حين مني بالفشل المشروع الغربي للسيطرة على روسيا وتدمير أركانها اقتصاديا وعسكريا وسياسيا بظهور بوتين، بدأت عملية مكثفة ومحمومة لتشويه صورة الرئيس الروسي.

إقرأ المزيد بوتين.. البدايات والموقف من الإسلام والقضية الفلسطينية

لم يرق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للغرب منذ البداية، وسرعان ما انتشر في وسائل إعلامه تساؤل: "من يكون السيد بوتين"؟!

بوتين التقي بالرئيس الأمريكي بيل كلينتون في موسكو في 3 يونيو عام 2000.

جمعتهما فترة تعاون قصيرة بسبب انتهاء ولاية كلينتون بعد عام واحد.

في تلك الفترة القصيرة، وصف بيل كلينتون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه زعيم قوي وذكي وأنه لم يخالف الوعود والاتفاقيات.

بعد كلينتون جاء جورج بوش الابن. بوش تحدث عن بوتين وكانا التقيا في مناسبات عديدة قائلا: "نظرت في عيني هذا الرجل ورأيت أنه رجل مستقيم ويستحق منا أن نصدقه. كان لدينا معه حوار جيد جدا. وكنت قادرا على الشعور بروحه. جلب هذا الرجل الأفضل لبلده".

في نوفمبر عام 2002، صرّح بوش الابن بأنه يعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أحد أقرب أصدقائه، إلا أن الأمر بدأ في التغير بطريقة متسارعة بعد غزو الولايات المتحدة للعراق في عام 2003 من دون تفويض من الأمم المتحدة، وبناء على حجج ملفقة.

تبع ذلك تأجيج ما يعرف بالثورات الملونة في المنطقة المحيطة بروسيا، وتوسع حلف شمال الأطلسي في عام 2004 بانضمام دول البلطيق، لاتفيا وليتوانيا وإستونيا. العلاقات تدهورت أيضا بسبب منظومة الدفاع الصاروخي التي كانت موجهة بشكل أساس للإخلال بالتوازن الاستراتيجي مع روسيا.

مضى الحال على نفس الوتيرة في عهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما، وحين وصل رونالد ترامب إلى البيت الأبيض لم يختلف الأمر، إلا أن ترامب تحدث بلهجة مهادنة عن بوتين.

الرئيس الأمريكي ترامب وقتها قال عن الرئيس الروسي: "بوتين يمثل روسيا وأنا أمثل الولايات المتحدة. إنه منافسي. السؤال ليس هل هو صديقي أم عدوي؟ إنه ليس عدوي، لكني أتمنى أن يصبح صديقي يوما ما.. لم أقابله إلا مرات قليلة، كان مهذباً معي، وكنت مهذباً معه. لقد كنا على وفاق جيد مع بعضنا البعض، وقد رأيتم ذلك جميعًا. آمل أن نتفق أنا وهو مرة أخرى".

أما الرئيس التركي رجب طيب أردوغان فقد صرّح في وينو عام 2018 قائلا: "سأقولها بوضوح شديد... في الوقت الحال، لا يوجد سوى اثنين من السياسيين ذوي الخبرة حقا في الجمعية العامة للأمم المتحدة... ربما هناك شخص آخر، لكنني لا أتذكر، هما الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأنا. لأن كلانا شغل مناصبي رئيس الوزراء والرئيس. نحن حققنا الكثير، ولكن لا يزال هناك العديد من المهام المقبلة".

بوتين من جانبه تحدث عن المواقف تجاه بلاده بشكل عام قائلا: "إن كونك صديقا وعدوا لروسيا، فذلك أمر مشرف بنفس القدر، لكن الاتحاد الروسي لديه أصدقاء أكثر".

أناتولي سوبتشاك، وهو أول عمدة لمدينة سان بطرسبرغ، وكان بوتين عمل معه، قال في مقابلة عام 2000: "فلاديمير بوتين رجل ذو شخصية معقدة للغاية، رجل قوي. ربما تكون إحدى أبرز سماته هي أنه رجل خال من الرغبة في السلطة. بغض النظر عما يكتبون عنه. لم يسع أبدا لامتلاك السلطة كغاية في حد ذاتها".

أما عميد الدبلوماسية الروسية يفغيني بريماكوف فقد قال عن بوتين في كتاب صدر عام 2001: "من خلال عدة محادثات مع بوتين، أصبح من الواضح لي أنه وطني، وأن الآراء الشوفينية غريبة عنه، وأنه ليس موجها نحو التقارب مع اليسار أو اليمين، وتعاطفه السياسي وكراهيته تمليها المصالح الوطنية لروسيا، بطبيعة الحال، كما يفهمها".

إيلا بامفيلوفا، وهي المفوضة السابقة لحقوق الإنسان في الاتحاد الروسي، فقد وصفت بوتين في عام 2014 بأنه يتمتع "بحاسة حدس فريدة. أود أن أقول، إنه على اتصال مباشر مع اللاوعي الجماعي الروسي".

المصدر: RT

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أرشيف باراك اوباما جورج بوش دونالد ترامب رجب طيب أردوغان فلاديمير بوتين الرئیس الروسی فلادیمیر بوتین

إقرأ أيضاً:

رئيس سابق للاستخبارات البريطانية: بوتين يهدد أوروبا ولندن بحاجة للاستعداد للحرب

حذّر السير أليكس يانغر، الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات البريطاني (MI6)، من أن المملكة المتحدة بحاجة ماسة إلى إعادة تسليح نفسها وتكثيف استعداداتها الدفاعية في مواجهة التهديدات المتزايدة من قبل روسيا، مؤكدًا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعى لتقويض الغرب وإعادة رسم خريطة أوروبا لصالح نفوذ موسكو.

وفي تصريحات لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم، قال يانغر إن بريطانيا "منعزلة تمامًا عن التهديد الحقيقي" الذي يشكله الكرملين، داعيًا إلى ضرورة إدماج الدفاع الوطني في الحياة اليومية للمواطنين، وربما عبر "أشكال جديدة من الخدمة الوطنية أو الاحتياطيات المدنية المتكاملة".

وأكد يانغر أن بريطانيا "نزعت سلاحها عسكريًا إلى حد كبير"، مضيفًا: "لقد فككنا قاعدتنا العسكرية والصناعية، وهذه مشكلة خطيرة... لقد عشنا لسنوات في راحة كاملة من دون أي تهديد وجودي، لكن هذا لم يعد ممكنًا".

الدفاع الجماعي والوعي الشعبي

وانتقد المسؤول الاستخباراتي السابق ما وصفه بـ"السخرية المنتشرة" من فكرة الدفاع الجماعي، قائلاً: "نميل إلى رؤية الجيش كفريق كرة قدم وطني، نتابعه عبر الشاشات ولا نشعر بأن لنا دورًا فيه. هذا التصور يجب أن يتغير".

ودعا إلى رؤية جديدة للاحتياطيات العسكرية تتسم بالإبداع والشمول، موضحًا أن تعزيز الثقافة الدفاعية بين المدنيين يمكن أن يعود بفوائد واسعة على المجتمع البريطاني.

ترامب وبوتين.. توافق استراتيجي مقلق

وتطرق يانغر في حديثه إلى العلاقة بين الرئيس الروسي بوتين والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، رافضًا الإجابة بشكل قاطع على ما إذا كان ترامب "عميلًا روسيًا"، لكنه أشار إلى "التوافق الفكري الخطير" بين الرجلين، لا سيما في ما يتعلق بتقويض مفهوم سيادة الدول الصغيرة أمام طموحات الدول الكبرى.

وقال: "ما يهم فعلاً هو أنه يتفق مع بوتين في أن القوى الكبرى تمتلك حقوقًا خاصة على حساب الدول الأصغر، خصوصًا في مناطق نفوذها".




تهديدات هجينة ومتنامية

من جهتها، حذّرت الدكتورة راشيل إيليهوس، المديرة العامة للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، من أن بوتين يسعى لتوسيع نفوذه في مناطق أوروبا الشرقية، مستغلًا فراغات جيوسياسية تركتها نهاية الحرب الباردة، خصوصًا في دول مثل أوكرانيا، جورجيا ومولدوفا.

وأضافت أن موسكو لا تحتاج لغزو مباشر من أجل زعزعة استقرار تلك الدول، بل تعتمد على "حرب هجينة" تشمل الهجمات السيبرانية، والتضليل الإعلامي، والضغوط الاقتصادية.

ووفقًا لتقرير صادر عن مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية (CSIS) في واشنطن، شهدت أوروبا زيادة بنسبة 300% في الهجمات غير التقليدية الروسية خلال عام 2023-2024. واستهدفت هذه الهجمات قطاعات النقل، والمرافق الحكومية، والبنية التحتية الحيوية، والصناعات الدفاعية.

قلق من ضعف التحالفات الغربية

كما عبّر السير أليكس عن قلقه من تراجع الثقة بين الولايات المتحدة وحلفائها التقليديين، خاصة في ظل سياسات ترامب، مشيرًا إلى أن الأخير أفشى معلومات استخباراتية حساسة للروس خلال فترة رئاسته، مما قوّض الشراكة ضمن تحالف "العيون الخمس".

وقال: "في هذه البيئة المتقلبة، فإن أي تهاون في حماية المصادر والاتصالات قد يكون كارثيًا. هناك ضباط في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مستعدون للموت دفاعًا عن مصادرهم البشرية".




تهديد يتطلب يقظة جماعية

واختتم يانغر حديثه بالتأكيد على أن المملكة المتحدة بحاجة إلى تبني رؤية دفاعية أكثر شمولًا، تستوعب أن الحرب اليوم لا تقتصر على السلاح التقليدي، بل تشمل أدوات غير مرئية وخفية مثل المعلومات والاقتصاد والتقنيات الحديثة.

وأضاف: "لا يمكننا الجلوس مكتوفي الأيدي. البيئة الأمنية تتغير، وإذا لم نتغير معها، فسنجد أنفسنا متأخرين، وفي خطر حقيقي".

https://www.independent.co.uk/news/uk/home-news/uk-war-russia-ukraine-mi6-alex-younger-b2726102.html

مقالات مشابهة

  • ماذا لو لم يكن في العراق حزب شيوعي .. وماذا لو لم نكن شيوعيين ؟!
  • لن يكون الرئيس الوحيد الذي يزورها.. إيمانويل ماكرون في جامعة القاهرة غدا
  • وزير خارجية إيران : المفاوضات المباشرة مع من يهدد لن يكون لها معنى
  • صنداي تايمز: بوتين يشن حربا سرية على بريطانيا
  • التلفزيون الإيراني يقطع بثه بعد اعتراض مواطن على الأوضاع.. ماذا قال؟
  • نيشان يُهنئ جورج وسوف بزفاف نجله حاتم ويشاركه لحظات الفرح
  • رئيس سابق للاستخبارات البريطانية: بوتين يهدد أوروبا ولندن بحاجة للاستعداد للحرب
  • شاهد/ السيد القائد مخاطبا ملياري مسلم: متى ستجاهدون؟
  • بعد تعرفة ترامب.. معلومة سريعة عمّا هو الركود الاقتصادي الذي يخشاه الخبراء وماذا يختلف عن الكساد؟
  • ممثل بوتين: حققنا تقدما ملحوظا مع واشنطن بشأن أوكرانيا