هآرتس: خمس قتلى الجيش الإسرائيلي سقطوا بـنيران صديقة
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، إن ما لا يقل عن 43 جنديا إسرائيليا قتلوا بـ"نيران صديقة" منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على غزة قبل نحو سبعة أشهر.
وفي تفاصيل الأحداث التي أودت بحياة الجنود، قالت الصحيفة إن اثنين وعشرين جنديا قتلوا بنيران صديقة (من قبل جنود آخرين)، فيما قُتل خمسة آخرون بنيران غير منتظمة جراء قذائف هاون أو قنابل جوية، والباقون في حوادث تشغيلية.
ومنذ بدء العملية البرية الإسرائيلية في أواخر أكتوبر الماضي، قُتل 266 جنديا، وفق أرقام رسمية، ما يجعل القتلى بنيران صديقة يمثلون نحو خمس الحصيلة الإجمالية، وفق الصحيفة.
علاوة على ذلك، جرح 54 جنديا بنيران صديقة، و34 بنيران غير منتظمة (من الآليات)، و456 في حوادث عملياتية أخرى.
إلى ذلك، أشار التقرير إلى أن معظم حوادث النيران الصديقة في الحرب لها خصائص مماثلة.
وتشير الاستفسارات الداخلية والأحاديث مع كبار الضباط، وفق الصحيفة، إلى أن معظم الحالات تعود إلى انحراف القوات عن حدود القطاع وضعف التوزيع الميداني والقتال في مناطق مزدحمة بها العديد من المباني.
وقال مسؤول كبير في القيادة الجنوبية للصحيفة إن "كل حادث نيران صديقة هو حادث غير ضروري".
وتنخفض حوادث النيران الصديقة عندما تتضاءل حدة القتال، لكن الجيش الإسرائيلي لا يزال يهاجم مناطق جنوبي القطاع.
والاثنين، أعلن الجيش الإسرائيلي بأنه باشر هجمات على شرق رفح، رغم معارضة العديد من الدول، وعلى رأسها الولايات المتحدة.
الصحيفة أرجعت ارتفاع حصيلة قتلى النيران الصديقة إلى "شدة القتال ومدته، والازدحام والظروف الصعبة في الميدان".
ولأسابيع، أكدت إسرائيل أنها كانت بصدد التحضير لهجوم برّي على المدينة القريبة من الحدود مع مصر، والتي تعدّ نقطة الدخول الأساسية للمساعدات الإنسانية الى القطاع المحاصر والملاذ لنحو 1.2 مليون فلسطيني غالبيتهم من النازحين جراء الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس".
يذكر أنه حتى نهاية عام 2023، قتل 170 جنديا إسرائيليا في غزة، بينهم 29 إما برصاص زملائهم الجنود أو ماتوا في حوادث متفرقة تسبب بها الجيش الإسرائيلي، وفقا لبيان سابق للجيش الإسرائيلي تناقلته وسائل إعلام إسرائيلية.
وقالت شبكة "أن بي سي" الأميركية وقتها، تعليقا على تلك الحوادث إن "ما يقرب من 1 من كل 5، أو 17%، من إجمالي خسائر إسرائيل من الأرواح البشرية، لم تأت من حماس".
وكثيرا ما يتسبب القتال في المناطق الحضرية في أخطاء تقنية قد يرتكبها الجنود تتسبب في مقتل زملائهم، لكن أغلب الدول لا تنشر بيانات عن القتلى بسبب النيران الصديقة.
الإذاعة الأميركية العامة "أن بي آر" قالت -في نفس الفترة- إن ما يقرب من 20 بالمئة من القتلى العسكريين الإسرائيليين منذ بدء الحرب في غزة، كانت ناجمة عن نيران صديقة.
تقرير "أن بي آر" كشف أن 36 قتيلا من أصل 188 قتلوا بنيران صديقة، ونقل عن خبراء قولهم "إنها واحدة من أعلى النسب في التاريخ العسكري الحديث".
واندلعت الحرب في قطاع غزة بعد هجوم غير مسبوق لحركة حماس في السابع من أكتوبر أسفر عن مقتل أكثر من 1170 شخصا، معظمهم مدنيون، حسب السلطات الإسرائيلية.
وخُطف أكثر من 250 شخصا ما زال 129 منهم محتجزين في غزة توفّي 35 منهم، وفق مسؤولين إسرائيليّين.
وتعهدت إسرائيل، ردّا على الهجوم، "القضاء" على حماس، وتنفذ منذ ذلك الوقت، حملة قصف مدمّرة وعمليات برية في قطاع غزة، تسبّبت بمقتل أكثر من 34 ألف شخص غالبيتهم مدنيون، وفق وزارة الصحة في القطاع.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی النیران الصدیقة بنیران صدیقة
إقرأ أيضاً:
نتائج تحقيقات الجيش الإسرائيلي: فشل كارثي في 7 أكتوبر
نشر الجيش الإسرائيلي نتائج تحقيقاته في إخفاقاته التي قادت إلى فشله: في توقع الهجوم الفلسطيني يوم 7 أكتوبر/تشرين الثاني 2023 من غزة، والاستعداد له، والأهم في طريقة مواجهة الأمر بعد حدوثه.
وتظهر التحقيقات إقرارا عسكريا بفشل ذريع على كل المستويات واعترافا بأن الفشل كان أعمق من أن يلخص بإهمال في يوم الهجوم، وأن الجيش يتحمل مسؤوليته بشكل كامل رغم أن الذنب في ما جرى أوسع من حصره في الجيش فقط. وركزت التحقيقات على الجوانب العملياتية للفشل من جهة وعلى المواضع الاستخبارية والمفهوماتية التي حكمت سلوك الجيش في تعامله مع 7 أكتوبر/تشرين الأول.
ووفق معاريف الإسرائيلية فإن الجيش "أجرى 77 تحقيقاً في الحرب. وقد تم تقسيمها إلى 4 مجموعات: التحقيقات العامة والتحقيقات الاستخباراتية، اتخاذ القرارات ليلة 6-7 أكتوبر، عمليات الجيش الإسرائيلي، التحقيق في المعارك.
وكان محور التحقيقات هو السؤال المركزي: كيف وصلت دولة إسرائيل إلى حالة تتعرض فيها للهجوم بطريقة قاتلة من دون أن تنجح كافة أنظمة الاستخبارات في توفير تحذير منها "وكيف سمحت إسرائيل لوحش إرهابي أن ينمو ويتطور على الحدود على بعد أمتار قليلة من منازل سكان منطقة بأكملها".
إعلان عائلات القتلىوتضاربت تقديرات المعنيين بشأن ما إذا كان الجيش قد وضع إصبعه على كل مواضع الخلل ومواقع الفشل، أم أنه حاول تغطية بعض الأمور ولم يكشف عنها. وأثار نشر التحقيقات ردود فعل غاضبة من جانب عائلات الضحايا من جهة، ومن جانب بعض الجهات السياسية خصوصا في رئاسة الحكومة. فقد اتهم نتنياهو الجيش بعدم إطلاعه على التحقيقات قبل نشرها خصوصا في ما يتصل بالجانب المفهوماتي حيث رأى الجيش أن نتنياهو كان معنيا بعدم التصعيد مع غزة لاعتبارات سياسية. وتشكل هذه الزاوية مظهرا من مظاهر التصادم بين المستويين السياسي والعسكري بشأن الحرب وإدارتها والعبر المستخلصة منها والمسؤولية عنها.
وقد نشرت وسائل الإعلام الإسرائيلية نتائج التحقيقات بإسهاب كبير مظهرة اعتراف الجيش بالكثير من المثالب وإقراره أن 7 أكتوبر كان "حدثا كارثيا لا يمكن تغطيته بأية إنجازات ميدانية". وتحدثت العناوين حتى عن أن "دمار إسرائيل" -وفق التحقيقات- "لم يكن مهمة مستحيلة" في ضوء ما تبدى من إخفاقات ينبغي ألا تتكرر في المستقبل.
وبحسب التحقيقات فإن كل التدابير -التي اتخذتها إسرائيل حتى 7 أكتوبر/تشرين الأول قبالة غزة لمواجهة احتمالات وقوع هجمات من هناك- فشلت على أرض الواقع، وأن الاستعدادات كانت صفرا. كما أن إسرائيل -وفق معاريف- تصرفت بشكل أعمى ضد حماس في غزة لأكثر من عقد من الزمان، وأن التحقيقات الكاملة ترسم "صورة مخيفة وغير مسبوقة" حيث إن الفشل كان في البر والبحر والجو على حد سواء. بل إن الجيش نفسه بعد نشره التحقيقات أقر بأن "الفشل تاريخي ويتطلب التعلم لأجيال" وأن "التحقيقات لا تقدم تفسيرات مرضية".
59 مساراوتظهر التحقيقات مقتل 1320 مدنياً وعسكرياً، بينهم 457 عسكرياً وعنصراً من قوات الأمن والإنقاذ، و"اختطاف 251″ وإصابة الآلاف، واقتحام نحو 5500 مقاتل فلسطيني الحدود الإسرائيلية في 3 موجات خلال 6 ساعات. وقد اقتحم المقاتلون الفلسطينيون السور الأمني الحدودي في 114 نقطة اختراق، وتحركوا على طول 59 مسار هجوم في طريقهم إلى المدن الجنوبية والوسطى.
إعلانوفي الوقت نفسه، حاولت 7 قوارب تحمل 50 مقاتلا اختراق الحدود البحرية في طريقها إلى مراكز إستراتيجية، وفي الجو تعرضت إسرائيل لهجوم من قبل 63 طائرة، بما في ذلك 6 طائرات شراعية و57 طائرة بدون طيار.
وتشير التحقيقات إلى أن الموجة الأولى في الاقتحام الفلسطيني شملت 1175 مقاتلا فلسطينيا تحت تغطية صاروخية ومدفعية تمثلت في 1400 صاروخ وقذيفة، في حين كانت القوة الإسرائيلية الموكلة بحماية الحدود من فرقة غزة تتألف فقط من 767 جنديا. كما لم تكن هناك من الدبابات الجاهزة للقتال إلا 14 دبابة و3 مركبات استطلاع جوي.
وواضح أن قوات حماس والمقاومة المشاركة في الموجة الأولى أفلحت في تدمير بنية القيادة والسيطرة في فرقة غزة خلال الدقائق الأولى من الهجوم مما سهل عليها قتل معظم القادة العسكريين الإسرائيليين في المنطقة على مستوى الفصائل والسرايا والكتيبة و3 من قيادات الألوية. وحسب التحقيقات، قتل خلال الساعات الأولى من الهجوم 157 جنديا في معارك الجدار الأمني وفي المستوطنات الحدودية.
وينقل المراسل العسكري لصحيفة معاريف عن التحقيقات إشارتها إلى "عدم جاهزية كافة التشكيلات، بما في ذلك انهيار الاستخبارات العسكرية وجهاز الأمن العام (الشاباك)". وقد هُزمت فرقة غزة في أول ساعتين من الحرب. ولم يتمكن الجيش الإسرائيلي من وقف الهجوم الفلسطيني إلا الساعة 12 ظهراً ـبعد 6 ساعات ونصف الساعة من بدء الحملة. ومر يوم آخر قبل أن تعلن القيادة الجنوبية عن نجاحها في "السيطرة على كامل المنطقة التي اخترقتها القوات الإرهابية من البلاد."
فرقة غزةكما أن المراسل العسكري لصحيفة "يديعوت" يوآف زيتون كتب أنه "منذ عام 2016، وبالتوازي مع بناء الجدار الأمني، طور الجناح العسكري لحماس تدريجياً خطة لكسر دفاع فرقة غزة" عبر هجوم واسع النطاق لسحق الفرقة، واحتلال الأراضي في الغلاف، وتنفيذ عمليات داخلها ومنها، بما في ذلك عمليات القتل والخطف. وقد تم تسريع الاستعداد بشكل كبير قبل عملية "حارس الأسوار". وقد أسمت إسرائيل التصدي لفكرة الهجوم لفلسطيني من غزة بخطة "أسوار أريحا". وفي نظره "كان هذا هو المفترق المركزي والمصيري، وفقًا أيضًا لتحقيقات أخرى أجراها الجيش الإسرائيلي".
إعلانوعند هذه النقطة، تباعدت الطرق التي رأى بها الجانبان الصراع: كانت إسرائيل مقتنعة بأن حماس تعرضت لضربة قاتلة، بما في ذلك أنفاقها القتالية (عملية الخداع التي نفذتها القيادة الجنوبية والتي فشلت). وكدليل على ذلك، استنتجت خطأً أن حماس ردعت عن الانضمام إلى جولتي القتال المستمرتين منذ ذلك الحين (فجر، الدرع والسهم") تاركة الجهاد الإسلامي بمفرده".
وفي كل حال أظهرت التحقيقات أن حماس كانت تخطط لهجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول منذ أكثر من عقد من الزمان، وبإيمان أن هذا سيقود إلى انهيار إسرائيل. وأنها ألمحت إلى ذلك عبر إشارات واضحة أهملتها العين الإسرائيلية، وهذا موضوع آخر يتعلق بالفشل الاستخباري. كما أن إخفاق إسرائيل في إلحاق ضرر قاتل بحماس في حرب 2016 شجع حماس على الاعتقاد بقدرتها على هزيمة إسرائيل. وهنا بدأت حماس ببناء القوة التنفيذية لتنفيذ الخطة الإستراتيجية للهجوم عبر عملية الخداع الإستراتيجي والتي وصفها الجيش في تحقيقاته بأنها "واحدة من أكبر الخطط في التاريخ العسكري. وتكشف تحقيقات جيش الدفاع الإسرائيلي أن حماس كانت على وشك تنفيذ الخطة مرتين قبل السابع من أكتوبر، وأرجأت تنفيذها مرتين قبل وقت قصير من تنفيذها: المرة الأولى في أكتوبر/تشرين الأول من العام السابق خلال أكتوبر/تشرين الأول 2022، ثم في أبريل/نيسان 2023 خلال عطلة عيد الفصح. وفي كلتا الحالتين السابقتين -وكذلك القضية الحقيقية التي وقعت في السابع من أكتوبر/تشرين الأول- فشلت شعبة الاستخبارات وجهاز الأمن العام (الشاباك) في التنبؤ بهذا الأمر وتقديم تحذير".
تسلسل الأحداثعموما، فاجأ هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجيش الإسرائيلي بطريقة لم يكن أحد في هيئة الأركان العامة أو الجيش بأكمله مستعدًا لها على الإطلاق. وحسب "معاريف" فإن "الصور من مقر القيادة في هكريا في الدقيقة 06:29 تحكي القصة كاملة. وفي "المرصد" يجلس ضابط برتبة رائد ورقيب عمليات. وبعد 30 دقيقة، الساعة 07:05، اضطر رئيس قسم العمليات في هيئة الأركان العامة إلى الإعلان -بمبادرة منه- في مجموعة واتساب لضباط اتصالات الجنرالات "نحن في حالة حرب". وفقط الساعة السابعة و3 دقائق تصدر طلبات لقائد سلاح الجو بإطلاق الطائرات للتصدي من دون أن تتوفر لها أية معلومات. وحوالي الساعة الثامنة، يطلب رئيس شعبة العمليات استدعاء 100 ألف جندي من قوات الاحتياط للخدمة تحسبا أيضا لانفجار الوضع على الحدود مع لبنان. وفي التاسعة إلا ربع، يبدأ وزير الحرب أول تقييم لموقف، ويجري أول حوار مع رئيس الحكومة الساعة العاشرة إلا ربع صباحا.
إعلانوفي هذه الأثناء، كان الفشل جليا ليس فقط في مستوطنات غلاف غزة وليس في المواقع العسكرية هناك، وإنما في كل مكان وصل إليه المقاتلون الفلسطينيون. وحدث هذا مثلا عندما عجزت البحرية الإسرائيلية عن اعتراض زوارق هجومية فلسطينية هاجمت مواقع في زيكيم. وظهر أن قوات من لواء غولاني أرسلت لمواجهة القوة البحرية عند زيكيم "تجنبت الاشتباك مع المخربين وفرت من المكان. وعلى شاطئ زيكيم قتل 17 مدنيا".
وعموما، تؤكد التحقيقات الإسرائيلية أنه كانت لقوات المقاومة اليد العليا والسيطرة شبه التامة على الميدان في الساعات الست الأولى، وأن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق سيطرة على الموقف إلا ساعات الليل، وأن عملية تطهير منطقة الغلاف من المهاجمين الفلسطينيين استمرت عدة أيام. ويعود نجاح قوات المقاومة وفشل الدفاعات الإسرائيلية بشكل أساسي إلى توفر 3 عوامل: المفاجأة التامة وغياب التحذير الاستخباري، الهجوم الواسع النطاق على طول الجبهة وعدم جاهزية القوات الإسرائيلية، تفاقم الإحساس الإسرائيلي الأولي بالفشل جراء العجز عن تكوين صورة للموقف بفعل انهيار المنظومة الدفاعية بانهيار بنية وهياكل فرقة غزة. وهذا ما قاد حتى إلى غارات إسرائيلية على سيارات من دون تمييز بين مهاجمين فلسطينيين ومدنيين إسرائيليين. كما قصف الجيش برا وجوا أماكن يوجد فيها "رهائن" ضمن مبدأ هانيبعل لمنع الوقوع في الأسر.
نظرية جديدةوقادت صدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول الجيش الإسرائيلي إلى صياغة نظرية حرب جديدة تقوم على مبدأ حظر السماح بتطور أي تهديد بالقرب من الحدود، ووجوب أن يكون الجيش مستعدًا لمواجهة أي هجوم مفاجئ وواسع النطاق من منظور متعدد السيناريوهات. وطبعا هذا يتطلب توسيع القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي بشكل كبير، وإجراء تغييرات جذرية في شعبة الاستخبارات. وفضلا عن ذلك، الاهتمام بالاستعداد الدائم، وتوفير قوة كافية على أهبة الاستعداد، وخطط جاهزة على الدوام لتنفيذ هجوم حاسم في أي من الجبهات.