بعد توسيع عملياته الداعمة لغزة.. هل أطاح اليمن بأمريكا من قمة هرم النظام العالمي؟
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
الجديد برس:
على وقع الإعلان اليمني للمرحلة الرابعة من التصعيد ضد الكيان الإسرائيلي، في إطار الانتصار للدم الفلسطيني المسفوك ظلماً وعدواناً تحت مقصلة الصهيونية وعلى مأدبة أممية معدومة الضمير في قطاع غزة؛ يكسر التصعيد اليمني الذي شمل 5 مسارح بحرية إستراتيجية في 3 قارات؛ أغلال الصهيونية الرابظة على صدر العالم، ويفتح عهداً جديداً قد يُعيد رسم الخارطة السياسية والعسكرية والاقتصادية للنظام العالمي، كما يفتح معه أيضاً الأمل لكافة الشعوب المقهورة.
لا شك، أن توسيع القوات المسلحة اليمنية، نطاق حصارها للملاحة الإسرائيلية ليشمل أهم الممرات البحرية في العالم، بدءاً من البحرين الأحمر والعربي وباب المندب والمحيط الهندي إلى البحر المتوسط، لا يمكن أن يكون حدثاً عابراً في مخيلة القوى الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لما له من وقع بالغ على مافيا الإجرام الصهيوني الغربي المهيمنة على القرار الدولي، وحضورها العسكري والاقتصادي على إمتداد المعمورة.
إطباق الحصار البحري على الموانئ الإسرائيلية، هو إيذان بنكوص أسهم كبرى الشركات الصهيونية، ومصرع اقتصادات الدول الغربية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالخزينة الإسرائيلية، ما يعني قطع الشريان الحيوي الهام الذي يغذي استمرار العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة أولاً، واشعال جذوة الجمر في الداخل الإسرائيلي المنقسم والملتهب على ضوء صراعات السلطة وإخفاقات غزة وأعبائها البشرية والمادية.
هذه المرحلة الجديدة التي يخوضها اليمن، في خضم معركته ضد التحالف الأمريكي الأوروبي في البحر الأحمر، هي إعلان صريح بوفاة هذا التحالف الذي فقد البوصلة والسيطرة في أهم وأقوى الاختبارات في ميادين المواجهة الحقيقية، والتي كانت محط رهانات الولايات المتحدة لتحقيق مكاسب إستراتيجية قد تساعدها في البقاء على عرش الهيمنة العالمية في ظل صراعات السيطرة والنفوذ على العالم الجديد، قبل أن تقع في فخ الشباك اليمنية.
بالتالي، فإن الوسائل العسكرية الأمريكية التي لم تمنح طوق نجاة للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر، لن تسعفها في البحر المتوسط أو في أي منطقة أخرى في العالم. وعلى ضوء ذلك يمكن القول، إن ما سيحدث في المسرح الجديد للصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية، هو أن اليمن سيعري هشاشة “القوة العظمى” على مرى ومسمع الحلفاء القابضين على الجمر في القارة العجوز، مثلما فعل ذلك وما يزال، أمام ناظري الوكلاء في المنطقة العربية.
إلى ذلك، فإن الوصول إلى البحر المتوسط وحدود أوروبا، يمنح اليمن القدرة على صياغة التوازنات العالمية على إمتداد الخارطة، بل والحق بالمشاركة في تقرير مصير مستقبل النظام العالمي القائم. ناهيك عن ذلك، فإن هذه المرحلة من التصعيد، تستنهض بواقع الأمة العربية والإسلامية من تحت أنقاض اليأس والسبات المرير بفعل الخيانات المتراكمة، إلى واقع مغاير يعيد للأمة حضورها وتأثيرها الذي يستحق في مصاف الأمم القوية والحية، وأنه لا حدود لأمنها القومي والإستراتيجي إذا ما اقتضت الحاجة.
وفي هذا السياق، فإن أهم ما يمكن ملاحظته في التصعيد اليمني لمساندة غزة، خلال مراحله الأربع، أن اليمن قشع كل الخطوط والإشارت الحمراء والصفراء التي وضعها من ينصب نفسه شرطياً للعالم طوال عقود، وغادر من باطن القوقعة التي رسمتها محددات الغطرسة ومعاهدات الانبطاح التي جيء بها على ظهر المشهد في أعقاب الحرب العالمية الثانية، ليقول كلمته في الميدان.
لقد تمرد اليمن عن هذه المحددات، أولا بقوة الموقف قبل تفوق السلاح، وبالشجاعة والإصرار على مقارعة أعداء الله وأعداء الإنسانية والبشرية جمعاء دون النظر لحجمهم وموقعهم الإستراتيجي، ودون الإكتراث لما يدور في لعبة الأمم وتوزيع الأدوار، وبعيداً عن حسابات الدواوين والغرف المغلقة، ولعل هذا الصدق والاندفاع خلف الانتصار للحق هو ما دفع البوارج الأمريكية والأوروبية للفرار تباعاً من البحر الأحمر. كل من اختبر قوة وصلابة اليمنيين في هذه المعركة، يدرك تماماً أن الاستعراض بالقوة وحشد حاملات الطائرات والبوارج، لا يمكن أن يوهن من عزيمتهم في خوض معركة الانتصار للقيم والأخلاق حتى صافرة النهاية.
هذا ما تؤكده أرقام ووقائع هذه المعركة، وعلى رأسها اصطياد نحو 107 سفينة بينها مدمرات وقطع حربية أمريكية وبريطانية والتي فقدت قوة ردعها بين ليلة وضحاها بعد أن أصبحت إلى أهداف مباشرة للقوات المسلحة اليمنية.
إذن.. وحده اليمن، الذي أشهر سيفه في معركة الحق والباطل، أمام أقوى الطواغيت وفي أسوأ المراحل والأوقات التي تعيشها شعوب الأمة العربية والإسلامية على وقع مسارات التطبيع والتتبيع، وضياع المواقف تحت آلات القمع والسلطوية وبين بورصات الارتزاق في مزادات الدم، ليعلن اليمن من فوق كل هذا الركام، ميلادا جديدا للأمة في أصعب فترات الصبر والامتحان، لذلك فهو أهل لخوض هذه المعركة، كما هو أهل لأن يحقق فيها انتصارا كبيرا عابرا لحدود المكان والزمان، انتصار تحتفي به الأمة وجميع الشعوب المقهورة في قادمات السنوات.
*YNP _ حلمي الكمالي
المصدر: الجديد برس
إقرأ أيضاً:
ما الذي نعرفه عن المقاتلات الأمريكية التي تقصف الحوثيين لأول مرة؟
يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ خاص:
شاركت طائرات إف-35 سي المنتشرة على متن حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن الموجودة في بحر العرب، في أحدث سلسلة من الضربات الجوية ضد أهداف يسيطر عليها الحوثيون في اليمن- حسب ما أفادت صور وزعتها القيادة المركزية الأمريكية (سنتكوم) يوم الثلاثاء.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي تشارك فيها هذه الطائرات المتطورة في هجمات ضد الحوثيين، وسبق أن هاجمت قاذفات B2 الشبحية للمرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وخلال الأيام الثلاثة الماضية هاجمت الولايات المتحدة الأمريكية محافظات الحديدة وصنعاء وعمران وصعدة بأكثر من 25 غارة جوية.
وأعلن الحوثيون يوم الثلاثاء مهاجمة حاملة الطائرات لينكولن وسفن بحرية أمريكية أخرى، واعترف البنتاغون بتعرض قواته للهجوم من الحوثيين لكنه قال إنه تصدى للهجمات. وهو اعتراف نادر من الدفاع الأمريكية بتعرضها للهجمات من الحوثيين.
كيف سيتعامل ترامب مع حرب اليمن والحوثيين؟فما الذي نعرفه عن المقاتلة الأمريكية اف -35؟
الطائرة التي تنتجها شركة “لوكهيد مارتن”، تُعد المقاتلة الأكثر تقدماً في الترسانة الأميركية، إذ تم بالفعل صناعة أكثر من 972 طائرة حربية، ويجري التخطيط لإنتاج أكثر من 3500 طائرة أخرى على مستوى العالم.
وتعتمد وزارة الدفاع الأميركية “البنتاجون” على خدمات “F-35” منذ عقود، كمقاتلة أساسية لكل من الولايات المتحدة ومجموعة من الحلفاء، تماماً مثل الدور الذي شغلته لعقود مقاتلة “F-16 Flying Falcon”.
وهي أول طائرة حربية في التاريخ تقوم بالتحليق من الأرض إلى الجو بشكل عمودي، بدون الحاجة إلى مدرج، وفقا لموقع المقاتلة على الإنترنت.
صاروخ الموجه جو-أرض (JASSM) الذي تم إطلاقه أثناء الاختبار. AFP PHOTO/US AIR FORCE (Photo by US AIR FORCE / USAF / AFP)وتتمتع الطائرة، أيضا، بخاصية “الإقلاع القصير” التي تمنحها القدرة على حمل حمولات أكبر والإقلاع من مدرج قصير للغاية.
تمثل مقاتلة F-35 الأسرع من الصوت والمتعددة الأدوار قفزة نوعية في قدرة الهيمنة على الهواء والقدرة على التواجد والبقاء في بيئات جوية معادية.
تسمح مقاتلة F-35 للطيارين باختراق أي منطقة من دون أن يتم رصدهم. وقد تم تصميم الطائرة F-35 مع وضع ساحة المعركة بأكملها في الاعتبار.
وظهرت المقاتلة إلى العلن أول مرة خلال طيران تجريبي عام 2006، وسلمت أول نماذج الطائرة إلى الجيش الأميركي عام 2010 لكنها دخلت الخدمة رسميا عام 2015.
خلال هذه الأعوام كانت الشركة المصنعة تختبر وتحلق بالموديلات الأكثر حداثة من الطائرة، F35 A و B و C والمصممة خصيصا للعمل مع أفرع محددة من القوات المسلحة.
ووفق تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فإن بإمكان الاضطلاع بتنفيذ المهام، التي كانت تقوم بها عادة عدة طائرات متخصصة مثل: القتال الجوي والقصف جو – أرض وعمليات الهجوم الإلكتروني والاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
ويمكنها اكتشاف مركبات وطائرات العدو قبل وقت طويل من رصدها، حيث صمم شكلها الخارجي ومنصات الأسلحة والوقود وأجهزة الاستشعار المدمجة لتحقيق أقصى أداء للتخفي.
يستطيع الطيار من خلال الخوذة المتطورة التي يرتديها البقاء على معرفة تامة بما يجري في ميدان المعركة لعشرات الأميال، حيث تستطيع رادارت الطائرة المتطورة التقاط وتحليل بيانات المركبات المعادية واستهداف العديد منها في وقت واحد. وتبلغ قيمة الخوذة وحدها 400000 دولار.
خوذة الطيار في اف-35 REUTERS/Gary Cameronيمنح محرك الطائرة المتطور مسافة تحليق أطول بـ30 بالمئة مقارنة بالنماذج السابقة، كما إنها تمتلك نظام أسلحة من الجيل الخامس JASSM القادر على تحطيم الأهداف بدقة من مسافات كبيرة تجعل الطائرة آمنة ضد نظم الدفاع الجوي.
وتصف شركة لوكهيد مارتن النظام بأنه “أول صواريخ كروز” المحمولة جوا التي صنعتها.
مواصفات المقاتلة هي التالية:
عدد أفراد الطاقم: 1
قمرة قيادة: 1
الطول: 15.7 متر
السرعة القصوى: 1.6 ماخ (1930 كلم/ساعة)
المسافة بين جناحيها: 10.7 متر
نصف قطر الدائرة القتالية: 1135 كلم
المدى: 2220 كم بالوقود الداخلي
أقصى سعة للوقود: 8382 كلغ.
المصادر: وسائل إعلام أمريكية