أكبر المنشآت البحرية والعسكرية.. قصة بناء ترسانة الإسكندرية في عهد محمد علي
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
ترسانة الإسكندرية في عهد محمد علي باشا
في عام 1829، وصل المهندس الفرنسي دي سيرزي بك إلى مصر، وكانت هناك بضع سفن في الإسكندرية التي نجت من معركة نافارين، طلب محمد علي من سيرزي تصميم ترسانة بحرية كبيرة، حيث كانت الترسانة القديمة في الإسكندرية قائمة ويمكن استخدامها كنواة للترسانة الجديدة.
بناء ترسانة الإسكندريةوقد استعان محمد علي بالحاج عمر، وهو من أهالي الإسكندرية، لمساعدة سيرزي في بناء وتصميم السفن الحربية الجديدة في ترسانة بولاق القديمة.
قام سيرزي بدراسة مشروع بناء ترسانة كبيرة بدلاً من الترسانة القديمة، وبعد اكتمال دراسته وتصميمه، قدم الرسومات اللازمة لمحمد علي في 9 يونيو 1829، وبعد موافقة محمد علي على التصميم، بدأ سيرزي في تنفيذ المشروع.
تم بناء الترسانة في عام 1831، وقرر محمد علي أن يكون سيرزي هو المهندس الرئيسي للترسانة، حيث تم ترقيته إلى رتبة البكوية وأصبح يعرف بسيرزي بك. ثم تم ترقيته إلى رتبة اللواء وأخذ على عاتقه تدريب العمال على تنفيذ الأعمال المختلفة في الترسانة. وبهذا الشكل، تقدمت عملية بناء المباني وتم تدريب العمال على مهارات مختلفة بشكل مستمر.
الخميس.. ندوة حول المواطنة ونبذ ثقافة الكراهية بالأعلى للثقافة تحتفل به الديانات الثلاث والبداية عند المصريين القدماء .. قصة احتفال شم النسيم| خبير أثري يرويكان محمد علي حريصًا على تنشيط العمل وتحفيز العمال، وكان يحضر بنفسه إلى الترسانة ويشجع العمال ويعطيهم المثل في الجهد والاجتهاد، وكان إبراهيم باشا يفعل الشيء نفسه.
وكان لتحفيزهما تأثير كبير في تقدم العمل، وفي يوم 3 يناير 1831، تم افتتاح سفينة حربية تحمل 100 مدفع، وهكذا، ساهم بناء ترسانة الإسكندرية في حدوث نهضة عمرانية واجتماعية في المدينةـ حيث ارتفع عدد سكانها من 8,000 نسمة عندما وصلت الحملة الفرنسية إلى مصر، إلى 130,000 نسمة في عام 1830.
وأصبحت ترسانة الإسكندرية واحدة من أكبر المنشآت البحرية والعسكرية،تحت إشراف محمد علي باشا، وقد ظلت تلعب دورًا هامًا في الدفاع عن مصالح مصر البحرية وتعزيز قدرتها العسكرية في البحر الأبيض المتوسط.
وفيما بعد، تم تطوير ترسانة الإسكندرية وتوسيعها لتضم مرافق إضافية مثل الورش والمستودعات والمستشفيات البحرية، وأصبحت تعتبر قاعدة بحرية حديثة ومتكاملة. ومن خلال الاستثمار في تحديث الترسانة، تم تطوير العديد من السفن الحربية المتطورة وتجهيزها بأحدث التقنيات البحرية.
ترسانة الإسكندريةو مع صدور فرمان 1841 لم يصبح لمحمد علي حق بناء السفن الحربية إلا بإذن من الباب العالي، ومن ذلك الوقت بدأ اضمحلال البحرية المصرية فلم تعد الترسانة تعمل بكامل طاقتها.
وإليكم نص البرقية التي أرسلها دي روسيتي القنصل الإيطالي بالإسكندرية إلي حاكم ليفورنو بشأن ترسانة الإسكندرية البحرية :
"من دي روسيتي الى حاكم ليفورنو
الإسكندرية 10 إبريل 1828 بعد إنشاء عظمة الباشا لترسانة رائعة هنا قرر عظمته عدم التوصية ببناء أي سفن أخرى في أوروبا و لذلك أجل تكليف بناء السفينة الشراعية الذي كان قد سبق أن أوكل السيد فيرنانديز للقيام به ، آمرا إياه بأن يرسل إلى هنا على الفور الأخشاب والآلات و جميع الأشياء التي في حوزته ، و هذا القرار يعتبر مخيبا بعض الشيء لهذا الميناء و لكنه قرار عام و لا أستطيع إلغاؤه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ترسانة الإسكندرية السفن الحربية بناء السفن عهد محمد علي محمد علي باشا بناء ترسانة محمد علی
إقرأ أيضاً:
الفريق أسامة ربيع يبحث أوجه التعاون المستقبلي مع ترسانة IHC الهولندية
استقبل الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، اليوم الاثنين، Derk te bokkel الرئيس التنفيذي لترسانة IHC الهولندية يرافقه وفد رفيع المستوى، لبحث أوجه التعاون المستقبلي، بحضور عدد من أعضاء مجلس إدارة الهيئة، وذلك بمبنى الإرشاد بمحافظة الإسماعيلية.
يأتي ذلك في إطار التعاون الممتد بين هيئة قناة السويس و ترسانة IHC الهولندية، وتعد الزيارة هى الزيارة الرسمية الأولى للهيئة منذ تولي السيد Derk te bokkel مهام منصبه رئيسا تنفيذيا للترسانة الهولندية.
في مستهل اللقاء، أعرب الفريق أسامة ربيع عن تطلعه لاستثمار علاقات التعاون والشراكة الممتدة بين الجانبين وتحقيق مزيدا من النجاحات و العمل المشترك لتحقيق هدف استراتيجي جديد ببحث سبل توطين صناعة بناء الكراكات في الترسانات الوطنية المصرية.
وأشاد رئيس الهيئة بالمستوى المتميز ومعدلات التكريك المتحققة للكراكتين "مهاب مميش" و"حسين طنطاوى" خلال مشاركتهم في مشروع تطوير القطاع الجنوبي بما يعكس إمكانيات وقدرات أحدث كراكتين بالأسطول البحري للهيئة من بناء ترسانة IHC الهولندية.
وأضاف رئيس الهيئة أن المستقبل يحمل فرصا واعدة لاستمرار الجهود المبذولة نحو تطوير الأسطول البحري للهيئة وضم كراكات ووحدات بحرية متنوعة تتلائم مع طبيعة الاحتياجات المتزايدة لتطوير المجرى الملاحي للقناة وتواكب الاتجاهات الحديثة لاستخدام تطبيقات صديقة للبيئة وفق التكنولوجيا الأحدث عالميا بالصناعة البحرية.
من جانبه، أكد Derk te bokkel الرئيس التنفيذي لترسانة IHC الهولندية أن هيئة قناة السويس تظل عميلا وشريكا مميزا تجمعنا به العديد من المشروعات الناجحة المشتركة وهو ما يجعلنا على استعداد دائم لمناقشة آليات العمل و سبل التعاون المستقبلي.
وأوضح الرئيس التنفيذي لترسانة IHC الهولندية أن الترسانة تتبني استراتيجيات عمل حديثة لبناء كراكات بتكنولوجيا جديدة تسمح لها بالعمل باستخدام الوقود التقليدي والوقود الأخضر بحيث يتم اختيار وقود التشغيل وفقا لاستراتيجيات التشغيل والمعايير المرتبطة بالتكلفة والإتاحة بما يحقق متطلبات العملاء ويواكب الإتجاهات الحديثة في الصناعة البحرية.