مشاكل عائلة بودريقة مع القانون لا تنتهي بمتابعة ابنها المنعش العقاري في قضية تزوير أخرى
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
تكاد متاعب « ع. بودريقة » المنعش العقاري المعروف في مدينة الدار البيضاء إلى جانب الموثق « ي. السايح » لا تنتهي. فبعد متابعتهما في حالة اعتقال في ملف « السطو على عقار في ملكية مسنة مريضة بمرض الزهايمر » الذي لايزال بين ردهات استئنافية الدار البيضاء، علم « اليوم24″، أن بودريقة إلى جانب الموثق، وعدد من المتهمين الآخرين، أحيلوا على غرفة الجنايات في المحكمة ذاتها في ملف آخر يتعلق أيضا بجناية التزوير.
وتنظر غرفة الجنايات باستئنافية الدار البيضاء في هذا الملف المثير الذي يتعلق بجناية تزوير محررين رسميين، الأول يهم عقد وعد بالبيع التوثيقي، للرسم العقاري عدد « 32658 سي » الكائن بمدينة بوسكورة، والثاني عقد البيع النهائي الذي انصب على نفس الرسم العقاري.
هذان العقدان، بين ورثة « عبد الله. س »، كواعدين بالبيع من جهة وبين شركة b2G immobilier في شخص مسيريها، « ع، بودريقة » و »م. الغزالي » الموعود لها بالبيع.
لكن أين هو المشكل؟ حسب مصادرنا، فإن أحد ورثة العقار السالف الذكر، يدعى « نبيل. س »، وقع على عقود البيع رغم أنه فاقد للأهلية، يعاني بحسب شواهد طبية، من اضطرابات نفسية وأعراض عقلية، على رأسها اضطرابات الفصام.
وأضافت مصادرنا، أنه على الرغم من ذلك فإن المتهمين لم يهتموا لهذا المعطى، كما أن هناك شبهة إجباره على التوقيع من طرف أحد أشقائه المتورطين في هذا الملف، حيث سلمه قلما دون استفساره عن فحوى العقد الذي وقع عليه.
وأشارت المصادر ذاتها، إلى أن أحد الورثة بصفته كطرف بائع لم يتوصل بكامل نصيبه في بيع العقار من طرف بودريقة والموثق. ويقول إن الذي وقعه ليس هو الذي تلي عليه مضمونه، الأمر الذي أثار استغرابه.
ويتهم « ع. بودريقة » في هذا الملف من أجل جنايتي مشاركة موثق في تزوير محررين رسميين واستعمالهما عن علم، طبقا لمقتضيات الفصول 356.129.353.351 من القانون الجنائي.
بينما الموثق يتابع بجرائم تزوير محررين رسميين واستعمال محرر رسمي مزور، أي عقد البيع النهائي والمشاركة عن طريق التحريض في تزوير محرر رسمي وجناية إخفاء وثائق خاصة متضمنة ومنشئة لالتزامات وتصرفات من شأنها أن تسهل البحث عن الجنايات.
كلمات دلالية الدار البيضاء المنعش العقاري بودريقة محكمة الاستئنافالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: الدار البيضاء المنعش العقاري بودريقة محكمة الاستئناف الدار البیضاء
إقرأ أيضاً:
حكاية أم الأسير
محمد رامس الرواس
كانت وما تزال العاطفة التي أودعها الله في قلوب الأمهات، رحمةً إنسانيةً أبديةً، تَختزلُ كل مشاعر الوجدان والشوق في الحياة، ولا يمكن لنا أن أتخيل مدى الكم الهائل من الآلام والأوجاع التي اعتصرت قلب كل أم فلسطينية تنتظر خروج ابنها من السجون الإسرائيلية على أحرِّ من الجمر.
إنِّها حكاية مئات- أو قُل الآلاف- من الأمهات الفلسطينيات تُجسِّدها أم فلسطينية عجوز تصلّي لله كل يوم مُتضرِّعة للمولى عزَّ وجلَّ أن يتحرر ابنها من السجون الإسرائيلية، برغم أنها تعلم أن الحكم عليه كان مؤبدًا وأمر عودته يُعد مُستحيلًا. في ذات الوقت كانت حركة حماس وكتائب القسام وبقية فصائل المقاومة تخطط وتشحذ الهمم وتنفذ المهام وتصبر ويصبر معها أهل غزة على الآلام لأجل الانتقال إلى مرحلة جديدة، وتحقيق أهداف منها: تحرير الأسرى الفلسطينيين وعلى رأسهم أصحاب الأحكام المؤبدة من السجون الإسرائيلية، عبر سعيهم لتحقيق صفقة كبرى كان ضمن أهدافها تحرير الأسرى. تمت الصفقة ووقفت الحرب وتم تبادل الأسرى بتاريخ 19 يناير 2025، وكانت لا تزال هذه الأم راكعة وساجدة بالليل ومتضرعة إلى المولى عزوجل بتلاوة آيات من القرآن الحكيم بما فيهن من وعد منه سبحانه وتعالى للصابرين بالنصر والتمكين والفرج.
فجأةً وبعد عشرات السنين التي قضاها الفتى ابن هذه الأم الفلسطينية العجوز في السجون الإسرائيلية بأحكام لا يُرتجى بعدها خروج من السجن تأتي 15 شهرًا بدأت في السابع من أكتوبر 2023، لتُغيِّر مسار الأحداث التي شهدها العالم وطالعها القاصي والداني، أحداث غيَّرت مسار التاريخ داخل غزة وخارجها؛ إذ أصبحت القضية الفلسطينية الأولى عالميًا مُتصدِّرةً الأحداث، وأمامها سقطت دولة الكيان الإسرائيلي وجيشها، وانهارت دولة الاحتلال اللقيطة، وانعزلت ووُضِعَت أمامها القيود وحكم على ساستها وقادتها في المحاكم الدولية بالإجرام وتنفيذ إبادة جماعية بقطاع غزة هذا بجانب حدوث تداعيات وتغيرات كبيرة في المنطقة سقطت خلالها أنظمة وتعافت دول أخرى.
كان وعد حماس على لسان أبي عبيدة الناطق الرسمي، باسمها بتبييض السجون الإسرائيلية من الأسرى الفلسطينيين في بداية طوفان الأقصى، كأنه حلم قبل 15 شهرًا من الآن، وفي المقابل كان هناك وعد من بنيامين نتنياهو- رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ومجلس حربه، الذي انحل قبل عدة أشهر- بتصفية حماس والقضاء عليها. بينما اليوم يتحقق حلم الشعب الفلسطيني ويُصبح الحلم واقعًا ويخرج الأسرى على دفعات من السجون الإسرائيلية، ونتنياهو يتجرع آلامه وحسراته في ذلٍ وخزيٍ وعارٍ. لقد تمت الصفقة بين حماس والكيان الإسرائيلي وبدأت عملية تبادل الأسرى، وكان من ضمنهم ابن هذه العجوز الفلسطينية التي خرج ابنها والتأم شمل العائلة، ولله الحمد، فلقد حدثت المعجزة وأصبح ابنها اليوم بين يديها يحتضنها وتحتضنه بشحمه ولحمه، بعد أن كان هذا الموقف حلمًا تتمنى أن يتحقق، وهي تسأل الله ولا تعلم كيف ولا متى ولا أين، لكنه اليقين في الله والثقة في رب العالمين، وإيمانها وصبرها، كان أقوى من كل شيء.
رابط مختصر