قال الأكاديمي والباحث الفرنسي فرانسوا بورغا إن السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أسهم في مساعدة عدد كبير من بلدان الجنوب، بما فيها جنوب أفريقيا وأيرلندا وإسبانيا إلى حد ما، على إبراز وعي تشير كل المقاييس إلى أنه أمر لا رجعة فيه.

وأضاف -أستاذ العلوم السياسية والباحث بالهيئة القومية الفرنسية للبحث العلمي في مدينة آكس أون بروفانس (Aix-En-Provence) جنوب شرق فرنسا- أن "الأيديولوجية الصهيونية كما تتبناها النخبة الحاكمة الحالية، بل وأيضا غالبية معارضي نتنياهو، أيديولوجية طائفية وعنصرية تشبه إلى حد كبير أيديولوجية داعش التي لا تسمح بأي شكل من أشكال التعايش".

واعتبر -في حواره مع الجزيرة نت- أن إسرائيل لم تسع يوما إلى السلام بل فقط إلى الأرض بكل الوسائل، حتى غير القانونية، وقد حظي القادة الإسرائيليون بدعم أعمى في هذا الأمر من قبل شركائهم الغربيين.

وأوضح أن يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي "أطلق عملية تعني أن إسرائيل ربما لن تكون قادرة على الاستمرار دون عقاب في اتباع مثل هذه الطرق المختصرة فيما يتعلق بالقانون الدولي، أو المبادئ الإنسانية الأساسية"، فإلى الحوار:

ماذا يعني انتشار ما سماه البعض "الحراك الطلابي" المناصر لغزة من جامعة كولومبيا إلى جامعات أميركية وأوروبية وآسيوية وغيرها في سياق قضية فلسطين؟

هذه التعبئة لجزء من الشباب على الأقل، وبينهم عدد لا بأس به من اليهود، داخل المؤسسات الجامعية المرموقة مؤشر مهم وإيجابي للغاية في الوقت نفسه. وهي تذكرنا بالدور الإيجابي البارز الذي لعبته الجامعات الأميركية في إدانة حرب الولايات المتحدة على فيتنام الشمالية.

ويعوِّض الشباب الغربيون هنا أخطاء أو جبن العديد من إخوتهم الكبار. ومن الجدير بالذكر أن العمر الحالي لهؤلاء يعني أنهم هم الفاعلون في المستقبل! وهم في فرنسا والولايات المتحدة من ينقذون شرف الطبقة السياسية بأكملها.

أغلبية المثقفين والفنانين ظلوا صامتين حتى يومنا هذا بسبب الجبن أكثر مما هو بسبب القناعة

ففي الولايات المتحدة لا يوجد حقيقة فرق فيما يتعلق بهذه القضية بين بايدن وترامب. أما في فرنسا، فاتخذت مجموعة سياسية واحدة هي "حزب فرنسا الأبية" "إل إف آي" (LFI)، وهي أقلية كبيرة، موقفا واضحا ضد الانجراف الفاشي والطائفي للإسرائيليين، وهم بذلك ينقذون شرف أغلبية المثقفين والفنانين الذين ظلوا صامتين حتى يومنا هذا بسبب الجبن أكثر مما هو بسبب القناعة.

هل تعد اعتصامات الطلاب في الجامعات الغربية بداية نهاية تغوّل الصهيونية في المؤسسات التعليمية والأكاديمية والإعلامية، وفك ربطها بالديانة اليهودية؟

إذا أردنا أن نكون متفائلين، فيمكننا بالفعل أن نعتبر ذلك "بداية النهاية" لسيطرة الصهاينة المذهلة على مؤسسات التعليم العالي، وخاصة في الولايات المتحدة، حيث يزرعون الإرهاب بالمعنى الحرفي للكلمة، وذلك عبر المشاركة الكبيرة للجالية اليهودية في تمويل الجامعات.

أما في فرنسا، فقد احتفظ المعهد الوطني للبحوث العلمية "سي إن آر إس" (CNRS) ورئاسة الجامعات لفترة طويلة باستقلالية معينة وحتى في سلوكهم، وبالفعل سهّل هذا الاستقلال كون الجامعات تتلقى تمويلا عموميا بشكل شبه حصري خلافا لما في الولايات المتحدة. غير أن موقف هذه المؤسسات، منذ بداية الأزمة الأخيرة، وخاصة السهولة التي خضعت بها لمطالب حظر خطابات المدافعين عن فلسطين، يثير اليوم للأسف الشكوك حول هذا الاستقلال.

تم فض اعتصامات الطلاب في حرم الجامعات برجال الشرطة، هل ستتحول وظيفة هذه المؤسسات التعليمية من محاضن لتعليم حرية التعبير إلى مكان لضبط وقمع الحريات؟

لا يزال من السابق لأوانه إظهار مثل هذا التشاؤم، غير أنه من الواضح أن هذه العملية جارية، وهي أحد أكثر الجوانب السلبية لهذه الأزمة الأخيرة. فالجامعات في فرنسا قد استفادت تقليديا من امتياز جعلها بعيدة عن متناول الضغوط السياسية المباشرة، ولكن هذا الامتياز القديم يساء استخدامه حاليا بشكل يومي.

وتثير لوائح الاتهام الموجهة إلى النقابيين أو الفاعلين السياسيين بتهمة "التعاطف مع الإرهاب" كثيرا من القلق. وفي "بلد تشارلي"، الذي يفترض أنه يشجع أنواع السخرية الأكثر تطرفا (شريطة أن تستهدف المسلمين)، فإن الاتهام الأخير لممثل كوميدي بمعاداة السامية يغذي هذه المخاوف بشكل مشروع.

كيف نفهم تمويل الغرب للحرب الإسرائيلية على غزة في مقابل احتجاجات من الشعوب والشباب الغربي ضد هذه الحرب؟

على الساحة الدولية، من المؤكد أن موقف الحكومات الغربية غير عقلاني في ضوء مصالحها الاقتصادية والسياسية المفهومة جيدا على الأمدين المتوسط والبعيد، ولكنها مع الأسف لا تزال منسجمة تقريبا مع "متابعتهم" لاتجاه ناخبيهم.

من الضروري أن نفهم أن ضعف الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية ناتج عن المواقف المتغيرة داخل العائلتين السياسيتين الرئيسيتين في البلاد، اليمين واليسار.

ومن التفاؤل الزائد أن نعتقد أن الناخبين الفرنسيين، على سبيل المثال، يدعمون الفلسطينيين بشكل أساسي، لأن هذا أبعد ما يكون عن الواقع. ومن الضروري أن نفهم أن ضعف الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية ناتج عن المواقف المتغيرة داخل العائلتين السياسيتين الرئيسيتين في البلاد، اليمين واليسار.

فاليمين، الذي أصبح اليوم مهيمنا وفي طور تعزيز مكانته، انتقل ببطء من معاداة السامية القديمة، أعني المعاداة الحقيقية، لا تلك التي يستخدمها الإسرائيليون لتشويه سمعة أدنى انتقاد موجه إليهم، نحو كراهية الإسلام الراديكالية على نحو متزايد.

وترتبط مصادر هذا التحول، في نظري، برفض اليمين لمختلف أشكال التعبير عن تصفية الاستعمار. وأكثر من الشخص المسلم، فإن الشخص "التحرري" هو المرفوض حقيقة. والإسرائيليون لا يتلقون الدعم لذاتهم، ولكن لأنهم يقتلون دون عقاب أولئك المسلمين الذين طردونا من الجزائر أو من أي مكان آخر.

يرفض اليمين لمختلف أشكال التعبير عن تصفية الاستعمار، أما بالنسبة لليسار، فإن إحجامه المعلن عن دعم المقاومة الفلسطينية يرتكز على حقيقة أنه منذ عام 2006، عندما وصلت حماس إلى السلطة، أصبحت قيادة المقاومة تعتبر "إسلامية".

أما بالنسبة لليسار، فإن إحجامه المعلن عن دعم المقاومة الفلسطينية يرتكز على حقيقة أنه منذ عام 2006، عندما وصلت حماس إلى السلطة، أصبحت قيادة المقاومة تعتبر "إسلامية". ونحن نعلم أن الحمض النووي لليسار الفرنسي (وهذا ما يميزه عن العالم الساكسوني)، كان منذ الثورة الفرنسية الكفاح التحرري ضد الكنيسة التي كانت حليفا نشطا لاستبداد السلطة الملكية، ويحظر أي توغل للدين في الفضاء السياسي.

ومع ذلك فإن ذريعة ما يسمى "الدفاع عن العلمانية" أو مناهضة رجال الدين تبدو هشة بشكل خاص، ويكفي أن نلاحظ في الواقع أن الاضطراب الهائل، إن لم نقل السيطرة التي تزداد وضوحا يوما بعد يوم، للدين على سياسة إسرائيل، حيث لم تعد "كتب الله الأرض لشعب التنوير"، حسب تعبير نتنياهو، تعني شيئا ولا تشكل أدنى مشكلة.

وعليه فإن كل شيء يشير إلى أن قوى اليسار قد انخرطت لاشعوريا في رفض عاطفي مماثل، ليس ضد المسلم الذي هو رمز ذلك الرفض، بل لكامل الشعوب التي كانت بالأمس مستعمرة، وكل أولئك الذين جابهونا لكي يتحرروا من الاستعمار.

وبالطبع، عززت هجمات العام 2015 بطريقة عاطفية للغاية هذا الرفض، الذي غذَّته دعاية إسرائيلية كانت تسعى دائما (وقبل ظهور حماس بفترة طويلة) إلى أن تجعل الغربيين يربطون المقاومة الفلسطينية "بالإرهاب الإسلامي"، وقد نجحت في ذلك جزئيا على الأقل.

ومن المناسب أن نذكر هنا بأن شارون في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، صرخ في وجه الغربيين قائلا "عندكم بن لادن، عندنا عرفات".

آلاف الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة لا يموتون اليوم "عبثا"، وإن تضحياتهم لن تساهم فقط في مواجهة الإمبريالية الطائفية الإسرائيلية، بل ستسمح أيضا لأولئك الذين دعموها بشكل أعمى لفترة طويلة، أن يدركوا مدى خطئهم ومدى العداء الباهظ التكلفة الذي يصيبهم من هذا الدعم.

فتح طوفان الأقصى أعين الشباب والناس حول العالم على جرائم الإبادة الإسرائيلية الجماعية التي صدرت في حقها قرارات أممية لم تنفذ، هل يساهم ذلك في نهاية الأحادية غير الأخلاقية وغير القانونية في ظل تمسك الشباب الغربي خاصة بالمشترك الإنساني؟

إذا أردنا أن نكون متفائلين نعم، يمكننا أن نقول إن آلاف الفلسطينيين الذين قُتلوا في غزة لا يموتون اليوم "عبثا"، وإن تضحياتهم لن تساهم فقط في مواجهة الإمبريالية الطائفية الإسرائيلية، بل ستسمح أيضا لأولئك الذين دعموها بشكل أعمى لفترة طويلة، أن يدركوا مدى خطئهم ومدى العداء الباهظ التكلفة الذي يصيبهم من هذا الدعم. ومن الواضح أن هذه العملية جارية في الولايات المتحدة. وقد أسهم السابع من أكتوبر في مساعدة عدد كبير من بلدان الجنوب، بما فيها جنوب أفريقيا وأيرلندا وإسبانيا إلى حد ما، على إبراز وعي، تشير كل المقاييس، إلى أنه أمر لا رجعة فيه.

هناك حاليا طريقتان للخروج من الأزمة التي نتجت عن إنشاء إسرائيل عام 1948 وتوسعها الحالي، إما الخروج "وفق مثال جنوب أفريقيا"، أو هناك باب الخروج الآخر "الجزائري"، أي أنه سيفرض رحيل إحدى الطائفتين أو السيطرة الصارمة عليها، وهذا هو الخيار الذي مارسته إسرائيل دون عقاب منذ إنشائها.

هل يمكن أن يقود حل الدولتين الذي عارضته أميركا في الأمم المتحدة إلى تمكين الشعب الفلسطيني من حقه في تقرير مصيره وحل القضية الفلسطينية؟

هناك حاليا طريقتان للخروج من الأزمة التي نتجت عن إنشاء إسرائيل عام 1948 وتوسعها الحالي، إما الخروج "وفق مثال جنوب أفريقيا" ويعني ضمنا أنه، أيًّا كان الشكل المؤسسي، دولتان أو دولة واحدة، ستكون هناك مصالحة بين الخيال السياسي والطموحات والأجندات الخاصة بالطرفين الإسرائيلي والفلسطيني.

غير أن كل شيء يشير إلى أن الجانب الإسرائيلي، وبشكل أكثر وضوحا، يبذل قصارى جهده لمنع ظهور مثل هذا المنظور، لأن الأيديولوجية الصهيونية كما تتبناها النخبة الحاكمة الحالية، بل وأيضا غالبية معارضي نتنياهو، أيديولوجية طائفية وعنصرية، تشبه إلى حد كبير أيديولوجية داعش التي لا تسمح بأي شكل من أشكال التعايش.

ثم يبقى هناك باب الخروج الآخر، وقد يكون من النوع "الروديسي" أو "الجزائري"، أي أنه سيفرض رحيل إحدى الطائفتين أو السيطرة الصارمة عليها، وهذا هو الخيار الذي مارسته إسرائيل دون عقاب منذ إنشائها، إذ إنها لم تسع يوما إلى السلام بل فقط إلى الأرض بكل الوسائل، حتى غير القانونية، وقد حظي القادة الإسرائيليون بدعم أعمى في هذا الأمر من قبل شركائهم الغربيين.

غير أن يوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي أطلق عملية تعني أن إسرائيل ربما لن تكون قادرة على الاستمرار دون عقاب في اتباع مثل هذه الطرق المختصرة فيما يتعلق بالقانون الدولي أو المبادئ الإنسانية الأساسية.

ويبقى مع ذلك، أن المستوطنين الإسرائيليين يمتلكون الآن أسلحة نووية، وما لم تتمكن إيران من امتلاك مثلها، فإنهم سيبقون الوحيدين في المنطقة الذين يستطيعون التلويح بمثل هذا التهديد.

كانت هذه بعض المعطيات التي يمكن أن تحدد مستقبل هذه المنطقة، ولكن سأتوقف هنا، لأنني غير قادر مطلقا على إخباركم بأيّها سينتصر.

موقف الحكومات الغربية بقيادة الولايات المتحدة سوف يسهم في تسريع تشويه صورتها أمام "الجنوب العالمي".

ما التأثيرات المتوقعة للعدوان الإسرائيلي ضد غزة على الدول العربية والغربية في ظل صمود روسيا وتنامي قوة الصين؟

من الواضح أن عرض العنف الإسرائيلي اللامتناهي قد وسّع الفجوة أكثر بين الشعوب العربية وقادتها الذين اختاروا طريق "التطبيع" السهل مع مرتكب المجازر أو امتنعوا عن أي شكل من أشكال الاحتجاج غير اللفظي.

ومن الواضح أن موقف الحكومات الغربية بقيادة الولايات المتحدة سوف يسهم في تسريع تشويه صورتها أمام "الجنوب العالمي"، رغم ما يميز هذا الجزء من العالم من التنوع. ومن المرجح أن يتمكن القادة الروس والصينيون، على الرغم مما ينخرهم من تناقضات رهيبة (في الشيشان أو سوريا أو أراضي الإيغور) من الاستفادة من ذلك.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ترجمات حريات فی الولایات المتحدة السابع من أکتوبر جنوب أفریقیا من الواضح أن دون عقاب فی فرنسا غیر أن إلى حد إلى أن

إقرأ أيضاً:

مدبولي: الرئيس كلّف الحكومة بوضع حزمة اجتماعية يتم العمل عليها حاليا.. والإعلان عنها قريبا

حرص الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، على الاستماع لمداخلات الصحفيين والإعلاميين والتعقيب عليها خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مساء اليوم بعد انتهاء اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي.

وردًا على استفسار حول خطة الحكومة لتوفير السلع وضبط الأسواق بما يضمن حصول المواطنين على هذه السلع بأسعار مناسبة، مع قرب شهر رمضان، أجاب رئيس الوزراء أنه في بداية الأسبوع الجاري عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، اجتماعًا بحضورى ووزير التموين والعديد من الجهات المعنية؛ بهدف الاطمئنان على المخزون المتوافر من السلع الإستراتيجية، وأيضًا لاستعراض خطة الدولة لطرح السلع خلال الفترة المقبلة، مضيفًا: عرضنا على فخامة الرئيس المبادرة الخاصة بسوق اليوم الواحد أو السوق الأسبوعي، حيث يتم تشجيع المحافظات على عقد هذه النوعية من الأسواق على مدار يومي (الإجازة الأسبوعية)، كما تم استعراض جميع الخطط لتوفير السلع المختلفة ليس فقط خلال شهر رمضان لكن على مدار الشهور الستة المقبلة.

وتابع الدكتور مصطفى مدبولي أن معارض "أهلًا رمضان" ستنطلق اعتبارًا من أول فبراير المقبل، لضمان استقرار وثبات ووفرة السلع للمواطنين خلال هذه الفترة وحتى نهاية الشهر الكريم وما بعده، مؤكدًا متابعته لتوافر السلع وضبط الأسعار من خلال العديد من الآليات والوسائل المختلفة.

ورداً على سؤال عمّا صرّح به رئيس الوزراء خلال لقائه بأعضاء اللجان الاستشارية من أن المواطن يبحث دوماً عن المردود الإيجابي المباشر على حياته، وكذلك بأن المواطن سيشُعر خلال الفترة القادمة بأثر إيجابي للخطوات التي حققتها الدولة، أوضح رئيس الوزراء أن فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، كلّف الحكومة بوضع حزمة اجتماعية جديدة، يتم العمل عليها حالياً مع وزير المالية ووزيرة التضامن الاجتماعي والعديد من الوزراء من اجل صياغة برنامج للحماية الاجتماعية، لعرضه على السيد الرئيس تمهيدًا لإطلاقه، ونعمل الآن على الانتهاء من صياغة هذا البرنامج مع السادة الوزراء، وبعد ذلك سيتم عرضه على فخامة الرئيس لنعرف توجيهاته لحجم البرنامج ورؤيته لهذا الأمر، وسيتم الإعلان قريبا عن ملامح هذه الحزمة للمواطنين.

ورداً على تساؤل حول الخطوات التي تتم في إطار ملف الطروحات، وكيفية بناء ثقة مع المواطنين فيما تنفذه الحكومة بهذا الملف، لاسيما عملية المتابعة وتقييم الأصول التي تم طرحها ومدى قدرتها على تحقيق الربحية، أكد رئيس الوزراء أن كل الطروحات التي تمت خلال الفترة السابقة تمت بإجراءات التزمنا فيها بقواعد الحوكمة بشكل كامل من خلال إجراءات يُراعى فيها التوافق على آليات التقييم، من خلال بنوك استثمار مُتخصصة إلى جانب أجهزة الدولة نفسها، وليس جهة واحدة هي من تقوم بالتقييم، كما أن هذه الأمور تُعرض على مجلس الوزراء لإقرارها، والخطوات التي تتم في عقود الطروحات يتم عرضها على العديد من مؤسسات الدولة، مثل مجلس الدولة، والهيئة العليا للتحكيم بوزارة العدل، ثم مجلس الوزراء مرة أخرى، وبهذا يكون الموضوع شديد الحوكمة.

وأشار رئيس الوزراء في هذا الصدد إلى أن الشيء الأهم أن المتابعة تتواصل بعد عملية طرح الأصول، لتقييم ما يتم من عملية التطوير والتنمية في هذه الأصول بعد مشاركة القطاع الخاص فيها، من خلال متابعة زيادة ربحية الشركات، وتم ذلك في عدد من الطروحات التي تمت، أو يتم الانتظار حتى يقوم المطور أو الشريك بعملية التطوير الشامل، وهذا يحدث في صفقات مثل المصانع التي كانت متوقفة تماماً عن التشغيل، حيث نتابع مع المستثمر عملية التجهيزات والتطوير وكذلك في صفقات تطوير الفنادق.

وشدد رئيس الوزراء على أن الحكومة لديها آلية واضحة جداً لمتابعة أداء الشركات بعد عملية طرح الأصول، وتقييم العائد المتحقق للدولة من هذا الأمر، كما حدث في أحيان عديدة وبعد قطع خطوات في الطرح، انه تم التوقف في مرحلة معينة، نتيجة أن العروض التي تم التقدم بها لم تكن على مستوى التقدير الذي تم وضعه لهذه الصفقات، ولذا لا تشرع الحكومة في إنجاز صفقة إذا كانت تستشعر أنها لا تتوافق مع القيمة الحقيقية والعادلة لهذه الأصول.

وردًا على استفسار حول المزيد من التفاصيل المتعلقة بالكشف البترولي في منطقة خليج السويس، قال رئيس الوزراء إنه تم الإعلان عن هذا الكشف البترولي بصورة مبدئية، وحول هذا الأمر أعلن وزير البترول والثروة المعدنية أن الاحتياطيات المُقدّرة أو السعة المبدئية، وهي قابلة للزيادة، تبلغ نحو 8 ملايين برميل، وهذا يؤدي إلى أن الإنتاج اليومي يتجاوز 5 آلاف برميل، ومن الوارد أنه مع استكمال عمليات الاستكشاف أن يكون هناك كميات أكبر، لكن الشيء المهم للغاية أن هذا الكشف يفتح آفاقا أكبر لعمليات الاستكشاف خلال الفترة المقبلة في منطقة كانت تعتبر منطقة متقادمة.

ورداً على سؤال حول انعكاسات الأخبار المتعلقة بزيادة تحويلات المصريين في الخارج، أكد رئيس الوزراء، أن تحويلات المصريين بالخارج تُعد مصدرًا رئيسيًا للعملة الصعبة لمصر مؤكدًا استمرار المواطن بالشعور بالثقة الكاملة في استقرار سعر العملة، وقوة القطاع المصرفي وعدم وجود سوق موازية، وكل هذه العوامل تسهم في زيادة تحويلات المصريين في الخارج، منوهاً ببدء الحكومة في عدد من البرامج والمبادرات التي من شأنها تشجيع المصريين في الخارج على الاستثمار داخل مصر، ومن هذه البرامج، برنامج "بيت الوطن" للمصريين بالخارج وطرح وزارة الإسكان مؤخراً مجموعة جديدة من الأراضي وكان الإقبال عليها كبيرا جداً بأرقام ضخمة، قائلاً: وجهت وزير الإسكان بقبول جميع الطلبات المقدمة من المصريين بالخارج في هذا الشأن، بالإضافة إلى مبادرة وزارة الإسكان "بيتك في مصر" وهي خاصة بوحدات سكنية وليس أراضي فقط، بالإضافة إلى مبادرة سيارات المصريين في الخارج، مؤكداً، أن المجموعة الاقتصادية تعمل على طرح حزم من الأفكار والمشروعات التي تشجع المصريين بالخارج على الاستثمار في بلدهم بالعملة الصعبة.

وأضاف: تجاوزنا مرحلة شديدة الصعوبة، وبالإصرار والعمل على برنامج الاصلاح الاقتصادي، فإن الأمور ستتحسن اعتباراً من عام 2025، هذا بالرغم من أنه لا يزال هناك تحديات، معربًا عن تطلعه ألا يحدث أي نوع من الازمات أوالمشاكل الخارجية، مؤكداً ان جميع الأمور تسير بشكل جيد ونامل أن تستمر في التحسُن خلال الفترة القادمة.

ورداً على سؤال حول برنامج زيارة رئيس الوزراء المقررة للعراق غداً، أوضح الدكتور مصطفى مدبولي، أن هذه الزيارة تأتي في إطار العلاقات الأخوية بين مصر والعراق، وحرص القيادة السياسية في البلدين على تعزيز العلاقات الثنائية وخاصة العلاقات الاقتصادية.

ولفت إلى أنه سيرافقه في زيارة الغد عدد كبير من الوزراء في عدة قطاعات، لمناقشة ملفات التعاون في تلك المجالات مع الأشقاء في دولة العراق الشقيق، مضيفاً أن هناك مشروعات في البنية الأساسية، والتنمية العمرانية، والخدمات، والصناعة، والنقل، والاستثمار، والطاقة، وكذلك مشروعات للربط الثلاثي بين مصر والعراق والأردن في عدد من مشروعات البنية الأساسية والنقل، مؤكداً أنه سيكون هناك تواجد قوي للشركات المصرية في مشروعات إعادة الإعمار في العراق، إلى جانب أنه ستتم مناقشة الجوانب السياسية، حيث سيحرص خلال لقائه مع دولة رئيس الوزراء العراقي على مناقشة أبرز التحديات التي تواجه المنطقة حالياً.

وفيما يتعلق باستفسار حول آليات تصدير العقار أشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة لديها أكبر شركات تطوير عقاري على مستوى المنطقة بأسرها، مشيرا إلى أن هذه الشركات لم تكتف بتواجدها في مصر وبدأت تنطلق إلى دول المنطقة، حيث بدأ عدد من الشركات المصرية تنفذ مشروعات عديدة في دول عربية شقيقة ، وهو أمر إيجابي يسعدنا، لأنه يعني أننا تخطينا حدود الدولة وبدأنا في الانطلاق للنطاق العالمي.

كما أوضح الدكتور مصطفى مدبولي أن إقامة الأجانب في عقارات معينة في مصر أو إقبالهم على شراء عقارات داخل الدولة المصرية أمر مهم لضخ العملة الأجنبية، وله مردود ونتائج إيجابية عديدة، وخاصة في نواحي السياحة، إلا أن تصدير العقار برتبط بآليات معينة يجب توافرها، مثل تسجيل الوحدة السكنية، أو الحوافز التي سيتم تقديمها في هذا الشأن، وهو ما نعمل عليه بالفعل، لافتا إلى أن مصر أصبح لديها حرفية وقدرات هائلة في مجال إنشاء الوحدات، كما يتوافر لدينا مخزون عقاري كبير، ولذا فعلينا العمل على إقرار الضوابط التي من شأنها تشجيع غير المصريين على شراء الوحدات داخل مصر.

مقالات مشابهة

  • ضابط كبير يكشف التحدي الحقيقي الذي يواجه الجيش الإسرائيلي
  • بعد سجنه في معسكر بوكا.. ماذا نعلم عن أحمد الشرع الذي أصبح رئيس سوريا الانتقالي؟
  • ترامب يأمر الوكالات الفيدرالية بحذف"أيديولوجية النوع"من العقود وحسابات وسائل التواصل
  • مدبولي: الرئيس كلّف الحكومة بوضع حزمة اجتماعية يتم العمل عليها حاليا.. والإعلان عنها قريبا
  • رئيس أمريكا الذي تسيره المؤسسات
  • توزيع جوازات السفر في فرع الهجرة والجوازات باللاذقية لأصحابها الذين سجلوا عليها قبل سقوط النظام البائد.
  • لازاريني للجزيرة: الأونروا تتمسك بأدوارها في غزة والضفة حتى آخر لحظة
  • الأمم المتحدة تكشف عدد الفلسطينيين الذين عادوا إلى شمال غزة
  • مهجرون برازيليون من أميركا للجزيرة نت: كبلونا بالأصفاد وعاملونا بقسوة
  • الحرب القادمة في اليمن… ما الذي تعنيه أوامر ترامب؟!