رفض قاضٍ هندي شكوى امرأة، تقول إن زوجها مارس "جماعا غير طبيعي"، معتبرا أن قانون البلاد لا يعتبر  إجبار الزوج لزوجته على ممارسة أفعال جنسية جريمة.

ويُسلط الحكم، الصادر عن المحكمة العليا في ماديا براديش، الأسبوع الماضي، الضوء على ثغرة قانونية في الهند لا تجرم الاغتصاب الزوجي من قبل الزوج ضد زوجته، إذا كانت تزيد عن 18 عاما، حسبما نقلته شبكة "سي ان ان".

ويحاول النشطاء تغيير القانون منذ سنوات، لكنهم يقولون إنهم يواجهون المحافظين الذين يجادلون بأن تدخل الدولة يمكن أن يدمر تقاليد الزواج في الهند.

ولم يقل القضاء الهندي كلمته بعد في النقض المقدّم، بعد أن أصدرت محكمة دلهي العليا حكما منقسما حول هذا التغيير القانوني عام 2022، مما دفع المحامين لتقديم استئناف أمام المحكمة العليا في البلاد لا يزال ينتظر النظر فيه.

ووفقًا لأمر المحكمة العليا في ماديا براديش، أخبرت المرأة الشرطة أن زوجها جاء إلى منزلها عام 2019، بعد فترة وجيزة من زواجهما، ومارس عليها "جماعا غير طبيعي"، بموجب المادة 377 من قانون العقوبات الهندي.

وتشمل الجريمة "المعاشرة الجسدية غير القانونية ضد نظام الطبيعة مع أي رجل أو امرأة أو حيوان"، وكانت تستخدم تاريخيا لمقاضاة الأزواج من نفس الجنس، قبل أن تلغي المحكمة العليا تجريم المثلية الجنسية عام 2018.

ووفقا لوثائق المحكمة، زعمت المرأة أن زوجها كرر هذا السلوك "في مناسبات متعددة"، وأنه هددها بالطلاق إذا أخبرت أي شخص عن الأمر، قبل أن تتقدم أخير بشكوى للمحكمة بعد إطلاعها والدتها، التي شجعتها على التوجه للقضاء.

طعن الزوج في شكوى زوجته أمام المحكمة، وادعى محاميه أن أي "جماع غير طبيعي" بين الزوجين لا يعد جريمة لأنهما متزوجان.

وأشار القاضي، غوربال سينغ أهلواليا، في حكمه إلى استثناء الاغتصاب الزوجي في القانون الهندي الذي لا يجعل من إكراه الرجل على ممارسة الجنس مع زوجته جريمة، وهو من بقايا الحكم البريطاني، بعد أكثر من 70 عاما من الاستقلال.

وقال القاضي: "عندما يتضمن الاغتصاب إيلاج العضو الذكري في فم المرأة أو مجرى البول أو الشرج، وإذا تم ارتكاب هذا الفعل مع زوجته، وليس دون سن الخامسة عشرة، فإن موافقة الزوجة تصبح غير ذات أهمية .. لم يتم الاعتراف بالاغتصاب الزوجي حتى الآن".

ورفعت المحكمة العليا الهندية سن الزواج من 15 إلى 18 عامًا في حكم تاريخي عام 2017.

كما اتهمت المرأة أسرة زوجها بالتحرش النفسي والجسدي "بسبب عدم الوفاء بمطالب المهر"، وفقًا بأمر المحكمة. لا تزال المحاكمة معلقة.

وأثارت ملاحظات القاضي مرة أخرى تساؤلات بشأن معاملة الهند للنساء، اللواتي ما زلن يواجهن تهديد العنف والتمييز في هذا المجتمع الأبوي.

وخطت أكبر ديمقراطية في العالم يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، خطوات كبيرة في سن قوانين لتعزيز حماية المرأة، لكن المحامين والنشطاء يقولون إن تردد البلاد في تجريم الاغتصاب الزوجي يترك النساء دون حماية كافية.

وقالت المحامية إنديرا جايسينغ، التي تترافع مع العديد من المحامين الآخرين لتجريم الاغتصاب الزوجي إن "العديد من النساء سيستفدن" إذا تم إلغاء الاستثناء.

وتابعت: "الجريمة غير مرئية. اليوم ليس لدى هؤلاء النساء مكان يذهبن إليه.. ينبغي القضية لتكون رسالة إلى الجميع مفادها أن العنف ضد المرأة أمر جدي".

ووفقًا للمسح الصحي الوطني للأسرة 2019-2021 الذي أجرته حكومة الهند، قالت 17.6 بالمئة من أكثر من مئة ألف امرأة تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عامًا شملهن الاستطلاع، إنهن لم يتمكن من قول لا لأزواجهن إذا كن لا يردن ممارسة الجنس، بينما اعتقدت 11 بالمئة أن الأزواج كانوا محقين في ضرب أو جلد زوجاتهم إذا رفضن.

لدى النساء اللواتي يدعين تعرضهن للاغتصاب في الهند بعض السبل للإجراءات القانونية المحتملة ضد أزواجهن.

على سبيل المثال، يمكنهن السعي للحصول على أمر تقييدي بموجب القانون المدني أو التهم بموجب المادة 354 من قانون العقوبات الهندي، التي تغطي الاعتداء الجنسي أقل من الاغتصاب، والمادة 498 أ، التي تغطي العنف المنزلي.

هذه القوانين مفتوحة للتفسير ويمكن للقضاة استخدامها لفرض عقوبات بالسجن للاعتداء الجنسي في الحالات التي تدعي فيها المرأة المتزوجة تعرضها للاغتصاب، لكن الكثيرين لا يفعلون ذلك، كما قالت المحامية كارونا ناندي لشبكة "سي ان ان".

كما يتم تجاهل العديد من النساء المتزوجات عندما يحاولن تقديم شكوى إلى الشرطة، وفقا لدراسة أجريت عام 2022.

وفحصت الدراسة سجلات من ثلاثة مستشفيات عامة في مومباي من 2008 إلى 2017 ووجدت أنه من بين 1664 ناجية من الاغتصاب، لم تقدم الشرطة أي قضايا اغتصاب. 

وأبلغت 18 امرأة على الأقل عن تعرضهن للاغتصاب الزوجي للشرطة، بما في ذلك 10 نساء ادعين تعرضهن للاغتصاب من قبل شريك سابق أو زوج.

وقيل لأربع نساء صراحة من قبل الشرطة، أنه لا يمكنهم فعل أي شيء لأن الاغتصاب الزوجي لم يكن جريمة، وفقًا للتقرير.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: المحکمة العلیا غیر طبیعی

إقرأ أيضاً:

قبل مسلسل «فنجان نابليون» لـ روجينا.. أعمال رمضانية ناقشت قضايا المرأة

رمضان 2025 سيشهد وجبة درامية دسمة بعدد من المسلسلات التي ينتظرها الجمهور؛ إذ تشارك الفنانة روجينا بمسلسل يتكون من 15 حلقة، ويناقش العمل قضية مهمة تهم المرأة، بعد أن تتغير حياتها بعد يوم وليلة، باكتشافها سر كبير في حياتها وتجد نفسها تواجه تحديات كبيرة تعيد على أثرها حساباتها مرة أخرى لتستطيع النجاة بنفسها.

وتدور أحداث المسلسل في إطار دارمي اجتماعي تشويقي، وخلال المواسم الرمضانية السابقة تعود الجمهور على مناقشة قضايا المرأة.

فاتن أمل حربي في قانون الأحوال الشخصية

في رمضان 2022 قدمت الفنانة «نيللي كريم» مسلسل فاتن أمل حربي والذي ناقش قضايا المرأة والتحديات التي تواجها حال الانفصال ومشكلاتها داخل محكمة الأسرة.. وتدور أحداثه في إطار اجتماعي درامي، حول مأساة فاتن سيدة تواجه مشكلات مع زوجها «شريف يلامة» وتقرر الانفصال عنه، لتنجح في القضاء على مشكلاتها، لكنها تواجه أزمات عديدة في قانون الأحوال الشخصية، ومن ثم تتصاعد الأحداث. 

منى زكي في قانون الوصاية

وخلال الموسم الرمضاني في عام 2023، ناقشت الفنانة منى زكي القانون الأبرز وهو «قانون الوصاية».. من خلال مسلسل «تحت الوصاية» من خلال عدة قضايا تهم المرأة من خلال العمل الدرامى، بعد أن وجدت نفسها تفقد الوصاية على أولادها بعد وفاة زوجها، وفى مواجهة أسرة زوجها الذين يريدون فرض وصايتهم عليها وطفليها، فتقرر الهرب من أجل إنقاذهم  حياتها، وبعد عرض المسلسل وجهت النائبة «رانيا الجزايرلى»، طلب رسمى لوزير العدل بتغيير «قانون الولاية» على أموال اليتامى وتحويل الوصاية إلي الأم مباشرة.

نيللي كريم وميراث المرأة

رمضان 2023 قدمت الفنانة نيللي كريم مشكلات المرأة الصعيدية ومنعهم من حقهم في الميزات لأنها امرأة، وجسدت دور «نادرة» سيدة التي تعيش معاناة الحرمان والتفرقة اللذان يحاصرا السيدات في الصعيدية، وذلك بعد منعها أن ترث أرض وتحصل بدلا منها على أموال، ومن تخالف هذا العرف تعتبر خارجة من العادات والتقاليد ويعتبرونها ضد الدين، وتحاول طوال المسلسل أن تأخذ ثأر زوجها، وتعيش الصراع الدائم بين عائلتن على سوق السلاح.

روبي في حضرة العمدة

كما شهد شهر رمضان 2023  مناقشة مسلسل «حضرة العمدة» من بطولة الفنانة روبى، عن حقوق المرأة في المجتمع الصعيدي ودورها، والقضايا الذي تعاني منها المرأة في الصعيد وخاصةً القرى والتي من المفترض أن يكون تم القضاء عليها، لكنها ما زالت موجودة، وناقش المسلسل قضية « ختان الإناث» و «زواج القاصرات» و «الوصاية على الأبناء»، ودارت الأحداث حول عمدة القرية الشخصية التى تجسدها روبي بتوعيتها للناس بحلول قانونية وسليمة.

 

مقالات مشابهة

  • لأنها لم تمارس الجنس مع زوجها.. جدل تشعله امرأة فرنسية بقضية طلاق تتدخّل فيها المحكمة العليا بأوروبا
  • مقتل سيدة علي يد زوجها.. ومباحث دراو تلقي القبض على المتهم
  • قبل مسلسل «فنجان نابليون» لـ روجينا.. أعمال رمضانية ناقشت قضايا المرأة
  • «وزير الصحة»: مبادرة دعم صحة المرأة قدمت 56 مليون خدمة لأكثر من 22 مليون سيدة
  • رفع العقوبات عن شركة “Ola Energy” الليبية بحكم المحكمة العليا في موريشيوس
  • حكم الشرع في ارتداء الزوجة اللون الأسود حدادًا على زوجها
  • سيدة تلاحق زوجها بإثبات طلاق بعد تطليقه لها ورفضه توثيقه لحرمانها من حقوقها
  • المحكمة الدستورية العليا تعقد مؤتمرا عالميا لرؤساء محاكم أفريقيا
  • رضوى الشربيني تثير الجدل بتصريح صادم عن المرأة السعودية (ما القصة؟)
  • حدث وأنت نائم| إحالة داليا فؤاد إلى المحاكمة بسبب ‏‏«مخدر الاغتصاب».. وقرار ضد المتهم بالنصب على ‏‏«أفشة»‏