موقع النيلين:
2024-12-27@18:16:52 GMT

عائشة الماجدي: (رحيل محمد)

تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT


حاولت مرات ومرات أن أكتب وأُعزي الفريق البرهان في وفاة فلذة كبده لكني أتحسس بأن الوجع والألم يفوق حد المِداد وإن كان مِداد هذا المقال قطراته من حُزن وفراق …

تأكد لي أن الثبات في هذا الموقف يحتاج رجل من مواصفات خاصة قوي الشكيمة وصبور وله طاقة فوق الإحتمال وإنطبقت في هذا الظرف في الفريق البرهان …

عندما أنظر إلى رئيس مجلس السيادة الفريق البرهان وأتعاطى مجريات الأحداث أجد أن الرجل تعرض لضغط أكبر من حمل الإنسان الطبيعي سوا أتفقنا أو أختلفنا معه
تحمل كل المصائب في خمسة سنين عِجاف لو كان الرجل جبل لهُلك خمسة سنين كلها مترادفة إنتكاسة وراء إنتكاسة ومصيبة فوق مصيبة مجموعة من الحُفر والحّفِر داخلياً وخارجياً تقف في طريق الجنرال .

.

عندما جانا نبأ الحادث الأليم لإبن الفريق البرهان كُنا نتمني له دوام الصحة والعافية لأن بلدنا السودان يمر بمنعطف خطير ومؤامرة أخطر وعملاء أوسخ والرجل يقيف بين كل هذه النيران وتتلفحه من كل إتجاه يمسك بعصاة جيشه حتي يتبين له الخيط الأبيض من الأسود وحاله كحال كل والد قلبه يُحِن لولده الذي يصارع المرض في العناية المكثفة ووقتها الرجل مطالب بقلب القائد والوالد في آن واحد …

كنت متعجبة حقيقة من مقدرة الرجل على إمتصاص الألم وكمية الجلد والثبات كيف كان البرهان يسافر ويقابل مسؤولين ويجهز تشوين لجيشه ويفطُر مع جنوده ويهلل ويحضن مصابين بيته الكبير ( الجيش )

كيف تحمل البرهان هذا البعد وإبنه بين الحياة والموت كحال وجع أي والد تجاه ولده وقلبه يتلهف في أي زمن رنين هاتفه بخبر رحيل أو سوء حاله او حسن الظن وتعافي !
لم أستطيع إكمال الفيديو المشؤوم الذي حمل لنا كيفية إنزال الفريق البرهان وإمساكه لكفن إبنه داخل ( ود الأحد ) وكيف إستطاع أن يتمالك نفسه وهو يغطي جسد إبنه أمامه ( بالكوريك ) الرجل يغرف التراب وينزل به على جسد شاب غضّ نحيل أي كلمات تعبر عن ذلك وأي وجع يفوق هذا الحد !.

لحظات يكسوها الحزن والقهر وتُبللها دموع الفجيعة وذكريات شاب أنضر أراد الحياة ولكن الموازين تأتي والأقدار تُكتب…

الخيارات صعبة بين إنك قائد لجيش كله أبناءك تواري ثراهم بين حين وأخر وبين أن تواري فلذة كبدك وتنزله لقبره أنت مطالب عند البعض بأن لا تمايز في الإحساس والوجع كقائد وكوالد ولكن يبقي عندنا أن ندعو أن يهون الله عليك هذا المُصاب الجلل والفقد العظيم والكبير ..

وأنا أشهد الله كل ما قرأت في الميديا أو إلتقاني في قروبات الواتس الفسيحة يبكي ( محمد ) بحرقة ونواح ودا حالنا كسودانيين تؤلمنا (حرقة الحشا ) ويُبكينا موت الشباب ويوجعنا غيم الوليدات الذي يرحل من غير هُطول كُنا نحسب ( محمد ) وإخوته وابل يهطُل علي السودان بتميز يُذكر وإنجاز يصفق له لكن يبقي الموت مصير الأولين والآخرين…

المقام مقام عزاء وفقد ومؤاساة لا مقام إستهتار وتهكم وكل من به ذرة إنسانية ينظر إلى محمد وكأنه إبنه وأن الوجع واحد حتي وإن افترقت الطرق ولكن في المُصاب تبقي واحدة…
تعازينا الحارة إلى السيد الفريق البرهان وإلى عموم أهل ( محمد ) داخل البلاد وخارجها صادق المؤاساة والتعازي…

عائشة الماجدي

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: الفریق البرهان

إقرأ أيضاً:

محمد حسن كنجو.. سفاح صيدنايا الذي قبض عليه في عمليات طرطوس

محمد حسن "كنجو" ضابط في جيش نظام بشار الأسد، حصل على شهادة في الحقوق من جامعة دمشق، ثم التحق بالجيش وتدرج في سلك القضاء العسكري، بدءا من منصب قاضي الفرد العسكري الثاني في حلب، ثم مستشارا بمحكمة الجنايات العسكرية في دمشق، وصولا إلى منصب النائب العام العسكري بالمحكمة الميدانية العسكرية.

ويلقب كنجو بـ"سفاح صيدنايا" إذ يعد من أبرز المسؤولين عن الجرائم التي ارتكبت في سجن صيدنايا سيئ الصيت والمسؤول الأول عن الإعدامات الميدانية فيه، ويتهمه ناشطون ومعارضون وسجناء سابقون بارتكاب جرائم إعدام جماعية وأحكام تعسفية بحق آلاف السجناء في هذا السجن العسكري.

المولد والتكوين العلمي

ولد محمد حسن المعروف بـ "كنجو" عام 1957 في قرية خربة المعزة التابعة لمدينة طرطوس. وحصل على شهادة في الحقوق من جامعة دمشق مطلع ثمانينيات القرن العشرين قبل أن يتطوع في جيش نظام الأسد.

التجربة العملية

فور تخرجه من الجامعة انضم كنجو إلى قوات جيش نظام الأسد وبدأ مسيرته في القضاء العسكري. وعمل قاضيا للفرد العسكري الثاني في حلب، ثم عين مستشارا بمحكمة الجنايات العسكرية في دمشق، وتدرج ليصبح النائب العام العسكري في المحكمة الميدانية العسكرية.

الثورة السورية

في مارس/آذار2011 ومع اندلاع الثورة السورية كان كنجو يشغل منصب النائب العام العسكري بالمحكمة الميدانية العسكرية في دمشق، برتبة عميد. وقد قام خلال توليه هذا المنصب بمحاكمة عدد من المعتقلين المدنيين، إلى جانب ضباط وعناصر عسكرية متهمين بمحاولات الانشقاق عن الجيش أو بناءً على خلفيات مذهبية.

ويُعد كنجو المسؤول الأول عن إصدار آلاف الأحكام بالإعدام أو السجن المؤبد، إضافة إلى السجن لفترات طويلة بحق المعتقلين. وفقا لشهادة أحد الضباط المنشقين، تعاون كنجو مع رؤساء أفرع التحقيق في الأجهزة الأمنية على إدخال عبارة في إفادات المعتقلين تنص على "كما أقدمت بالاشتراك مع آخرين على مهاجمة حاجز كذا أو مركز كذا أو النقطة كذا (مواقع عسكرية للنظام) بالأسلحة النارية، مما أدى إلى استشهاد عدد من عناصر هذه المواقع أو إصابة آخرين".

إعلان

وإضافة لذلك يتم إجبار المعتقلين على توقيع الإفادات دون الاطلاع على محتواها، وتُستخدم العبارة المتفق عليها باعتبارها حجة لفرض أحكام الإعدام بالتنسيق بين كنجو والأجهزة الأمنية، حتى في الحالات التي يثبت فيها براءة المعتقل.

وأشارت إفادات كثير من المعتقلين الناجين إلى أن المحاكمة الواحدة لا تستغرق أكثر من دقيقة إلى 3 دقائق، يُمنع خلالها المحكوم من الحديث، ويتم إخراجه فور صدور الحكم. وعلى الرغم من أن المحكمة كانت تُدار لفترة من الزمن برئاسة اللواء شيخ جابر الخرفان، فإن النائب العسكري كنجو كان يتمتع بالسلطة المطلقة.

واستمر الوضع على ما هو عليه حتى تمت ترقية كنجو إلى رتبة لواء وتعيينه رئيسا للمحكمة.

وفي شهادة أحد الناجين من سجن صيدنايا ذكر أنه "عند دخول المعتقلين إلى القاضي، لا تُعقد محاكمة حقيقية، بل الجلسة شكلية وسريعة لإقرار التهم الواردة في الملفات المُحالة من فروع الأمن، وكان كنجو يقرأ التهم علينا. ورغم إنكارنا، كان يخاطبنا كخصم وليس كقاض يُفترض أن يكون حياديا. وكان سلوكه سياسيا بحتا وليس قانونيا. وكان يعلم بما يحدث من انتهاكات على أيدي عناصر الأمن خارج المحكمة، لكنه ينكر ذلك علانية. ورأيت صديقا لي ينزف دما بسبب تعرضه للضرب قبل الجلسة. وعندما سأله كنجو عن السبب أجابه "اسأل عناصرك بالخارج، هم من فعلوا ذلك" فرد عليه "أنت هنا في محكمة، وهذا لا يحدث".

كما أشار تقرير صادر عن مركز توثيق الانتهاكات في سوريا -حول قانون مكافحة الإرهاب رقم 19- إلى أن كنجو كان من بين القضاة البارزين الذين استخدموا أساليب غير إنسانية في التعامل مع المعتقلين.

عملية طرطوس

عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت حكومة تصريف الأعمال السورية عملية أمنية يوم 26 ديسمبر/كانون الأول من العام نفسه بريفي طرطوس ودمشق ضد "فلول النظام" المخلوع، وحددت مهلة لتسليم السلاح بعد اشتباكات جرت في اللاذقية وحمص أسفرت عن قتلى وجرحى.

إعلان

وكشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الاشتباكات التي وقعت يوم 25 ديسمبر/كانون الأول 2024، جاءت أثناء محاولة القوات الأمنية القبض على كنجو الذي وصفه بأنه "أحد المسؤولين عن جرائم سجن صيدنايا".

وأثناء العملية، اعترضت القوات الأمنية شقيق كنجو وشبابا مسلحين آخرين وطردوا الدورية الأمنية من خربة المعزة، ونصبوا لها كمينا قرب القرية، واستهدفوا إحدى سيارات الدورية مما أدى لمقتل 14 عنصرا من قوى الأمن العام.

ويوم 26 ديسمبر/كانون الأول، أعلنت إدارة العمليات العسكرية إلقاء القبض على كنجو في مسقط رأسه بقرية خربة المعزة في ريف طرطوس الجنوبي.

الوظائف والمسؤوليات مدير إدارة القضاء العسكري. رئيس المحكمة الميدانية العسكرية. النائب العام العسكري بالمحكمة الميدانية العسكرية.

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تحكي قصتها مع الرجل الذي اشتهر بحبها وإعجابه بها: (بجيني في البيت الساعة 3 صباحا وخلع ملابسه أمامي في إحدى حفلاتي وفضحني في سوق أم درمان)
  • تشكيل الفريق الأول لكرة القدم سيدات بالزمالك قبل مواجهة إنبي
  • مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
  • رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
  • محمد حسن كنجو.. سفاح صيدنايا الذي قبض عليه في عمليات طرطوس
  • الزمالك يستعيد نجم الفريق أمام الاتحاد السكندري
  • أبرز شخصيات عام ٢٠٢٤.. البرهان شخصية العام
  • عائشة الماجدي: انتشار تسعة طويلة بالمواتر بصورة مخيفة
  • "أبرزهم صلاح".. برشلونة يضع 6 لاعبين على أولوياته لتدعيم الفريق
  • ○ من الذي خدع حميدتي ؟