تأجيل إطلاق مركبة ستارلاينر بأولى رحلاتها المأهولة.. لخلل في الصاروخ الذي سيقلّها
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
أفادت وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" أنّ أولى الرحلات التجريبية المأهولة لمركبة الفضاء "ستارلاينر" التابعة لعملاق صناعات الطيران "بوينغ"، ستُؤجَّل حتى الجمعة القادم على أقل تقدير، وذلك بعد اكتشاف خلل في الصاروخ الفضائي الذي كان على وشك الإقلاع مساء أمس الاثنين.
وكانت الرحلة الافتتاحية التي طال انتظارها لستارلاينر من المقرر أن تحمل روّاد فضاء إلى محطة الفضاء الدولية في ظل سعي شركة بوينغ لمنافسة شركة "سبيس إكس" للحصول على حصّة أكبر من مشاريع ومهام وكالة ناسا المستقبلية.
وتأتي هذه المهمة بعد مضي عامين على نجاح التحام المركبة الفضائية بمحطة الفضاء الدولية في منتصف عام 2022 في ثاني رحلاتها التجريبية غير المأهولة.
وجاء قرار إلغاء الرحلة يوم أمس في اللحظات الأخيرة قبل ساعتين من بدء العد التنازلي، إذ كانت الكبسولة جاهزة للإقلاع من مركز كينيدي للفضاء التابع للوكالة الأميركية في فلوريدا على متن صاروخ الفضاء "أطلس 5" المُصنّع من قبل شركتي "يونايتد لانتش ألينس" و"لوكهيد مارتن". ويُعزى التأجيل إلى اكتشاف مشكلة في إحدى صمامات الصاروخ، وفقًا لما أعلنته ناسا ببث مباشر عبر الإنترنت.
وقال "توري برونو" الرئيس التنفيذي لشركة يونايتد لانتش ألينس: إنّ الصمام الذي يتحكم في ضغط الوقود والمسؤول عن دفع مركبة ستارلاينر نحو المدار، كان يُحدث طنينا مسموعا غير معتاد، مما دفع المسؤولين إلى اتخاذ قرار التأجيل بموجب قواعد أكثر حساسية للرحلات المأهولة حفاظا على سلامة روّاد الفضاء.
وكان كلا رائدي الفضاء "باري ويلمور" و"سونيتا ويليامز" داخل الكبسولة على استعداد كامل قبل نحو ساعة من قرار تعليق الإطلاق وتأجيل الرحلة ليوم الجمعة، ريثما يعثر الخبراء على سبب المشكلة وحلّها.
صاروخ أطلس 5 يمتلك سجلا حافلا بالرحلات الناجحة منذ أوّل إقلاع له عام 2002 ويتمتع بدرجة عالية من المرونة لرفع مجموعة واسعة من الحمولات الفضائية المتعددة (رويترز)ولا يُعد إيقاف رحلات الفضاء في اللحظات الأخيرة أمرا نادرا إذا ما عُثِر على أعطال بسيطة أو قراءات غير واضحة لأجهزة الاستشعار، نظرا لحساسية المهمة والتكاليف الباهظة، لا سيما في المركبات الفضائية الجديدة التي تحلّق بالبشر لأوّل مرة.
وعلى صعيد آخر، تواجه شركة بوينغ تدقيقا عاما ومكثفا لجميع أنشطتها بعد مرورها بأزمة من الحوادث لطائراتها التجارية خلال الأعوام الماضية. ويعد مشروع مركبة الفضاء ستارلاينر محطة فارقة بالنسبة للشركة لإبراز قصة نجاح جديدة واسترداد جزء من سمعتها.
وعلى الرغم من أن ستارلاينر مصممة للطيران بشكل مستقل، يمكن لرواد الفضاء التحكم بالمركبة بشكل يدوي إذا لزم الأمر، وهذا ما سيتعيّن على رائدي الفضاء عمله في أثناء توجه المركبة إلى محطة الفضاء الدولية لغرض التدرّب على المناورة والتحكم بالمركبة.
كما ستستغرق الرحلة نحو 26 ساعة قبل أن تلتحم المركبة بالمحطة الفضائية على ارتفاع 400 كيلومتر فوق سطح الأرض. ومن المتوقع أن يبقى رائدا الفضاء في المحطة الفضائية لمدة أسبوع قبل أن يعودا أدراجهما إلى الأرض بالمركبة ذاتها، والتي ستعتمد على آلية الهبوط الناعم باستخدام مظلّة ووسادة هوائية للهبوط على أرض يابسة، وهي المرّة الأولى التي تعتمد فيها ناسا على هذا النظام في رحلاتها.
وكلّف مشروع تصنيع وتطوير مركبة ستارلاينر حتى هذه اللحظة ما يفوق 1.5 مليار دولار من أصل عقد أبرمته الشركة مع ناسا بقيمة 4.2 مليارات دولار.
وبالاعتماد على نتيجة الرحلة المرتقبة، سيتعيّن على مركبة ستارلاينر الفضائية إجراء ما لا يقل عن 6 رحلات فضائية مأهولة أخرى لصالح ناسا إلى محطة الفضاء الدولية خلال الفترة المقبلة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات فضاء محطة الفضاء الدولیة مرکبة ستارلاینر
إقرأ أيضاً:
عاجل - محققون روس: صاروخ "بانتسير-إس1" وراء إسقاط طائرة الخطوط الأذربيجانية
كشف موقع "يورونيوز" أن رحلة الخطوط الجوية الأذربيجانية رقم 8243 قد أُسقطت فى 25 ديسمبر 2024 بصاروخ أُطلق من منظومة بانتسير-إس1، التى تم نقلها من سوريا إلى روسيا، مما أدى إلى مقتل 38 شخصًا وإصابة 29 آخرين.
وأوضحت التقارير أن أنظمة الحرب الإلكترونية استُخدمت ضد الطائرة الأذربيجانية خلال اقترابها من الهبوط في مطار غروزني، تسبب ذلك في أعطال كبيرة في أنظمة التحكم بالطائرة، ما أدى إلى تحطمها قرب مطار أكتاو في كازاخستان.
ووفقًا لمصادر "أنيو زد"، فقد تمكن المحققون الروس من تحديد هوية الشخص الذي أطلق الصاروخ، بالإضافة إلى الضابط المسؤول عن إصدار الأمر.
فى اليوم التالى لتحطم طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية فى أكتاو، أعلنت مصادر حكومية أذربيجانية لـ "يورونيوز" أن صاروخًا روسيًا من طراز أرض-جو تسبب فى إسقاط الطائرة، وأوضحت المصادر أن الصاروخ أُطلق على الرحلة 8432 خلال نشاط لطائرة مسيرة فوق غروزني، ما أدى إلى إصابة الركاب وطاقم الطائرة بشظايا الصاروخ، قبل أن ينفجر بجانبها أثناء الطيران.
ووفقًا للمصادر، لم يُسمح للطائرة المتضررة بالهبوط فى أى مطار روسى على الرغم من طلب الطيارين إجراء هبوط اضطراري. بدلًا من ذلك، أُمرت الطائرة بالتحليق عبر بحر قزوين باتجاه مطار أكتاو فى كازاخستان. وأظهرت البيانات أن أنظمة الملاحة بنظام تحديد المواقع (GPS) كانت مشوشة طوال مسار الرحلة فوق البحر.
وبعد ثلاثة أيام من الكارثة، صرح الرئيس الأذربيجانى إلهام علييف فى خطاب أن الطائرة "أسقطتها روسيا"، مضيفًا: "لا نقول إن ذلك تم عن قصد، ولكن حدث ما حدث".
أعلن علييف عن ثلاثة مطالب قدمتها باكو لموسكو، وهي: تقديم اعتذار رسمى لأذربيجان، الاعتراف بالمسؤولية عن الحادث، ومعاقبة المتسببين فى الحادث وتحميلهم المسؤولية الجنائية، بالإضافة إلى دفع تعويضات للضحايا وللدولة الأذربيجانية.
وأشار علييف إلى أن المطلب الأول قد تحقق بعد اعتذار الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى 28 ديسمبر، حيث وصف الحادث بـ "المأساوي"، لكنه لم يعترف بمسؤولية موسكو عن إسقاط الطائرة.
وفى الوقت ذاته، أعلنت حكومة كازاخستان عن قرارها إرسال مسجلات الطائرة إلى البرازيل لتحليلها، بهدف الكشف جميع الحقائق المتعلقة بالمأساة. وأكدت أن هذه الخطوة تأتى فى إطار تنسيق مع أذربيجان لتحقيق شفاف ومتكامل فى الحادث، ما يعكس التوافق بين البلدين على السعى للوصول إلى الحقيقة وتحقيق العدالة.