بلقاسم بوقنة.. سفير الأهازيج والأشعار البدوية التونسية
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
بلقاسم بوقنة (1963- 2024) فنان شعبي تونسي، لقّب بـ"فنان الجنوب الأوّل" و"عندليب الجنوب"، اشتهر بصوته البدوي وتفرّده في مجال الأغنية الصحراوية البدوية التي جادت بها قرائح أكبر شعراء الجنوب التونسي.
رغم خجله الشديد الذي عرف به في الأوساط الفنية التونسية، إلا أنّه اعتبر من أهم سفراء التراث والموسيقى الصحراوية التونسية، ومن الذين عرّفوا بها في على المستوى المحلي والعالمي.
ولد بلقاسم بن علي بوقنة في 27 سبتمبر/أيلول 1967 بمنطقة القلعة في مدينة دوز بمحافظة قبلي الواقعة في الجنوب الغربي التونسي، الذي مثّل مرجعيته الفنية الوحيدة واستوحى منه أغانيه واعتمد فيها على قصائد لشعراء المنطقة.
عائلته البسيطة شجّعته على التعلّم والدراسة وأنهى مسيرته المهنية معلّما في المدارس الابتدائية في مسقط رأسه.
تزوّج بلقاسم بوقنة وأنجب ولدين وبنتين.
امتهن بلقاسم بوقنة التعليم في مسيرة انطلقت أواخر الثمانينات، ولازم فصول الدراسة حتى تقاعده يوم 18 يناير/كانون الثاني بمدينة دوز.
وعلى الرغم من سطوع نجمه، إلا أنه لم يفكّر في ترك مهنته الأصلية، التي اعتبرها رسالة سامية وردا لجميل الأجيال السابقة من المعلمين.
انطلقت مسيرة بلقاسم بوقنة الفنية منذ سنوات شبابه الأولى، وتحديدا من منتصف سبعينيات إلى بداية ثمانينيات القرن العشرين، رفقة مجموعة من شباب منطقة القلعة مسقط رأسه.
شغفه بالقصائد والأشعار البدوية التي كان يلحنها ويغنيها جعله يتصدّر قائمة الفنانين الشعبيين الذين يحيون المهرجانات المحلية، وساهم ذلك في بزوغ نجمه وتصنيفه ضمن أهم أصوات الفن الشعبي التونسي المتخصصة في أداء الأغاني البدوية الصحراوية.
في منتصف الثمانينات، وبعدما حظي بنجاح كبير، بدأ بوقنة يفكّر في إصدار ألبومه الغنائي الأول، ونظرا لتخوّف المنتجين من الإخفاق المحتمل للونه الغنائي اضطر إلى اقتراض 1000 دينار تونسي (نحو 300 دولار أميركي) لتمويل حلمه الفني.
نجوميته على المستوى المحلي والوطني لم تغير شيئا من طباعه المحافظة والخجولة، ولا من طريقة لباسه التي بقيت وفية لأسلوب البدو البسيط.
رغم شهرته الكبيرة وأداء عدد كبير من أغانيه من طرف كثير من الفنانين التونسيين، إلا أنه عرف بابتعاده عن الأوساط الفنية وعدم احتكاكه بالمطربين التونسيين، وظل مرابطا في الجنوب التونسي طوال مسيرته الفنية، التي امتدّت لأكثر من أربعة عقود.
سنة 2021 أعلن عن إصابته بداء القصور الكلوي، مما أدى الى توقف شبه كلي لنشاطه الفني.
تم تكريم بلقاسم بوقنة سنة 2022 في المهرجان الدولي للصحراء بدوز.
إنتاجاته الفنيةأصدر بلقاسم بوقنة طوال مسيرته الفنية 11 ألبوما غنائيا، عُرف من بينها عدد هام من الأغاني الناجحة على غرار:
على الله عندي سبع سنين تعدوا. الضحضاح. سهران. يا الوالدة. الغربة. وراس عيوني. طير القطا. اللهم صل على المصطفى. يا محبوبي. وفاتهتعرّض بلقاسم بوقنة يوم 29 أبريل/نيسان 2024 لوعكة نجمت عن تدهور حالته الصحية جراء القصور الكلوي، الذي كان يعاني منه إضافة الى صعوبات في التنفس، ونقل إلى المستشفى الجهوي لمحافظة قبلي، وهناك وافته المنية يوم الأحد 5 مايو/أيار 2024 عن عمر ناهز 61 عاما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
رايتس ووتش تتهم السلطات التونسية بممارسة القمع القضائي لسحق المعارضة
كشفت منظمة هيومن رايتس ووتش في تقرير جديد عن تصاعد مقلق في استخدام الحكومة التونسية للاحتجاز التعسفي والملاحقات القضائية ذات الدوافع السياسية، وحذرت من عودة البلاد إلى ما كانت عليه قبل ثورة 2011.
وأشار التقرير، الذي حمل عنوان "كلنا متآمرون: استخدام الاحتجاز التعسفي في تونس لسحق المعارضة"، إلى اعتماد السلطات التونسية على قوانين مثل قانون مكافحة الإرهاب لسنة 2015 والمجلة الجزائية والمرسوم عدد 54، لتبرير استهداف المعارضين.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2الداخلية السورية تعلن القبض على رئيس قسم التحقيق بسجن صيدناياlist 2 of 2الأمم المتحدة تصف الوضع في غزة بالجحيم وتحذيرات من كارثة بالمستشفياتend of listووفق المنظمة فإن هذه القوانين تمنح السلطات صلاحيات واسعة تشمل مراقبة المنتقدين واحتجازهم بتهم أمنية تعسفية تصل عقوبتها إلى الإعدام.
ووثقت هيومن رايتس ووتش حالات 22 شخصا -بينهم محامون وصحفيون ونشطاء سياسيون- محتجزين بسبب تصريحاتهم العلنية أو أنشطتهم السلمية، في حين بلغ إجمالي المعتقلين لأسباب سياسية أكثر من 50 حتى يناير/كانون الثاني 2025.
وبحسب التقرير، استهدفت السلطات التونسية خصوم الرئيس قيس سعيّد بشكل ممنهج، بينهم راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة رئيس البرلمان السابق، وعبير موسي رئيسة الحزب الدستوري الحر. كما شملت حملة الاعتقالات شخصيات حقوقية وإعلامية، أبرزها المحامية سنية الدهماني والصحفي محمد بوغلاب.
إعلانوقال بسام خواجا، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "لم يحدث منذ ثورة 2011 أن شهدت تونس مثل هذه الحملات القمعية. السلطات تدفع البلاد خطوة إلى الوراء، لتعيدها إلى زمن تكميم الأفواه عبر القمع القضائي".
وطالبت هيومن رايتس ووتش المجتمع الدولي وشركاء تونس الدوليين، بمن فيهم الاتحاد الأوروبي واللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان، باتخاذ موقف واضح ضد الانتهاكات المستمرة، والضغط على السلطات للإفراج عن المحتجزين المعارضين ووقف استخدام القوانين لملاحقة النشطاء.
وأكدت المنظمة أن استقلال القضاء في تونس بات مهددا، مع حل الرئيس سعيّد للمجلس الأعلى للقضاء واستهداف المحامين بالملاحقات الأمنية.
وحذر التقرير من أن استمرار هذه السياسات القمعية يضع مستقبل الحريات المدنية والسياسية في تونس على المحك، وسط مخاوف من تحول البلاد إلى نموذج للحكم القمعي المؤسس على تسييس القضاء وتكميم الأفواه.