قالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن الأوامر الإسرائيلية بنقل الفلسطينيين من رفح جنوب القطاع غير إنسانية وتهدد بتعريضهم لمزيد من الخطر والبؤس، في حين حذرت مقررة أممية من وقوع كارثة، بسبب الهجوم الإسرائيلي على المدينة.

وحذر المفوض السامي، فولكر تورك، من أن تلك الأوامر يمكن أن تصل إلى مستوى جريمة حرب.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4وسط تحذير من مجاعة "شاملة".. الأونروا تتهم إسرائيل بتعطيل دخول المساعدات لغزةlist 2 of 4على رأسهم نتنياهو.. دعوى بهولندا ضد 12 مسؤولا إسرائيلياlist 3 of 4إدانات لإسرائيل.. إسطنبول تستضيف مؤتمرا دوليا لمكافحة العنصرية والطائفيةlist 4 of 4اتهام إسرائيل باقتراف "جرائم طبية" وتنكيل وتعذيب بمستشفى سجن الرملةend of list

وشنت إسرائيل غارات جوية على رفح أمس الاثنين، وطلبت من الفلسطينيين إخلاء أجزاء من المدينة الواقعة في جنوب غزة، التي تؤوي أكثر من مليون شخص شردتهم الحرب المستمرة منذ 7 أشهر، ويعيشون في الخيام والمدارس المزدحمة.

وأضاف في بيان "لا يزال سكان غزة يتعرضون للقنابل والأمراض والمجاعة. واليوم، قيل لهم إنه يتعين عليهم الانتقال مرة أخرى مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية في رفح.. هذا غير إنساني".

وأشار البيان إلى أن الضربات الإسرائيلية دمرت أجزاء أخرى من قطاع غزة وسوتها بالأرض لدرجة أنه لا يوجد موقع خارج رفح تتوفر فيه البنية التحتية والموارد لاستضافة الناس الذين يحتمون بمدينة رفح حاليا.

فولكر تورك: نقل الفلسطينيين من رفح جنوب القطاع غير إنساني (الفرنسية)

وأوضح البيان أن الأمر بتهجير المدنيين محظور بموجب القانون الإنساني الدولي، مع استثناءات قليلة تخضع لاشتراطات قانونية صارمة. وتابع أنه "إذا لم يتم استيفاء هذه الاشتراطات، فإن مثل هذه الأعمال قد تصل إلى مستوى جريمة حرب متمثلة في التهجير القسري".

وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم الثلاثاء خلال لقائه الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك من أن الهجوم البري على رفح من شأنه أن يتسبب في "عواقب إنسانية رهيبة وجرّ المنطقة إلى الفوضى".

وفي وقت سابق أمس الاثنين، حذر ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن عملية "الإخلاء الجماعي" لقسم من سكان رفح من المستحيل أن تُنفّذ بطريقة آمنة، مؤكدا أن الأمم المتحدة لا تشارك "بأي إخلاء غير طوعي".

من ناحيتها حذرت المقررة الأممية لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية، فرانشيسكا ألبانيز، من أن الهجوم الإسرائيلي المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزة سيكون "مجزرة" و"هجوما على المدنيين".

وقالت "سيكون الهجوم على رفح، حيث يوجد فلسطينيون يائسون وفقراء وجياع، مجزرة كاملة في ظل هذه الأوضاع، ونعلم أن هناك أيضا وعيا دوليا بهذا الأمر".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات حريات

إقرأ أيضاً:

أمريكا تطرد الحقيقة.. إبراهيم رسول جريمة دبلوماسية بلا عقاب!

#سواليف

#أمريكا تطرد الحقيقة.. #إبراهيم_رسول #جريمة_دبلوماسية بلا عقاب!
بقلم: أ.د. محمد تركي بني سلامة

في عالم تدّعي فيه أمريكا أنها مهد الديمقراطية وعرّابة حقوق الإنسان، يظهر الواقع بشكل مغاير تمامًا عندما يتعلق الأمر بمن يجرؤ على قول الحقيقة، وخاصة إن كان مسلمًا لا يخضع لإملاءاتها. لقد قررت واشنطن، وبمنتهى “الشفافية الديمقراطية”، أن تطرد سفير جنوب أفريقيا في واشنطن، إبراهيم رسول، وتعتبره شخصًا غير مرغوب فيه. لماذا؟ لأنه تجرأ على قول الحقيقة، ولأنه لم يرقص في حفلات التملق السياسي التي تعشقها الإدارات الأمريكية المتعاقبة، ولأنه لم يصفّق لجرائم الاحتلال الإسرائيلي، بل فضح انحياز أمريكا الأعمى للكيان الصهيوني.

إبراهيم رسول ليس دبلوماسيًا تقليديًا جاء من خلفية مترفة، بل هو مناضلٌ حقيقي ضد نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا. نشأ في بيئة مسلمة، وتعلم في جامعة كيب تاون، حيث بدأ مسيرته في مقاومة الظلم، غير آبهٍ بالاعتقالات والتضييق، مؤمنًا بأن الحق لا يُقهر حتى لو اجتمع العالم ضده. انضم رسول إلى “حركة الوعي الإسلامي” و”المؤتمر الوطني الأفريقي”، ولعب دورًا محوريًا في إسقاط نظام الأبارتهايد، وأثبت أن النضال الحقيقي لا تحدّه الجغرافيا، ولا يمكن إسكات أصحابه مهما طال الزمن. شغل عدة مناصب قيادية في جنوب أفريقيا، منها وزارة الصحة ورئاسة وزراء مقاطعة كيب الغربية، حيث عمل على تعزيز المساواة والعدالة الاجتماعية. وعندما عُيّن سفيرًا لبلاده في الولايات المتحدة بين عامي 2010 و2015، لم يكن مجرد دبلوماسي يمارس المجاملات السياسية، بل كان صوتًا للحق في قلب واشنطن، يواجه سياسات التمييز، وينتقد بشجاعة انحياز أمريكا الأعمى لإسرائيل، وهو ما لم تستطع الإدارة الأمريكية تحمله.

مقالات ذات صلة 5 شهداء بينهم صحفي بقصف إسرائيلي شمال قطاع غزة 2025/03/15

كم هو مثير للسخرية أن الولايات المتحدة، التي لا تملّ من بيع خطابات الديمقراطية، قررت فجأة أن هذا الرجل يشكّل “خطرًا” على أمنها القومي! هل كان رسول يدبّر لانقلاب في البيت الأبيض؟ هل كان يقود حركة تحرر داخل الكونغرس؟ لا، كل ما فعله أنه رفض المشاركة في مسرحية الصمت الدولي على جرائم الاحتلال الإسرائيلي. بل الأكثر سخرية أن التهم الموجهة إليه كانت “التحريض العرقي”، وكأن أمريكا – التي قامت على إبادة السكان الأصليين واستعباد الأفارقة – هي آخر من يحق له الحديث عن العنصرية!

إن هذا القرار ليس مفاجئًا، بل هو جزء من السياسة الأمريكية المعتادة التي تقوم على ازدواجية المعايير. فبينما تدّعي دعم الحريات، تمارس أشد أنواع القمع ضد كل من يجرؤ على تحدي هيمنتها، وخاصة إذا كان مسلمًا، أو ينتمي لدولة لا تسبح في فلكها السياسي. لقد دعمت أمريكا نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا حتى اللحظة الأخيرة، وها هي اليوم تطرد أحد أبطال النضال ضده، وكأنها لم تتغير إلا في خطاباتها الدعائية. كما أنها لا تزال تساند الأنظمة القمعية التي تخدم مصالحها، وتفرض عقوبات وحصارًا على الدول التي تحاول أن تكون مستقلة في قرارها السياسي.

لم يكن سفير جنوب أفريقيا في واشنطن دبلوماسيًا “مدجّنًا” كما تحب واشنطن، بل كان مناضلًا حقيقيًا ضد الفصل العنصري، رجلًا لم يعرف سوى طريق النضال، منذ أن كان شابًا يكافح ضد الأبارتهايد في جنوب أفريقيا، وحتى أصبح سياسيًا بارزًا حمل راية العدل والمساواة. شغل مناصب وزارية، ورأس حكومة مقاطعة كيب الغربية، ثم أصبح سفيرًا لبلاده في الولايات المتحدة. لم يكن ذلك السفير الذي يجيد الابتسامات الدبلوماسية الفارغة، بل كان صوتًا حيًا ضد الظلم، وهذا ما لم تستطع واشنطن تحمله.

الرسالة التي توجهها واشنطن من خلال هذه الفضيحة الدبلوماسية واضحة تمامًا: “نحن نؤمن بحرية التعبير، لكن فقط إن كنتم تعبرون عما نريده. نحن نؤمن بحقوق الإنسان، لكن فقط إن كان هذا الإنسان ليس فلسطينيًا أو مسلمًا أو مناضلًا ضد الاحتلال”. أما من يجرؤ على تحدي هذه القواعد، فمصيره الطرد، العزل، والتشهير، وربما لاحقًا “العقوبات”.

لكن إن كانت أمريكا تعتقد أنها بقرارها هذا أسقطت إبراهيم رسول، فهي لم تفعل سوى أنها أسقطت القناع عن وجهها الحقيقي. لقد كشفت مرة أخرى أنها ليست سوى دولة بوليسية على نطاق عالمي، تتحدث عن الحريات بينما تمارس القمع، تدّعي أنها ضد العنصرية بينما تطرد دبلوماسيًا فقط لأنه مسلم، وترفع راية الديمقراطية بينما تدعم الاحتلال والاستعمار بكل أشكاله.

سفير جنوب أفريقيا في واشنطن قد يكون قد غادر منصبه، لكن الحقيقة التي نطق بها لن تغادر، وصوته الذي أزعج أمريكا لن يُخمده قرار طرد. ربما لم تعد واشنطن ترغب في سماع هذا الصوت، لكنها لا تستطيع محو أثره، ولا تستطيع خداع العالم إلى الأبد. أما إبراهيم رسول، فقد خرج من هذه المواجهة أكثر شرفًا، وأكثر صدقًا، وأكثر احترامًا، بينما بقيت أمريكا مجرد إمبراطورية كاذبة، تخشى كلمة الحق أكثر مما تخشى أي شيء آخر.

مقالات مشابهة

  • رئيس الوزراء يستقبل في عدن المنسق المقيم للأمم المتحدة في اليمن
  • الأمم المتحدة: مساعدات إنسانية لنصف مليون متضرر في اليمن خلال 2024
  • الهجوم على الحوثيين رسالة تحذير من ترامب لطهران
  • إيران تتهم واشنطن ولندن بدعم إبادة الفلسطينيين عبر هجماتهما في اليمن
  • “فتح الانتفاضة”: مجزرة بيت لاهيا يمثل إمعانًا في حرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني
  • وزير الصحة يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي
  • رمضان بطعم الحزن.. اليأس يخيم على الفلسطينيين فى جنين وطولكرم بالضفة الغربية.. عمليات جيش الاحتلال تؤكد قسوة الظروف فى ظل أوامر إخلاء المخيمات
  • وزير الصحة يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في التنمية البشرية
  • عبد الغفار يستقبل مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لبحث التعاون في القطاع الصحي
  • أمريكا تطرد الحقيقة.. إبراهيم رسول جريمة دبلوماسية بلا عقاب!