رغم تحذير كبار مسؤولي الأمم المتحدة من أن أي اجتياح أو غزو إسرائيلي لمدينة رفح قد يدفع 1.5 مليون فلسطيني نازح إلي حافة الهاوية مما ينذر بكارثة إنسانية غير مسبوقة في التاريخ الحديث، مما يجعل التوصل إلي حل مستحيلاً، تجاهلت إسرائيل كافة التحذيرات والدعوات الدولية لثنيها عن شن عملية برية في رفح، الملاذ الأخير لسكان غزة.

وقال خبراء أن القوات الإسرائيلية، أثناء تقدمها بريا في رفح بزعم القضاء على كتائب حماس الأربعة، والتي يدعي جيش الاحتلال تواجدها هناك، ستواجه عدوًا متمرسًا في القتال ولديه القدرة على الاشتباك وإعادة الإمداد من خلال شبكة واسعة من الأنفاق، وفق تقرير نشرته مجلة فورين بوليسي الامريكية.

وقال جوناثان لورد، وهو زميل بارز ومدير برنامج أمن الشرق الأوسط في مركز الدراسات الدولية: "ستبدو مدينة رفح مختلفة بعض الشيء بشكل أساسي"، بالمقارنة بأي مدينة فلسطينية آخري خاض فيها الاحتلال اشتباكات مع حركة المقاومة حماس.  

وقال لورد إن الإسرائيليين حاولوا في السابق إقامة جدار تحت الأرض لمنع حماس من استخدام أي أنفاق، لكنهم لم ينجحوا. وأضاف: "على الأرجح أن حماس متحصنة ومستعدة للقتال من مواقع متمركزة حيث يمكنها الوصول إلى الأنفاق وإعادة الإمداد والقدرة على التسلل والهروب والتحرك".

ونقلت فورين بوليسي عن مايكل مولروي، نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي السابق الذي يعمل الآن مع مجموعة فوجبو، التي تساعد في إنشاء رصيف المساعدات في غزة، إن الإسرائيليين أخبروا المنظمات غير الحكومية أن عملية الإخلاء ستستغرق حوالي 10 أيام، على الرغم من أن جماعات الإغاثة تعتقد أنها قد تستغرق وقت أطول بكثير. 

وقال مولروي إن العملية قد تؤدي إلى إغلاق المعابر الحدودية إلى غزة لمدة تصل إلى ثلاثة إلى أربعة أسابيع. وقال مولروي إن الإسرائيليين سيحتاجون إلى فرقتين على الأقل، مظليات وعناصر مدرعة، إلى جانب فرق أصغر من المدفعية وقوات العمليات الخاصة.

وأوضح كينيث ماكنزي، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية ورئيس القيادة المركزية الأمريكية حتى عام 2022: "ستكون معركة متعددة الأبعاد.. سيتعين عليهم القتال تحت الأرض، وفوق الأرض، وسيتعين عليهم القتال في الغلاف الجوي المنخفض للأرض، لأن كل من إسرائيل وحماس سيستخدمان على الأرجح الكثير من الطائرات بدون طيار."

وشدد ماكنزي: "ستكون معركة قاسية ودموية وقبيحة أخرى"، مضيفًا أن كلا الطرفين بالتأكيد سيطبقان ما تعلماه من دروس معاركهم في شمال غزة. 

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: رفح فورين بوليسي الاحتلال حماس غزة

إقرأ أيضاً:

معاريف: جيش الاحتلال منهك وعاجز عن حسم المعركة مع حماس

يكشف المراسل العسكري لصحيفة "معاريف" الإسرائيلية آفي أشكنازي أن الجيش الإسرائيلي يعاني من حالة إنهاك شديدة في قطاع غزة، وبات عاجزا عن فرض حسم عسكري على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي انتقلت إلى أسلوب حرب العصابات، وذلك على الرغم من أن الجيش تمكن من إلحاق ضربات قاسية بحزب الله في لبنان.

ويذكر أشكنازي أن الجيش الإسرائيلي شن مساء الأحد غارة جوية دقيقة استهدفت مبنى في حي الضاحية الجنوبية لبيروت، وتمكّن من تدمير مخزن صواريخ تابع لحزب الله كان مخبأ داخل المبنى. وأشار إلى أن هذه العملية تمت في وضح النهار، مما يعكس، بحسبه، شعور إسرائيل بالقوة والقدرة على العمل في عمق الأراضي اللبنانية ضد أحد الأصول الإستراتيجية لحزب الله.

الفشل في غزة

ويزعم المراسل العسكري أن العمليات الإسرائيلية في لبنان أظهرت أن الجيش تمكن من الانتصار في المعركة هناك، حيث يدير تحركاته بدقة وقوة في أي نقطة يرى فيها تهديدا أو محاولة من حزب الله لإعادة بناء قوته العسكرية، سواء في لبنان أو سوريا أو في أماكن أخرى.

وبحسب أشكنازي، ركّزت إسرائيل ضرباتها في لبنان بشكل مدروس ضد أهداف حزب الله، دون استهداف المدنيين اللبنانيين بشكل مباشر، مما ساعد على تثبيت بنية حكم مستقرة هناك، وأضعف بشكل واضح نفوذ الحزب السياسي والاجتماعي، الأمر الذي انعكس سلبا على قوته العسكرية.

إعلان

غير أنه يؤكد أن الوضع في قطاع غزة مختلف تماما. فرغم أن الجيش الإسرائيلي دمّر أصولا عديدة لحركة حماس، ودمر أحياء كاملة مثل رفح وأجزاء أخرى من القطاع، فإن إسرائيل "لم تستطع في فرض قناعة واضحة بأنها حسمت الحرب أو هزمت حماس والفصائل الفلسطينية".

ويضيف أشكنازي أن حماس تحولت إلى حرب عصابات ضد الجيش الإسرائيلي، مما جعل وضع القوات الإسرائيلية في القطاع "غير جيد". وأوضح أن "الجيش ينفذ هجمات في مناطق مختلفة، لكنها ليست معارك عنيفة واسعة النطاق، بل أشبه بمعارك دفاعية محدودة في مساحات صغيرة. فمعظم القوات متمركزة في أماكن محددة، تحاول إنشاء مناطق دفاعية حولها، دون تقدم أو تراجع، وهو ما يؤدي إلى إنهاك القوات".

مراسل معاريف العسكري قال إن الحرب بغزة انتقلت إلى أسلوب حرب العصابات (الجزيرة) إرهاق وتآكل

ويشير أشكنازي إلى أن هذا الوضع يرهق الجيش، سواء جنود الاحتياط أو الجنود النظاميين، حيث يمكث العديد منهم في غزة منذ نحو شهر دون إجازات أو راحة حقيقية، ودون رؤية واضحة للهدف التالي أو الإستراتيجية العامة للهجوم.

ويعتبر المراسل العسكري أن "هذا يؤدي إلى تآكل الجيش وعشرات الآلاف من جنود الاحتياط وعشرات الآلاف من الجنود النظاميين".

ويضيف أن هذا الأمر "أسوأ ما قد يحدث للجيش"، مشيرا إلى أن كبار الضباط، رغم محاولاتهم الإبقاء على المعنويات مرتفعة، يعترفون خلال جولاتهم الميدانية بأن هذا الوضع لا يمكن أن يستمر لفترة طويلة.

وكشف المراسل أن عشرات الآلاف من جنود الاحتياط تلقوا مؤخرا أوامر استدعاء جديدة للخدمة لمدة تتراوح بين 50 إلى 80 يوما إضافية، خصوصا في مناطق ممري فيلادلفيا موراغ، مما سيضطر الكثير منهم لإبلاغ عائلاتهم بأنهم سيغيبون عن عطلة الصيف وعن الإجازات العائلية داخل إسرائيل وخارجها.

وأفاد أشكنازي أن وزارة الدفاع والجيش وزّعا أمس قسائم ترفيه لعائلات جنود الاحتياط للإقامة في فنادق، لكن كثيرا منهم لن يستطيعوا الاستفادة منها قبل صيف العام القادم أو ربما الذي يليه، رغم أن صلاحية القسائم تمتد حتى مايو/أيار 2031، متسائلا إن كانت هذه الخطة طويلة الأمد مدروسة أم مجرد صدفة.

إعلان

وفي ختام مقاله، حذّر المراسل الإسرائيلي من استمرار الوضع الراهن في غزة، مشيرا إلى أنه يُنهك الجيش الإسرائيلي ويهدد قدرته على مواصلة العمليات بكفاءة في حال استمر هذا الاستنزاف الطويل دون تحقيق نتائج واضحة.

مقالات مشابهة

  • اغتيال خلف القضبان.. عبدالله البرغوثي يواجه الموت في سجون الاحتلال
  • الاحتلال يواجه ضغوطا قانونية بمحكمة “العدل العليا” بشأن حظر “أونروا”
  • كيف ينعكس توسيع الاحتلال عمليته العسكرية بغزة على الأرض؟ الدويري يجيب
  • معاريف: جيش الاحتلال منهك وعاجز عن حسم المعركة مع حماس
  • حماس: نؤكد استمرار التحرك في المستوى السياسي لإنهاء حرب الإبادة وإغاثة المواطنين
  • ترميم خرائط نادرة يحيي الأمل في الحفاظ على تاريخ ليبيا
  • قتل الجنود يزيد وتيرة الهجوم على نتنياهو.. وباراك وأيالون يدعوان للعصيان
  • ثلاث مخاوف إسرائيلية من تعميق القتال داخل قطاع غزة.. بينها كمائن المقاومة
  • وزير إسرائيلي يضع شروطًا لوقف القتال في غزة
  • وزير إسرائيلي: سيأتي وقت قد نضطر فيه لإدخال الغذاء والمياه إلى غزة