مسؤولو حماس يكشفون تفاصيل الاتفاق.. وهجوم إسرائيلي يلقي بشكوك حول مصير الهدنة
تاريخ النشر: 7th, May 2024 GMT
بينما أعلنت إسرائيل أنها تدرس الرد على مقترح مصري وقطري للهدنة وافقت عليه حركة حماس، بدأت في شن هجوم عسكري على مدينة رفح، ما أثار تساؤل بشأن مصير المحادثات ووقف إطلاق النار.
وبعد ساعات من إصدار الجيش الإسرائيلي أوامر إخلاء لسكان مدينة رفح التي نزح إليها أكثر من مليون فلسطيني من مناطق الشمال ووسط قطاع غزة بسبب الحرب المستمرة منذ سبعة أشهر، أعلنت حركة حماس موافقتها على مقترح يفضي لوقف إطلاق النار خلال وقت لاحق الاثنين.
استنادا إلى التفاصيل التي أعلنها حتى الآن مسؤولو حماس ومسؤول مطلع على المحادثات، فإن الاتفاق الذي أعلنت الحركة الفلسطينية موافقتها عليه يشمل ما يلي، بحسب وكالة رويترز.
المرحلة الأولى– وقف إطلاق النار لمدة 42 يوما
- إطلاق حماس سراح 33 من الرهائن الإسرائيليين مقابل الإفراج عن فلسطينيين من السجون الإسرائيلية
- سحب إسرائيل قواتها جزئيا من غزة والسماح للفلسطينيين بحرية الحركة من جنوب القطاع إلى شماله
وقال مدير تحرير صحيفة "الأهرام" الحكومية المصرية أشرف أبو الهول في حديث مع موقع "الحرة"، إن "إسرائيل أبدت موافقتها على إطلاق سراح 900 من الفلسطيينيين من المدنيين وبعضهم من أصحاب المحكوميات المرتفعة، مقابل إطلاق حماس 40 مدنيا في المرحلة الأولى لكن العدد تقلص إلى 32 رهينة إسرائيلية لأن حماس قالت إن هذا هو العدد الذي تحت يدها أحياء من النساء والأطفال".
المرحلة الثانية- فترة أخرى مدتها 42 يوما تتضمن اتفاقا لاستعادة "هدوء مستدام" في غزة، وهي عبارة قال مسؤول مطلع على المحادثات، وفقا لرويترز، إن حماس وإسرائيل اتفقتا عليها من أجل عدم مناقشة "وقف دائم لإطلاق النار".
- انسحاب كامل لمعظم القوات الإسرائيلية من غزة.
- إطلاق حماس سراح أفراد من قوات الاحتياط الإسرائيلية وبعض الجنود مقابل إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين.
وقال أبو الهول لموقع "الحرة": "لم يحدد عدد الجنود ولا السجناء الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم في المرحلة الثانية، لأن حماس لم تسلم الوسطاء كشفا بأسماء الأحياء والقتلى من الرهائن ولا عدد الجنود الأحياء، لكن من المفترض أن يكون التفاوض مستمرا بشأن المرحلة الثانية خلال تنفيذ المرحلة الأولى".
المرحلة الثالثة- الانتهاء من تبادل الجثامين والبدء في إعادة الإعمار وفقا لخطة تشرف عليها قطر ومصر والأمم المتحدة.
- إنهاء الحصار الكامل على قطاع غزة.
وقال أبو الهول إن "العرض تم تقديمه للحكومة الإسرائيلية عبر الهاتف وقالوا إنهم سيبحثونه ولكن فجأة بدأت إسرائيل هجوما مباشرا على شرق رفح حتى تقطع الطريق على أي شخص يمكنه أن يهرب باتجاه الحدود المصرية".
واعتبر أبو الهول أن شن الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية في رفح يعني أن "إسرائيل ترفض المقترح أو أنها تقوي موقفها التفاوضي بحيث يمكنها أن تكتفي بقطع الطريق بين رفح المصرية ورفح الفلسطينية وتحاصر مدينة رفح بدءا من الحدود المصرية وحتى خان يونس".
"تغييرات جمة"في المقابل قال المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان إن "هذا المقترح الذي وافقت عليه حماس غير مقبول لأنه يختلف عن العرض الذي قدمته إسرائيل حيث تم إدخال الكثير من التغييرات عليه".
وأشار إلى أن "هذه التغييرات الجمة تتعلق بوقف إطلاق النار وبانسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة ورفع الحصار عن قطاع غزة".
وقال إن الحكومة الإسرائيلية ترفض تماما وقف إطلاق النار قبل القضاء على حركة حماس كما ترفض رفع الحصار عن القطاع لأن هذا يزيد من الخطر على دولتنا في المستقبل من خلال إمكانية تشكيل خط مباشر بين إيران وقطاع غزة، ومع ذلك وافقت إسرائيل على إرسال وفد إلى القاهرة لمواصلة المحادثات".
"مواصلة الحرب"واعتبر نيسان أن "كل ما وافقت عليه حماس هو نتيجة اجتياح الحي الشرقي من رفح وإمكانية الوصول إلى يحيى السنوار ولذلك إسرائيل ستواصل ضغطها ولا توافق على وقف إطلاق النار كما لا توافق على انسحاب القوات من قطاع غزة".
وأعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أن "مجلس الحرب قرر بالإجماع مواصلة العملية العسكرية في رفح من أجل ممارسة الضغط العسكري على حماس بغية دفع الإفراج عن مخطوفينا وتحقيق أهداف الحرب قدما".
وأضاف بيان مكتب نتانياهو أنه "على الرغم من أن مقترح حماس بعيد عن مطالب إسرائيل الضرورية، سترسل إسرائيل وفدا إلى الوسطاء من أجل استنفاد إمكانية التوصل إلى اتفاق بشروط ستكون مقبولة على إسرائيل".
بايدن يضغطوقال البيت الأبيض الاثنين إنه يدرس رد حركة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، مضيفا أنه يواصل الضغط على إسرائيل لمنع شن هجوم عسكري واسع النطاق على مدينة رفح بجنوب قطاع غزة.
وقال جون كيربي المتحدث باسم البيت الأبيض للصحفيين إن مدير المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز موجود في المنطقة لإجراء مباحثات بخصوص رد حماس.
وأضاف كيربي "نريد إخراج هؤلاء الرهائن، نريد التوصل إلى وقف لإطلاق النار لمدة ستة أسابيع، نريد زيادة المساعدات الإنسانية"، مشيرا إلى أن التوصل إلى اتفاق سيكون "النتيجة الأفضل على الإطلاق".
وقال كيربي إن الرئيس الأميركي جو بايدن تحدث إلى نتانياهو لمدة 30 دقيقة تقريبا في اتصال هاتفي بحثا خلاله الوضع في رفح والاتفاق المقترح بشأن الرهائن ووقف إطلاق النار، قبل تلقي رد حماس.
ووصف كيربي المباحثات بأنها كانت بناءة.
وأضاف كيربي "المكالمة لم تكن للضغط ولا للي ذراعه للموافقة على مجموعة معينة من الشروط".
وقال إن بيرنز يناقش مع إسرائيل رد حماس. وأضاف "نحن في مرحلة حرجة الآن".
وذكر كيربي أن بايدن أكد لنتانياهو مجددا موقفه الواضح بأن الولايات المتحدة "لا تدعم عمليات برية في رفح"، مضيفا أنه لا ينبغي لإسرائيل المضي قدما في خطة اجتياح المدينة ما لم تكشف عن سبل لحماية مئات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين هناك.
وقال مسؤول أميركي إن إسرائيل لا تتفاوض بنية صادقة. وأضاف لرويترز "لم يتعامل نتانياهو وحكومة الحرب مع أحدث مرحلة من المفاوضات (مع حماس) بنية صادقة على ما يبدو".
وجاءت مكالمة بايدن مع نتانياهو بعد ساعات من مطالبة إسرائيل الفلسطينيين بإخلاء أجزاء من رفح.
وأثار أمر الإخلاء مخاوف من هجوم شامل على رفح تهدد به إسرائيل منذ فترة طويلة، بعد سبعة أشهر من هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل والذي أدى إلى مقتل 1200 شخص واحتجاز 252 رهينة، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.
ويقول مسؤولو الصحة في القطاع إن الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل ردا على هجوم حماس أدت إلى مقتل أكثر من 34 ألف فلسطيني، وتدمير جزء كبير من غزة.
وقال البيت الأبيض إن "الرئيس بايدن أطلع رئيس الوزراء على الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن، بما يشمل المحادثات الجارية اليوم في الدوحة بقطر. ووافق رئيس الوزراء على ضمان فتح معبر كرم أبو سالم أمام المساعدات الإنسانية للمحتاجين".
ويقع معبر كرم أبو سالم في جنوب قطاع غزة بالقرب من رفح. وأُغلق المعبر بعد مقتل أربعة جنود إسرائيليين بالقرب منه الأحد في هجوم صاروخي أعلنت حماس مسؤوليتها عنه.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: وقف إطلاق النار حرکة حماس مدینة رفح أبو الهول قطاع غزة فی رفح
إقرأ أيضاً:
مقترح لهدنة جديدة في غزة وحماس تطالب بالضغط على إسرائيل
نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إن هناك مقترح هدنة طويلة الأمد في غزة مقابل إعادة نحو نصف المحتجزين الإسرائيليين في القطاع، فيما طالبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لوقف العدوان والعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال المسؤولون الإسرائيليون إن المقترح الجديد يتضمن إعادة نصف من تبقى من المحتجزين الذين يُعتقد أنهم ما زالوا أحياء، وعددهم 24، وجثث نحو نصف المحتجزين الذين يُعتقد أنهم لاقوا حتفهم، وعددهم 35، خلال هدنة تستمر ما بين 40 و50 يوما.
من جانبها، دعت حركة حماس المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف العدوان والعودة إلى الاتفاق وتمكين عمليات تبادل الأسرى.
ووصفت حماس رئيس الوزراء الإٍسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"مجرم الحرب"، وأكدت أن ما يشجعه على مواصلة الاستهتار بالقوانين الدولية هو غياب المحاسبة وعجز المجتمع الدولي.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن حركة حماس رفضت العرض الإسرائيلي الذي اقترحه نتنياهو الأحد.
وقال نتنياهو إن إسرائيل مستعدة للحديث عن المرحلة النهائية في الحرب، لكنه اشترط أن تشمل تلك المفاوضات إلقاءَ حركة حماس سلاحها والسماح لقادتها بالخروج من القطاع.
وأكد نتنياهو أن إسرائيل ستكثف الضغط على حركة حماس لكنها ستواصل المفاوضات. وأضاف أن استمرار الضغط العسكري هو أفضل وسيلة لضمان عودة المحتجزين.
إعلانمن جانب آخر، أكد متحدث باسم الاتحاد الأوروبي أن الاتحاد يريد استئناف المفاوضات بين حركة حماس وإسرائيل لأنها السبيل الوحيد للمضي قدما.
وأضاف المتحدث أن العودة إلى وقف إطلاق النار أمر أساسي، بما يؤدي إلى إطلاق سراح جميع المحتجزين ووقفٍ دائم للأعمال القتالية.
وشدد المتحدث الأوروبي على ضرورة كسر دائرة العنف واستئناف وصول المساعدات الإنسانية وتوزيعها، وعودة إمدادات الكهرباء إلى قطاع غزة.
ومطلع مارس/آذار المنقضي، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل للأسرى بين حركة حماس وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني 2025، بوساطة مصرية قطرية ودعم أميركي.
وبينما التزمت حماس ببنود المرحلة الأولى، تنصل نتنياهو المطلوب للعدالة الدولية من بدء مرحلته الثانية استجابة للمتطرفين في ائتلافه الحاكم.
وفي 18 مارس/آذار استأنفت إسرائيل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة التي بدأت في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 164 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.