لماذا لا تستطيع تكوين صداقات؟ وكيف يؤثر غياب الأصدقاء في حياتك؟
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
يعاني بعض الأشخاص من عدم القدرة على تكوين صداقات، فإذا كنت واحدا منهم، لا تقلق، فأنت لست وحدك! ولكن ما الأسباب المحتملة لعدم نجاحك في تكوين صداقات؟ وكيف يؤثر عدم وجود أصدقاء على حياتك؟ إليك ما يقوله الخبراء..
أسباب عدم نجاحك في تكوين صداقات؟يقول اختصاصي الطب النفسي الدكتور وائل المومني إن الفشل في تكوين الصداقات قد يكون مشكلة تواجه كثيرا من الأشخاص، لعدة أسباب ويمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياتهم الاجتماعية والنفسية، ومن أسبابها:
الانطوائية والخجل: الخوف من الرفض أو الشعور بعدم القدرة على الانخراط مع الآخرين قد يمنع الشخص من المحاولة في تكوين صداقات.اضطرابات الصحة النفسية: مثل الاكتئاب والقلق، التي يمكن أن تجعل التفاعل الاجتماعي شاقّا ومرهقا. ضعف مهارات التواصل: عدم القدرة على إجراء محادثات مع الآخرين أو عدم فهم الإشارات الاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى سوء التفاهم والشعور بالعزلة. التجارب السابقة السيئة: تجارب سلبية سابقة مع الأصدقاء قد تؤدي إلى فقدان الثقة في الآخرين والخوف من تكرار تلك التجارب. نقص الفرص الاجتماعية: العيش في بيئة تفتقر إلى الفرص الاجتماعية أو العمل في بيئة معزولة يمكن أن يحد من قدرة الشخص على لقاء أشخاص جدد.
عدم القدرة على تكوين صداقات يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حياة الفرد الاجتماعية والنفسية (بيكسلز) آثار وحلول
ويذكر المومني في حديثه للجزيرة نت بعض الآثار لعدم قدرة الفرد على تكوين صداقات:
العزلة والوحدة: قد تؤدي إلى زيادة مشاعر الحزن والقلق وقد تؤثر على الصحة العقلية. انخفاض الثقة بالنفس: الشعور المستمر بالرفض قد يؤدي إلى تدني الثقة بالنفس والشعور بعدم الكفاءة. صعوبات التطور الشخصي: الصداقات غالبا ما تكون مصدرا للدعم والتحفيز، وغيابها يمكن أن يحد من النمو الشخصي.وائل المومني: تكوين الصداقات يستغرق وقتا وجهدا كبيرا ومن المهم عدم التسرع في الحكم على العلاقات الجديدة (الجزيرة) طرق تساعدك على تكوين الصداقات
صعوبة تكوين الصداقات يمكن أن تكون عقبة كبيرة في حياة الفرد، لكن بالفهم والدعم المناسب، يمكن تخطي هذه العقبات. من المهم التركيز على النمو الشخصي واستغلال الفرص الاجتماعية المتاحة، ويمكن الاستعانة بالدعم من المختصين بالطب النفسي والعلاقات عند الحاجة. ويشرح المومني أن هناك عدة طرق لمساعدة الشخص على تكوين الصداقات، ومنها:
تحسين مهارات التواصل: يمكن من خلال دورات تدريبية أو مشاركة في نشاطات جماعية تساعد على التحدث أمام الناس وتبادل الأفكار. العلاج النفسي: العمل مع معالج نفسي للتغلب على المخاوف الاجتماعية وتحسين الصحة النفسية. الانخراط في الأنشطة الجماعية: المشاركة في نوادٍ أو جمعيات تتضمن اهتمامات مماثلة يمكن أن تساعد في لقاء أشخاص يشاركونك الاهتمامات نفسها. تطوير الذات: العمل على تحسين الصورة الذاتية وتقدير الذات عن طريق تحديد النقاط الإيجابية وتقويتها. الصبر والمداومة: إن تكوين الصداقات يستغرق وقتا وجهدا كبيرا، ومن المهم عدم التسرع في الحكم على العلاقات الجديدة.غياب الأصدقاء يؤثر سلبا على الأسرة لأن الشخص يكتسب كثيرا من المهارات من خلال تعاملاته (بيكسلز) تأثير نقص الأصدقاء على الأسرة
بدوره، يقول المستشار الأسري الاجتماعي مفيد سرحان إنه "بالرغم من الإيجابيات الكثيرة للصداقة فإن البعض ليس لديه أصدقاء أو يجد صعوبة في تكوين الصداقات، إذ إن هنالك -ربما- من لا يؤمن بتكوين صداقات أو لا يشعر بأهميتها، وآخرين لا يمتلكون القدرة على بناء الصداقات أو المحافظة على الأصدقاء. وفي كل الأحوال فإن ذلك يعد أمرا سلبيا من الناحية الاجتماعية؛ لأن الإنسان بطبعه اجتماعي".
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4صانع دمى في غزة يحول العلب المعدنية إلى ألعاب "تروي قصص النازحين"list 2 of 4هل تبالغ في الاعتذار للآخرين.. إليك الأسباب والحلولlist 3 of 4مسجد ليون الكبير.. منارة دينية وثقافية وتحفة معمارية في فرنساlist 4 of 4نورة بوحناش: مقاصد الحداثة مادية وهكذا تسلِّع رمضانend of listويعتقد سرحان أن عدم وجود الأصدقاء قد يؤثر سلبا على العائلة، حيث إن الشخصية الانطوائية للرجل تنعكس على الزوجة والأبناء. لأن الشخص يكتسب الكثير من المهارات من خلال تعاملاته.
إضافة الى أنه يتمتع بشخصية أكثر حيوية وقدرة على التعامل مع المشكلات والبعد عن القلق والاضطراب، وفق سرحان، ويتمتع بشخصية أكثر مرحا وهي صفات مهمة لإدارة الأسرة.
مفيد سرحان: من مسؤولية الآباء والأمهات إدراك أهمية بناء الأبناء للصداقات على اختلاف مراحلهم العمرية (الجزيرة) بناء الصداقات والتنشئة الاجتماعيةويوضح سرحان في حديثه للجزيرة نت، أن الأبناء غالبا ما يقتدون بالأب، وقد يميل الأبناء إلى العزلة أيضا. وهنا تكمن مسؤولية الآباء والأمهات في إدراك أهمية بناء الأبناء للصداقات على اختلاف مراحلهم العمرية، فبناء الصداقات مهمّ في التنشئة الاجتماعية للأبناء وبناء شخصياتهم وتقوية الثقة بالنفس والابتعاد عن الخجل، وفق المستشار سرحان.
ويضيف أن من مسؤولية الآباء تشجيع أبنائهم على تكوين الصداقات وتوجيههم إلى أسس اختيار الصديق. كما أن وجود أصدقاء حقيقيين للوالدين تربية عملية للأبناء للاختيار.
ومما يساعد الأبناء على تكوين الصداقات مشاركتهم في الزيارات الاجتماعية لأسر الأقارب والأصدقاء. والمشاركة في الرحلات المدرسية واللعب مع الأقران والزملاء والمشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، واستقبال الأسرة لزملاء الأبناء داخل المنزل.
ويرى سرحان أن ما زاد من عزلة البعض، التعامل السلبي مع مواقع التواصل الاجتماعي وقضاء البعض معظم وقته في التعامل معها وعدم الاهتمام بالتواصل الشخصي وجها لوجه حتى مع أقرب الأشخاص إليه، من حيث القرب العائلي والسكن. اعتقادا بأن هذا يوفر مزيدا من الوقت ويكسبه أعدادا أكبر من العلاقات الافتراضية دون تحمل تبعات.
وقد يتفاخر الشخص بوجود أعداد كبيرة من المتابعين والأصدقاء الافتراضيين وهو لم يلتق أيًّا منهم أو يخالطهم أو يتعرف على نفسياتهم أو يتأكد من إخلاصهم وهي أمور مهمة لاختيار واختبار الأصدقاء، وفق سرحان.
ما زاد من عزلة البعض التعامل السلبي مع مواقع التواصل الاجتماعي (بيكسلز) 3 نصائح مهمةونشر موقع "فري ويل مايند" خطوات تساعدك على تكوين صداقات جديدة، وتجربة الشعور بالانتماء للصداقات القديمة واستعادتها، ومنها:
ابحث عن بيئات مريحة: من المهم إيجاد طرق لمساعدة نفسك على الشعور بالراحة والطمأنينة أثناء تكوين صداقات جديدة، وهذا يتطلب التفكير بشكل نقدي في نفسك وفي البيئة التي تجعلك تشعر براحة أكبر. إعطاؤها الوقت: بينما تعمل على إقامة علاقات جديدة أو إحياء الصداقات القديمة، من الضروري أن تتذكر أن إنشاء صداقات ذات معنى يستغرق وقتا. هل أنت شخص محبوب: يمكن أن يساعد هذا الاختبار السريع والمجاني -والذي تجده في بعض المواقع الإلكترونية- في إعطائك نظرة ثاقبة عما إذا كنت تمتلك سمات قد تجعلك محبوبا -أكثر أو أقل- عند تكوين الصداقات.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: ترجمات حريات اجتماعي عدم القدرة على فی تکوین من المهم یمکن أن
إقرأ أيضاً:
هل حان وقت التخلص من السكر؟ حقائق قد تغير حياتك
شمسان بوست / متابعات:
لم يكن السكر دائما من المكونات الرئيسية في غذاء البشر.
فقبل قرنين من الزمان، كان من النادر أن يستهلك الفرد أكثر من بضعة كيلوغرامات في العام، حتى في أكثر الدول ثراء. أما الآن، فإن استهلاك السكر في كثير من البلدان متوسطة الدخل والبلدان مرتفعة الدخل يبلغ ما بين 30 إلى 40 كيلوغراما للفرد سنويا، ويزيد هذا الرقم عن 45 كيلوغراما في الولايات المتحدة، وفق أولبي بوسما أستاذ التاريخ بجامعة في يو أمستردام ومؤلف كتاب “عالم السكر: كيف غيرت هذه المادة الحلوة سياستنا وصحتنا وبيئتنا على مدى 2000 عام”.
وفي القرن التاسع عشر، كان السكر يعطى للعمال الذين يعانون من الإجهاد وسوء التغذية كوسيلة رخيصة وسريعة لزيادة السعرات الحرارية في غذائهم. أما في القرن العشرين، فكان السكر يضاف إلى مؤن الجنود في أمريكا وأوروبا واليابان لزيادة قدرتهم على التحمل.
ويقول بوسما إنه مع بداية القرن التاسع عشر، بدأ الأطباء يربطون بين استهلاك السكر والسمنة وما يعرف الآن بالنوع الثاني من مرض السكري. ويضيف الأكاديمي الأمريكي أن الناس كانت تعلم أن استهلاك السكر بكميات كبيرة قد يؤدي إلى السمنة والمرض، بيد أن صناعة السكر والمشروبات كرست مجهوداتها التسويقية لإقناع الناس بأن الدهون وليس السكر هي التي تشكل خطرا حقيقيا على القلب والأوعية الدموية.
لكن في الآونة الأخيرة، ازدادت التحذيرات من المخاطر المحتملة للإفراط في تناول السكر، والتي من بينها الإصابة بأمراض عديدة.
فهل يجب أن نكف عن تناول السكر؟
السكر شكل من أشكال الكربوهيدرات البسيطة، وهناك أنواع كثيرة منه، أبرزها الغلوكوز والفركتوز اللذان يتحدان معا لتكوين السكروز – وهو ما نطلق عليه عادة اسم السكر، والذي يستخدم في تحلية الشاي والقهوة وصنع الكعك. هناك أيضا اللاكتوز الذي يوجد بشكل طبيعي في اللبن الحليب، والمولتوز الذي يوجد في حبوب الغلال كالذرة والشعير والقمح، والغالاكتوز الذي يشبه في تركيبه الكيميائي الغلوكوز، ويوجد في منتجات الألبان وبعض الخضروات والفواكه.
ويطلق مصطلح “السكريات الحرة” على تلك التي تضاف إلى الطعام والمشروبات، وتلك التي توجد بشكل طبيعي في عصائر الفواكه والفواكه المهروسة، والعسل. سبب هذه التسمية هو أنها ليست موجودة داخل خلايا الطعام الذي نأكله. فعندما نحول الفواكه إلى عصير على سبيل المثال، تخرج السكريات من خلاياها وتصبح حرة، وهو ما يؤدي إلى فقدان الألياف المفيدة التي كانت موجودة في تلك الفواكه.
هل نحتاج إضافة السكر إلى غذائنا؟
تحتاج أجسامنا إلى أحد أنواع السكر المشار إليها آنفا، وهو الغلوكوز، إذ تستخدمه الخلايا المختلفة، ومنها خلايا العضلات والدماغ، كمصدر أساسي للطاقة، أو تخزنه للاستخدام في وقت لاحق. وتستطيع أجسامنا تصنيع ما تحتاج إليه من غلوكوز خلال تكسير جزيئات الكربوهيدرات والبروتينات والدهون. كما أن بعض أنواع السكر توجد بالفعل بشكل طبيعي كما ذكرنا في أطعمة مثل الفواكه واللبن والخضروات، وهي أطعمة تحتوي بالإضافة إلى السكر على عناصر غذائية مهمة كالألياف والفيتامينات والبروتينات.
ومن ثم، كما تقول بريدجيت بنيلام، عالمة التغذية بالمؤسسة البريطانية للتغذية لـ بي بي سي، “إذا أرادنا أن نتحرى الدقة، نستطيع القول بأننا لسنا بحاجة إلى إضافة السكر إلى غذائنا”.
هل نسرف في تناول السكر؟
يتفق كثير من الخبراء على أنه، رغم أن السكر ليس سيئا في حد ذاته، فإن الإسراف في استهلاكه هو ما يزيد من مخاطر الإصابة بالعديد من المشكلات الصحية، ولا سيما بعد أن صار يضاف إلى عدد كبير من الأطعمة والمشروبات لتحسين مذاقها.
توصي الإرشادات الحكومية البريطانية بأن الحد الأقصى لكمية السكر التي ينبغي ألا يتخطاه الأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 11 عاما أو أكثر هو 30 غراما يوميا، أي ما يعادل 7 مكعبات، وبأنه لا ينبغي أن يشكل السكر أكثر من 5 في المئة من عدد السعرات الحرارية التي يتم تناولها يوميا. لكن بعض الإحصاءات تشير إلى أن السكر يشكل ما بين 9 إلى 12.5 في المئة من السعرات الحرارية التي يتناولها سكان المملكة المتحدة في اليوم الواحد.
وفي الولايات المتحدة، ينصح مركز السيطرة على الأمراض بألا تزيد كمية السكر المضافة إلى الطعام عن 10 في المئة من إجمالي السعرات الحرارية التي يتناولها الأفراد الذين يبلغون من العمر عامين أو أكثر، أي حوالي 50 غراما أو 12 ملعقة صغيرة من السكر، ومع ذلك تشير أحدث الأرقام إلى أن المواطن الأمريكي يتناول في المتوسط ما يعادل 17 ملعقة صغيرة من السكر يوميا.
ومن الصعب الحصول على إحصاءات دقيقة عن كمية السكر التي يتناولها الفرد في البلدان العربية، ولكن منظمة الصحة العالمية أشارت إلى وجود اتجاهات تصاعدية فيما يتعلق بتناول السكر في المنطقة، بسبب الزحف العمراني وزيادة توفر الأطعمة والمشروبات المعالجة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر.
ما المشكلات الصحية التي قد يتسبب فيها السكر؟
ربطت بعض الدراسات التي أجريت مؤخرا بين تناول كميات كبيرة من الفركتوز، ولا سيما من المشروبات التي تحتوي على كمية كبيرة من السكر والقطر المستخلص من الذرة (Corn syrup)، وبين زيادة الدهون في الكبد ومن ثم الإصابة بمرض الكبد الدهني غير الكحولي.
وأشارت مراجعة منهجية لعدد من الدراسات أجريت عام 2020 إلى وجود صلة بين تناول كميات كبيرة من السكر وبين زيادة مؤشرات الالتهاب المزمن في الجسم المرتبط بدوره بارتفاع خطر الإصابة بالعديد من الأمراض، ومن بينها السكري وأمراض القلب واضطرابات الأيض.
كما أن هناك دراسات تربط بين الإسراف في تناول السكر وتسارع شيخوخة الجلد.
وتقول منظمة الصحة العالمية إن “السكريات الحرة” هي العامل الغذائي الرئيسي المسبب لتسوس الأسنان، الذي ينتج عن تحويل البكتيريا الموجود في الفم السكريات إلى حمض يؤدي تآكل طبقتي المينا والعاج.
هل السكر “يغذي” السرطان؟
من المقولات التي يرددهها بعض الأطباء الناشطين على منصات التواصل الاجتماعي، أن “السكر يغذي خلايا السرطان”، أو “السرطان يعشق السكر”. كما أن ثمة من يتحدث عن تعافى شخص من السرطان بعد الامتناع عن استهلاك السكر، أو من يقول إن عدم تناوله سيساعد في علاج السرطان.
فما حقيقة ذلك؟ طرحت السؤال على البروفيسورة أريج الجواهري أخصائية الأورام الطبية والأستاذة المشاركة بكلية الطب بجامعة هارفارد الأمريكية.
شرحت لي البروفيسورة أريج أن “كافة خلايا الجسم تحتاج إلى الغلوكوز لكي تنمو وتتكاثر، ومن ثم فإن ذلك لا يقتصر على خلايا السرطان”.
“ليس هناك دليل مباشر يظهر بوضوح وجود علاقة سببية بين استهلاك السكر وخطر الإصابة بالسرطان أو استفحاله. صحيح أن خلايا السرطان تستهلك الغلوكوز، لكن استهلاك السكر باعتدال كجزء من نظام غذائي متوازن وصحي ليس مرتبطا بتغذية السرطان أو التسبب في نمو أسرع للسرطان. النظام الغذائي الذي يشمل تناول أطعمة تحتوي على نسبة عالية من السكر المعالج والكربوهيدرات المكررة من الممكن أن يؤدي إلى الإصابة بالسمنة ومقاومة الإنسولين. والسمنة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، لكن أكرر أن العلاقة ليست سببية ولكنها ارتباطية”.
وفيما يتعلق بتناول مرضى السرطان للسكر من عدمه، تقول أريج: “لا نعتقد أن حذف السكر من النظام الغذائي من الممكن أن يساعد على التعافي من السرطان أو الوقاية من خطر عودته. أهم شيء هو اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، غني بالخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات والدهون الصحية. أعتقد أن تفادي تناول كميات كبيرة من السكر المكرر أو الأطعمة فائقة المعالجة (والتي تعد غير صحية لأسباب عديدة) هو مقاربة معقولة لنظام غذائي صحي”.
هل هناك سكر صحي وسكر غير صحي؟
وفقا لموقع كلية الطب بجامعة هارفارد، فإن السكر الموجود بشكل طبيعي في الطعام والسكر المضاف يمران بنفس عملية الأيض (التمثيل الغذائي أو تحويل الغذاء إلى طاقة) داخل أجسامنا. لكن بالنسبة لغالبية الأشخاص، تناول السكريات الطبيعية مثل الفاكهة غير مرتبط بآثار صحية ضارة، لأن نسبة السكر فيها عادة ما تكون صغيرة، و”مغلفة” بألياف وغيرها من العناصر الغذائية المفيدة، في حين أن “أجسامنا لا تحتاج إلى السكر المضاف أو تستفيد منه”.
أما بالنسبة للأنواع المختلفة من السكر المضاف، فيذكر الموقع أنه لا توجد أنواع أفضل من غيرها بالنسبة لغالبية الأشخاص.
تقول عالمة التغذية بريدجيت بنيلام إن “هناك العديد من الأشكال الكيميائية المختلفة للسكر، لكن الشيء المهم الذي يجب الالتفات إليه هو النظر إليها ضمن نظام غذائي متوازن”، وتشدد على أهمية استهلاك كمياة محدودة من السكريات الحرة لأنها “تضيف سعرات حرارية لغذائنا وتزيد من خطر الإصابة بتسوس الأسنان”.
هل أصبحنا مدمنين على السكر؟
بعض الدراسات التي أجريت على حيوانات أشارت إلى سلوكيات تشبه الإدمان على السكر، لكن ليست هناك أدلة كافية تدعم إمكانية حدوث إدمان للسكر لدى البشر.
تقول بنيلام: “هناك جدل حول ما إذا كان من الممكن تصنيف أطعمة مثل السكر على أنها تؤدي إلى الإدمان. ما نعرفه هو أننا لدينا ميل طبيعي للمذاق الحلو، ومن ثم يحب كثير منا الأطعمة والمشروبات الحلوة. وفي بيئة تكون فيها الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على السكر متاحة بشكل كبير، يستهلك كثير منا كميات أكثر بكثير مما ينبغي”.
هل ينبغي الامتناع عن تناول السكريات الحرة؟
ربما تكون الإجابة الأكثر منطقية هي نعم، لأننا لسنا بحاجة إليها. لكن هناك بعض النقاط التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار.
على سبيل المثال، اتباع نظام غذائي قاس قد يؤدي إلى هوس غير صحي بالطعام الصحي، ولا سيما بين الأشخاص الذين لديهم استعداد للإصابة باضطرابات الأكل.
كما أن الامتناع عن تناول السكر قد يؤدي إلى بدائل له، ما قد يترتب عليه مشكلات صحية أخرى. على سبيل المثال، أشارت إحدى الدراسات إلى أن بعض المُحليات المصنعة قد تؤدي إلى إحداث تغييرات في تركيبة البكتيريا النافعة في الأمعاء، وأن تلك التغييرات مرتبطة بحدوث اضطرابات في الأيض.
تقول بنيلام: “لكي يكون النظام الغذائي صحيا، من المفيد تقليل استهلاك الأطعمة والمشروبات السكرية، ولكن ليس من الضروري الكف عن تناول السكر تماما. اتباع نظام غذائي متطرف عادة ما يكون غير قابل للاستدامة. أهم شيء هو الالتزام بحمية متوازنة على المدى الطويل، بدلا من اللجوء إلى حلول سريعة”.
“ديتوكس” السكر
تنتشر على مواقف التواصل مقاطع بعنوان “تحدي عدم تناول السكر لثلاثين يوما”، أو “ماذا يحدث لجسمك عندما تتوقف عن تناول السكر 14 أو 30 يوما”. ويتحدث أصحاب هذا المحتوى عن أنهم لاحظوا تحسنا عاما في صحتهم أو بشرتهم، أو ازدادوا نشاطا، أو أن وجوههم أصبحت أقل انتفاخا، أو فقدوا بعض الوزن.
*فهل من المفيد أن نلجأ إلى “ديتوكس السكر” لتخليص أجسامنا مما يصفه البعض بـ”السم الأبيض”؟
قمت بهذه التجربة بنفسي لأرى ما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات كتلك التي تحدث عنها صناع المحتوى.
ربما كان التغيير الوحيد الذي لمسته بعد التوقف عن تناول أطعمة تحتوي على سكر مضاف والاكتفاء بمصادر السكر الطبيعية كالفواكه لبضعة أسابيع هو تحسن تطفيف في البشرة. وما فاجأني هو أنني لم أفتقد السكر على الإطلاق، ولم أشعر بأي أعراض “انسحاب” كتلك التي تحدث عنها بعض “المؤثرين”، وهو ما شجعني على تقليل تناول الشوكولاتة والمخبوزات الحلوة بشكل كبير: فبعد أن كنت أتناول قطعة صغيرة معظم أيام الأسبوع، اقتصر الأمر على مرة كل أسبوعين.
تقول بنيلام: “اتباع نظام غذائي صحي يعني معرفة ما يناسبك. بالنسبة لبعض الأشخاص، التوقف التام عن تناول الأطعمة التي تحتوي على سكر لفترة من الوقت ربما يساعدهم على كسر عادة أكل الحلوى بانتظام. ولكن بالنسبة لآخرين، فإن منعه كليا قد يأتي بنتيجة عكسية، وفي هذه الحالة يكون من الأفضل تقليل كميات الأطعمة السكرية وعدد مرات تناولها”.