الأنانية السياسية ومصالحها العاجلة
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
بقلم: ماهر المهدي
القاهرة (زمان التركية) _ العالم يقبل في تمام وعيه اقتحام مقر بعثة تتمتع بالحصانة بقوات أمنية، لتلقى القبض على مسؤول يحاول الهروب من الملاحقة القانونية التي استدعتها تهم موجهة إليه في وطنه بالفساد، ويقبل قصف بعثة تتمتع بالحصانة القنصلية ليبعث إلى الدولة صاحبة المقر والى الدولة صاحبة البعثة، وإلى دول المنطقة مجتمعة برسالة فحواها أن القوات التي قامت بتلك الهجمة قادرة على فعل كل شيء دون توقف عند حواجز ما.
الواقعة الأولى نبتت سعيًا وراء تطبيق القانون المحلي، وحماية حقوق الدولة الوطنية المادية والقانونية والأدبية، وتقديم نموذج حي على قدرة الدولة على القيام بواجباتها حتى أبعد مدى وربما مهما حصل ومهما كانت النتيجة، وتقديم شهادة حية على عدم تمتع أحد بمناعة ضد المحاسبة القانونية.
والواقعة الثانية نشأت على يد حكم وضع نفسه في مأزق من الوحشية والعنف غير المحسوب الهادف ربما إلى شق طريق بالدم والموت الى أحلام وطنية سعيدة في “جنة ديمقراطية ” تستطيع أن تقتل من حولها أجمعين وأن تدمر ما حولها كله بينما تنمو تحيا هي في رخاء وحبور، وذلك في إطار الرد على دولة عدو ظاهر وبعث رسالة إلى مجموع دول المنطقة. وفحوى الرسالة هو القدرة على ضرب كل هدف -مهما ان كان – بقسوة وصرامة ونجاح واضح، ربما اتباعًا لحكمة بعض القادة التاريخيين الطغاة الخاسرين مثل هتلر الذى يروى عنه أن بعض تحفيذه لقواته قام على أن الانتصار في الحرب هو هدف أوحد يعلو على احترام الصح والخطأ .
والواقعتان ولا شك انتهكتا إطارًا قانونيًّا دوليًّا هامًّا يحرص العالم أجمع -منذ أمد بعيد في تاريخ البشرية – على توقيره وتقديسه وإبعاده عن نيران الحروب والنزاعات الدولية وهو الإطار المتعلق بالرسل أو المبعوثين الدوليين، فقتل المبعوثين وانتهاك مقار البعثات كان تاريخيًّا وما زال من أقبح الأعمال التي لا تجد لنفسها مبررًا مقبولًا في كل الأحوال وفي كل الشرائع مجتمعة ومتفرقة لما ينطوي عليه الاعتداء على المبعوثين من شرور عظيمة.
وقد لا يفسر الواقعتين شيء سوى الانتهازية والأنانية السياسية الضيقة التي لا ترى حولها أحدًا أو شيئًا سوى مصالحها العاجلة، وليكن بعد ذلك ما يكون وليقع الحساب وقتما يقع وعلى كاهل كائن من كان .
سفير
Trending Comments Latest© 2024 جميع الحقوق محفوظة -
المصدر: جريدة زمان التركية
إقرأ أيضاً:
غزة – لا صحة للشائعات حول إجلاء الوفود الأجنبية الطبية
قال المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء الاثنين 24 مارس 2025 ، إنه لا صحة لما يُتداول من شائعات حول إجلاء الوفود الأجنبية الطبية من قطاع غزة.
وأضاف المكتب في بيان صحفي تلقت سوا نسخه عنه :" يتداول بعض النشطاء والهواة شائعات ومزاعم عن قيام الاحتلال بإبلاغ جميع الوفود الطبية الأجنبية بضرورة مغادرة قطاع غزة فورًا. بعد تواصلنا المباشر مع المؤسسات الدولية الطبية وغير الطبية، نؤكد بشكل قاطع أن هذه المعلومات غير صحيحة وأنها عبارة عن إشاعات."
وأهاب المكتب بالجميع خاصة النشطاء والإعلاميين، بضرورة تحرّي الدقة والمسؤولية في نقل الأخبار والمعلومات، والتأكد من مصادرها قبل تداولها ونشرها، لتفادي نشر الإشاعات التي قد تخدم أجندات الاحتلال وتربك المشهد الإنساني في القطاع.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من أخبار غزة المحلية شاهد: كتائب القسام تنشر مقطعا مصوّرا يُظهر أسيرين إسرائيليين على قيد الحياة بالفيديو: سلاح الجو الإسرائيلي يستهدف عشرات المركبات في غزة صحة غزة: حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي تتخطى حاجز الـ 50 ألفا الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة إدارة ترامب وإسرائيل تدرسان هذه الواجهة لتهجير سكان غزة الحكومة الإسرائيلية تجتمع غدا للبت بإقالة رئيس الشاباك لبنان - شهيدان باستهداف الاحتلال مركبة عاجل
جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025