القاهرة تساند الأشقاء وتحذر من سياسة حافة الهاوية| ماذا يحدث في فلسطين؟
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
تواصل مصر جهودها المضنية للوصول إلى هدنة شاملة في قطاع غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة المستمر منذ 7 أكتوبر الماضي، حيث تستضيف القاهرة، اليوم الثلاثاء، اجتماعات بمشاركة وفود قطر والولايات المتحدة وحماس لاستكمال المباحثات في هذا الشأن.
وأدانت مصر بأشد العبارات في بيان صادر عن وزارة الخارجية يوم الثلاثاء ٧ مايو الجاري، العمليات العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح الفلسطينية، وما أسفرت عنه من سيطرة إسرائيلية علي الجانب الفلسطينى من معبر رفح.
واعتبرت مصر أن هذا التصعيد الخطير يهدد حياة أكثر من مليون فلسطيني يعتمدون اعتماداً أساسياً على هذا المعبر باعتباره شريان الحياة الرئيسي لقطاع غزة، والمنفذ الآمن لخروج الجرحى والمرضى لتلقى العلاج، ولدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة.
ودعت جمهورية مصر العربية الجانب الإسرائيلي إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية ذات التأثير بعيد المدى، و التي من شأنها أن تهدد مصير الجهود المضنية المبذولة للتوصل إلى هدنة مستدامة داخل قطاع غزة.
كما طالبت مصر جميع الأطراف الدولية المؤثرة بالتدخل وممارسة الضغوط اللازمة لنزع فتيل الأزمة الراهنة، وإتاحة الفرصة للجهود الدبلوماسية لتحقق نتائجها المرجوة.
قبل أيام، دعا جيش الاحتلال الإسرائيلي، سكان مناطق في شرق رفح الفلسطينية بأقصى جنوب غزة، إلى "الإخلاء الفوري"، والتوجه نحو وسط القطاع، في ظل التلويح بشنّ هجوم بري على المدينة المكتظة بالسكان.
وطالب جيش الاحتلال في بيان "كل السكان والنازحين المتواجدين في منطقة بلدية الشوكة وأحياء السلام الجنينة، تبة زراع والبيوك في منطقة رفح، بالإخلاء الفوري إلى المنطقة الإنسانية الموسعة بالمواصي".
وذكرت محطة إذاعية إسرائيلية، صباح اليوم، أن جيش الاحتلال بدأ إجلاء المدنيين من رفح الفلسطينية.
ونشرت قناة إكسترا نيوز، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوط، تفاصيل المقترح المصري للتهدئة في غزة.
وقالت الفضائية، اليوم الثلاثاء، إن المقترح المصري تضمن 3 مراحل وكل مرحلة تستمر 42 يومًا، كما يلي:
1- خلال المرحلة الأولى تنسحب القوات الإسرائيلية من محور نتساريم.
2- تشهد المرحلة الثانية عودة الهدوء للقطاع ووقف العمليات العسكرية.
3- السماح بعودة النازحين إلى شمالي قطاع غزة والسماح بحرية التنقل.
4- وقف طائرات الاستطلاع الإسرائيلية في أوقات معينة.
5- السماح بدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية.
6- تبادل الأسرى على 3 مراحل.
وأعلنت حركة حماس أمس الاثنين قبولها مقترح معدل من اتفاق التهدئة، بينما رفضت إسرائيل المقترح قائلة إنه لا يتفق مع رؤيتها وشرعت بعده في اجتياح مدينة رفح والسيطرة على معبر رفح ورفع العلم الإسرائيلي عليه.
من جانبه، أدان الدكتور محمد محمود مهران، أستاذ القانون الدولي العام والخبير في النزاعات الدولية، بشدة الاجتياح الإسرائيلي لشرق مدينة رفح والسيطرة على المعبر البري من الجانب الفلسطيني، معتبرًا إياه انتهاكًا جسيمًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، فضلًا عن كونه خرقًا صارخًا لاتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل عام 1979 وملاحقها الأمنية.
وقال مهران في تصريحات لـ “صدى البلد”، إن الإدانة المصرية الشديدة للعمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح، وسيطرة تل أبيب على الجانب الفلسطيني من المعبر، تعكس إدراك القاهرة العميق لخطورة هذا التصعيد غير المسبوق على الأمن الإنساني للفلسطينيين، حيث يشكل معبر رفح شريان الحياة الوحيد لأكثر من مليون نسمة في القطاع المحاصر، سواء لإدخال المساعدات الإغاثية العاجلة أو لإجلاء الجرحى والمرضى، وبالتالي فإن السيطرة الإسرائيلية عليه تنذر بكارثة إنسانية وشيكة.
وقف إطلاق النار وإحياء المسار السياسيوتابع: كما أن دعوة مصر الصريحة للجانب الإسرائيلي بممارسة أقصى درجات ضبط النفس والابتعاد عن سياسة حافة الهاوية، ومطالبتها للمجتمع الدولي بالتدخل لنزع فتيل الأزمة، يعكسان حرص القيادة المصرية الشديد على منع انهيار الجهود الدبلوماسية المكثفة التي قادتها القاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار والتوصل لهدنة طويلة الأمد، والتي باتت مهددة بالانهيار في ظل التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير، ما يستدعي موقفًا دوليًا حازمًا وضغطًا حقيقيًا لوأد الفتنة في مهدها قبل فوات الأوان.
وأكد مهران، أن هذا العدوان يأتي في سياق تقويض الجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار وإحياء المسار السياسي بين الجانبين، لافتًا إلى أن اقتحام القوات الإسرائيلية لرفح يمثل انتهاكًا للمادة الأولى من اتفاقية كامب ديفيد التي تؤكد على احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية، والمادة الثانية التي تحظر اللجوء للقوة أو التهديد ضد السلامة الإقليمية والاستقلال السياسي لأي من الطرفين.
وحذر الخبير الدولي من أن الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة لحرمة الأراضي الفلسطينية وحقوق السكان المدنيين، تتنافى مع جوهر ونصوص اتفاقية السلام التي كان يُفترض أن تضع حدًا للنزاع ليس فقط بين مصر وإسرائيل، وإنما أيضًا بين إسرائيل وجيرانها العرب كما أكدت ديباجة الاتفاقية، منوهًا إلى أن معاهدة كامب ديفيد تضمنت التزامًا واضحًا بانسحاب القوات الإسرائيلية والمستوطنين إلى حدود ما قبل يونيو 1967.
مصر لن تتراجع.. قيادات حزبية تدين سيطرة إسرائيل على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح أول تعليق من إيران على العملية العسكرية الإسرائيلية في رفحكما شدد الدكتور مهران على أن قيام إسرائيل باجتياح رفح بقواتها وإدخال المعدات العسكرية الثقيلة، يُعد خرقًا فاضحًا للمادة الرابعة من الاتفاقية التي نصت على إقامة مناطق منزوعة السلاح على جانبي الحدود المصرية الإسرائيلية، محذرًا من أن تصاعد وتيرة هذه الانتهاكات يهدد مستقبل معاهدة السلام برمتها، ويمنح مصر الحق القانوني في تعليق العمل بها أو الانسحاب منها وفقًا لأحكام القانون الدولي.
وأضاف أستاذ القانون الدولي، أن الاجتياح البري لرفح يمثل أيضًا تهديدًا خطيرًا للأمن القومي المصري، حيث يهدف إلى تهجير مئات الآلاف من سكان القطاع إلى سيناء وتحويل حدودنا الشرقية إلى ساحة للعمليات العسكرية.
وفي معرض تعليقه على الإطار القانوني الذي يمكن لمصر التحرك من خلاله لمواجهة الانتهاكات الإسرائيلية، أشار الدكتور محمد مهران إلى أهمية تقديم شكوى رسمية أمام مجلس الأمن الدولي لإدانة الاعتداءات وحث إسرائيل على وقف أعمالها العدائية، فضلًا عن إمكانية عقد اجتماع طارئ للجامعة العربية لتنسيق المواقف الإقليمية والدولية الضاغطة علىه تل أبيب، ودعوة القاهرة لتفعيل اللجنة المشتركة المنصوص عليها في اتفاقية السلام أو اللجوء لآليات فض المنازعات كالتحكيم الدولي لإجبار إسرائيل على الامتثال لالتزاماتها القانونية.
وجدد مهران في ختام تصريحاته بالتأكيد على أهمية اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته في وقف جرائم الحرب الإسرائيلية ومحاسبة مرتكبيها وفقًا لأحكام القانون الدولي الإنساني، داعيًا لتكثيف الجهود من أجل التوصل لتسوية سياسية عادلة وشاملة تنهي الاحتلال وتمكن الفلسطينيين من نيل حقوقهم المشروعة، باعتبار ذلك السبيل الوحيد لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مصر العدوان الإسرائيلي غزة حماس رفح رفح الفلسطينية مدينة رفح الفلسطينية الإسرائیلیة فی القانون الدولی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الانتخابات الأمريكية.. ماذا يحدث في حال التعادل بين هاريس وترامب؟
عرض برنامج «صباح الخير يا مصر» تقديم الإعلاميين محمد عبده وجومانا ماهر عبر القناة الأولى والفضائية المصرية، تقريرا بعنوان «الانتخابات الأمريكية.. ماذا يحدث في حال التعادل بين هاريس وترامب؟»، إذ أن هناك عدة سيناريوهات وضعت في اعتبارات الجولة الرئاسية للانتخابات الأمريكية، وأبرزها ماذا لو فشل المرشحان كامالا هاريس ودونالد ترامب في تحقيق الغالبية من أصوات الناخبين، لافتا إلى أن هذه الافتراضية التي من شأنها إثارة معضلة معقدة تفاقم قلق الأمريكيين، وهى ممكنة من الناحية النظرية.
وتابع التقرير: «أجاب الدستور الأمريكي عن هذا السؤال بأنه سيحيل الأمر للكونجرس في هذه الحالة، لاختيار الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، وبالتحديد مجلس النواب المنتخب بنتيجة الاقتراع أيضا فيما يتولى مجلس الشيوخ تعيين نائب الرئيس».
وأوضح، أن هذه الإفتراضية نادرة الحدوث، وقد تحدث في حالة تعادل المرشحان في عدد الناخبين الكبار، لافتا إلى أن هناك عدة سيناريوهات تصويت قد تؤدي إلى هذا التعادل المطلق بين المرشحين في عدد أعضاء المجمع الانتخابي، الذي يضم 538 عضوا، وستكون مهمتهم أختيار الرئيس المقبل للبلاد في وقتا لاحق.
اقرأ أيضاًترامب: بايدن يكرهني.. ومصير أمريكا في الوقت الحالي بأيدي الناخبين
خبير: توقعات بفوضى بأمريكا إذا لم يفز ترامب بالانتخابات
أول تعليق من روسيا على احتجاز طاقمها الصحفي في أمريكا