ارتفعت أسعار الذهب، الثلاثاء، مدفوعة بالرهانات على تخفيض مجلس الاحتياطي الاتحادي أسعار الفائدة في وقت لاحق هذا العام والإقبال على المعدن كملاذ آمن في ظل غموض يكتنف وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

صعود جديد

بحلول الساعة 0148 بتوقيت غرينتش، صعد الذهب في المعاملات الفورية 0.1 بالمئة إلى 2324.75 دولار للأوقية (الأونصة) بعدما زاد بما يتجاوز واحدا بالمئة في الجلسة الماضية، وفق ما ذكرته وكالة "رويترز".

وحسب مؤشرات موقع "kitco"، فقد ارتفعت أسعار الذهب خلال تعاملات، الثلاثاء، إلى 
 2,322.90 دولارا للأوقية.

كما ارتفعت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.1 بالمئة إلى 2334.30 دولار للأوقية.

لماذا؟

وقال كبير المحللين لدى سيتي إندكس، مات سيمبسون، "كان الذهب يبني قاعدة ببطء خلال الأسبوع الماضي ليظهر أن الطلب يحوم حول 2280 دولارا"، حسب "رويترز".

ويواصل الاحتياطي الاتحادي إثارة زخم حول الخطوة التالية التي من المحتمل أن تخفض أسعار الفائدة.

والإثنين، صرح رئيس بنك الاحتياطي الاتحادي في نيويورك، جون وليامز بأنه في مرحلة ما غير محددة سيخفض البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة. 

ولم يقدم جدولا زمنيا لذلك لكنه قال إن الاقتصاد يتحرك بشكل عام نحو توازن أفضل.

ويتوقع المتداولون بنسبة 64 بالمئة خفض سعر الفائدة الاتحادي في سبتمبر، وفقا لأداة فيد ووتش التابعة لسي.إم.إي.

وأضاف سيمبسون أن "المخاوف من احتمال انهيار محادثات وقف إطلاق النار في غزة" ساعدت الذهب أيضا".

المعدن النفيس "يتراجع".. هل نشهد "فرصة ذهبية" لشرائه؟ "فرصة ذهبية لشراء المعدن النفيس، كقيمة ثابتة وملاذ آمن"، هكذا ينصح مختصون تحدث معهم موقع "الحرة" المتعاملين والمستثمرين، بعد تراجع أسعار الذهب في الأسواق العالمية.

وفي تصريحات سابقة لموقع "الحرة"، أكد الباحث المختص بملف الذهب والمجوهرات، وليد فاروق، ارتباط استقرار أسعار "المعدن النفيس"، بقرارات الاحتياطي الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة.

وتقلص أسعار الفائدة الأعلى "جاذبية حيازة الذهب الذي لا يدر فائدة"، وعلى جانب آخر، ينعكس "خفض معدلات الفائدة" إيجابا على "المعدن النفيس"، الذي لا يدر عائدات، لأنه يخفض من جاذبية الاستثمارات الأخرى، حسب فاروق.

وتوقع وقتها فاروق ارتفاع أسعار الذهب "عندما يبدأ الفيدرالي الأميركي في خفض أسعار الفائدة"، والتي سيكون لها تأثير على تحركات الأسعار بالسوق المحلية.

ما علاقة صراعات الشرق الأوسط؟

وذكرت وكالة "رويترز" أن  المستثمرون يراقبون عن كثب آخر التطورات في صراع الشرق الأوسط.

وتساهم "شعبية الذهب كملاذ آمن وأداة لحفظ القيمة" في ارتفاع سعره خلال الحروب وال في وقت يشعر المتداولون بالقلق من "الاضطرابات والحروب والأزمات والتوترات الجيوسياسية"، وفق تصريحات سابقة لفاروق.

"سيناريوهان لا ثالث لهما".. كيف تؤثر توترات الشرق الأوسط على أسعار الذهب؟ "توترات جيوسياسية، ومخاوف من الرد الإسرائيلي على الضربة الإيرانية، وتوقعات باندلاع حرب إقليمية"، عوامل دفعت أسعار الذهب إلى الارتفاع لتلامس "مستوى تاريخي"، بينما يكشف مختصون عن "سيناريوهان لا ثالث لهما" للسعر المستقبلي لـ"المعدن النفيس".

والإثنين، وافقت حركة حماس المصنفة إرهابية في الولايات المتحدة ودول أخرى، على اقتراح لوقف إطلاق النار في غزة قدمته مصر وقطر، لكن إسرائيل قالت إن الشروط لا تلبي مطالبها ومضت قدما في ضربات على رفح بينما تخطط لمواصلة المفاوضات حول الاتفاق.

"هدنة مستدامة وهدوء دائم".. هل ينجح مقترح "المراحل" بوقف الحرب في غزة؟ بعد 7 أشهر من الحرب في قطاع غزة، يسود "تفاؤل حذر" الأوساط الفلسطينية والإسرائيلية والمصرية، حول التوصل لاتفاق على مراحل لـ"إرساء هدوء دائم" في القطاع المدمر، فهل يمكن وقف إطلاق النار ؟، وهل يستطيع سكان الشمال العودة لمناطقهم مرة أخرى؟

وقُتل تسعة أشخاص على الأقل في قصف إسرائيلي استهدف، ليل الإثنين-الثلاثاء، أنحاء عدة في رفح، المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة والتي تحضر إسرائيل لاجتياحها، وفق ما أفاد مستشفى محلي وكالة "فرانس برس".

واندلعت الحرب إثر هجوم حركة حماس غير المسبوق على مناطق ومواقع محاذية لقطاع غزة في السابع من أكتوبر، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص، معظمهم مدنيون، وبينهم نساء وأطفال، وفق السلطات الإسرائيلية.

وخلال هجوم حماس، خُطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليين.

وردا على الهجوم، تعهدت إسرائيل "القضاء على الحركة"، وتنفذ منذ ذلك الحين حملة قصف أتبعت بعمليات برية منذ 27 أكتوبر، أسفرت عن مقتل 34735 فلسطينيا، معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما أعلنته وزارة الصحة في القطاع.

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أسعار الفائدة أسعار الذهب إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟

 

من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الأحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.

فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأمريكية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أمريكية؟

بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.

أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.

ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.

ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.

ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.

أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.

أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أمريكية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:

مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أمريكياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أمريكية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أمريكي أكيد.

أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.

أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أمريكي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.

 

 

مقالات مشابهة

  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط!؟
  • مسؤولون سابقون يحذرون من حاجة بنك إنجلترا إلى وقف تخفيضات أسعار الفائدة
  • ضعف الدولار وتوترات أوكرانيا يدفعان أسعار المعدن الاصفر للارتفاع
  • ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
  • البنك المركزي:(152.7) طناً احتياطي العراق من الذهب
  • جولد بيليون: البورصة العالمية للذهب تتراجع 2.7% خلال أسبوع
  • O Gold و Monetary Metals يكشفان عن نموذج رائد لتأجير الذهب
  • البورصة العالمية للذهب تتراجع 2.7 % خلال أسبوع
  • مؤشرات الأسهم الأمريكية تتعافى بختام تعاملات فبراير
  • حماس: تمديد اتفاق غزة بصيغة الاحتلال مرفوض