انتقدت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، الاثنين، فائض الإنتاج الصيني خلال مقابلتها الرئيس الصيني شي جين بيغ في العاصمة الفرنسية باريس، لكنها في الوقت نفسه أكدت أهمية العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وبكين.

بعد أن وصل العجز التجاري للاتحاد الأوروبي مع الصين إلى مستوى قياسي بلغ 396 مليار يورو في عام 2022، انخفض بنسبة 27% في عام 2023 إلى 291 مليار يورو، وفقاً ليوروستات.

وتتزامن زيارة شي مع موجة من التحقيقات التي يجريها الاتحاد الأوروبي لمكافحة الدعم الذي تتلقاه الشركات الصينية من حكومتها، بما في ذلك إجراء تحقيقات موسعة في مجال السيارات الكهربائية، وهي صناعة سعت فرنسا أيضاً إلى حمايتها من خلال دعم المصنعين المحليين والأوروبيين.

وقالت فون دير لاين إن "المنتجات الصينية المدعومة مثل السيارات الكهربائية أو الصلب تغمر السوق الأوروبية، وفي الوقت نفسه، تواصل الصين دعم قطاع التصنيع بشكل كبير، وإذا أضفنا إلى ذلك الطلب المحلي الصيني الذي لا يتزايد فإن العالم لن يتمكن من استيعاب فائض الإنتاج لدى الصين".

وأضافت رئيسة المفوضية الأوروبية "ولذلك، فقد شجعت الحكومة الصينية على معالجة هذه القدرات الهيكلية الفائضة، وفي الوقت نفسه سننسق بشكل وثيق مع دول مجموعة السبع والاقتصادات الناشئة التي تتأثر أيضاً بشكل متزايد بتشوهات السوق الصينية".

الصين وكبح التنمية

ورفضت الصين مزاعم الغرب بشأن الطاقة الإنتاجية الفائضة، واتهمت الاتحاد الأوروبي بالحمائية ومحاولة كبح التنمية الاقتصادية في الصين.

وتحاول بكين الآن توجيه الاقتصاد الصيني، الذي يمر بمرحلة انتقالية مؤلمة من اعتماده على العقارات والتصنيع منخفض القيمة إلى قطاعات واعدة مثل السيارات الكهربائية وبطاريات الليثيوم والألواح الشمسية.

وفي ظل المخاوف الاوروبية من التراجع اقتصادياً في ظل التنافس بين القوتين الأوليين في العالم، أي الولايات المتحدة والصين، فتحت بروكسل خلال الأشهر الماضية سلسلة تحقيقات بشأن حزم الدعم التي تقدمها الحكومة الصينية لبعض القطاعات الصناعية خصوصا السيارات الكهربائية.

ويخشى الأوروبيون والأميركيون من أن هذا الدعم الحكومي يقوّض المنافسة وقد يلحق ضرراً بالاقتصاد العالمي.

مخاوف أوروبا

وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية "علاقتنا الاقتصادية والتجارية مع الصين واحدة من الأهم في العالم، ناقشنا اليوم الاختلالات التي لا تزال كبيرة في الميزان التجاري، وهذا أمر يثير قلقاً كبيراً"، مضيفةً "كما أظهرنا أننا سندافع عن شركاتنا وسوف ندافع عن اقتصاداتنا ولن نتردد أبداً في القيام بذلك".

وشددت فون دير لاين على أن "يكون الوصول إلى الأسواق متبادلاً بين الاتحاد الأوروبي والصين لكي تكون التجارة عادلة وناقشنا كيفية تحقيق هذا، وما زلت على ثقة من إمكانية تحقيق المزيد من التقدم".

وأضافت "في الوقت نفسه نحن على استعداد للاستفادة الكاملة من أدوات الدفاع التجاري لدينا إذا كان ذلك ضرورياً على سبيل المثال منذ بضعة أسابيع أطلقنا تحقيقنا الأول بموجب أداة المشتريات الدولية، ولا يجوز لأوروبا أن تقبل الممارسات المشوهة للسوق والتي قد تؤدي إلى تراجع التصنيع هنا في الداخل".

علاقات معقدة

وأكدت فون دير لاين الحاجة إلى "تحسين مرونة سلاسل التوريد لدى الاتحاد الأوروبي، على سبيل المثال نقوم بمعالجة أزمة التبعية المفرطة من خلال تنويع مصادر المواد الخام المهمة، ولهذا السبب تفاوضنا على عدة اتفاقيات لتوسيع عدد البلدان التي نحصل منها على المواد الخام المهمة"، لافتةً إلى أن السوق الأوروبية ستظل مفتوحة أمام المنافسة العادلة والاستثمارات، و"لكن ليس من الجيد بالنسبة لأوروبا أن تضر بأمنها وتجعل نفسها عرضة للخطر".

وختمت فون دير لاين تصريحاتها بقول "في الختام، العلاقة بين الاتحاد الأوروبي والصين معقدة، ونحن نتعامل مع الأمر برؤية واضحة وبناءة ومسؤولة لأن الصين التي تلعب بنزاهة أمر جيد لنا جميعا. ومن ناحية أخرى لن تتردد أوروبا في اتخاذ القرارات الصعبة اللازمة لحماية اقتصادها وأمنها، ومن ثم فإننا نتطلع إلى الاحتفال العام المقبل بالذكرى الخمسين للعلاقات بين الاتحاد الأوروبي والصين".

وكتب الرئيس الصيني شي جين بينغ، في مقال موقع لصحيفة لوفيغارو الفرنسية وأعادت طباعته باللغة الإنكليزية صحيفة الحزب الشيوعي الصيني، "نرحب بمزيد من المنتجات الزراعية ومستحضرات التجميل الفرنسية عالية الجودة في السوق الصينية لتلبية الاحتياجات المتزايدة للشعب الصيني من أجل حياة أفضل".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: استثمارات اقتصاد العالم الاقتصادات الحكومة الصينية السيارات الكهربائي الرئيس الصينى الرئيس العاصمة الفرنسية العلاقات العقارات العجز التجاري رئيسة المفوضية الأوروبية تحقيقات موسعة بین الاتحاد الأوروبی السیارات الکهربائیة المفوضیة الأوروبیة فی الوقت نفسه فون دیر لاین

إقرأ أيضاً:

سفير بلجيكا بالقاهرة: مصر شريك استراتيجي لبروكسل والاتحاد الأوروبي

قال بارت دى جروف سفير بلجيكا بالقاهرة ، إن مصر وبلجيكا لديهما علاقات طويلة تجسدت فى العديد من الزيارات الملكية، آخرها العام الماضى زيارة الملكة ماتيلدا وابنتها ولية العهد إليزابيث.

سفير بلجيكا الجديد يؤكد قوة العلاقات وتميزها بين بلاده ومصر بها 500 ألف وردة| سجادة عملاقة من الزهور وسط أشهر ميادين بلجيكا


فيما أكد السفير البلجيكي مواصلة تعزيز العلاقات مع مصر والتى تعتبر شريكا استراتيجيا لبلجيكا والاتحاد الأوروبى، مثمنا الدور المحورى لمصر فى المنطقة على الصعيدين السياسى والإنسانى.

وأوضح السفر البلجيكي بالقاهرة أن مصر وبلجيكا تجمعهما علاقات اقتصادية ممتازة تتضح فى العديد من المشاريع المشتركة مثل المتحف المصرى الكبير و مشروع الهيدروجين الأخضر الذى وقعته مجموعة هايبورت خلال منتدى الاستثمار المصرى - الأوروبى فى يونيو الماضى.


وأكد السفير البلجيكي ضرورة مواصلة دعم المواطنين البلجيكيين فى مصر أو للمساعدة فى عمليات الإجلاء المستقبلية من غزة - بالتنسيق الوثيق مع مصر لافتا إلي تأييد بلجيكا للأمم المتحدة بصفتها الركيزة متعددة الأطراف للنظام الدولى، ويجب أن تتمكن وكالات الأمم المتحدة مثل الأونروا فى الاستمرار فى أداء دورها الهام وفق ميثاق الأمم المتحدة.

مقالات مشابهة

  • الاتحاد الأوروبي: قلقون من دعم الصين وإيران وكوريا الشمالية لروسيا
  • الصين.. ارتفاع الطلب على "الليثيوم" يُعزز الأسعار المحلية وسط فائض عالمي مستمر
  • وزير خارجية فرنسا: الاتحاد الأوروبي يدرس فرض عقوبات على الجهات التي تزعزع الاستقرار بالشرق الأوسط
  • الصحفية السودانية صباح أحمد: تنتقد غياب التضامن من النقابة والشبكة تجاه التهديدات التي تطالها
  • أوروبا تعيد النظر في حدودها.. هل “الوحدة الأوروبية” في خطر؟
  • سفير بلجيكا بالقاهرة: مصر شريك استراتيجي لبروكسل والاتحاد الأوروبي
  • «بايدن» لنظيره الصيني: منافسة واشنطن وبكين يجب ألا تتحول إلى نزاع
  • وزير الخارجية الصيني يطالب كندا برفع القيود عن المنتجات الصينية
  • روسيا تنتقد رئاسة الدنمارك لمنتدى منظمة الأمن والتعاون في أوروبا
  • شيري الصينية تتعاون مع شركة إسبانية لتجنب التعريفات الأوروبية