض على مجرم قتل إخوته: اختبأ في حفرة
  • روز خويص.. أصغر أسيرة فلسطينية تروي جحيم سجون الاحتلال
  • حبوب اللقاح تروي قصة مناخ ليبيا الفريد