ترسانة الإسكندرية في عهد محمد علي باشا

في عام 1829، وصل المهندس الفرنسي دي سيرزي بك إلى مصر، وكانت هناك بضع سفن في الإسكندرية التي نجت من معركة نافارين، طلب محمد علي من سيرزي تصميم ترسانة بحرية كبيرة، حيث كانت الترسانة القديمة في الإسكندرية قائمة ويمكن استخدامها كنواة للترسانة الجديدة.

بناء ترسانة الإسكندرية 

وقد استعان محمد علي بالحاج عمر، وهو من أهالي الإسكندرية، لمساعدة سيرزي في بناء وتصميم السفن الحربية الجديدة في ترسانة بولاق القديمة.

قام سيرزي بدراسة مشروع بناء ترسانة كبيرة بدلاً من الترسانة القديمة، وبعد اكتمال دراسته وتصميمه، قدم الرسومات اللازمة لمحمد علي في 9 يونيو 1829، وبعد موافقة محمد علي على التصميم، بدأ سيرزي في تنفيذ المشروع.

تم بناء الترسانة في عام 1831، وقرر محمد علي أن يكون سيرزي هو المهندس الرئيسي للترسانة، حيث تم ترقيته إلى رتبة البكوية وأصبح يعرف بسيرزي بك. ثم تم ترقيته إلى رتبة اللواء وأخذ على عاتقه تدريب العمال على تنفيذ الأعمال المختلفة في الترسانة. وبهذا الشكل، تقدمت عملية بناء المباني وتم تدريب العمال على مهارات مختلفة بشكل مستمر.

الخميس.. ندوة حول المواطنة ونبذ ثقافة الكراهية بالأعلى للثقافة تحتفل به الديانات الثلاث والبداية عند المصريين القدماء .. قصة احتفال شم النسيم| خبير أثري يروي

كان محمد علي حريصًا على تنشيط العمل وتحفيز العمال، وكان يحضر بنفسه إلى الترسانة ويشجع العمال ويعطيهم المثل في الجهد والاجتهاد، وكان إبراهيم باشا يفعل الشيء نفسه.

 

 وكان لتحفيزهما تأثير كبير في تقدم العمل، وفي يوم 3 يناير 1831، تم افتتاح سفينة حربية تحمل 100 مدفع، وهكذا، ساهم بناء ترسانة الإسكندرية في حدوث نهضة عمرانية واجتماعية في المدينةـ حيث ارتفع عدد سكانها من 8,000 نسمة عندما وصلت الحملة الفرنسية إلى مصر، إلى 130,000 نسمة في عام 1830.

 وأصبحت ترسانة الإسكندرية واحدة من أكبر المنشآت البحرية والعسكرية،تحت إشراف محمد علي باشا، وقد ظلت تلعب دورًا هامًا في الدفاع عن مصالح مصر البحرية وتعزيز قدرتها العسكرية في البحر الأبيض المتوسط.

وفيما بعد، تم تطوير ترسانة الإسكندرية وتوسيعها لتضم مرافق إضافية مثل الورش والمستودعات والمستشفيات البحرية، وأصبحت تعتبر قاعدة بحرية حديثة ومتكاملة. ومن خلال الاستثمار في تحديث الترسانة، تم تطوير العديد من السفن الحربية المتطورة وتجهيزها بأحدث التقنيات البحرية.

ترسانة الإسكندرية

و مع صدور فرمان 1841 لم يصبح لمحمد علي حق بناء السفن الحربية إلا بإذن من الباب العالي، ومن ذلك الوقت بدأ اضمحلال البحرية المصرية فلم تعد الترسانة تعمل بكامل طاقتها.

 

وإليكم نص البرقية التي أرسلها دي روسيتي القنصل الإيطالي بالإسكندرية إلي حاكم ليفورنو بشأن ترسانة الإسكندرية البحرية : 
"من دي روسيتي الى حاكم ليفورنو 
الإسكندرية 10 إبريل 1828 بعد إنشاء عظمة الباشا لترسانة رائعة هنا قرر عظمته عدم التوصية ببناء أي سفن أخرى في أوروبا و لذلك أجل تكليف بناء السفينة الشراعية الذي كان قد سبق أن أوكل السيد فيرنانديز للقيام به ، آمرا إياه بأن يرسل إلى هنا على الفور الأخشاب والآلات و جميع الأشياء التي في حوزته ، و هذا القرار يعتبر مخيبا بعض الشيء لهذا الميناء و لكنه قرار عام و لا أستطيع إلغاؤه.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: ترسانة الإسكندرية السفن الحربية بناء السفن عهد محمد علي محمد علي باشا بناء ترسانة محمد علی

إقرأ أيضاً:

مفاجأة صادمة في قضية ســ فاح الإسكندرية.. المتهم استأجر 25 شقة ‏لإخفاء الجرائم

ما زالت قضية "سفاح الإسكندرية" تثير جدلاً واسعًا في الشارع المصري، بعدما كشفت تفاصيل جديدة عن الجرائم البشعة التي ارتكبها المحامي نصر الدين غازي.
 

فقد استغل مهنته وذكاءه الاجتماعي لإخفاء أفعاله الدموية، مستخدمًا مواقع التواصل الاجتماعي لنشر الأدعية والآيات القرآنية، ليبدو أمام الجميع كرجل متدين وصاحب خلق رفيع.

اكتشاف الجرائم وبلاغات الاختفاء

بدأت خيوط القضية في الانكشاف عندما تقدمت أسرة المهندس محمد إبراهيم ببلاغ يفيد بتغيبه منذ عامين. 
كانت آخر مكالمة بينه وبين ابنته مليئة بالرسائل الغامضة، إذ بدا وكأنه يشعر بخطر يهدد حياته. 
وبعد انقطاع الاتصال به، تلقت العائلة رسالة من هاتفه تفيد بأنه غادر المدينة وتزوج من امرأة أخرى، لكن لاحقًا اتضح أن هذه الرسالة لم تكن منه.

تزامن ذلك مع ورود بلاغات أخرى عن اختفاء سيدتين كانتا على صلة بالمتهم. وعند مداهمة إحدى الشقق التي كان يستأجرها بمنطقة العصافرة، عثرت الأجهزة الأمنية على جثث مدفونة في الأرضية، إحداهما ملفوفة في بطانية والاخري ملفوفة بأكياس بلاستيكية بإحكام لمنع انتشار الروائح الكريهة.

المتهم ونشاطه عبر وسائل التواصل الاجتماعي

المفاجأة الأكبر كانت في الحساب الشخصي للمتهم على "فيسبوك"، حيث بدا أنه يستخدمه كوسيلة لإبعاد الشبهات عنه. نشر المتهم أدعية دينية وأحكامًا نحوية ومقالات عن الفلسفة السياسية، ليعكس صورة مزيفة عن نفسه كشخص متدين ومثقف، حتى قبل أيام من القبض عليه، كان ينشر دعاء الفرج والكرب، مما زاد من صدمة المتابعين بعد اكتشاف حقيقته.

اعترافات السفاح وأساليبه الإجرامية

عند استجوابه، أقر المتهم بأنه بدأ سلسلة جرائمه بقتل زوجته بسبب خلافات بينهما، ودفنها في شقته بمنطقة المعمورة. ثم بعد ثمانية أشهر، تخلص من سيدة أخرى كانت موكلته في قضية قانونية، وذلك بعد نشوب خلاف مالي بينهما. اتبع القاتل الطريقة ذاتها في دفن الجثث، حيث قام بوضعها داخل أكياس بلاستيكية ودفنها تحت الأرض.

أما الضحية الثالثة فكان المهندس محمد إبراهيم، الذي تعرف عليه المتهم في المحكمة، وأقنعه بمساعدته في بيع منزله. لكن بعد استدراجه، قام بقتله ودفنه في شقة أخرى بحي العصافرة، حيث تمكنت الشرطة من استخراج رفاته والتعرف عليه عبر متعلقاته الشخصية.

توسع التحقيقات وكشف المزيد من الضحايا

مع استمرار التحقيقات، ظهرت تفاصيل أكثر صدمة، حيث تم العثور على 25 شقة استأجرها المتهم في مناطق مختلفة، بينها أربع شقق في القاهرة وأربع أخرى في محافظة البحيرة. وكشف محاميه أن هناك بلاغات جديدة عن ضحايا محتملين، قد يكون من بينهم سيدة عراقية تزوجها المتهم واختفت آثارها منذ فترة.

كما قررت النيابة العامة استدعاء عدد من الأشخاص المرتبطين بالمتهم، من بينهم 6 أفراد متهمين بالتعاون معه، بينهم ثلاث سيدات. كما تم توجيه التهم لبعض مساعديه الذين ساعدوه في استئجار الشقق وإدارة نشاطاته المريبة.

واصلت نيابة المنتزه ثانٍ تحقيقاتها في قضية العثور على جثث داخل إحدى الشقق السكنية بمنطقة العصافرة، حيث خضع المتهم لجلسة تحقيق مطولة استمرت نحو 20 ساعة، لمواجهته بتفاصيل العثور على الجثة الثالثة، التي تعود للمهندس محمد إبراهيم، داخل شقة كان يستأجرها المتهم بشارع 7 المتفرع من شارع 45.

وخلال التحقيقات، أنكر المتهم صلته بالجريمة ونفى تورطه في مقتل الضحية. ومع ذلك، وجهت النيابة إليه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار المقترن بالسرقة، وأمرت بإعادته إلى محبسه على ذمة التحقيقات.

في السياق ذاته، أصدر المستشار أحمد الخولي، رئيس نيابة المنتزه ثانٍ، توجيهاته بسرعة إعداد تقرير المعمل الجنائي حول تحليل DNA الخاص بالجثة الثالثة، وذلك بعد أخذ عينة من أسرة المجني عليه المحتمل، المهندس محمد إ.

كما شددت النيابة على ضرورة الإسراع في إعداد تقرير الطب الشرعي المتعلق بتشريح الجثث الثلاث، لتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها، بالإضافة إلى استعجال تقرير الأدلة الجنائية بشأن معاينة مسرح الجريمة ورفع آثاره، لكشف ملابسات الواقعة وتقديم الأدلة اللازمة لاستكمال التحقيقات.ردود فعل الشارع والتحقيقات المستمرة

أثارت القضية صدمة كبيرة في المجتمع، حيث طالب كثيرون بتوقيع أقصى العقوبات على المتهم. وأكدت الجهات الأمنية أنها ما زالت تتابع البلاغات حول حالات الاختفاء المشتبه بها، وتقوم بتحليل سجلات المتهم لمعرفة ما إذا كان له ضحايا آخرون لم يتم الكشف عنهم بعد.

ويواجه المتهم تهمة القتل العمد لزوجته عرفيًا وموكلته ومهندس آخر وإخفاء جثثهم بدفنهم في أرضية شقتين بالطابق الأرضي بمنطقتي المعمورة والعصافرة في الإسكندرية.


  العدالة تنتصر دائمًا

وكشفت هذه الواقعة كيف أن الجريمة لا تكتمل مهما كان مرتكبها دقيقًا في التخطيط والتنفيذ، فهناك دائمًا خيط يكشف المستور، وأداة تفضح الجاني، حتى لو كان يظن أنه بعيد عن الأنظار,وتبقى قضية "سفاح الإسكندرية" من أكثر القضايا الإجرامية بشاعة في مصر خلال السنوات الأخيرة. فالقاتل الذي كان يظهر بمظهر الرجل المتدين والمثقف، لم يكن سوى وحش بشري يختبئ خلف ستار الدين والمظاهر الاجتماعية. ومع استمرار التحقيقات، يبقى السؤال مفتوحًا: كم عدد الضحايا الحقيقي لهذا السفاح؟ وهل هناك مفاجآت أخرى لم تُكشف بعد؟
 

مقالات مشابهة

  • إعلان اجتماع العلا يكشف عن أكبر بكثير من تعهد بإعادة إعمار سوريا ودول الصراع
  • مفاجأة صادمة في قضية ســ فاح الإسكندرية.. المتهم استأجر 25 شقة ‏لإخفاء الجرائم
  • وسط الجمهور في الإسكندرية.. أول صور لـ محمد رمضان في كواليس برنامج مدفع رمضان
  • كيف قضت «الداخلية» على «خط الصعيد الجديد» وماذا عن ترسانة السلاح؟
  • أمير المدينة يلتقي أهالي محافظة المهد ومديري الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية
  • أمير المدينة المنورة يلتقي أهالي محافظة المهد ومديري الإدارات الحكومية المدنية والعسكرية
  • مفتي الجمهورية لطلاب مدارس الإسكندرية: الدين ليس مجرد طقوس
  • حبس المتسببين بالإهمال فى غرق لاعب الترسانة عامين
  • ضبط أكبر صفقة مخدرات قبل ترويجها على الشباب بالدقهلية
  • مفاوضات قوية لضم محمد شريف ببيراميدز بمقابل مادي أكبر من الأهلي